رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم إبراهيم فخرو

مساحة إعلانية

مقالات

87

جاسم إبراهيم فخرو

مكتبة قطر الوطنية... انبهار ووقار

04 ديسمبر 2025 , 05:00ص

كلما دخلتُ مكتبة قطر الوطنية المتربعة بشموخ في المدينة التعليمية، ينتابني شعورٌ بانشراحٍ في الصدر لا يشبهه شعور.

هذا المكان، بكل تفاصيله، يبدو لي انعكاسًا واضحًا لشخصية رئيسها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، منفتح، مثقف، عميق، وصاحب روح جميلة ورؤية تجعل من المعرفة مشروعًا وطنيًا حيًّا.

لقد اندهشتُ حقًا من مستوى هذه المكتبة؛ فهي ليست مجرد مبنى، بل قلعة ثقافية متكاملة. الحركة البشرية فيها لا تهدأ: روّاد من مختلف الأعمار والجنسيات، وقاعات مكتظة بالباحثين والطلاب والأسر، وأماكن راقية للأطفال، وحياة ثقافية نابضة تجعل الزائر يشعر أنه في عاصمة عالمية للمعرفة.

وما أثار إعجابي أكثر هو حرفية العاملين فيها؛ شخصيات مستقلة محترفة، ابتسامات راقية، أخلاق عالية، ثقافة واضحة، وأسلوب تعامل يشير إلى أن كل موظف يدرك دوره بوعي ومسؤولية. تحاورُك معهم يكفي لتفهم أن الإدارة هنا لا تُدار باللوائح فقط، بل بروحٍ إنسانية تحترم الزائر وتجعله جزءًا من هذا الصرح.

وتزداد الدهشة حين يتجوّل المرء بين أقسامها المختلفة:

مجموعات عامة تحتضن المعرفة الإنسانية بكل فنونها، ومكتبة للأطفال واليافعين تبني قارئ الغد بروحٍ محبة. ثم يأتي قسم المجموعات الخاصة وذاكرة قطر ليحفظ تاريخ الوطن بوقار، يجاوره مركز التراث الوثائقي حيث تُرمَّم وتُصان الذاكرة.

ولا تقلّ روعة الخدمات الرقمية عن جمال قاعات الفعاليات والمعارض التي تنبض بالحياة كل يوم، إضافة إلى استوديو الصوت والفيديو، ومختبر الابتكار الذي يفتح أبواب الخيال والتجربة للشباب، وغرف الدراسة الجماعية، وحتى مكتبة الموسيقى والأفلام التي تحمل روحًا إبداعية خاصة.

أما القسم المختص بتوثيق التاريخ والذاكرة القطرية فهو قصة أخرى من الإبداع. كل شخصية قطرية لها بصمة أو أثر، تجد المكتبة حريصة على توثيق سيرتها بأساليب حديثة تحفظ الإرث وتعزّز الهوية.

لذلك، لا أستغرب هذا التميّز؛ فحين يكون على رأس المؤسسة قائدٌ مثقفٌ ومحبٌّ للمعرفة والمجتمع، تأتي النتائج بهذه الروعة.

تحية تقدير للقائمين على المكتبة، ولكل العاملين فيها،

وأمنية صادقة بأن يستفيد أبناء قطر من هذا الصرح الذي يحمل اسم الوطن ويليق به. فلدينا في قطر الكثير من الشخصيات المميزة - فكريًا وثقافيًا وتاريخيًا - التي تستحق التوثيق، ومكتبة قطر الوطنية قادرة على أداء هذا الدور بكل كفاءة واقتدار.

مساحة إعلانية