رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

327

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

ترامب يستجيب لأمير قطر والقادة العرب ويعارض ضم الضفة

26 أكتوبر 2025 , 03:42ص

طالبت في مقال الأسبوع الماضي» تحديات وعقبات أمام نجاح اتفاقية وقف حرب إسرائيل على غزة»- الحاجة لتقديم ضمانات وتفعيل دور الوسطاء الذين لعبوا دوراً رئيسيا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ولحاجة الحلفاء للمراقبة الدفع بالتهدئة لمنع العودة للحرب. لذلك من المهم تقديم ضمانات والمشاركة الفعالة من الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا كضامنين لمنع خرق الاتفاقية ولزرع الثقة بين الطرفين.

وكان ملفتا ما جاء في كلمة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في افتتاح دور انعقاد مجلس الشورى الأسبوع الماضي: «بوصف العدوان الإسرائيلي على قطر إرهاب دولة وكان الرد العالمي قويا لدرجة صدمت من قام به. وتجاوزت إسرائيل جميع القوانين والأعراف وخرجت قطر من الاعتداءين أكثر قوة وحصانة. ونقوم بجهود مقدرة في الوساطات والعمل الإنساني ما يعزز مكانتها ومناعتها. 

ووصف سمو الشيخ تميم ما تقوم به إسرائيل ب»إبادة جماعية». “ وأدان الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية ومواصلة خرق وقف إطلاق النار، وتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية ومساعي تهويد الحرم القدسي. وطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وضمان عدم إفلات مرتكبي الإبادة من المحاسبة. وانتقد سمو الشيخ تميم بن حمد تقصير وعجز الشرعية الدولية عن فرض احترامها حين يتعلق لأمر بمأساة الفلسطينيين. والواقع أنه لا ثقة بنتنياهو ومتطرفي ائتلافه الذين دأبوا على وضع عراقيل واختلاق الأعذار بتعطيل ونسف جميع مبادرات الوسطاء وعلى رأسهم قطر ومصر. وتستمر إسرائيل بتعمد خرق اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري، عشرات المرات- وقتلت حوالي 90 فلسطينيا خلال أسبوعين.

والملفت فيما يتقن نتنياهو تقلبه ولعبة الكراسي وتوزيع الأدوار مع تحالفه المتطرف حول التصويت في الكنيست على تمرير مشروع قانون بضم الضفة الغربية إلى سيادة إسرائيل، انقلب نتنياهو على موقفه المؤيد لضم الضفة الغربية. وبينما الواقع أن نتنياهو كان متحمسا لضم الضفة لسيادة الاحتلال لإرضاء اليمين المتطرف الذي يطلق عليها «يهودا والسامرة»- المسمى الذي يطلقه أيضا السفير الأمريكي مايك هاكابي. 

نتنياهو ومتطرفو حكومته يتحدون ترامب برفضه ضم الضفة الغربية... ويتعمدون إحراج نائب ترامب- فانس- الزائر مع وزير الخارجية روبيو ومبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط ويتكوف - وصهر ترامب كوشنير. ويصوت الكنيست بقراءة أولى بضم الضفة الغربية وضمها إلى كيان الاحتلال... وهو أمر مرفوض!! وقد علق نائب الرئيس فانس قبل مغادرته تل أبيب: «لن تسمح الولايات المتحدة لإسرائيل بضم الضفة الغربية. وإذا كان التصويت في الكنيست خدعة سياسية فهي خدعة سياسية غبية جداً.. وأنا شخصيا أعتبر ذلك إهانة لي»!

لينقلب نتنياهو الانتهازي، ويعلن تجميد مشروع ضم الضفة الغربية حالياً - إرضاء لترامب يعلن تجميد. (صادق الكنيست في يوليو الماضي بأغلبية 71 من 120 صوتا على ضم الضفة الغربية)- وذلك بعد ادراكه رفض ترامب للضم. وتعهده للقادة العرب والمسلمين في نيويورك وفي مؤتمر السلام في شرم الشيخ قبل أسبوعين.

 والملفت تكثفت زيارات المسؤولين الأمريكيين البارزين للرئيس ترامب بقيادة نائب فانس، نائب ترامب ووزير الخارجية-لدرجة وصف الإعلام العبري الزيارات في تلاعب على اسم نتنياهو «بيبي» بإهانة لنتنياهو وفريقه - يأتون كجلساء أطفال «Baby Sitters» لضمان عدم خرق نتنياهو وفريقه اتفاق وقف إطلاق النار!!

وكان ملفتا ومرحبا به لغة ترامب الحازمة وتكراره « لن نسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية» وسيخسر دعم أهم حليف. والواقع أن ترامب يعارض الضم في الوقت الراهن، لتأثيره السلبي على اتفاق وقف إطلاق النار ولإضراره بتطبيع السعودية والدول العربية مع إسرائيل وتأثيره على مصالح الولايات المتحدة واستقرار المنطقة وتعهده للحلفاء العرب والمسلمين بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية.

وعزز موقف ترامب إدانة خمس عشرة دولة عربية وإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في بيان مشترك مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية معتبرة ذلك انتهاكا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن- ولا سيادة لإسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لوقف التصعيد الإسرائيلي، ودعم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وسبق ان هددت الإمارات في «ضم الضفة الغربية بانه خط أحمر».

وبرغم سعي حكومة الاحتلال المحموم مع الكنيست بقيادة نتنياهو والوزيرين المتطرفين وزير الأمن الداخلي اتمار بن غفير- الذي لا يعترف بحقوق الفلسطينيين ويطالب باستئناف الحرب على غزة وتهويد القدس ويقود قطعان المستوطنين لاقتحام باحات المسجد الأقصى وبشكل متكرر خاصة في احتفالات الأسبوعين الماضيين. وآخر سلوكه العدواني هدد سكان قرية فلسطينية في الضفة الغربية قبل أيام باحتلال منازلهم لأنها للإسرائيليين وسيتم مصادرتها.

وكذلك وزير المالية سيموترتش المسؤول الأول عن توسيع رقعة الاستيطان- وسبق ان رحب بفوز ترامب، وأكد أن عام 2025 هو عام استعادة السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وأقر توسيع المستوطنات باعتماد خطة D-1 والذي قدم قبل أسابيع خريطة يقسم بها الضفة الغربية إلى شمال وجنوب ويعزلها عن القدس بتوسيع مستوطنة معالي أدوميم» مما يعني تدميرا كليا لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية. ودعا نتنياهو «لفرض السيادة» على الضفة الغربية. لمنع إقامة «دولة إرهاب فلسطينية تسعى للقضاء على إسرائيل... ولن نسمح بإقامة هذه الدولة مهما كانت التحديات». وأدعى أن إدارة الرئيس ترامب تؤيد إسرائيل في قرار القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية.

فضحت آخر فلتات لسان سموترتش العنصرية ما تخفي صدورهم من حقد، كان تطاوله مؤخراً على السعودية بعنصرية وقحة بعد تكرار اشتراط السعودية قيام دولة فلسطينية قبل التطبيع ليسارع بعدها بالاعتذار.

مساحة إعلانية