رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

388

حذروا من التهاون بشأن المنصات الرقمية العشوائية..

مختصون وأولياء أمور لـ "الشرق": بناء وعي رقمي للأجيال الناشئة مهمة الأسرة والمدرسة والمجتمع

29 أغسطس 2025 , 06:58ص
alsharq
❖ وفاء زايد

حذر مختصون وأولياء أمور من التهاون بشأن تعامل الأطفال والمراهقين مع المنصات الرقمية، التي تروج لألعاب إلكترونية تتخذ من العالم الافتراضي والخيال الجامح مركزاً لها، وتقدم للصغار وسائل مغرية وجاذبة تقوم على جذبهم للمسابقات والرسومات والإعلانات بطريقة غير مألوفة وبراقة، بهد استدراجهم للإيقاع بهم.

وأكد مختصون في لقاءات لـ الشرق أنّ التقنيات الحديثة ثورة معرفية يتطلب من الجميع التعرف عليها، والولوج إليها بحذر، ومن الضروري تهيئة الصغار على التعامل مع التكنولوجيا على أن يتم في إطار رقابة الأسرة والمجتمع والمؤسسات التعليمية، لتفادي السقوط في هاوية الإدمان التكنولوجي.. فإلى التفاصيل:

- محمد السقطري: مراقبة تعامل المراهق مع العالم الافتراضي 

قال السيد محمد سعيد السقطري خبير أمن ونظم معلومات: إنّ الألعاب التي توفرها شركات التقنيات العالمية تنقل المستخدم سواء كان مراهقاً أو طفلاً إلى عالم افتراضي، وتتركه يتعايش مع أي لعبة من خلال الأزرار والبرمجيات، وهذا قد يسبب له غياباً ذهنياً عن واقعه المحيط به. وأضاف أنّ علم الـ VR يعني محاكاة الواقع مادياً في عوالم خيالية وكأنه في بيئة واقعية، تعتمد على تجارب بصرية ومعلومات حسية من الصوت والصورة عبر سماعات للصوت أو نظارات للواقع الافتراضي والتي تستخدم في التطبيقات الطبية أو الطيران أو الأعمال الهندسية أو الاستكشاف أو السفر، ويستخدم أيضاً على أجهزة التدريب والدورات.

وأوضح أنّ الإشكالية الفعلية لدى الشباب أنّ هذا العالم يحول المراهق إلى إدمان تكنولوجي حيث يرتبط بالعالم الإلكتروني من خلال برامج وألعاب ويفقد التركيز في الواقع ويدخل في دوامة نفسية لأنه بات متعلقاً بالعالم الخيالي ولا تكون لديه القدرة على فصل الواقع عن الخيال. ومعالجة هذه الحالة تبدأ بخطوات لابد للأسر وأولياء الأمور أن يكونوا على دراية بها من البداية، وهي: تحديد أوقات استخدام التكنولوجيا عبر الجوال أو الأجهزة المحمولة حتى لا تسيطر على عقل المراهق أو الطفل وبالتالي يفقد تركيزه مع أسرته أيضاً، ثم تحديد نوعية الألعاب التي يمارسها الصغار والهدف المرجو من ورائها.

وأكد الخبير التكنولوجي محمد السقطري أنّ مراعاة الجوانب القانونية والأمنية عند التعامل مع التكنولوجيا في غاية الأهمية وهو تفادي البرامج التي تعمد إلى تفاعل مستخدميها من خلال كاميرات أو سماعات ترصد الواقع المحيط بالمستخدم بحيث تسجل وترصد كل ما يدور حول الطفل أو المراهق، وتكمن الخطورة في أنّ الطفل يكون في هذه الحالة مراقبا من خلال التكنولوجيا التي تنقل له أفكاراً غير مقبولة أو تعرضه لمخاطر أخرى.

- المحكم الهندسي محمد سالم: توعية الأطفال ضرورة في العصر الرقمي

قال السيد محمد سالم خبير ومحكم هندسي في الحاسب الآلي: مع التوسع الكبير في استخدام الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، بات الأطفال أكثر عرضة للوقوع في مخالفات تكنولوجية قد تترتب عليها آثار قانونية أو اجتماعية خطيرة.

 وفي ظل الواقع، يؤكد خبراء التربية والتقنية أن التوعية المبكرة للأطفال حول أساليب الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا تمثل خطوة أساسية لحمايتهم وضمان مستقبل رقمي آمن.

ومن أولى النصائح التي يشدد عليها المختصون تتمثل في تعليم الأطفال مفهوم الخصوصية الرقمية، فمشاركة الصور أو العناوين أو أرقام الهواتف عبر الإنترنت قد تفتح الباب أمام استغلال سيئ من أطراف مجهولة، وينصح الآباء بتبسيط هذه الفكرة عبر تشبيهات حياتية قريبة من أذهان الأطفال، مثل عدم إعطاء مفتاح البيت لشخص غريب.

كما يشير التربويون إلى ضرورة ترسيخ ثقافة الاحترام والمسؤولية في التعامل مع الآخرين عبر العالم الافتراضي، فالتنمر الإلكتروني، سرقة المحتوى، أو نشر الشائعات ليست مجرد “ألعاب بريئة”، بل أفعال قد تعرض الطفل للمساءلة القانونية وتؤثر سلبًا على سمعته في المستقبل.

ومن جانب آخر، ينصح الخبراء الأهل بوضع قواعد زمنية واضحة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية، بما يحقق التوازن بين الترفيه والدراسة والأنشطة الاجتماعية، فالاستخدام المفرط قد يتحول إلى إدمان ينعكس سلبًا على الصحة النفسية و.

ويؤكد المختصون أهمية تشجيع الأطفال على طلب المساعدة عند مواجهة أي موقف مقلق عبر الإنترنت، فالصمت أو الخوف قد يؤديان إلى تفاقم المشكلة، في حين أن الحوار المباشر مع الوالدين أو المعلمين يوفر حلولًا سريعة وآمنة.

- آلاء الحمد: ترك المواقع الإلكترونية بأيدي الأطفال يمثل خطورة

 قالت السيدة آلاء الحمد ولية أمر، إنّ الوعي الأسري بشأن مواقع الألعاب الإلكترونية التي تروج لتطبيقات ومسابقات موجهة للفئات العمرية مهم جداً، لتفادي تعرض الأبناء لمخاطر الشاشات الرقمية التي تقدم محتوىً افتراضياً لا يمس للواقع بصلة، ويرتكز على الخرافات والمبالغات التي تؤدي بالطفل إلى خيالات غير واقعية.

وأضافت أنّ البعض يترك الألعاب الإلكترونية والأجهزة المحمولة في أيدي الصغار في كل الأوقات وبعيداً عن الرقابة الأسرية التي تفتح أمامهم آفاق التعامل مع المواقع الافتراضية بحرية دون إشراف من أحد، وهذا يتطلب من المؤسسات التعليمية تهيئة الأطفال حول كيفية استخدام العالم الافتراضي بحذر ودراية وبشكل مبسط يتناسب مع أعمارهم.

- عبد الرحمن العباسي: إنتاج محتوى تعليمي يعزز القيم

أوضح السيد عبد الرحمن العباسي خبير الذكاء الاصطناعي كيفية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي من خلال تأصيل شخصيات إيجابية وملهمة في حياة الأطفال، مما يسهم في بناء جيل واعٍ ومتعلم، بعيداً عن التأثيرات السلبية، وتقديم قصص من شخصيات تاريخية أو معاصرة لديها مبادرات في مجالات مختلفة، مثل الأدب، العلوم، الفن، أو العمل الاجتماعي مثل الشاعر محمود درويش في الأدب، أو العالم أحمد زويل في العلوم، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديو قصيرة تتحدث عن الإنجازات والتغلب على الصعوبات.

 وأشار إلى أهمية انتاج محتوى تعليمي وترفيهي مثل الرسوم المتحركة، يلخص قيم وأخلاق تلك الشخصيات ويجعلها جذابة للأطفال، وتركيز المحتوى على القيم مثل الشجاعة، العطاء، والعمل الجاد، وتوجيه الأطفال للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وتشجيعهم على الانخراط في أنشطة تطوعية أو مشاريع مجتمعية،.

- المحامي خالد الساعور: تفادي التعاملات المشبوهة عبر المنصات الرقمية

 حذر المحامي خالد الساعور من التهاون بشأن المواقع الإلكترونية التي تروج لألعاب الأطفال لأنها طريق للوقوع في فخ المخالفات التي تؤثر تأثيراً سلبياً على الجوانب الاجتماعية والأخلاقية والأسرية.

وأوضح أنّ الحفاظ على سلامة الأطفال يبدأ من السلوكيات الآمنة في التعامل مع الإنترنت داخل المحيط الأسري، وخلق وسائل تواصل مفتوح وتحت رقابة الأسرة، وتعليم الصغار كيفية البحث الآمن عن أية موضوعات ومراقبة إعدادات الخصوصية في التطبيقات والألعاب الإلكترونية.

تصة.

- ليلى العصفور: تعليم الأطفال التطورات المعرفية وكيفية التعامل معها بحذر

قالت السيدة ليلى العصفور ولية أمر: إنّ العالم اليوم بكل ابتكاراته السريعة عمد إلى الدخول إلى عقل الإنسان ووقته من خلال برمجيات مغرية، تتخذ من الإعلانات والمسابقات والعروض الترويجية طريقاً لها، مضيفة أنه يقع على أولياء الأمور ضرورة التنبه لكل هذه التطورات المعرفية والتعرف ولو بشكل بسيط على كيفية التعامل معها.

مساحة إعلانية