رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

444

جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية الفرنسية غدا.. اختيار بين الاستمرارية الطموحة والتغيير الشامل

23 أبريل 2022 , 10:31ص
alsharq
الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022
الدوحة - قنا

للمرة الثانية خلال أسبوعين يتوجه ملايين الناخبين الفرنسيين إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي خاض جولتها الأولى اثنا عشر مرشحاً في العاشر من الشهر الجاري، وأسفرت عن صعود الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين زعيمة /حزب التجمع الوطني/ ماري لوبان لخوض الجولة الثانية يوم غد /الأحد/ والتي ستقرر هوية حاكم الإليزيه للسنوات الخمس المقبلة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتنافس فيها ماكرون ولوبان على رئاسة فرنسا، إذ سبق أن تواجها خلال الجولة الثانية من الانتخابات عام 2017، والتي انتهت بفوز سهل لماكرون، وسط تسجيل مستويات قياسية في عدد الممتنعين عن التصويت حينها، والتي ناهزت ربع الناخبين، بسبب عدم الرضا على وعود المتنافسين الاثنين.

ويصف المحللون في باريس تصويت غد /الأحد/ بأنه "اختيار بين نهجين متعارضين ومتناقضين تماماً ، على الرغم من وجودهما داخل فضاء اليمين الفرنسي، وهما الاستمرارية مع طموح للتجديد ممثلا بالرئيس ماكرون، والتغيير الجذري الشامل في السياستين الداخلية والخارجية وتمثله منافسته ماري لوبان"، ويعتبرون أن نتائج الغد ستظهر ما إذا كان الناخبون الفرنسيون، الذين يزيد عددهم على ثمانية وأربعين مليون ناخب، مستعدين لانقلاب في السياسة الداخلية لبلادهم وفي علاقاتها الدولية، وخصوصا مع القوى العظمى، أم يحبذون محافظة الإليزيه على خطه السابق الداعم للوحدة الأوروبية، وللمهاجرين لاسيما الأفارقة.

ويخطط الرئيس ماكرون، البالغ من العمر أربعة وأربعين عاما، لمضاعفة إصلاحات السوق الحرة التي نفذها خلال فترة ولايته الأولى، إذ كان البند الرئيسي في برنامجه هو زيادة الحد الأدنى لسن التقاعد من 62 إلى 65 عاما، متعهدا أيضا بجعل بعض مزايا الرعاية الاجتماعية مشروطة بساعات تدريب تتراوح بين 15 و20 ساعة، على غرار السياسات المتبعة في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

أما بالنسبة للتأمين ضد البطالة الذي يضمن للعمال ما يصل إلى ثلثي رواتبهم لمدة عامين إذا فقدوا وظائفهم، فسيكون وفقا لخطط وسياسات ماكرون مرتبطا بقوة الاقتصاد، مثلما يعتبر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته من أشد المؤيدين للاتحاد الأوروبي مع سعيه لتطوير ما يسميه "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والزراعة والطاقة، وتقليل اعتماد التكتل على القوى الأخرى.

وقد نجح الرئيس المنتهية ولايته ماكرون، في تأكيد حضور بلاده الفاعل على الساحتين الأوروبية والدولية خلال السنوات الخمس من رئاسته الأولى، وهو ما يميزه على لوبان التي لم تمثل بلادها في أي مهمة بالخارج، وقد تجلى هذا الأمر في الملف الأوكراني حيث انتهج ماكرون الدبلوماسية للتوسط بين موسكو وكييف، مبينا أن تحركه ومحاولاته لحل الأزمة بين الدولتين دبلوماسيا كانت تعبر عن سياسة فرنسا الساعية لتجنب الحرب وويلاتها.

أما الزعيمة اليمينية ماري لوبان، البالغة من العمر ثلاثة وخمسين عاما، والتي قادت حملة شعبية مكثفة، فقد قدمت نفسها للناخبين كقائدة موحدة لبلادها على الرغم من برنامجها المناهض للمهاجرين ولحلف شمال الأطلسي (الناتو) وللوحدة الأوروبية، مثلما وضعت الظروف المعيشية في صدارة برنامجها الانتخابي.

ولمعالجة ملف الظروف المعيشية للفرنسيين، تخطط لوبان لتنفيذ قائمة طويلة من التغييرات الاقتصادية، من بينها خفض ضريبة القيمة المضافة على الوقود، وإعفاء كل مَن هم دون سن الثلاثين من ضريبة الدخل، مع رفع الأجور، وخفض الحد الأدنى لسن التقاعد إلى 60 لمن بدأوا العمل قبل بلوغ سن العشرين، مثلما غيرت وجهة حزبها الداعم للسوق الحرة وحولته إلى حزب داع إلى الحمائية.

كما تريد زعيمة /حزب التجمع الوطني/ تنفيذ سياسة "اشتريِ الفرنسي"، مثلما تعتزم اتخاذ عدد من التدابير في سبيل تعزيز حقوق المواطنين الفرنسيين على حساب غير المواطنين الذين يعيشون في فرنسا، لا سيما فيما يتعلق بخدمات الإسكان الاجتماعي، ولو استدعى ذلك تعديل الدستور.

وتقف لوبان، أوروبياً، على النقيض من ماكرون، فهي من أشد المتشككين بالاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من تخليها عن خططها السابقة للانسحاب من منطقة اليورو وسداد ديون فرنسا بالفرنك الفرنسي، فقد تعهدت بقطع المساهمات في خزائن الاتحاد الأوروبي، وفحص البضائع التي تدخل فرنسا، بما في ذلك القادمة من باقي دول الاتحاد الأوروبي بدعوى مكافحة الاحتيال، حيث يقول محللون إن ذلك من شأنه أن يقوض السوق الأوروبية الموحدة.

مساحة إعلانية