رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2764

البرودة الشديدة في سجن النقب تصل لدرجة تجمد أطراف المعتقلين.. الشتاء يضاعف معاناة الأسرى الفلسطينيين

22 ديسمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
معاناة الأسرى تتضاعف خلال الشتاء
رام الله - حنان مطير

يعاني الأسرى في سجون الاحتلال معاناةً مضاعفةً مع دخول فصل الشتاء بسبب النقص الحاد في الملابس والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة، وخاصة السجون التي تقع في المناطق الصحراوية وهى "النقب ونفحة وبئر السبع وريمون" نظرا للأجواء الباردة جدا التي تتميز بها تلك المنطقة.

الأسير المحرر عبد الرؤوف قعدان الذي قضى 16 عامًا في السجون يؤكد لـ"الشرق" أن كل تعبيرات الألم لن تصف حقيقة المشهد الموجِع الذي يعانيه الأسير في السجن خاصة في فصل الشتاء القارس. ويروي: "أنا اليوم أجلس في بيتي وقد أغلقتُ النوافذ وأشعلت التدفئة وغطّيت نفسي بعدة أغطية لكنني كلما عدتُ بذاكرتي لأيام السجن الباردة أشعر ببرودة أطرافي رغم عوامل التدفئة المختلفة من حولي".

زنازين باردة

اعتُقِل عبد الرؤوف في شهر نوفمبر وزُجّ في الزنزانة حتى شهر يناير وهي فترة التحقيق، فقضى فترة طويلة في البرد يصفها لـ "الشرق": " في سقف الزنزانة يضع الاحتلال مُكيفًا باردًا، يضرب في الرأس، ولم يكن متوفرًا من الأغطية سوى غطاء رقيق جدًا متسخ للغاية حيث لم يُغسَل أبدًا، وغالبًا ما مضى على وجوده 20 عامًا".

ويقول: "يقضي الأسير ساعات طويلة قد تصل ليوم أو اثنين في ذلك البرد، ثم يتم استدعاؤه للتحقيق في غرفة ذات مكيف ساخن، وبعد التحقيق يعاد نقله للزنزانة الباردة".

ويضيف:" ولشدة اتساخ الغطاء ورائحته الكريهة لم أكن أحتمل وضعه على كل جسدي، لكنني من شدة البرد كنت أضعه على بطني". ويؤكد عبد الرؤوف أنّ أحدًا لا يخرج من الزنازين إلا ويعاني من آلام في الظهر.

ويصف:" كنا نسمع أسنان بعضنا البعض وهي تصطك ببعضها من شدة البرد، حيث كان الاحتلال يمنع إدخال الأغطية من قبل الأهالي، في حين تم توفيرها في "الكنتينا" بأسعار باهظة للغاية رغم رِقَّتِها فلا يكفي واحد ولا اثنان ولا حتى أربعة أغطية للحصول على الدفء".

ومن أسوأ المواقف التي كان يمر بها الأسرى -وفق عبد الرؤوف- ساعة العدّ صباحًا، حيث يأتي السجان الساعة الخامسة فجرًا كل يوم من أجل عدّ الأسرى ويجب على الأسير حينها أن يقف على الفور ويُمنع أن يضع غطاءه على جسده عند الوقوف.

ولا ينسى المُحرر ساعتيّ "الفورة" التي يخرج بها الأسرى خارج السجن في ساحةٍ مفتوحة السقف، فإن أمطرت السماء لا يمكن للأسير العودة لسجنِه إلا بعد انتهاء الساعتين تمامًا، يعلق:" كانت بعض الأيام تمرّ فنغرق في مياه المطر في فترة الفورة ولا نستطيع الهروب منه لغرفنا". ويشير إلى أنه يستحيل على الأسير أن يمر عليه شتاء دون أن يصاب بالإنفلونزا ما بين 4 - 5 مرات، ويؤكد أن 90 % من الأسرى يعانون من أمراض يُحرَجون من الحديث عنها بسبب البرد، وبسبب "البُرش" وهو فرش من الحديد مغطى بإسفنجة عرضها 4 سم فقط، وإذا وضع الأسير يده على قطعة الحديد شعر بأنه يمسك قطعة من الثلج. أما المحررة شذا حسن فقد اعتقلت في شهر ديسمبر ومكثت ستة أيام في معبار الهشارون، وهو أسوأ محطة يمكن أن يتعرض لها الأسير وفق قولها لـ"الشرق". وأضافت:" مكان بارد للغاية وغطاء خفيف جدًا، إنها المرة الأولى في حياتي التي أشعر فيها بمعنى البرد الحقيقي، كنت طوال الوقت أفرك كفيّ ببعضهما وأحاول التنفس فيهما وفي ردائي كي أحصل على شيء من الدفء".

