رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1446

الباحث الأمريكي آندي تريفور لـ الشرق: محادثات واشنطن وطالبان تعكس الثقة في وساطة قطر

26 أغسطس 2021 , 07:00ص
alsharq
واشنطن - زينب إبراهيم

قال آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي، إن الدور القطري يتزايد تأثيراً في المشهد الأفغاني على الصعيدين الإنساني والسياسي بصورة لافتة عموماً وهو أمر فاجأ بعض المحللين في وسائل الإعلام الدولية التي تابعت بكثافة مجريات الأحداث في أفغانستان بعد سيطرة طالبان بكل تأكيد، لكن الدور القطري الفاعل في الملف الأفغاني لم يأتِ من فراغ بل كان دوراً مستمراً وتم بناؤه على مدار سنوات عديدة منذ أن بدأت رعاية المفاوضات المتعلقة بأفغانستان.

◄ مكانة مثالية

وتابع الباحث الأمريكي آندي تريفور: إنه بات من الطبيعي كون قطر في مكانة مثالية كوسيط مباشر بين الجبهات الأمريكية الكبرى وقياديي طالبان وأيضاً بين المسؤولين الدوليين وقادة الحركة، وخلال أعوام طويلة تبنت فيها قطر عملية السلام نجحت في أن تحظى بثقة من الجانبين وأن تنقل التوجهات الدولية التي دعمت جهودها في مسار عملية السلام، واكتسبت الدوحة من خلال مجريات عملية السلام تقديراً عميقاً من الجانبين وبنت علاقات راسخة مع قيادات فاعلة بالخارجية الأمريكية والبنتاغون وقيادات طالبان، ويتزايد دور قطر في هذه المرحلة بصورة كبيرة وخاصة أن تفاصيل اتفاق الدوحة الذي تم توقيعه في 29 فبراير من العام الماضي كان سبقه هدنة عسكرية وتنسيق مباشر للمرة الأولى بين القوات العسكرية الأمريكية المتواجدة في أفغانستان ومقاتلي حركة طالبان، ومن هنا تم بناء خط تنسيقي اتصالي مهم كان من الطبيعي الرجوع إليه في تنسيق مهمة الإجلاء التي استوجبت زيادة أعداد القوات الأمريكية وزيادة مساحة وجودهم وخاصة حول مطار كابول لمباشرة تلك المهام، فكانت الدوحة وسيطاً لتيسير وتمهيد ودعم مثل هذا الخط من التواصل كوسيط لتيسير مجريات النقاشات، لكونها تحظى بثقة كبرى من الجانبين، واحتراماً دولياً لجهودها طويلة المدى في السلام الأفغاني، ومصداقية وساطتها التي اكتسبتها بما تحقق خلال الأعوام الماضية منذ تدشين مكتب حركة طالبان في قطر والبدء في المناقشات الفاعلة حول المشهد الأفغاني.

◄ أدوار مؤثرة

وأوضح الباحث آندي تريفور في تصريحاته لـ الشرق: إنه من المهم توضيح أن قطر لها دور كبير وفاعل في السياق الجاري لأفغانستان، ولكنها ليست طرفاً عموماً في النزاع، وبكل تأكيد نقلت قطر الموقف الدولي الداعم للحل السياسي السلمي والتسوية السياسية وأدوات تقاسم السلطة وكانت هناك تطلعات كثيرة والعديد من المقترحات التي تم مناقشتها والتباحث حولها حتى في ترويكا أفغانستان الموسعة والمناقشات التي سبقت سيطرة طالبان على كابول، ولكن ما حال دون الاستجابة لتلك المقترحات لم يكن بأيدي أمريكا ولا قطر في منطق انهيار الحكومة وفرار الرئيس أشرف غني وانهيار القوات والعناصر الأمنية وهو الأمر الذي أدى إلى تعقيد كل ما تم تحقيقه، ووضع سيناريو متسارع سادت فيه الفوضى بكل تأكيد، وتحميل اللوم على عملية السلام أو الانسحاب الأمريكي في هذا الصدد غير منصف تماماً لأنه كان يجب أن يحدث منذ سنوات كثيرة أيما كان السيناريو، ودور قطر في هذه العملية عموماً يأتي من منطلق إنساني لتيسير التفاوض وحماية الأرواح والشراكة الدولية من أجل الحوار لتسوية النزاع ودعم الحلول السلمية وخيارات التسوية، وتزايد الدور القطري محورية في عمليات الإجلاء بصورة مكثفة، بل باتت شريكاً مهماً لأمريكا وأوروبا في كافة العمليات الميدانية وحتى العسكرية منها بما في ذلك الدعم والتنسيق الدبلوماسي من أجل ترتيب أوضاع الذين تم إجلاؤهم.

◄ رصيد دبلوماسي

واختتم آندي تريفور تصريحاته مؤكداً أن قطر بكل تأكيد لديها أرصدة دبلوماسية مهمة مع أغلب الجبهات الدولية الفاعلة والمنخرطة في المشهد الأفغاني، الجميع يقبل وساطة قطر ويمتن لدورها المؤثر الذي لا يثير حفيظة أحد حسبما تذهب التحليلات المجتزئة والتي لا تتفهم طبيعة الصراع في السنوات الأخيرة، بل كان من المهم وجود دولة بأرصدة قطر الدبلوماسية وعلاقاتها وروابطها مع مختلف الجبهات الفاعلة من أجل خلق مساحة حوار أقل احتداماً وأكثر قدرة على إيصال وجهات النظر بين أطراف تسودهم خلافات قوية ومعقدة، وأمر آخر فإن الدبلوماسية الإنسانية التي تتبناها قطر لا يمكن لدول كثيرة القيام بها خاصة وأنها مكلفة تماماً، فطبيعي أن تكون قطر فاعله ومهمة في نقاشات الهدنة والتسوية مقارنة بما تقدمه وتبذله في ملفات مهمة مثل غزة مؤخراً، وأفغانستان حالياً، وهذه الدبلوماسية الإنسانية التي تتبناها قطر تحظى بدعم شعبي وجوهري من القيادة، فالدوحة من العواصم الغنية المؤثرة إقليمياً بدرجة دفعتها للتطلع للتحديات بمنطق مسؤول وأن تكون على هذا القدر أمام التحديات العالمية وفي قلب الأحداث الدولية المؤثرة.

مساحة إعلانية