رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

542

"الشرق" تواكب مسيرة "الجزيرة" في ذكراها الـ 29

28 أكتوبر 2025 , 07:00ص
alsharq
❖ طه عبدالرحمن

- تغطية الجزيرة مخضبة بدماء فرسان سيخلدهم التاريخ

29 عاماً مرت منذ أن صدح أول صوت على شاشة الجزيرة معلناً انطلاق أول نشرة أخبار من قناة الجزيرة في قطر، لتشكل ميلاد أول تجربة إعلامية غيرت وجه المشهد العربي، والعالمي، إذ لم تكن الجزيرة مجرد قناة تلفزيونية، بل كانت حدثاً ثقافياً وسياسياً ومعرفياً أعاد تشكيل علاقة الجمهور العربي بالخبر، وأعاد للإعلام منطقه الطبيعي، أن يكون في صف الحقيقة، وفي قلب الإنسان لا على هامشه.

ومنذ لحظة انطلاقتها مطلع نوفمبر 1996، حملت الجزيرة على عاتقها رسالة مهنية ذات طابع مهني، ففتحت النوافذ على العالم، وكشفت المسكوت عنه، وخلقت فضاءً جديداً للنقاش والوعي. ومن جانبها، تواكب ، مسيرة الجزيرة، في ذكراها الـ 29، لتأمل مسيرتها، ورصد ما هو مأمول منها، وهى على أعتاب العقد الثالث من عمرها، عبر نجوم صنعوا حضورها وبصمتها، وواجهوا أهوال الميدان، وكتبوا بأصواتهم وتعبهم قصة قناة تحولت من فكرة إلى شبكة إعلامية رائدة.

- جمال ريان: صوتها يصدح بالحقيقة لم ينكسر أو يصمت

يستحضر الإعلامي جمال ريان، أول صوت على شاشة الجزيرة، اللحظات الأولى لانطلاق القناة، عندما قال مستهلاً نشرة الأخبار، "أهلاً بكم في أول نشرة إخبارية من قناة الجزيرة في قطر"، متذكراً أنه قبل نحو شهر من الافتتاح، "علمت أنني سأكون أول مذيع يظهر على الشاشة، حينها شعرت بالرهبة رغم سنواتي الطويلة في التقديم المباشر، لكن الأمل كان طاقتي الإيمانية التي منحتني الثقة، صمت يوم الافتتاح، وكان قلبي يخفق مع عقارب الساعة في الاستوديو، وحين غاصت الكرة الأرضية في الماء، ثم خرجت لترسم شعار الجزيرة، أحسست أن هذه الشاشة ستشقّ الصخر، وستصبح منبرًا للحق، وموئلًا للمظلومين".

ويقول: إن الجزيرة منذ انطلاقتها لم تكن مشروعاً إعلامياً فحسب، بل مشروع للوعي العربي إذ تنحاز دائماً لحق الشعوب في المعرفة، وكشف المستور، وإعطاء الصوت لمن لا صوت لهم، وأنه على الرغم من كل التحديات التي واجهتها، من توقيف واستشهاد عدد من صحفييها وطواقمها في العديد من المناطق الساخنة، إلا أن صوتها ظل يصدح بالحقيقة، وظلت وفية لميثاقها الأول، فلم تنكسر تحت أي قصف، ولم تصمت تحت أي تهديد، بل مضت في مهمتها الأصيلة: نقل الحقيقة من الميدان، وتوثيق ما يقع على الأرض رغم كل محاولات المنع والتعتيم.

ويضيف أن سر تميز الجزيرة لم يكن في شعارها ولا في مبانيها، بل في روحها المهنية، فهى مزيج من السرعة والصدق، ومن الجرأة والانضباط، ولذلك أصبحت مرجعاً للخبر وضميراً للشعوب، فالجزيرة لم تكن مجرد قناة، بل كانت ولاتزال ميلاد وعي جديد في العالم العربي.

ويؤكد الإعلامي جمال ريان أنه لولا الجزيرة، لما عرف المواطن العربي إلا الرواية "الإسرائيلية" وحدها، فالجزيرة كانت - وما زالت - جسراً بين الواقع والضمير.

