رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2077

عكرمة صبري: إحياء يوم الأرض يجذر رمزية نضال الشعب الفلسطيني

30 مارس 2017 , 01:52م
alsharq
الدوحة - قنا

قال الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك إن إحياء الذكرى 41 ليوم الأرض يجذر رمزية نضال الشعب الفلسطيني ويمثل مرابطته في أرضه وتمسكه بها, وثباته على مواقفه الرافضة لكل السياسات الاسرائيلية القائمة على قضم الأراضي والاحتلال والتوسع على حساب الحق الفلسطيني في دولته المستقلة.

وأضاف الشيخ صبري إن هذا اليوم الذي يحتفل فيه الفلسطينيون على طريقتهم معبرين بالمظاهرات الحاشدة عن غضبهم، يظهر حجم التضحيات التي قدمها الشعب من أجل الدفاع عن الحق الفلسطيني الذي تعرض للاغتصاب والمصادرة والاستيلاء .. مثمنا المواقف النضالية لكل الفلسطينيين, ومواقف " اخوتنا " في مناطق 1948 الذين تمسكوا بالأرض ولم يفرطوا بذرة تراب, بل رابطوا وواجهوا ولم يأبهوا لكل الممارسات الإسرائيلية ومحاولاتها المستمرة في تهويد الأرض وطمس هويتها.

واشار في هذا السياق الى ما اسماه " صبر الفلسطينيين" على الشدائد والتمسك بالهوية وحمل امانة الدفاع عن العروبة والإسلام الى أن يزول الاحتلال .. مؤكدا أهمية تلاحم الصف الفلسطيني في وجه المخططات الاسرائيلية كافة, مترحما في هذا اليوم على" أرواح الشهداء الذين ارتقوا إلى السموات العلى دفاعا عن الأرض الفلسطينية".

وثمن الشيخ صبري مواقف الدول العربية في القمة العربية التي انعقدت في البحر الميت في الأردن واختتمت أعمالها أمس والتي أكدت على "مركزية القضية الفلسطينية كقضية العرب الرئيسية والجوهرية".. لافتا الى أهمية العمل العربي المشترك وتكاتفه من أجل الدفع باتجاه الحلول التي من شأنها انهاء الصراع العربي - الاسرائيلي وعودة الحقوق الفلسطينية الى اصحابها وفقا لقرارات الشرعية الدولية.. مشيرا إلى أن فلسطين ليست لأهلها فقط بل هي لجميع العرب والمسلمين , وأن القدس الشريف شأنه شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة، ما يعكس الترابط العربي والاسلامي القائم على قواسم مشتركة ثابتة وروابط تاريخية مميزة.

كما ثمن الموقف القطري قيادة وحكومة وشعبا الداعم باستمرار للقضية الفلسطينية ولتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومده بسبل المساندة والرعاية في مختلف المؤسسات والهيئات والجمعيات لما فيه خير ومصلحة فلسطين بمجملها، وبما يعكس حجم العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الشقيقين.

إلى ذلك أكد الشيخ صبري أنه ورغم كل مظاهر الرفض الفلسطيني للاحتلال على مدى العقود السابقة والمستمرة حتى احقاق الحق , ما زالت اسرائيل ماضية في سياساتها التعسفية في التهويد والتهجير والتدمير والعنصرية والقتل ضاربة عرض الحائط بكل دعوات المجتمع الدولي لمبادرات السلام ووقف إجراءاتها التهويدية على الارض, قائلا :" لا أرى أن هنالك جدية في تعاطي اسرائيل مع مبادرات السلام على تنوعها" , مذكرا بكلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء القمة العربية والذي ذهب فيها إلى " أن الاستيطان قوض حل الدولتين", معلقا :" بالفعل هذا ما حدث , فإن إسرائيل عندما رفضت على لسان بنيامين نتنياهو رئيس وزرائها مؤخرا حل الدولتين فهي كانت تعرف ماذا تقول, حيث لفت الشيخ صبري في هذا الاطار إلى أن " الاستيطان الاسرائيلي غير وجه الجغرافيا الفلسطينية".

وعلى وقع المسيرات الغاضبة وزيارة أضرحة الشهداء، يحيي الفلسطينيون اليوم، الذكرى الـ41 ليوم الأرض، إذ تنطلق مسيرة مركزية في قرية دير حنا، ملتحمة بمسيرة سخنين وعرابة في مسيرة واحدة، نحو مهرجان خطابي مركزي يشدد على مناهضة الاحتلال والمطالبة بإنهائه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

مظاهر عدة يقوم بها الشعب الفلسطيني في هذا اليوم ترجمة لتجذره بالأرض، حيث احتفالية لغرس أشجار وترميم بعض بيوت القرى المهدمة , اضافة الى ورشات عمل تثقيفية في المدارس حول أهمية هذا اليوم ودلالاته في تاريخ النضال الفلسطيني, فضلا عن مهرجانات خطابية وأعمال تطوعية ومسيرات شعبية صوب الأراضي المصادرة من قبل سلطات الاحتلال، ونحو الأراضي الزراعية التي استولى عليها المستوطنون.

وتنطلق اليوم المسيرات والفعاليات كذلك في جميع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، بالتوازي مع الأراضي في الداخل المحتل، حيث سيتم تنظيم تظاهرة شعبية أمام سجن "عوفر" الإسرائيلي، وأخرى مشابهة في القرى الفلسطينية المحيطة بجدار الفصل العنصري".

وتشترك "اللجان الشعبية والقوى الوطنية والإسلامية والهيئة العامة لمقاومة الجدار العنصري والاستيطان، في تنظيم تلك الفعاليات المتنوعة، للتأكيد على مناهضة الاحتلال والمطالبة بإنهائه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أصدر اليوم بياناً اتهم فيه الاحتلال الإسرائيلي باستغلال أكثر من 85 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة نحو 27000 كم2، إذ لم يتبق للفلسطينيين سوى نحو 15 في المئة من مساحة الأراضي فقط، وبلغت نسبة الفلسطينيين 48 في المئة من إجمالي السكان في فلسطين، حيث أفاد البيان بأن 40 في المئة من مساحة الضفة الغربية تم تحويلها لأراضي دولة من قبل السلطات الاسرائيلية، وأنه بعد احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، نقلت ملكية الأراضي التي كانت تديرها السلطات الأردنية و بهذا حرمت السكان الفلسطينيين من حق التصرف في ملكية أراضيهم.

وبلغت مساحة هذه الأراضي في ذاك الوقت ، بحسب البيان ذاته، ما يقارب 527 ألف دونم. ومع نهاية العام 1973 اضافت سلطات الاحتلال أكثر من 160 ألف دونم كأراضي دولة، واستمرت بسياستها الهادفة لنهب الأرض الفلسطينية، إذ اعلنت عن أكثر من 900 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية كأراضي دولة بين الأعوام 1979-2002.

وتواصل سلطات الاحتلال في الوقت ذاته سياسة هدم المباني الفلسطينية، ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، فيما تقوم بالمصادقة على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس، إذ هدمت سلطات الاحتلال خلال 2016 نحو 309 مبانٍ شملت مساكن ومنشآت تجارية وصناعية وزراعية، حيث إن 48 في المئة من مساحة المستوطنات مقامة على أراض فلسطينية خاصة.

وبلغ عدد المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2015 في الضفة الغربية 413، منها 150 مستوطنة و 119 بؤرة استيطانية, بينما بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية 617291 نهاية العام 2015، بينهم نحو 47 في المئة يسكنون في محافظة القدس، حيث بلغ عددهم حوالي 292555، منهم 214135 مستوطناً في القدس , ونسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالى 21 مستوطناً مقابل كل 100 فلسطيني، وبلغت في محافظة القدس حوالى 69 مستوطناً مقابل كل 100 فلسطيني.

ويتهم بيان المركزي للإحصاء , سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال سياسة هدم المنازل والمنشآت بهدف اقتلاع المواطنين من أراضيهم , فمنذ بداية 2016 تم هدم وتدمير حوالي 1023 منزلاً ومنشأة في مختلف مناطق الضفة الغربية، منها 309 عمليات هدم في محافظة القدس، و714 عملية هدم في باقي محافظات الضفة، بالإضافة إلى إصدار إخطارات هدم لأكثر من 657 منزلاً ومنشأة خلال 2016 , فيما أدت عمليات الهدم إلى تشريد أكثر من 1620 مواطناً فلسطينياً، نصفهم من الأطفال.

ولا تعرف إسرائيل حدا للتوسع والسيطرة, فعلى الرغم من صغر مساحة قطاع غزة، أقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي بعرض يزيد على 1500 م على طول الحدود الشرقية للقطاع، وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24 في المئة من مساحة القطاع البالغة 365 كلم مربعا والذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاماً وكثافة للسكان في العالم بواقع 5000 فرد لكل كيلو متر مربع.

يشار إلى أن يوم الأرض هو يوم يُحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كلِ عام، وتَعود أحداثه لمارس 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع ضمن حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب , واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى الفلسطينيين ..إضافة إلى اعتقال المئات منهم، ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الإسرائيلي، حيث إن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.

مساحة إعلانية