رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3336

تركيا تحافظ على أجواء رمضان الساحرة والاستثنائية

24 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
ميرا خالد خضر

تستقبل تركيا بشكل خاص شهر رمضان الكريم في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19" بكل تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، لتتغير طقوس الأتراك هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية بموجب الالتزام بالتدابير الوقائية ضمن البروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا ليصبح الشهر الفضيل الذي يجمع الأهل والأقارب والأحباب على موائد الافطار والسحور وأداء صلاة التراويح.. شهرا رمضانيا - على غير العادة- يتقيد بمسافات الأمان والتباعد الاجتماعي. ورغم كل هذه الظروف يحاول الأتراك خلق أجواء رمضانية متميزة من زينة المحيا للجوامع وبيع المشروبات وخبز البيداء والحلويات الخاصة بالشهر الفضيل لتحاول هذه المميزات التركية الساحرة والاستثنائية لشهر رمضان الصمود في وجه" كوفيد -19".

مسجد آيا صوفيا

أما الحدث البارز الذي خطف قلوب الأتراك في شهر رمضان هذه السنة هو رفع أول أذان للإفطار مجددا من مآذن مسجد آيا صوفيا بعد انقطاع دام 86 عاما على إثر تحويله لمتحف عام 1934.. لترصد عدسات المصورين لحظة صعود المؤذن إلى إحدى مآذنه الأربع، ورفع أذان إفطار اليوم الأول من شهر رمضان الكريم لسنة ٢٠٢١ ميلادية.

لتحتفل مدينة المآذن إسطنبول التركية بشهر رمضان الفضيل بتزين مسجدها مسجد آيا صوفيا زينة المحيا وتزين كل جوامعها ومساجدها ٣٤٦٩ مسجدا حسب دائرة الافتاء في مدينة إسطنبول بإنارة مكتوبة "رمضان هو المحبة "

ترحيبا بشهر العبادة وهي عادة من الإرث الاسلامي وعادة من العهد العثماني والمستمرة منذ 450 عاما، حيث علقت أولى لافتات المحيا في مدينة إسطنبول عاصمة الخلافة العثمانية سابقا في عهد السلطان أحمد الأول بين مئذنتي جامع السلطان أحمد، ولا تزال هذه العادة الحميدة إلى يومنا هذا بإشراف رئاسة الشؤون الدينية التركية ومديرية الأوقاف العامة في إسطنبول.

أسواق مفتوحة

أما في بيوت الأتراك فيتم التحضير لشهر رمضان الفضيل شهرا كاملا قبل حلوله وذلك بطلاء البيت وغسل الاغطية والستائر وتحضير المعجون بشتى أنواعه والمربى والحلويات وأكلة المانتي (عجين محشو باللحم المتبل) وتخليل الزيتون والخضار.. حيث كانت النساء التركيات سابقا يجتمعن للقيام بهذه التحضيرات من الأكلات الخاصة بشهر رمضان لكن تعذر الأمر هذا العام بسبب تفشي الوباء.. ومع ذلك ورغم التشديد الحكومي للإجراءات إلا أن الأسواق ما زالت مفتوحة في وجه السياح والزبائن بما في ذلك الأسواق الأسبوعية واليومية العتيقة مثل سوق العطارين (السوق المصري) وسوق بايازيد المغطى وسوق بيشيكتاش أين تعرض الحلويات العثمانية والأكلات التقليدية المميزة لشهر رمضان الفضيل والتي تزين موائد الصائمين في تركيا.. ومن جهته أكد الشاب احمد الزمو أحد الباعة في محل الحلويات التقليدية التركية والعربية في منطقة أسنلر بمدينة إسطنبول التركية أن عدد الزبائن لم يقل مقارنة بالأعوام المنصرمة وأن المائدة الرمضانية التركية لا تخلو من الحلويات التقليدية من المطبخ العثماني العريق. مضيفا "ان الحلويات الشعبية التركية جزء لا يتجزأ من المائدة الرمضانية والتركي متشبث بهذه العادات الرمضانية منذ القدم ولن يتخلى عنها ومنها "راحة الحلقوم " حلوى "ريلا تشا" و"الكنافة التركية"و" البقلاوة التركية "و" سوتلو نورية "ولفات الفستق وعش العندليب والكلاج، كما نلبي طلبات زبائننا من اخواننا العرب مضيفا أن هناك عائلات تركية تفضل الافطار أولا بالحلويات والحليب مباشرة بعد الأذان قبل احتسائها لطبق الشوربة التركية سيدة المائدة الرمضانية.. وختم حديثه بالقول "رمضان كريم يأتي بالخير والبركة على كل الأمة الإسلامية".

خبز البيداء

أشار العم محمد وهو بائع تركي متجول لخبز البيداء في ساحة ميدان دورت يول، ان خبز البيداء هو المفضل لدى الأتراك في شهر الصيام وخاصة إنه خبز قطني خفيف على المعدة، مؤكدا أن جميع المخابز في أنحاء تركيا تقوم بإعداد هذا النوع بالذات من الخبز في شهر رمضان المبارك، ولا تستغني عنه العائلة التركية على موائدها الرمضانية..

