رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة

533

سيميوني.. "المحارب" الذي زرع الروح القتالية في نفوس لاعبيه

27 مايو 2016 , 03:44م
alsharq
القاهرة - وكالات

بعد أن كان لاعب وسط محاربا نجح المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني في نقل هذه العدوى إلى لاعبي اتلتيكو مدريد الذين رسخوا قناعاته وعناده على أرضية الملعب وسيظهرون ذلك مجددا خلال نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم ضد الجار اللدود ريال مدريد على ملعب سان سيرو في ميلانو غدا السبت.

ولا يفاوض سيميوني إطلاقا على هذه القناعات والقيم التي تتطلب عملا شاقا وروحا قتالية والكثير من الكبرياء رافعا شعار "لا يمكن التفاوض على الجهد".

ونجحت هذه الميزات في إزاحة الجبال بالنسبة إلى اتلتيكو مدريد منذ أن استلم تدريبه عام 2011 وقاده إلى إحراز الدوري الأوروبي والى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2014 والذي خسره في اللحظة القاتلة أمام ريال مدريد بعد أن تقدم عليه 1-صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.

ولم يكتف بذلك فقط بل نجح في وضع حد لسيطرة قطبي الكرة الاسبانية ريال مدريد وبرشلونة وانتزع اللقب المحلي عام 2014 في انجاز ضخم هو الأول لفريق العاصمة منذ أن توج بالثنائية المحلية عام 1986.

ومنذ أن كان لاعبا في اشبيلية، ظهر سيميوني انه يتقن فن الفوز، محولا المقولة المعروفة "ان تعرف كيف تخسر" إلى شعار محبب هو "أن تعرف كيف تفوز".

واشتهر طوال مسيرته لاعبا انه "كاسحة ألغام" توفر التمريرات المتقنة وفرص الأهداف. فكان وفق ما يقول الحارس الفرنسي سيباستيان فراي، زميله في انتر ميلان أن حلم كل مدرب أن تضم تشكيلته لاعبا من طينته.

وفي سن السابعة عشرة، احترف سيميوني في صفوف فيليز سارسفيلد ضمن الدوري الأرجنتيني للدرجة الأولى عام 1990. وبعد عامين انتقل إلى بيزا الايطالي، وكان عليه أن يتخذ بسرعة قرارا مصيريا في شأن العرض المقدم، فحسم أمره وقبل التحدي. وسريعا ما تفتقت موهبته التكتيكية كما يؤكد مدربه الروماني ميرسيا لوسيسكو، الذي عاد والتقاه مع الانتر.

وتزين سجل سيميوني 106 مباريات دولية مع المنتخب الأرجنتيني الذي حمل شارة قيادته، ولقبا الدوري والكأس مع اتلتيكو عام 1996 ولاتسيو الايطالي عام 2000. وتعزز كل ذلك صفات القيادة وملامحها الواضحة التي تجلت باكرا في مسيرته والتي لا تبدو معالمها مكتملة ومختمرة بالخبرة إلا عند اللاعبين المخضرمين، لا سيما من ناحية اعتماده أسلوب استفزاز الخصوم حتى إحراجهم وطردهم، وهو ما يطالب لاعبيه بتطبيقه، لبعثرة صفوف الفرق التي يواجهها وتشتيت تركيزها.

ومن "أدواته" المميزة في هذا السياق حالة الطرد التي تعرض لها نجم منتخب انجلترا ديفيد بيكهام خلال المباراة أمام الأرجنتين في ربع نهائي كأس العالم عام 1998.

ويعد سيميوني مدربا بالفطرة، إذ لطالما كان يحفز زملاءه قبل المباراة متوجها إلى كل منهم بعبارات الشحن المعنوي. وهو متطلب من نفسه قبل الآخرين، ينشد الانضباط الجماعي دائما.

وكما يعرف بعادات يجدها بعضهم مزعجة ومقززة، ويحرص عليها قبل المباراة لطرد الإجهاد وتكثيف التركيز. وهو شجاع إلى حد التهور، إذ يتذكر كثر إصابته البالغة في قصبة ساقه التي نتأ عظمها إلى الخارج اثر احتكاكه مع مواطنه ريدوندو، في أواخر الشوط الأول من مباراة انتر مع ريال مدريد في دور المجموعات من مسابقة دوري الأبطال عام 1999.

فعلى رغم الألم الكبير، إصر سيميوني أن يعالج ميدانيا وتجرى له غرزات موضعية في فترة الاستراحة ما بين الشوطين، حتى يكمل المباراة.

ومجددا، ينتظر المراقبون أن يتفنن سيميوني في إرباك المنافس في المباراة النهائية، وإطفاء أضواء نجومهم و"اغتيال" لمحاتهم الجميلة لصالح النتيجة. وهذا ما يترقبون أن يفعله اتلتيكو بقيادة مدرب يبتكر حلولا ولا ينزعج من ضغط الخصوم، محولا أدوات بسيطة إلى أسلحة فتاكة وبالتالي تتملكه طبيعة المحارب الذي لا يستسلم حتى الرمق الأخير.

مساحة إعلانية