- محمد كريشان: الجزيرة تتربع على قمة القنوات العالمية

يعرب الإعلامي محمد كريشان، المذيع ومقدم برامج في قناة الجزيرة، عن فخره واعتزازه بأن الجزيرة وهي تحيي كل عام ذكرى تأسيسها تجد نفسها دائما في قمة القنوات الاخبارية العربية، إن لم تكن العالمية دون ادعاء أو غرور.  ويقول: الجزيرة هذه المرة تكمل عامين من التغطية المستمرة والمكثفة لمأساة غزة وحرب الابادة التي شهدتها وهي تغطية ساهمت الى حد كبير في تعرية جرائم الاحتلال وكشف وجهه البشع أمام العالم وخاصة أمام الرأي العام الغربي الذي كان في البداية ضحية إعلام لديه متحامل وظالم ولكن سرعان ما فرضت الحقيقة نفسها.

ويضيف أن للجزيرة الفضل الكبير في ذلك، وإن لم تكن الوحيدة، فقد كانت مواقع التواصل الاجتماعي سنداً قوياً في هذا الاتجاه، وهذا الخيار من الجزيرة الذي شكّل تأكيداً لانتمائها القوي لقيم نصرة المظلوم وإيصال صوت الإنسان، وخاصة المقهور في مناطق العالم الكثيرة، دفعت ثمنه غالياً هذه المرة باستشهاد 11 من أبنائها بين مراسل ومصور مما جعل تغطيتنا ليس فقط قوية وصارخة في وجه هذا العالم وإنما تغطية مضرجة بدماء فرسان سيخلدهم التاريخ، رحمهم الله جميعا فلولاهم لمرت جرائم الحرب البشعة دون إدانة ودون خروج آلاف المتظاهرين في عواصم عالمية كبرى ما كنا نظن يوما أنها ستتحرك نصرة لفلسطين وإدانة لـ "إسرائيل". 

ويلفت الإعلامي محمد كريشان إلى أن الجزيرة تجد نفسها دائما مدعوة لتطوير أدائها والسعي للتفوق على نفسها، وأنها وهي تتقدم نحو الذكرى الثلاثين العام المقبل، ستسعى إلى تطوير أدائها، صورة ومضموناً، حتى لا تبدو رتيبة أو أسيرة قالب واحد لا تستطيع التخلص منه. 

ويؤكد أن هذا تحد أمام أي مشروع إعلامي يروم النجاح المستمر، لكن الجزيرة وهي تفعل ذلك ستظل دائما وفية لرسالتها التي جعلتها قبلة الجمهور العربي زمن المحن الكبرى وزمن الأيام "العادية" وما فيها من مشاكل متعددة على صعيد الحريات السياسية والتحديات الأمنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. 

ويقول: إنه بين الجمهور العربي العريض والجزيرة قصة حب متواصلة متجددة ولكنها اليوم، وكما كانت دائما، تخرج إلى العالمية متحدية لإعلام غربي كثيرا ما قدّم نفسه لنا نموذجا في المهنية والمصداقية، فإذا به يسقط سقطة مدوّية ومخجلة في معركة غزة، ليزداد العالم اهتماما وإعجابا بالجزيرة، حتى وإن أزعجت الكثير من الدوائر، فذلك من سحرها ومن صلب شخصيتها المتميزة كنموذج متميز لا يقبل بغير النجاح وفرض نفسه على أجندة الاعلام والسياسة في عالم، وهذا مبعث فخر لدولة قطر وللبلاد العربية، ولكل أبناء هذا المشروع الاعلامي الرائد الذي تجاوز مرحلة الشباب لكنه شاب على الدوام.

- زين العابدين توفيق: رسالتها الصادقة جعلتها صوت وضمير الناس

يؤكد الإعلامي زين العابدين توفيق، المذيع في قناة الجزيرة، أن أرقام الجزيرة بكل منصاتها تتحدث عن نفسها فهي تتفوق على كل منافسيها لكني أرى أن الجزيرة هي أكثر من مجرد أرقام، فالجزيرة هي الشاشة التي بكى مذيعوها على الهواء من لحظة سقوط بغداد إلى لحظات استشهاد الزملاء بدءاً بطارق أيوب ومروراً بشيرين أبو عاقلة وانتهاء بأنس الشريف ومحمد قريقع.

