رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

881

د. المريخي بجامع الإمام : كثرة الأموات والأمراض إشارات لتنبيه الغافلين

28 أكتوبر 2016 , 06:37م
alsharq
محمد دفع الله

دعا د. محمد بن حسن المريخي الى الإعتبار من سرعة مرور الأزمان وتعاقب الليل والنهار، وقال إن السنين تدور بسرعة ملفتة وكأنه الزمان الذي وصفه رسول الله بسرعة أوقاته وأيامه فيقول : ( يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج – يعني القتل -)، وفي رواية ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة ) .

وقال خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن تقارب الزمان باستواء الليل والنهار فتقترب ساعات النهار من ساعات الليل ... و أن البركة ينزعها الله تعالى من الزمان ومن الأيام والأوقات حتى قال البعض " المراد بتقارب الزمان قصر الأعمار لمن يعيشون في الأزمنة المتأخرة إذا قيست بأعمار من عاشوا قبلهم ".

سرعة الزمان تنبيه

واضاف " ولو تأملنا أيامنا وأعوامنا لوجدنا ذلك فالناس يتساءلون عن سرعة عودة الجمعة ومرور عام كامل على موت فلان وزيارة علان والحدث الفلاني والحادثة الفلانية ويستغربون سرعة مرورها يقولون كأنها الأمس أو كأنها اللحظة ، وأن هذا ليدعو الله تعالى به العباد إلى الالتفات إلى أعمارهم وأوقاتهم ، فإن العمر محدود والنفس معدود وليأتين يوم ينتهي فيه العمر ويتوقف فيه النفس ويشطب العبد من ديوان الأحياء ليكتب عند الله والناس في ديوان أهل القبور والأموات والبرزخ يقول تعالى في هذا ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ) .

واسترشد الخطيب بقول عمر رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم واسألوها ماذا قدمت لها من الأعمال الصالحات الباقيات عند الله عز وجل فإن الله تعالى حذر من لقائه بلا أعمال صالحة حذر من القدوم عليه بلا صالحات إبتغي بها وجهه فقال ( إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيي ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ) .

العمر بحساب

وقال د . المريخي إن الله لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عنه من أمور العباد صغير ولا كبير ولا جليل ولا حقير .. ودعا في هذه الأثناء " فاعلموا ذلك واعملوا ولا تنسيكم الدنيا ربكم كالذين اغتروا بدنياهم فنسوا العمل الصالح الذي يرفعهم الله به عنده بعد منّة وكرمه فعاقبهم بأن خرجوا من الدنيا وما أخذوا منها شيئاً وضيعوا أخرتهم فلم يعملوا لها شيئاً فخسروا الدنيا والأخرة .

وقال إن عمر الإنسان مثاب عليه أو معاقب ، فإن بناه بخير طاب مسكنه ومأواه وإن أعمره بسوء وشر خاب وخسر، وأنه والله لينتهين وقتك المفسوح لك في هذه الدنيا كما انتهت أوقات أبائنا وأجدادنا مرت أيامهم وأعوامهم وماتوا كأن لم يكونوا عمروا الديار وتزوجوا وكنا نحن الذرية من بعدهم وجمعوا وأكلوا وشرقوا وغربوا حتى جاءهم الوعد الحق فهاهم في قبورهم يرقدون.

واضاف " إن وقتك هذا هو عمرك الذي كتبه الله لك منذ كنت في بطن أمك وبقدر ما تشغله وبأي بضاعة تملؤه تكون لك أو عليك تدخل به قبرك يُظلم عليك أو يُسفر بإذن الله ثم بما زوت نفسك من عمل، في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن إمرأة سوداء كانت تقم المسجد ( أو شاباً ) ففقدها رسول الله فسأل عنها؟ فقالوا: ماتت أو مات. قال: أفلا كنتم آذنتموني – اعلمتموني عن موتها – قال أبو هريرة : فكأنهم صغّروا أمرها – يعني رأوا أنه لا داعي لإعلام رسول الله عنها- فقال: دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها ثم قال عن أوضاع القبور وأحوالها : أن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وأن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم ).

وذكر خطيب الجمعة أن القبور ينورها الله تعالى على أصحابها بأعمالهم الصالحة بما قدموه لأنفسهم بعد فضله ومنته عليهم . وهذه المرأة من فضل الله عليها وجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله لها ويصلي عليها وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.

كثرة الأموات إشارات

ولفت المريخي الى أن كثرة الأموات وكثرة الأمراض وسرعة مرور الأعمار إشارات تنبيهيه وتحذير من الله تعالى ليستيقظ النائم وينتبه الغافل ويتذكر الناس، ولقد مات الصغير قبل الكبير والصحيح قبل المريض والقريب قبل البعيد فهل من مدكر.

وذكر أن أقواماً يبددون أوقاتهم وأعمارهم فيما لا فائدة فيه وفيما يضيع عليهم حتى معاش الدنيا وشؤونها ، تمضي عليهم الأعوام والأيام وهم ماكثون على حال قديم لا يبصرون يضيعون ويفنون أعمارهم ولا يتعظون ولا يعتبرون بمن تخطفهم المنايا أو الأمراض .

ووجه سؤال لهذا الصنف من الناس " ماذا ينتظر هؤلاء هل ينتظرون أزمان الصفاء والعافية أو يظنون أن الله تعالى سيعطيهم أعماراً غير أعمارهم ، كلا لقد ولت الأيام وذهبت العوافي وما من زمان يأتي إلا وهو شر من الذي قبله بذلك صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذكر أن أناس أفنوا أعمارهم وأوقاتهم تحت ضلال الأحزاب وطغيان الفلسفات وضياع المناهج شرقاً وغرباً حتى مات بعضهم ولقى الله تعالى خالياً من العمل الصالح الذي يريده الله والدين الخالص الذي ابتغاه الله تعالى ، فأين المعتبرون وأين المتعظون الذين يأخذون العبرة والعظة.

مساحة إعلانية