وحول هذا الأمر طالب مركز فلسطين لدراسـات الأسرى المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر بالضغط على الاحتلال لتوفير مستلزمات الأسرى الشتوية من ملابس وأغطية مع دخول فصل الشتاء والتي يحتاجها الأسرى بشكل كبير نظراً لافتقار السجون لها.

معاناة مستمرة

وأكّد الباحث رياض الأشقر ومدير المركز لـ"الشرق" أن سلطات الاحتلال لا تسمح بإدخال الاغطية والملابس الشتوية للأسرى إلا بكميات محدودة جداً لا تكفى حاجة الأسرى، كذلك تمنع شراء بعض تلك الأصناف من الاحتياجات من كنتين السجن، وإن تتوفر تكون أسعارها مرتفعة بشكل كبير جدا، إضافة الى وجود عدد كبير من الأسرى الذين اعتقلوا حديثاً وهؤلاء لا يتوفر لديهم أي أغراض نظرا لعدم تمكنهم من الزيارة في الشهور الستة الأولى للاعتقال.

وبين الأشقر أن البرودة الشديدة في سجن النقب تصل لدرجة تجمد بعض أطراف المعتقلين من شدة البرد، مع عدم وجود وسائل للتدفئة، إضافة إلى عدم توفر المياه الساخنة بشكل دائم، مشيرا إلى أن هذه الأجواء الباردة تستمر لعدة شهور وخاصه في ظل المنخفضات التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر، مما يصيب العديد من الأسرى بالأمراض المختلفة. وحذر من الخطورة الشديدة على صحة الأسرى الذين يعانون من مناعة جسدية ضعيفة وأمراض مختلفة وتتأثر أوضاعهم الصحية سلباً مع البرد وعدم توفر التدفئة المناسبة، مما يشكل خطرًا على حياتهم، وخاصة مع عدم تقديم رعاية طبية مناسبة من إدارة السجون، الأمر الذي يؤدي الى تردي صحتهم بشكل كبير.

وأكّد أن "الاحتلال يتعمد في فصل الشتاء زيادة معاناة الأسرى عبر العديد من الممارسات القمعية وفى مقدمتها، اقتحام غرف وخيام الأسرى، لتبرير إخراجهم إلى أماكن مفتوحة في ساعات متأخرة من الليل والجلوس في العراء لساعات طويلة، في ظل البرد القارس والمطر أحياناً، هذا إضافة الى إجبارهم على إجراء العدد اليومي في الصباح الباكر جدا أو في أوقات المساء في ظل البرد أو المطر".

وطالب المركز بضرورة تدخل المؤسسات الحقوقية لتوفير الحماية للأسرى من الظروف القاسية التي يعيشونها، والعمل على توفير كل ما يلزمهم من أغراض تقيهم البرد والمطر والأمراض.

اقرأ المزيد

alsharq رابطة العالم الإسلامي ترحب بمبادرة السلام المقدمة من الحكومة السودانية لمجلس الأمن

رحبت رابطة العالم الإسلامي بمبادرة الحكومة السودانية للسلام التي قدمها كامل إدريس رئيس الوزراء السوداني، أمام مجلس الأمن.... اقرأ المزيد

54

| 29 ديسمبر 2025

alsharq الصين تعارض اعتراف إسرائيل بـ"أرض الصومال"

عارضت الصين وبشدة، اعتراف /إسرائيل/ بإقليم أرض الصومال، دولة مستقلة ذات سيادة، وكذلك اتفاقها على إقامة علاقات دبلوماسية... اقرأ المزيد

88

| 29 ديسمبر 2025

alsharq الرئيس اللبناني يؤكد أن التعاون مع مصر بمجال الغاز الطبيعي سيزيد إنتاج الكهرباء في بلاده

اجتمع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، اليوم، مع كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية المصري الذي يزور بيروت... اقرأ المزيد

60

| 29 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية