رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4432

من تدخل الحماة إلى تدخل مشاهير مواقع التواصل.. كيف اختلفت أسباب الطلاق مع الوقت؟

23 أكتوبر 2021 , 12:26م
alsharq
الدوحة – الشرق

اختلفت الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في المجتمعات مع التغيرات في الحياة الاجتماعية للأفراد والعناصر التي تؤثر على طبيعة سير الحياة، لتتحول المشاكل الأسرية من تدخل الحماة والأهل في حياة الأزواج وفرض الوصاية إلى تدخل مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في وضع معايير للزواج العصري المثالي غير الواقعي.

أكد عدد من القانونيين والتربويين أنّ المعلومات المغلوطة عن الزواج العصري التي تنشر عبر المنصة الرقمية لمواقع التواصل الاجتماعي هي السبب وراء تغير مفاهيم الشباب عن الزواج.

كما أن اللهاث وراء تقليعات الموضة والحياة العصرية التي يقدمها مشاهير الإعلام الاجتماعي عبر الإنترنت أثرت سلباً على طريقة تعامل الشباب مع الارتباط الاجتماعي.

وقال القانونيون والتربويون لـ الشرق: لقد اختلفت الأسباب التي تقف وراء المشكلات الزواجية اليوم عن الماضي، فقد كانت في وقت مضى دور الحماة في التأثير على الأبناء حال زواجهم أو الخلافات المالية ولكن اليوم أصبح الإنترنت وأساليب الحياة المختلفة لمشاهير السوشيال ميديا هي التي دفعت الشباب لتغيير تفكيرهم عن الاستقرار الأسري.

وطالبوا الجهات المختصة بضرورة وضع آليات مقننة للتعامل مع المغريات الإعلانية والإعلامية والشبكة المعلوماتية التي تبث الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الارتباط الأسري، وطالبوا أيضاً المراكز الشبابية ودور الرعاية الاجتماعية وخاصة وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة بضرورة وضع قانون محفز للشباب وداعم لتطوير علاقاتهم بأسرهم وتشجيعهم على تكوين حياة أسرية مستقرة بعيدة عن مشتتات العصر.

وأشارت المحامية فوزية صالح العبيدلي إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي أفسدت على الأزواج معيشتهم؛ حيث يعيش كل من الزوجين في عالمه الخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهو يشبع ذاته ونجد الأزواج يعيشون تحت سقف بيت واحد، ولكنهم لا يعرفون بعضهم البعض.

بالإضافة إلى الأفكار التي تبث عبر تلك القنوات من تكوين حياة هلامية لا وجود لها على أرض الواقع، ليعيش الأزواج حلم أن تصبح حياتهم شبيهة بتلك الحياة التي يشاهدونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بخلاف متابعة مشاهير التواصل الاجتماعي كقدوة لأغلب الزوجات والأزواج ليملوا عليهم ما يجب فعله، ثم يصطدموا من جديد بواقعهم.

وعلل المحامي فلاح المطيري ازدياد حالات الطلاق بتغير ثقافة الشباب نحو الزواج وتكوين الأسرة، وأنّ الكثيرين يستقون معارفهم ومعلوماتهم ومفاهيم الزواج وثقافته الأسرية من مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر التأثر بوضوح في طريقة تعامل الأبناء مع أسرهم أو حياتهم الشخصية، ويلهثون وراء الحرية الزائفة والاستقلالية الضارة مما ولد لدى البعض الاستهتار بقيم الحياة الزوجية والروابط الأسرية وأهميتها في تكوين جيل صالح.

وأكد أنّ الثقافة الدينية والاجتماعية والتقاليد واحترام الكيان الأسري هي صمام أمان أيّ مجتمع، وبالتالي إذا فقد الشاب هذا السياج الذي يحيطه بالأمن والاستقرار الاجتماعي والنفسي فإنه يندفع وراء الإعلانات المغرية والمضللة والحياة الزائفة التي ترسمها وسائط إلكترونية مثل حسابات التواصل الاجتماعي أو الأفلام أو السلوكيات الأجنبية التي لا تمت لمجتمعنا بأيّ صلة.

فليس كل ما ينطبق على مجتمع غربي ويصلح لهم، قد يكون صالحاً لنا إنما العكس القيم الإسلامية والثقافة المجتمعية والانضباط الاجتماعي والنفسي من أهم الركائز التي لابد أن يتحلى بها الشباب في مجتمعنا.

وأضاف أنه كانت في وقت مضى بعض الأمور التي تؤدي لفشل الحياة الزوجية مثل الحموات وتدخل الأسرة في كل صغيرة وكبيرة، ولكنها أسباب باتت قديمة ونادرة الحدوث اليوم، منوهاً أنّ ثقافة الأفلام الأجنبية والإعلام المغرض وإدمان الإنترنت والتواصل الاجتماعي أدى بالشباب إلى الاستهتار والعزوف أيضاً عن الارتباط.

مساحة إعلانية