ويقول إن الجزيرة هى كذلك التي يبكي أمامها المشاهد العربي وهو يتابع مآسي منطقتنا وتضحيات زملائنا وصدق رسالتهم التي لولا صدقها ما اغتيلوا ولا صدقهم الجمهور، وهذا هو أهم إنجازات الجزيرة، فرسالتها الصادقة جعلتها ضمير الناس وصوتهم، ولنا أن نتخيل فقط شكل المنطقة بدون الجزيرة لنعرف أن وجودها بذات الرسالة هو في حد ذاته يحسب لدولة قطر ولجسارة وصدق مراسليها والعاملين فيها.

وفيما يتعلق بتحديات المستقبل والمأمول من الجزيرة فيه، يؤكد الإعلامي زين العابدين توفيق مجدداً أن ثقة الجمهور في رسالة الجزيرة هو أهم رصيد وأكبر ميزة للجزيرة والحفاظ على هذه الثقة هو الهدف الأكبر، "ولا شك عندي أن الجزيرة ستواكب كل تطور في الإعلام الجديد، لكن في عالم اليوم الذي تعمه الفوضى تظل الثقة هى أغلى وأندر عملة يمكن لأي وسيلة إعلام أن تحصل عليها".

- محمد مزيمز: أضحت الأكثر حضوراً واحترافية على المنصات الرقمية

يطرح الإعلامي محمّد مزيمز، مذيع أخبار ومقدّم برنامج المرصد في قناة الجزيرة، رؤيته لما حققته الجزيرة طوال السنوات الماضية، مؤكداً أنه "منذ انطلاقتها الأولى، لم تكن الجزيرة مجرد قناة تلفزيونية، بل كانت مشروعًا لإعادة تعريف الإعلام العربي، انطلقت لتكسر احتكار الرواية، وتمنح الإنسان حقَّه في أن يُسمَع صوته، وأن تُروى قصته كما هي، لا كما يُراد لها أن تكون".

ويقول: إنه على مدى 29 عامًا، لم تُكتب مسيرة الجزيرة بالحبر وحده، بل بالتضحيات؛ بدماء شهدائها الذين سقطوا وهم يحملون الكاميرا لا السلاح، وبصبر من واصلوا الطريق رغم الإيقاف، والإغلاق، والتشويه، ومع كل عاصفة واجهتها، كانت الجزيرة تزداد رسوخًا في ضمير المشاهد العربي والعالمي، لأنها اختارت رغم الصعوبات والضغوط أن تكون مرآةً للناس، لا مرآةً للسلطة. ويؤكد أن الجزيرة وهى على أعتاب عقدها الثالث، تواكب العالم، وأضحت الأكثر حضوراً واحترافية على المنصّات الرقمية في منطقتنا، "بيد أنها تواجه تحديات من نوعٍ مختلف؛ عالمٌ تتنازع فيه الحقيقة مع ضجيج المنصات، وتتوارى فيه المصداقية خلف خوارزميات التفاعل". ويعرب مزيمز عن ثقته بأن الجزيرة ستواصل صمودها على الشاشات الكبيرة كما على الهواتف المحمولة دون أن تمس بجوهرها القيمي: الصدق، والمهنية، والانحياز للإنسان، وأن تظل منارةً لمن يبحث عن الحقيقة، وبيتًا يحتضن الصحفيين الأحرار، وصوتًا لا يخفت مهما تغيّر شكل أعداء الحقيقة لتبقى كما رآها مُؤسّسوها، شاهدًا صادقًا على هذا الزمن، لا شاهد زور عليه.

- سارة رشيد: تواصل نهجها في تغطية القضايا الإنسانية

تقول الإعلامية في قناة الجزيرة، سارة رشيد: إن ما حققته الشبكة من نجاحات لم يكن صدفة، بل هو ثمرة إصرار وعمل جماعي والتزام بالمبادئ الصحفية والمهنية، رغم كل ما واجهناه من تحديات وضغوط على مدى أكثر من عقدين، فقد عشنا سنوات فقدنا فيها زملاء أعزاء استشهدوا أثناء أداء واجبهم المهني، وآخرين تم توقيفهم فقط لأنهم نقلوا الحقيقة، ومع ذلك، لم تتراجع الجزيرة عن رسالتها، بل زادها ذلك إيمانًا بأهمية ما تقوم به.

وتتابع: إن الجزيرة نجحت لأنها ظلت قريبة من الناس، تنقل معاناتهم وصوتهم، ولأنها لم تساوم على قيمها المهنية ولا على حق الجمهور في المعرفة، وأن سرّ قوتها هو هذا الانتماء العميق من العاملين فيها، فنحن لا نرى أنفسنا مجرد صحفيين في مؤسسة إعلامية، بل جزء من رسالة أكبر تتعلق بحرية الصحافة وحق الشعوب في أن تُسمَع أصواتها.

وترى أن دخول الشبكة عقدها الثالث ليس مجرد محطة زمنية، بل هو مرحلة نضج وتجديد في آنٍ واحد، "فالجزيرة اليوم تقف أمام مسؤوليات أكبر مما كانت عليه عند انطلاقتها، لأن الجمهور أصبح أكثر وعيًا، والعالم الإعلامي أكثر تعقيدًا وتداخلًا، وستستمر الجزيرة في الريادة، لا بالسبق الإخباري فقط، بل بالعمق التحليلي والرؤية الإستراتيجية في تناول الأحداث، ونحن أمام عالم تتغير فيه مفاهيم الإعلام بسرعة، وتتصاعد فيه حملات التضليل، وهنا تبرز أهمية الجزيرة في الدفاع عن الحقيقة، والتحقق من المعلومات، وتقديم الرواية الدقيقة المتوازنة التي تحترم عقل المشاهد".

وتقول إن الجزيرة توسع حضورها الرقمي وفي المنصات التفاعلية، لتخاطب الأجيال الجديدة بلغتها وأدواتها، من دون أن تفقد هويتها المهنية، فالمنافسة اليوم ليست فقط على الشاشات، بل في الفضاءات الرقمية، حيث أصبح المتابع هو من يختار متى وأين يشاهد الحدث.

وتؤكد الإعلامية سارة رشيد أن الجزيرة ستواصل نهجها في تغطية القضايا الإنسانية العميقة، لا من زاوية الحدث فقط، بل من زاوية الإنسان وتأثيراته، وهو ما ميّز تغطياتها في فلسطين وغزة وأفغانستان وسوريا وغيرها، الأمر الذي جعلها على مدى أكثر من عقدين علامة فارقة في الإعلام العربي والعالمي.

وتقول: إن الجزيرة اليوم ليست مجرد قناة إخبارية، بل تجربة إعلامية متكاملة أثبتت أن الصحافة يمكن أن تكون مهنية وإنسانية في الوقت ذاته وهذا هو الطريق الذي نأمل أن نواصل السير فيه بثبات وثقة.

- إيمان العامري: الجزيرة شكّلت تحولاً في المشهد الإعلامي العربي والعالمي

تؤكد السيدة إيمان العامري، مديرة معهد الجزيرة للإعلام، أنه منذ انطلاقتها عام 1996، شكّلت الجزيرة تحولًا جوهريًا في المشهد الإعلامي العربي والعالمي، إذ أعادت تعريف معنى الصحافة المستقلة ورسّخت حضور الإعلام العربي في الساحة الدولية.

وتقول: إن الجزيرة انطلقت برؤية تقوم على المصداقية والموضوعية والإنسانية، فكان الإنسان محورَ اهتمامها، والحقيقة غايتها، وعلى مدى ما يقارب ثلاثة عقود، حافظت على التزامها المهني رغم التحديات الجسيمة التي واجهتها، من استشهاد وتوقيف صحفيين وإغلاق مكاتبها، فبقيت وفية لرسالتها في نقل الواقع كما هو، لا كما يُراد له أن يُروى. وتضيف أنه خلال السنوات الأخيرة، أكدت الجزيرة دورها في تشكيل السردية الإعلامية العالمية، خاصة في تغطيتها لغزة، إذ نجحت في تقديم الصورة الكاملة التي تجمع بين الدقة الإنسانية والمهنية العالية، وأسهمت في إعادة الاعتبار لقيمة الصحافة الصادقة التي تنحاز للحقيقة والكرامة الإنسانية. وتلفت السيدة إيمان العامري إلى أن الجزيرة، وهى تدخل عقدها الثالث، تواصل تطوير أدواتها دون أن تُفرّط في روحها الأولى، وأن الرؤية المستقبلية تقوم على أن التقنية، مهما بلغت من تطور، لا يمكن أن تحلّ محلّ القيم، لكنها حين تُدار بوعيٍ ومهنية، تصبح امتدادًا طبيعيًا لرسالة الإعلام الحر". وتقول إنه لذلك، تعمل الجزيرة على توظيف الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي لتوسيع آفاق المعرفة وتعزيز دقة المحتوى وتسريع الوصول إلى الجمهور، و الحفاظ على المعايير الأخلاقية والمهنية التي صنعت مكانتها، وهدفنا أن تبقى الجزيرة نموذجًا للإعلام الذي يوازن بين الإنسان والتكنولوجيا، وبين الرسالة والابتكار، وأن تواصل دورها الريادي في إنتاج إعلامٍ ذكيّ يعبّر عن وعيٍ أعمق ومسؤوليةٍ أكبر تجاه العالم".

- محمد المري: نقلت الإعلام العربي من التلقين إلى النقاش

يعرب الإعلامي في قناة الجزيرة محمد المري، عن فخره بأن تمثّل قناة الجزيرة واحدة من أبرز التجارب الإعلامية في التاريخ العربي الحديث، ليس فقط بما حققته من انتشار عالمي وتأثير عابر للحدود، بل بما رسّخته من قيم مهنية وإنسانية جعلت من الصحافة رسالة لا وظيفة، فمنذ انطلاقتها عام 1996، نقلت الجزيرة الإعلام العربي من التلقين إلى النقاش، ومن التبعية إلى الاستقلال، ومن الصوت الواحد إلى التعدد، فكانت منبرًا للأصوات المغيّبة، ونافذةً لعرض الحقيقة كما هي، لا كما تُراد أن تكون.

ويقول إنه رغم كل التحديات التي واجهتها - من إغلاق مكاتبها، وحجب بثها، وتشويه صورتها، واعتقال بل واستشهاد صحفييها - بقيت الجزيرة ثابتة على مبدأ أن الكلمة الحرة تستحق التضحية، ولذلك لم تكن دماء شهدائها خسارة، بل شهادةً على صدق رسالتها، كما أنه برغم محاولات الإقصاء والتكميم، ظلت الجزيرة حاضرةً في كل حدث، تنقل وتحقق وتكشف، حتى صارت مرجعًا مهنيًا يُدرَّس، ومدرسةً خرّجت جيلاً جديدًا من الصحفيين العرب المؤمنين بأن الإعلام يمكن وبل يجب أن يكون ضمير الأمة.

وعن المأمول من الجزيرة في المرحلة المقبلة، يؤكد أن الجزيرة مطالبة بمواصلة التجديد دون أن تفقد هويتها، فـ"نحن في زمن الذكاء الاصطناعي وسرعة المعلومة، حيث تتغير أدوات السرد وأساليب التأثير، والمطلوب من الجزيرة أن تقود التحول الرقمي العربي في الإعلام بنفس الروح التي قادت بها تغطيات الثورات العربية، وأن تدمج بين الصدق المهني والابتكار التقني، وأن تظل صوت الإنسان العربي أينما كان، خصوصًا في قضاياه الكبرى التي ما زالت تبحث عن العدالة والكرامة".

ويقول المري: إن الجزيرة اليوم ليست مجرد قناة، بل ذاكرة أمة وضميرها الحيّ، فاستمرارها في أداء هذا الدور هو ما يجعلها أكثر من مؤسسة إعلامية: يجعلها مشروعًا حضاريًا مستمرًا.

- هيثم أبوصالح: الجزيرة تواكب كل جديد في صناعة الإعلام

يؤكد الإعلامي هيثم أبوصالح، مذيع ومراسل ومقدم برامج بقناة الجزيرة، أن نجاح الجزيرة ينبع من حفاظها على عهدها مع المشاهد في أن يكون الإنسان هو الأولوية، وهذا ما تجسد خير تجسيد خلال تغطيتها المفتوحة والمستمرة لحرب غزة. ويقول: إن الجزيرة حافظت كما في كل مرة على نهجها ولم تتردد رغم قساوة المشهد وقتامته في مواكبة وجع غزة فكانت صوتاً لأهلها وعذاباتهم اليومية ونقلت الصورة الكاملة وواكبت المشهد من غزة وكل عواصم العالم، وعايشت آلاماً كبيرة مع استشهاد نخبة من الزملاء المميزين الذين دفعوا ثمن نقل الصورة والبحث عن الحقيقة، ورغم ما عايشناه مضينا قدما إيماناً برسالة الجزيرة ومبادئها.

ويقول: إن العالم بعد ميلاد الجزيرة ليس كما كان قبلها، فالجزيرة تجتهد وتسعى على مر السنوات في مواكبة كل جديد في عالم صناعة الإعلام، وهى حاضرة بقوة في تغطياتها الحية إذ نجحت في مواكبة الأحداث الكبرى ونقلها لحظة بلحظة واستجابت لحجم التدفق الاخباري الهائل وواكبت الطفرة الحاصلة في عالم الإعلام الرقمي عبر إطلاق سلسلة منصات نجحت وبوقت قياسي في أن تستأثر بمتابعة وتفاعل واسعين. 

ويضيف أبوصالح أنه خلال كل هذه السنوات تصدرت الجزيرة بمهنيتها وقدرتها وانتشارها وشغف أبنائها المشهد الإعلامي العربي والعالمي، و"كلنا ثقة بأنها ستواصل طريقها، وهى على أعتاب عقدها الثالث، مدفوعة بهذه العوامل لمهنيتها وطموحها، الذي يفوق الحدود".

- مصطفى عاشور: منبر للحقيقة وصوت للمظلومين 

يقول الإعلامي مصطفى عاشور، المذيع بقناة الجزيرة مباشر، إنه في زمنٍ تشابكت فيه المصالح وغابت القيم الإعلامية والضوابط المهنية، تبقى الجزيرة في عامها التاسع والعشرين رمزًا إعلاميًا عالميًا للمهنية والحقيقة، و"أثبتت السنوات الماضية حقيقة واضحة، وهي أن الإعلام الحر والإعلاميين الشرفاء يدفعون الثمن غاليًا من أجل إيصال الصورة والصوت، فقد فقدت شبكة الجزيرة مراسليها وصحفييها ومصوريها في استهداف مباشر لطواقمها، وكان الهدف حجب صوت المظلومين ومنع صورة الجرائم التي كانت تُرتكب، وإرهاب الصحفيين لمنعهم من نقل الأحداث". 

ويقول إنه رغم كل هذه الأحداث والدماء، استمرّت التغطية، وأبدع الزملاء في ملاحقة الحدث من جميع جوانبه وفي كل الأماكن، وتحديدًا في مناطق النزاعات والحروب، من خلال تغطية إخبارية على مدار الساعة في جميع القنوات والمنصات، "ونحن نحتفل بذكرى انطلاق شبكة الجزيرة، نزداد فخرًا بانتمائنا لهذا الصرح الإعلامي العملاق، ونؤكد أن التطوير الدائم والإدارة الشجاعة والاحترافية كانت دائمًا من أهم أسباب التميز، في ظل أحداث كاشفة ومشاهد ذكية قادرة على التفرقة بين الخبر الصادق وما عداه.

