رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

890

الأزمات تحاصر بريطانيا وتدفعها إلى المجهول

23 أكتوبر 2022 , 07:00ص
alsharq
لندن - هويدا باز

 

تشهد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة المتحدة حالة من الضبابية جراء استقالة رئيسة الوزراء البريطانية "ليز تراس" بعد 44 يوما من توليها المنصب، حيث تشير العديد من آراء الخبراء البريطانيين أن الفترة القادمة قد يواجه البريطانيون مزيدا من الصعوبات على كافة المستويات، خاصة مع ارتفاع الأسعار للاحتياجات اليومية للأسر البريطانية ورفض الحكومة تلبية مطالب الموظفين والعمال في الكثير من القطاعات العامة في بريطانيا، هذا على الجانب الداخلي، أما على الجانب الخارجي فمع الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع أسعار البترول والغاز العالمية سعت بريطانيا إلى الاقتراض لتغطية زيادة أسعار الغاز والطاقة العالمية لتوفير مصادر الطاقة بأسعار متوازنة وبسيطة على الأسر البريطانية، مما أدى إلى ارتفاع حجم القروض حيث سجل معهد الدراسات المالية أن الاقتراض وصل حجمه إلى 200 مليار جنيه إسترليني بزيادة 100 مليار جنيه إسترليني عن توقعات الحكومة، وتعتبر بذلك الأوضاع على حافة هاوية غير متوقعة وقد تنذر بمزيد من الاضطرابات الاجتماعية، وسوف يتم الإعلان عن رئيس الوزراء القادم خلال الأيام القادمة.

اقتراض غير متوقع

يرى الخبير البريطاني في مؤسسة "كي بي ام جي" الاستشارية ميشال ستلماخ أن الاقتراض الحكومي الحالي غير متوقع ويزداد سوءا خلال الشهر الجاري أكتوبر وما يتبعه، وحذر منه لأنه في حالة من التصاعد، لتغطية مساعدات الحكومة بتأمين سعر الطاقة للبريطانيين في المنازل والشركات والمصانع بسعر مناسب لهم رغم ارتفاع أسعار الطاقة عالميا وبشكل قياسي، وأكد الخبير البريطاني أن الاقتراض يؤدي إلى تغطية الفارق في الأسعار لمساعدة البريطانيين في تكاليف المعيشة والدعم المقدم للكثير من الأشخاص، لكنه يكلف الخزانة أموالا طائلة، وأشار وزير المالية والخزانة البريطاني "جيرمي هانت" أن يسعى إلى تأمين استقرار الأسواق وحماية الموارد العامة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات صعبة، وذكر الوزير البريطاني أن الحكومة سوف تفعل ما في وسعها لخفض الاقتراض على المدى المتوسط وضمان إنفاق جيد لأموال دافعي الضرائب، وذلك من خلال وضع الموارد المالية العامة على الطريق الصحيح من خلال تنمية الاقتصاد المستدام.

* موجة إضرابات

مع ارتفاع تكاليف المعيشة في المملكة المتحدة أصبح العديد من القطاعات العامة العاملة في البلاد تحت ضغوط حياتية صعبة أدت إلى القيام بموجة من الاضطرابات الكبيرة للمطالبة برفع الأجور تماشيا مع ارتفاع الأسعار، مثل إضراب عمال السكك الحديدية الذي استمر لعدة أشهر وإضراب موظفي قطاع البريد وإضراب عمال قطاعات الشحن البحري بجانب مظاهرات للكثير من الشباب المطالب بخفض مصاريف الجامعات، وكل هذه الاضطرابات تصيب بريطانيا بكثير من الانتكاسات وتكلف الخزانة البريطانية مزيدا من الأموال، ولم تتوصل الحكومة إلى الآن مع القائمين على هذه الاضطرابات على حلول على المستوى القريب، مما جعلها أضخم الإضرابات حالة عامة في البلاد، وتسببت هذه الإضرابات التي تعد الأطول والأكثر تأثيرا في إحداث شلل تام في جميع نواحي الحياة خلال أيام الإضرابات، حيث انعكست تداعياتها على تنقل الأشخاص والموظفين وإنجاز الكثير من الأعمال ومشجعي المباريات ورواد المهرجانات، ودعم هذه الإضرابات العديد من النقابات العمالية البريطانية.

التضخم في أعلى مستوياته

يعتبر التضخم الحالي في المملكة المتحدة في أعلى مستوياته، ويهدد جميع الطبقات المجتمعية في بريطانيا، ومع ارتفاع سعر الفائدة التي أعلن عنها بنك إنجلترا أدى إلى رفع أسعار جميع مستلزمات الحياة وأصبحت الأسر البريطانية غير قادرة على شراء احتياجاتها الأساسية وقلت القدرة الشرائية لها، وهذا ما سبب التضخم الذي سجل أعلى معدلاته منذ 40 عاما مضت، مسجلا 10.1 % كي تكون المملكة المتحدة الدولة الوحيدة في المجموعة الأوروبية التي تسجل هذه النسبة الضخمة منذ عقود، وعلى الجانب الاجتماعي والإنساني حذرت مؤسسات رعاية الطفولة في بريطانيا من أزمة تواجه الأطفال القادمين من مجتمعات أكثر احتياجا في المدارس في جميع المراحل حيث يوجد أزمة جوع متصاعدة بين الأطفال حيث إنهم يحتاجون إلى الحصول على وجبات خلال تواجدهم في المدرسة وعائلاتهم تكافح لتوفير الوجبات المسائية فقط لهم سبب ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل حاد.

أزمة جوع الأطفال

وأجرت مؤسسة ايفننج ستاندرد وصحيفة الإندبندنت البريطانية تحقيقا استقصائيا كشف خلاله عن أزمة الجوع التي يعاني منها الكثير من الأطفال في المدارس البريطانية، وذكر مديرو المدارس والعاملون في مجال الشباب خلال التحقيق الاستقصائي، أن هناك تلاميذ يسرقون الطعام من محلات ومن كانتين المدرسة لسد جوعهم لأن أسرهم لا تستطيع إعطاءهم طعاما خلال تواجدهم في المدرسة، وطالب القائمون على المدارس في مناطق في شرق لندن من مديرين ومسؤولين اجتماعيين الحكومة البريطانية بتوسيع نطاق توفير وجبات لجميع الأطفال غير القادرين على الحصول على طعام من منازلهم، حتى لا يتسبب لهم في أزمات اجتماعية ونفسية، حيث يمر الأطفال بحالة يأس متزايدة لمكافحة أسرهم في توفير الطعام وجبة واحدة في اليوم، ووفق أحدث أرقام صادرة من مجموعة عمل برنامج "فقر الأطفال" البريطانية، ذكرت أن هناك 800 ألف طفل في إنجلترا في أسر يعتمدون على الائتمان الشامل من الحكومة لا يحصلون على وجبة طعام خلال توجههم إلى المدرسة، وأكدت الأرقام أن هناك تزايدا في أعداد الأطفال من الأسر غير القادرة على تكاليف المعيشة ولا يحصلون على وجبات مجانية ضمن برنامج الحكومة، وذكر الرئيس التنفيذي لشركة " Impact on Urban Health" أن هذه الأرقام تعبر عن الأزمة الحالية للأطفال غير القادرين على الحصول على طعام خلال تواجدهم في المدرسة، لذلك يجب تغيير السياسة التي تتبعها الحكومة لتغطية هؤلاء الأطفال وإعطائهم وجبات طعام مجانية، وفي تقرير صدر عن مؤسسة "برايس ووترهاوس كوبرز" كشفت فيه أن تكلفة تقديم وجبات غذائية للأطفال الفقراء في بريطانيا ستكون 477 مليون إسترليني ثم تنخفض إلى 210 ملايين إسترليني على مدى 20 عاما، لكن هذه التكلفة الإجمالية التي تضعها الحكومة البريطانية وهي 6.44 مليار إسترليني على مدى عقدين من الزمن، وتطالب المؤسسة بزيادتها لتغطية جميع الأطفال غير القادرين على الحصول على الطعام في الأماكن الأكثر احتياجا في بريطانيا.

* أزمة الطاقة

لا نستطيع أن نغفل أزمة الطاقة العالمية وتداعياتها على بريطانيا، هذا بجانب تداعيات استقالة رئيسة الوزراء البريطانية، حيث إنها تضاعفت أسعار الطاقة عالميا مما أدى إلى وجوب توفير المقابل المالي لتغطية هذه الزيادة في الأسعار العالمية لتوفير الاحتياجات اللازمة من الغاز والبترول، حيث إن الحكومة أعلنت أنها سوف تقدم أسعار الطاقة المناسبة للبريطانيين وتتكفل بفروق الأسعار العالمية، لكن مع تزايد التضخم وتزايد الاقتراض الحكومي يتوقع أن ترفع الحكومة يدها عن تغطية فروق الأسعار لمساعدة البريطانيين، وهذا ما ينبئ بمزيد من التوترات والأزمات الحياتية المتتالية، وتسعى الحكومة إلى توفير الغاز الطبيعي والبترول من مصادر متعددة لتوفير احتياجاتها، ونظرا للعلاقات الوثيقة بين قطر وبريطانيا تقوم قطر بتغطية ما بين 20 % - 25 % من احتياجات بريطانيا من الغاز الطبيعي سنويا، بجانب سعي بريطانيا للحصول على الغاز من النرويج وعدد من باقي الدول، ومع ارتفاع التكاليف تسعى الحكومة إلى توفير مصادر الطاقة أولا خاصة خلال أشهر الشتاء القادمة والتي تعتبر من الأشهر الصعبة على المملكة المتحدة نظرا لاعتمادها على الغاز في المنازل للتدفئة، بجانب استخدامه في تشغيل المصانع وأيضا في المستشفيات وغيرها من القطاعات الحيوية الهامة، لذلك تسعى إلى توفير الكميات اللازمة أولا وبشكل ثابت.

وحتى الآن يتوقع أن يتقدم وزير الخزانة السابق ريشي سوناك سباق رئاسة الوزراء القادمة حيث حصل على دعم 100 عضو في العموم البريطاني، ويليه بوريس جونسون رئيس الوزراء السابق، ووزيرة العلاقات في مجلس العموم البريطاني بيني مورداونت.. وجميع هذه الملفات الصعبة والتحديات ستكون في انتظار رئيس الوزراء القادم.

اقرأ المزيد

alsharq الإجراء الأول في العالم.. “ميتا” تحذف من منصاتها حسابات الأستراليين دون السادسة عشرة

أعلنت مجموعة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة “ميتا” الخميس، أنها ستبدأ بحذف حسابات المستخدمين الأستراليين دون السادسة عشرة على منصاتها... اقرأ المزيد

64

| 04 ديسمبر 2025

alsharq تشمل دولا عربية.. إدارة ترامب توقف رسميا إجراءات الهجرة والتجنيس من 19 دولة

أوقفت إدارة ترامب رسميا اليوم الأربعاء، إجراءات الهجرة والتجنيس للأشخاص القادمين من 19 دولة من دول العالم الثالث.... اقرأ المزيد

1776

| 03 ديسمبر 2025

alsharq البيان الختامي لقمة المنامة يثمن جهود الوساطة الدبلوماسية لدولة قطر في إرساء السلام والاستقرار

ثمن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدور المحوري الذي قامت به دولة قطر مع الأطراف... اقرأ المزيد

96

| 03 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية