رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1286

هيثم شروف لـ الشرق: قطر من أكثر الدول العربية تصديرًا للفن ودعمًا له

27 مايو 2020 , 07:00ص
alsharq
هيثم شروف
حوار : سمية تيشة

هيثم شروف.. مهندس معماري، وفنان بصري، يكمن إلهامه في استكشاف تأثير الهندسة المعمارية على البشر، وإيجاد وسائل لتنفيذ المفاهيم والخطوط والأشكال المعمارية مع العلاقات الإنسانية وإعادة توصيف المباني التاريخية عبر الحدود المعمارية و الفنية التقليدية..

تستوقف هيثم التفاصيل الصغيرة ويستمتع بمشاهداتها ومراقبتها، ويتخذ من الهندسة لغة لسرد مضمون التصميم، إذ قدم الكثير من المشاريع الهندسية غير التقليدية شكلاً ومضموناً من خلال المقاربات الفلسفية العلمية الفنية، وفي ذلك يقول: "التصميم هو علاج للفكرة"، موضحاً بأن علاقة الإنسان بالهندسة تبدأ منذ طفولته من تأثير الشكل الهندسي للبيت الذي تربى فيه وأثر على شخصيته!

يشارك هيثم حاليًا في النسخة الخامسة من برنامج "الإقامة الفنية"، بفكرة تركز على العزلة الذاتية والمسافة الاجتماعية، وهي مقاربة مع الوضع الراهن الذي نعيشه هذه الأيام بسبب جائحة "كورونا"، وفي حوار خاص لـ(الشرق) أكد على أن قطر من أكثر الدول العربية التي تصدر الفن وتدعم الفن، وأن مشاركته في "الإقامة الفنية " قدمت له العديد من التجارب الملهمة والمحفزة ودفعته لابتكار أعمال فنية إبداعية، لافتًا إلى أنه يعمل على إطلاق مجموعاته الخاصة من لوحات وتصاميم مفروشات ضمن خطه الفني.

*تمزج بين الهندسة والتصميم والفنون البصرية، حدثنا عن تجربتك في هذا المجال؟

**أنا إنسان جدًا فضولي، تستوقفني التفاصيل الصغيرة واستمتع بمشاهداتها ومراقبتها، وأيام دراستي في الجامعة تخصصت بمجال الأحياء سنة واحدة، إذ كان يستهويني كل شيء غير مرئي في هذا العالم، إلا أنني قررتُ التراجع عن هذا التخصص نظرًا لكثرة سنوات الدراسة، فذهبتُ إلى مجال جدًا مختلف وهو مجال الهندسة، وكنتُ واثق من هذه الخطوة لشغفي بالرسم منذ صغري، ولكن لم أتخيل في يوما ما أن أكون فنان، قدمت الكثير من المشاريع الهندسية غير التقليدية شكلاً ومضموناً من خلال المقاربات الفلسفية العلمية الفنية، فكانت الهندسة لغتي لسرد مضمون التصميم "التصميم هو علاج للفكرة" عبر تقديم رسومات وأعمال فنية متنوعة، مما أسهم ذلك بشكل كبير في تنمية الحس الفني لديّ وجعلني أمزج بين الهندسة والتصميم والرسم ومن هنا كانت انطلاقتي في عالم الفن.

*منذ متى وأنت تمارس الفن التشكيلي ؟ وإلى أي مدرسة فنية تنتمي؟

**كما ذكرتُ سابقًا كان لديّ شغف كبير بالرسم منذ الصغر، وفي عمر 11 سنة أطلقتُ العنان لأفكاري فكنت أرسم "العيون" وأرى في ذلك متعة فكل نضرة تعبر ،وكل تعبير يعكس مشاعر مختلفة، ولحسن حظي جميع رسوماتي كانت والدتي تحتفظ بها، ومع مرور الوقت كبرت وكبرت فيني رؤيتي للحياة وتوسعت آفاقي وتجاربي، وأصبحت رسوماتي أعمق وأشد حساسية، تتطرق لمواضيع شخصية نفسية اجتماعية، وفي الواقع لا أتبع أي مدرسة فنية معينة، فأنا أحاول أن أبتكر لي مدرسة فنية خاصة بي.

(الإقامة الفنية)

*تشارك حالياً في برنامج "الإقامة الفنية" بنسخته الخامسة، فيكف وجدت هذه التجربة ؟

**أتيتُ لقطر من أجل خوض هذه التجربة المثيرة والملهمة، ومن ثم العودة إلى حيث ما أتيتُ منه، ولكن مع مرور الأيام بدأت حياتي تأخذ شكلاً جديداً، وأحببت العيش في قطر، هذه الدولة التي ترفع دائمًا راية الحب والأمن والسلام، وأنا أعتبر نفسي جدًا محظوظ كوني أحد فنانين "مطافئ"، فالتجربة التي أعيشها حاليًا مع "الإقامة الفنية" تجربة ممتعة وتصقل الفنان حتى تصله لمراحل النضوج الفني بمساعدة نخبة من الفنانين المحليين والعالميين، فكل الشكر والتقدير للجميع، والشكر موصول للدكتور بهاء أبو دية على جهوده وتقديمه النصح والإرشاد لنا.

*كم عملا سوف تشارك به في المعرض الختامي، وحول ماذا يدور؟

**كان لمشروعي الحظ الأوفر بتطويره خلال الإقامة الفنية، حيث أنني أركز على قضية التباعد الاجتماعي والعزلة والماورائيات، فكان لجبران خليل جبران دورا كبيرا في إلهامي، إذ قمت بتجسيد حالة الانعزال والتباعد الاجتماعي بمجسم هندسي له ابعاد فلسفية، والمجسم مصنوع من الحديد وستانلس، يتم من خلاله تجسيد حالة شخصين متقابلين متباعدين متصلين عن بعد! واختياري لمادة الحديد يأتي كتعبير عن برودة الشعور ، فالحديد مادة جداً باردة، كما سأقوم بعرض عمل آخر يتألف من (16) لوحة فنية تسلط الضوء على عالم الخيال من خلال حياة العزلة التي أعيشها بعيداً عن الضوضاء.

*يكمن إلهامك من استكشاف تأثير الهندسة المعمارية على البشر، وضح لنا ذلك؟

**إنها علاقة ترابطية إنعزالية في آن واحد، علاقتنا بالهندسة تبدأ منذ طفولتنا من تأثير الشكل الهندسي للمنازل التي نتربى فيها على شخصياتنا، وتستمر هذه العلاقة معنا طوال حياتنا في المدرسة، ومكان العمل بتفاعلنا مع المكان والمحيط؛ وهو ما يشكل هوياتنا المكانية، وللأسف العولمة اليوم حولت الهندسة إلى أداة من أدوات التنافس بين الدول، حيث تتسابق الدول على أعلى الناطحات لتثبت الوجود وتاريخ الإنجازات بدون الاهتمام بالجمالية التعبيرية عن المكان، فالسؤال هو ؛ كم تشبهنا هذه الإنجازات؟ وهل هي تقربنا من الواقع أم تفصلنا عن الحقيقة أم تعزلنا عن أنفسنا وأسلوب حياتنا؟

(الفن مسؤولية)

*تقدم متاحف قطر دعمًا لا محدودًا للطاقات الشبابية الفنية، ماذا يمثل لكم هذا الدعم؟

**متاحف قطر هي الأم الحاضنة لكل فنانين قطر، فمن خلال مشاركتي في برنامج "الإقامة الفنية" لمستُ الاهتمام وشاهدتُ الدعم والتشجيع لكافة الفنانين بلا استثناء، الأمر الذي يعكس مدى أهمية تحفيز الثقافة بعقول الطلاب، والمواهب والطاقات الفنية، ونحنُ كفنانين الإقامة تقع على عاتقنا مسؤلية كبيرة في إظهار وتصدير طاقتنا وإبداعاتنا من قطر إلى الخارج كوسيلة شكر لكوادر متاحف قطر على الخدمات والبرامج التي تقدم من أجل الارتقاء بالمشهديين الثقافي والفني على حد سواء.

*بشكل عام كيف وجدت الحراك الفني والثقافي بالدولة؟

**قطر من أكثر الدول العربية التي تصدر الفن وتدعم الفن حاليًا، فالحركة الفنية بقطر جداً ناشطة لدرجة من المستحيل أن تبقى على اتصال مع جميع النشاطات، وأنا كفنان أشعر بالفخر والاعتزاز لأني مقيم بدولة قطر، فبشكل متواصل أشعر بالتحدي وتقديم أفضل ما لديّ من الأعمال الفنية الملهمة والمحفزة..

(هموم الفنان)

*لكل فنان همه الفني الخاص، فما الهم الذي يحمله هيثم على عاتقه؟

**لا أود أن أطلق عليه "هم"، وإنما أفضل أن أقول طموح وشغف، حيث أنني أطمح إلى الوصول لمراحل جداً متقدمة بمسيرتي الفنية، فأنا حالياً أعمل على أكثر من مشروع، وإحدى هذه المشاريع إطلاق مجموعاتي الخاصة من لوحات وتصاميم مفروشات في إطار خطي الفني، إلى جانب العمل على فيلم قصير، والذي يربط جميع هذه المشاريع هي "الحقيقة"، فإن كان لي "هم" فهو حتماً أن أبقى صريح مع ذاتي.

*جائحة " كورونا "لم تكن في الحسبان، كونك فنان دورك في هذه الأزمة؟

**المقاربة بين جائحة "كورونا" ومشروعي الفني هي التباعد الاجتماعي، فأنا أتمنى من كل إنسان أن يراجع نفسه خلال هذه العزلة المفروضة، وأن يستفيد من وقت بقائه في المنزل مع أسرته ويعيش هذا الوقت بكل تفاصيله، وأنا واثق أن هناك كثيرون وضعوا مشاريع جديدة لحياتهم من خلال هذا التباعد، وأصبحوا يفكرون بأسلوب جديد بعيد عن صخب الحياة، ونأمل أن تزول هذه الغمة عن الأمة في القريب العاجل.

اقرأ المزيد

alsharq اليوم العالمي للغة العربية.. دعوة لجعل لغة الضاد أكثر سهولة

يحتفي العالم غدا الخميس باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وذلك... اقرأ المزيد

128

| 17 ديسمبر 2025

alsharq صدور كتاب جديد يوثق سيرة المؤسس كنموذج للقيادة

الكتاب يقدم المؤسس كقدوة للجيل الناشئ في بناء الوطن الإصدار يناقش دور المؤسس في إرساء دعائم النهضة بالخليج... اقرأ المزيد

68

| 17 ديسمبر 2025

alsharq صدور كتاب جديد يوثق سيرة المؤسس كنموذج للقيادة

الكتاب يقدم المؤسس كقدوة للجيل الناشئ في بناء الوطن الإصدار يناقش دور المؤسس في إرساء دعائم النهضة بالخليج... اقرأ المزيد

134

| 16 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية