رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

507

فظائع على الأرض بجوبا ومفاوضات في فنادق فخمة

23 يناير 2014 , 07:37م
alsharq
أديس أبابا

يشهد جنوب السودان منذ أكثر من شهر معارك عنيفة تدفع مئات آلاف السكان إلى النزوح، فيما يتفاوض الخصوم بلا عجل على وقف لإطلاق النار في فنادق أديس أبابا الفخمة.

وأمضى وفدا حكومة جوبا والتمرد الذي يقوده نائب الرئيس السابق رياك مشار واللذين يتواجهان عسكريا منذ 15 ديسمبر في الدولة الفتية، أسابيع عدة مدفوعة التكاليف في فندق شيراتون في العاصمة الإثيوبية.

فشل الاتفاق

لكن لا الظروف المريحة ولا الضغوط المتواصلة من المجتمع الدولي أقنعتهم بإبرام اتفاق وإنهاء المواجهات التي أسفرت عن مقتل الآلاف إلى جانب حركة نزوح كثيفة.

وصرح أحمد سليمان من مركز الأبحاث تشاثام هاوس، أن "تجاور الأمرين مروع"، "هذا يعكس نوعا ما مصدر النزاع.. فقد عجزت النخب الداخلية في جنوب السودان عن منع توسع نزاع عنيف.. من المؤكد أن الوقت حان للتفكير في جنوب السودان ومواطنيها كبلد". وانطلقت مفاوضات السلام في مطلع يناير في أديس أبابا.. ومذ ذاك لم يسجل أي تقدم ملموس.

رفض الشروط

والمشكلة الأساسية تكمن في مسألة الإفراج عن 11 مسؤولا سياسيا مقربين من مشار أوقفوا في أول أيام المعارك. ويطالب المتمردون بالإفراج عنهم قبل توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في حين ترفض جوبا أي شرط مسبق.

ويتهم رئيس جنوب السودان سالفاكير مشار وأنصاره بمحاولة تنفيذ انقلاب، لكن مشار ينفي ويتهم خصمه باستخدام هذا الأمر ذريعة للقضاء على معارضيه.. ومشار مختبئ في مكان سري في جنوب السودان.

ورغم أن الطرفين كررا استعدادهما، بعد إزالة العراقيل، لوقف المعارك، فإنهما يكثفان الهجمات بعنف شديد.. وتم تسجيل أعمال تجنيد لأطفال وعمليات اغتصاب وقتل ومجازر وغيرها. في هذا الوقت، تسود صالونات الشيراتون أجواء أكثر "تحضرا".

فقد أمضت الوفود ساعات في ارتشاف القهوة وتذوق المأكولات الأكثر كلفة في العاصمة الإثيوبية على وقع بيانو الفندق.. وما قلل الضغط هو تسديد الهيئة الحكومية لدول شرق إفريقيا "إيجاد" التكاليف، كونها الوسيطة في المفاوضات، بمساعدة مانحين على غرار الاتحاد الأوروبي.

إبداء التوافق

ومرة واحدة منذ بدء المفاوضات أبدى الوفدان نوعا من التوافق، عندما رفضا معا في الأسبوع الفائت التفاوض في ملهى ليلي تابع للشيراتون. فقاعة الاجتماع المعتادة لم تكن شاغرة.. لكن المفاوضات استمرت نهارا، خارج دوام عمل الملهى، إلا أن الطرفين اعتبرا المكان كثير الضجيج وسيئ الإضاءة.

وفيما بدأت الفواتير ترتفع بشكل كبير، غيرت الوفود هذا الأسبوع الفندق، للانتقال إلى مؤسسة افتتحت حديثا، لكن أسعارها أكثر اعتدالا "130 دولارا مقابل 450 على الأقل في الشيراتون".

عملية "مختلة"

كما حذر الوسطاء من وقف المفاوضات في حال عدم الاتفاق على وقف لإطلاق النار. فبسبب انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي ستكون الفنادق مليئة الأسبوع المقبل في أديس أبابا.

واعتبر المحامي ديفيد تشنج من جنوب السودان وهو ناشط في صفوف المجتمع المدني أنه في جميع الأحوال، فإن هذه العملية "مختلة". وقال "هناك نوع من الدينامية المختلة في مفاوضات من هذا القبيل: يتم التكفل بحاجات المشاركين ويقيمون في ظروف مريحة مع نفقات يومية كبيرة"، ما قد يردعهم عن إبرام اتفاق بسرعة.

وتابع "أن وجودهم المريح في هذه الفنادق فيما يعاني آخرون على الأرض بسبب حربهم العبثية يظهر ببساطة مدى ابتعاد القادة السياسيين والعسكريين عن السكان".

مساحة إعلانية