ويقول عاشور: إن شبكة الجزيرة تبدو في مكان مختلف عن غيرها من الكيانات الإعلامية، وذلك بفضل التطوير والتحديث في الرؤى والاستراتيجيات، والتعامل مع الظروف الراهنة بمعايير المهنية، واستشراف آفاق المستقبل، وهو ما منحها دائمًا خطوات متقدمة في الفضاء الإعلامي يصعب معها مقارنتها بغيرها. ويتابع: إن إدارة شبكة الجزيرة سبّاقة دائمًا في تجديد وتحديث القدرات بما يلائم التغيرات المتسارعة، وهو ما رأيناه في التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتغطية التفاعلية التي تميزت بها قناة الجزيرة مباشر - إحدى قنوات الشبكة - والتي أفتخر بالانتماء إليها، حيث كان الحدث وما زال يُبثّ وقت حدوثه على جميع الترددات، في بث حي ومباشر تزامن مع تقديم خدمة فريدة هي متابعة آراء المشاهدين.

- زينب الحاجي: في أروقة الجزيرة.. تلاقت الرؤى واختلف الخصوم

تؤكد الأستاذة زينب الحاجي، مسؤولة تنفيذية بإدارة الاتصالات الدولية في شبكة الجزيرة الإعلامية، أنه في ذكرى تأسيس شبكة الجزيرة، تتجدد الذكرى بمسيرة إعلامية حافلة شكّلت علامة فارقة في المشهد العربي والعالمي، فمنذ انطلاقتها، كانت الجزيرة صوت من لا صوت له، واليوم لا يخفى على أحد هي صوت غزة وبصرها، تنقل الحقيقة من قلب الميدان رغم محاولات أعداء الكلمة الحرة لإسكات صوتها.

وتقول: واجهت القناة التحديات بثبات، وقدّم شهداء الجزيرة أسمى صور التضحية دفاعًا عن الحق والحقيقة، ليبقوا شهودًا على التزامها بالمبدأ والمهنية، وليبقى الإنسان محور رسالتها الإعلامية، لافتة إلى أنه "على مدار الأعوام، تميّزت الجزيرة بتنوع برامجها وتجددها المستمر، وسعيها الدائم لمواكبة التطور الإعلامي في قوالب تحترم الإنسان وعقله وكرامته، باعتباره غاية الرسالة وركيزة الأداء المهني".

وتقول إن العام الحالي شهد تعيينات إدارية جديدة ودماء تبعث الإيجابية في أروقة العمل، ضمن رؤية إدارية واضحة تهدف إلى التطوير والتجدد وتعزيز الريادة الإعلامية للشبكة، كما تواصل الجزيرة احتضان كوادرها المؤسِّسة التي ما زالت، بعد ما يقارب ثلاثة عقود، ترفد العمل بخبرتها وعطائها، في تجسيد واضح لروح الوفاء والانتماء التي تميّزت بها القناة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

وتتابع: في هذه المرحلة الجديدة، تمضي الإدارة برؤية تؤمن بالتجدد والتنوع، وتولي العنصر البشري مكانة أساسية في مسيرة التطوير، فالتجربة الممتدة لعقود تُصان اليوم بعقولٍ شابةٍ متجددةٍ وطموحة، تسعى إلى الارتقاء بالمضمون والشكل، والحفاظ على مكانة الجزيرة منصةً للوعي وصوتًا للإنسان في كل مكان، كما تشهد الشبكة توسعًا نوعيًا من خلال منصاتها الجديدة مثل سوريا الآن، والجزيرة 360، إضافة إلى تجديد برامجها التدريبية والدبلومات والمبادرات التي تسهم في تأهيل جيل إعلامي واعٍ ومهني.

وتقول الأستاذة زينب الحاجي إن الجزيرة أثبتت عبر مسيرتها أنها لا ترضى بالظلم ولا بالفساد، وأنها تتجاوز الخطوط الحمراء الوهمية التي تتوقف عندها قنوات كثيرة، لتخوض المخاطر في سبيل الحقيقة الواضحة، فظاهرها محطة إخبارية، أما جوهرها فهو صحافة توثّق الأحداث وتكشف الجناة وتفند الأكاذيب، لتسهم في أن تطال العدالة منتهكي الحقيقة ومرتكبي الجرائم، فصحافة الجزيرة امتزجت بدم الأبرياء، وفي أروقتها تلاقت الرؤى واختلف الخصوم، لتبقى القناة وفية لشعارها الخالد".

مساحة إعلانية