مضيفا بالقول "خبز البيداء هو تقليد متوارث وقاسم مشترك لجميع المناطق التركية ؛ نحن نحرص على تناول خبز “البيداء” بالأخص في شهر الصيام،هو من أبرز عادات أجدادنا القديمة حيث كانت النساء يجتمعن لتصنعه يدويًا بالأفران الطينية المستخدمة بالأخشاب أو الوقود لكن بعد تفشي هذا الوباء توقفت النسوة عن التجمع لإعداده،... لقد تغيرت الحياة وتخلت جل النساء على صناعته يدويا ليتم جلبه من المخابز،

خبز البيداء مكوناته بسيطة ودقيقة للغاية وذلك باستعمال كمية من الطحين وقليل من الحليب ولبن وملح وسكر وخميرة وزيت زيتون وبيض ليتخمر بعض الوقت ويعجن ويشكل قرصا ويطلى بصفار بيض ويوضع عليه كمية قليلة من السمسم والحبة السوداء ويطهى ليتم أكله ساخنا وقت الافطار مع الشوربة التركية ".

ذهب الظمأ

تعتبر المشروبات الطبيعية أبرز المشتريات لدى المستهلك التركي في شهر الصيام، لما لها من قيمة صحية وضرورية للصائم بعيدا عن المنتجات الصناعية الضارة وتكون هذه المشروبات جزءا من التقاليد والعادات المائدة الرمضانية التركية ؛ حيث تشهد الأسواق التاريخية التركية ومحالها إقبالا كبيرا على شراء المشروبات الطبيعية ومن أهمها جذور النبات المستعملة في تحضير شراب عرق السوس الذي يعتبر أهم مشروب رمضاني في تركيا لأنه يساعد على الهضم، ويروي العطش كما يقوى الجهاز المناعي ومفيد للكلي الذي يجلب عادة الى اسطنبول من عدة محافظات تركية منها ديار بكر، وماردين، وشانلي أورفة، وغازي عنتاب، التي يزرع فيها عرق السوس بكثرة.

وأكد البائع التركي للمشروبات الطبيعية" يعقوب بشكين" أن مشروب عرق السوس محبوب لدى الأتراك وجزء من المائدة الرمضانية التركية وله فوائد جمة على الجسم وتابع: "الكثيرون يطلبون مني تحضيره ويتهافتون على شرائه وأنه المفضل هنا في تركيا إلى جانب مشروب العيران (مشروب اللبن)، كما أشار البائع يعقوب بشكين " أن هناك مشروبات اخرى مفيدة ومستحبة في شهر رمضان لدى الأتراك إلى جانب مشروب عرق السوس فهناك " التوت الأسود البري" وشراب "أوصمانلي شربتلي"، وتعني الشراب العثماني، لأنه شراب قديم عرف منذ العهد العثماني ويتكون من مزيج القرنفل والتوت البري والعنب والتمر وعرق السوس والليمون كما يوجد مشروب التمر هندي وشراب الورد وزهر الخزامى. ".

مكسرات وتوابل

العم"تركي" الذي يبيع التوابل الفواحة والمكسرات منذ زمن في منطقة أسنلر التركية بالضبط في ساحة دورت يول يقول ان هناك مشترين للمكسرات والتوابل على طوال مواسم السنة لكن تزداد النسبة الشرائية في شهر الصيام خاصة أن هنالك أطباقا تركية معينة مخصصة لهذا الشهر الفضيل تحتاج إلى التوابل والمكسرات. وأضاف بالقول "هذا العام هناك وباء وحجر منزلي لكن المواطنين يقتنون مني المكسرات والتوابل انهم يحتاجونها لأعداد الأطباق الرمضانية،.. هناك أكلات تركية عديدة يجب أن تحضر بالتوابل والمكسرات لإعدادها، انهما مكونان لوصفات الأكل والحلويات معا ؛ فهناك حلويات تركية تستخدم فيها التوابل الى جانب المكسرات والفواكه الجافة، كما يهتم الصائم التركي بالأجبان والزبدة وقشدة الحليب الطازجة والمخللات التي تجدها في موائد السحور التركي بالأخص...." كما أشار العم تركي قائلا" ساحة دورت يول كانت في شهر رمضان حيوية بالناس تنظم فيها حفلات دينية بشكل يومي في السهرات الرمضانية كما تنصب فيها خيام الرحمة ويقدم الإفطار بشكل مجاني وتقام موائد ويجتمع الناس مهما كانت جنسياتهم لإفطار جماعي يومي في هذه الساحة كما تقام صلاة التراويح ؛ لقد حرمنا فيروس كورونا من هذه المظاهر الرمضانية لسنتين نرجو من المولى أن يرفع عنا هذا البلاء.

مساحة إعلانية