رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

243

"جنيف 2" .. نافذة أمل لتحقيق تطلعات الشعب السوري

23 يناير 2014 , 05:44م
alsharq
عبد الرحيم ضرار

يترقب العالم أجمع ما ستؤول إليه حيثيات مؤتمر السلام "جنيف2" لبحث الوضع السوري والذي بدأ يوم أمس الأريعاء في مدينة "مونترو" السويسرية، حيث يعقد تحت مظلة الأمم المتحدة وبمشاركة القوى العالمية المؤثرة في آلية الفعل السياسي في المنطقة والشرق الأوسط، ويجمع مؤتمر جنيف 2 للمرة الأولى منذ إنطلاق الثورة السورية في عام 2011 بين الحكومة السورية والمعارضة ممثلة بالإئتلاف الوطني السوري بإعتبارهما طرفي الصراع المحتدم الأن في سوريا.

جانب من افتتاح مؤتمر السلام في سوريا "جنيف2" بسويسرا

الأسد لم يكن يتوقع أن تصل الثورة إلى هذا الحد من المقاومة والنضال من أجل تحقيق الحرية والديموقراطية لكافة قطاعات الشعب

وبالرجوع إلى الوراء قليلاً نجد ان نظام الأسد لم يكن يتوقع أن تصل الثورة إلى هذا الحد من المقاومة والنضال من أجل تحقيق الحرية والديموقراطية لكافة قطاعات الشعب، وذلك عندما شرع بمقابلة الشرارة الأولى للثورة والتي أطلقها أطفال درعا بالضرب والإعتقال وذلك لكتابتهم شعارات ثورية تنادي بالحرية والعدالة الإجتماعية على جدران مدرستهم، وكان ذلك في أواخر شهر فبراير 2011، ولم يعلم النظام السوري حينذاك أيضاً بأنه قد صب الزيت على النار إذ لقت عملية إعتقال هؤلاء الأطفال ردود أفعال واسعة إستنكرت هذا النهج البربري الذي مارسه نظام الأسد، ما شكل نواة لقيام ثورة شعبية شاركت فيها كل ألوان الطيف السوري، حيث بدأت عبر نداءات أطلقها ناشطون ومعارضون سياسيون على موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" للتجمع والوقوف في وجه النظام الغاشم، وحققت هذه النداءات مطلبها على أرض الواقع بخروج الناس إلى التظاهر العلني في منتصف شهر مارس 2011، لتعقبها المظاهرة الكبرى في الثامن عشر من الشهر نفسه لتنتشر بعد ذلك المظاهرات والإحتجاجات السلمية في كل أرجاء سوريا، ليعلو صوت الشعب على صوت الرصاص وليسمو شعار "لا للقمع والفساد والإستبداد ومصادرة الحريات"، ومنذ ذلك الحين تعرض الشعب السوري إلى كل صنوف التعذيب والتقتيل والإغتيال والدمار الشامل، ما دعا أعداد كبيرة من السوريين العزل لترك مدنهم وقراهم والنزوح إلى أماكن اخرى يجدون فيها نعمة السلام، فيما فضل الأخرون اللجوء إلى دول الجوار السوري، لتنفتح بذلك صفحة جديدة من معاناة الشعب السوري الصامد.

وخروج الشعب على النظام الظالم كان خروجاً سلمياً للمطالبة بحقوقه الشرعية من أجل حياة كريمة وشريفة، ولكن النظام السوري قابل هذه المطالب السلمية بالسلاح والرصاص الحي.

قصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ تتعرض له مناطق في ريف حلب

الثورة الشعبية في سوريا إرتفع سقف مطالبها ليصبح شعارها "الشعب يريد إسقاط النظام"

"الشعب يريد أسقاط النظام"

عقب إندلاع الثورة الشعبية في سوريا التي رفعت سقف مطالبها من رغبتها في الإصلاح الإقتصادي والسياسي والإجتماعي إلى المطالبة برحيل الأسد عن سدة الحكم ليصبح شعار الثوار"الشعب يريد إسقاط النظام"، الأمر الذي دعا النظام السوري على تكثيف جرائمه تجاه المدنيين العزل وتوسيع دائرة الإغتيالات وإنتهاج سياسة الترهيب والتعذيب والتجويع بل ووصل الحد إلى إستخدام الأسلحة الكيماوية، في واحدة من أبشع المجازر التي شهدها العالم في العصر الحديث، وأصبح الوضع في سوريا أشبه بالإبادة الجماعية داخل المدن والقرى والأحياء السورية، وشاركت في هذه الجرائم دول كبرى بتوفيرها للأسلحة ودعمها للنظام بالإضافة إلى مشاركة مليشيات أجنبية تقاتل جنباً إلى جنب مع قوات الأسد.

وبالرغم من ذلك إلا أن إرادة الحياة والرغبة في السلام لم تفارق طموحات وتطلعات الشعب السوري الأبي ولم تثنيه عن السير في الطريق الذي قدم في سبيله فلذات أكباده وكابد جحيم الحرب وإكتوى بنارها وفضل الصمود عن الرجوع إلى مربع الذل والمهانة، وكأن شعب سوريا العظيم يريد أن يقول في وجه النظام ما قاله الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:

"إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر..

ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر..

سوريون ينقلون جثة قتيل بطائرات النظام في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات السلام

طموح الشعب السوري يتمثل في تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة بجانب محاسبة اركان النظام الذين تلطخت ايديهم بدماء السوريين

جنيف 2 وطموحات السوريين

وعلى ضوء هذه الطموحات يتطلع الشعب السوري الذي يعيش الأن تحت رحمة البراميل المتفجرة والحصار ومآسي اللجوء والنزوح إلى مفاوضات مؤتمر جنيف2 ، وهو لن يقبل أقل من تطبيق اتفاق "جنيف1" الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة بجانب محاسبة كل اركان النظام ممن تلطخت ايديهم بدماء السوريين وشاركوا في جرائم الحرب والابادة التي حدثت خلال الثورة.

لقد عانى الشعب السوري من انقسام المجتمع الدولي وعجز مجلس الامن في القيام بواجبه المنصوص عليه في المواثيق الدوليه بتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين السلميين، قبل ان تتحول الى ثورة مسلحة بفعل قمع النظام الذي واجه الشعب وثورته السلمية بالدبابات والطائرات المقاتلة وصواريخ "سكود" وصولا الى السلاح الكيماوي طوال السنوات الثلاث الماضية. وقد آن الاوان ان يتخلى المجتمع الدولي عن خلافاته ومناوراته على حساب الدم السوري ويقود عملية السلام في "جنيف2" الى الطريق الذي يؤدي الى تلبية تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة الانسانية.

ويبدو بحسب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلام والتي عقدت الاربعاء في مونترو السويسرية، فإن الهوة لا تزال واسعة بين طرفي المفاوضات، وقد لخص الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته امام المؤتمر تلك الخلاصة بقوله: "ان أمامنا تحديات عظيمة لكنها ليست من التحديات التي لا يمكن تخطيها."

لكن مهما كانت صعوبة المهمة في "جنيف2"، الا انها ، فيما يبدو، حتى الان الطريق الوحيد لإرساء الأساس لبناء سوريا الجديدة عبر الاتفاق على حكومة إنتقالية، وهو امر لن يتحقق الا من خلال قيام المجتمع الدولي بممارسة الضغوط اللازمة على الاطراف المعنية، وقبل ذلك اتفاق السوريين على ان سوريا اكبر من كل الاشخاص.

اقرأ المزيد

alsharq هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

جددت الخطوط الجوية القطرية تأكيدها على أن سلامة المسافرين على متنها تتصدر دائماً قائمة أولوياتها، منبهة إلى مخاطر... اقرأ المزيد

7512

| 17 أكتوبر 2025

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

268

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

332

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية