رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الإبادة الجماعية الجارية في غزة هي أحقر دركات الإرهاب، أو هكذا يجب أن تصنف. لكن من يتفق معنا في هذا الوصف، ربما ليس الكثير. ولا عجب في ذلك، فحتى وقت قريب كانت مدارس العلوم السياسية في ما يسمى الغرب لم تتوصل إلى تعريف محدد للإرهاب، بصفة عامة وإرهاب الدولة بصفة خاصة. وحتى وقت قريب كانت الأمم المتحدة ماتزال عاجزة عن وضع تعريف للإرهاب ولا إرهاب الدولة.
ولأن كل التعريفات المتاحة قاصرة ومسيسة يمكننا القول إن الإرهاب لا يقتصر على القتل بأي نوع من الأسلحة، وإنما يجب أن يشمل «التخويف والترهيب والاعتداء بأي شكل من دون وجه حق». هنا ستدخل أشياء كثيرة تحت هذا التوصيف، منها، التحكم في الإعلام. فنظرية التدفق الإعلامي من الغرب إلى الشرق، لم تتغير. مازال مصير كلب أو قط في أحد شوارع أمريكا أو أوروبا أهم من مصير ملايين البشر الأبرياء في غزة أو مثيلاتها. أيضا من الإرهاب حرمان الناس من إبداء الرأي على وسائل التواصل الاجتماعي، وترهيبهم بعقوبات تتراوح بين وقف حساباتهم إلى التغريم وربما الاعتقال والسجن. ومن الإرهاب كل أشكال الترهيب الفكري وإجبار البشر على اتباع أفكار معينة أو العكس، فهذه سلطة لم يمنحها الخالق حتى للأنبياء.
وعندما تكذب مراسلة قناة كبيرة (سي ان ان) ومراسلة صحيفة كبيرة (الاندبندنت)، وتقدم معلومات مفبركة يكون ذلك هو الإرهاب. وليس ذلك فحسب فعندما تكون وراء ذلك دولة بل دول، حينها يختلط الإرهاب الفردي مع إرهاب الدولة لتكوين هذا المشهد العبثي ويصبح الإرهاب إرهابا عالميا.
كما سيتحتم أن يكون عدم احترام القوانين والقرارات الدولية، إرهابا بل قمة الإرهاب، لأن الإرهابي هنا هو دولة وليس مجرد فرد أو أفراد. كما أن الكيل بمعيارين يجب أيضا أن يكون نوعا من الإرهاب. فوسط «طوفان الكذب والتضليل وإخفاء الحقائق» بلغ من عهر النظام الدولي الأعور، الذي لا يكيل إلا بمكيالين، أن يعتبر المقاومة الفلسطينية إرهابا، أما إجرام المستوطنين الغاصبين المسلحين فهو دفاع عن النفس.
وإذا علمنا أن القانون الدولي لم يُحرّم الهجمات على المدنيين والمناطق الحضرية إلا بعد الحرب العالمية الثانية، (لإدانة قصف ألماني على قرية غورينكا الإسبانية)، سندرك أن المشكلة، جزئيا، هي أن مصطلح الإرهاب من المصطلحات التي احتكر الغرب تعريفها مثلما احتكر كل شيء تقريبا في إطار العولمة. والسبب الأساسي بكل بساطة هو أن من يرعون الإرهاب في العالم هم المسؤولون عن تعريفه. وبكلمات أخرى، «حاميها حراميها».
على أن فضيحة هذا النظام العالمي تتضح أكثر بتصريحات سياسيين أمريكيين وصهاينة بينهم يوسي ليبيد وزير (خارجية سابق للكيان) طالبوا فيها الإعلام بلا خجل بعدم قول الحقيقة ولا حتى عرض وجهتي النظر والاقتصار على الرواية الصهيونية فقط. فهم يحمون أنفسهم بمن فيهم ذلك الكيان لأن جميعهم يشتركون في جريمة واحدة مستمرة منذ بداية هذا النظام العالمي الذي سميته سابقا «نظام ويستفاليا». فكلهم لصوص أوطان وكلهم لصوص أرض ليست لهم، وكلهم لصوص أقوات شعوب مقهورة، وكلهم لصوص الماضي والحاضر والمستقبل.
وهذا الكيان المحتل لفلسطين يمثل واسطة عقد السرقة التي سرقوها قديما، ولكن لأن أهل الحق لم يتركوه فقضيتهم لم تمت مثل قضية الهنود الحمر في أمريكا الشمالية أو استراليا أو نيوزيلندا وغيرها. وهم عندما يدافعون عن الكيان فإنهم يدافعون عن أنفسهم، لأنهم جميعا لصوص ومجرمون وكلهم أحفاد ابن سبأ وقبيله.
رغم كل ذلك فإن ما يزيد الجراح ألما هو أن غياب تعريف واضح للإرهاب أو إرهاب الدولة يهون أمام ما يطلق عليه «البلطجة الدولية»، التي تمنع التوصل لذلك التعريف. تلك البلطجة التي كانت تتقاسمها مجموعة الدول التي شكلت «نظام ويستفاليا»، ثم انفردت بها أمريكا منذ زوال الاتحاد السوفيتي وتحاول التمسك بها الآن بكل شراسة مهما كان حجم الإجرام الذي تمارسه بتأييدها الأعمى للكيان.
ويوضح ذلك الكاتب الصحفي الفرنسي فرانسوا لانغلي، معلقا على كتابه الأخير «كم من الوقت سيستغرق الأمر؟» بقوله إن وقوف الولايات المتحدة القوي مع الكيان سببه تراجع النفوذ الغربي عالميا بعد خمسة قرون من التوسع والهيمنة، وأن سقوط إسرائيل قد يعني سقوط الهيمنة الأمريكية تماما بعدما صفعتها الحرب الأوكرانية صفعة كبيرة، بإظهارها نهاية التفوق الغربي. الآن نفهم لماذا لا تسمى الإبادة الجماعية الجارية في غزة بالإرهاب ولا يوصف ما تفعله إسرائيل بإرهاب الدولة، لأنهم يريدون «عولمة الإرهاب».
زيتونتي ماتت.. وبقيت أنا !
الهوينا كان يمشي، هنا فوق رمشي، اقتلوه بهدوءٍ، وأنا أهديه نعشي...... صدق القائل ومِنَ الحُبِ ما قَتل، هذا... اقرأ المزيد
219
| 31 أكتوبر 2025
بيد الوالدين تُرسم ملامح الغد
تُعتبر الأسرة الخلية الأولى في المجتمع وأحد أهم العوامل المؤثرة في بناء شخصية الطفل، حيث تُسهم في تكوين... اقرأ المزيد
210
| 31 أكتوبر 2025
الخطأ في تشخيص حالات التوحد (ASD)
ظهرت للأسف من قبل أخصائيين غير مدربين على كفاءة وضمير مهني التجارة بمسمى العلاج وعدم الإدراك والفهم والوعي... اقرأ المزيد
162
| 31 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إعلامي وباحث سياسي
ماجستير العلوم السياسية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6654
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع تحت وهج الشمس، تُقاد من بعيدٍ بإشاراتٍ باردةٍ لا تعرف الرحمة. تطير ولا تفكر، تضرب ولا تتردد، تعود أحيانًا أو ربما تنتحر. لا فرحَ بالنصر، ولا ندمَ على الدم. طائراتٌ بلا طيارٍ، ولكنها تذكّرنا بالبشر الذين يسيرون على الأرض بلا وعيٍ ولا بوصلة. لقد صار في الأرض مسيَّراتٌ أخرى، لكنها من لحمٍ ودم، تُدار من وراء الشاشات، وعبر المنصات، حيث تُضغط أزرار العقول وتُعاد برمجتها بصمتٍ وخُبث. كلاهما – الآلة والإنسان – مُسيَّر، غير أن الثانية أخطر، لأنها تغتال العقل قبل الجسد، وتُطفئ الوعي قبل الحياة، وتستهدف الصغير قبل الكبير، لأنه الهدف الأغلى عندها. تحوّل الإنسان المعاصر شيئًا فشيئًا إلى طائرةٍ بشريةٍ بلا طيار، يُقاد من برجٍ افتراضي لا يُرى، اسمه “الخوارزميات”، تُرسل إليه الأوامر في هيئة إشعاراتٍ على هاتفه أو جهازه الذي يعمل عليه، فيغيّر مساره كما تُغيّر الطائرة اتجاهها عند تلقّي الإشارة. يغضب حين يُؤمر، ويُصفّق حين يُطلب منه التصفيق، ويتحدث بلسان غيره وهو يظن أنه صوته. صار نصفه آليًّا ونصفه الآخر بشريًّا، مزيجًا من لحمٍ وإشارة، من شعورٍ مُبرمجٍ وسلوكٍ مُوجَّه. المسيرة حين تُطلِق قذيفتها أو تصطدم تُحدث دمارًا يُرى بالعين، أمّا المسيرة البشرية فحين تُطلِق كلمتها تُحدث دمارًا لا يُرى، ينفجر في القيم والمبادئ، ويترك رمادًا في النفوس، وشظايا في العقول، وركامًا من الفوضى الأخلاقية. إنها تخترق جدران البيوت وتهدم أنفاق الخصوصية، وتصنع من النشء جنودًا افتراضيين بلا أجر، يحملون رايات التدمير وهم يظنون أنهم يصنعون المجد. المسيرة المعدنية تحتاج إلى طاقةٍ لتطير، أمّا المسيرة البشرية فتحتاج فقط إلى “جهلٍ ناعمٍ” يجعل أفئدتها هواءً. ويُخيَّل للمرء أن العالم بأسره قد صار غرفةَ تحكّمٍ واحدة، تُدار بمنهجٍ وفكرٍ وخطة، وأننا جميعًا طائراتٌ صغيرة تدور في مساراتٍ مرسومة، لا تملك حرية رفرفة جناحٍ واحدةٍ خارج هذه الحدود. من يملك الإعلام يملك السماء، ومن يملك البيانات يملك العقول، ومن يملك كليهما، هنا يكمن الخطرُ كلُّه. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا من أن يصبحوا مسيَّراتٍ بشريةً أخرى؟ كيف نُعيد إليهم جهاز الملاحة الداخلي الذي خُطِف من أيديهم؟ الجواب يبدأ من التربية الواعية التي تُعلّم الطفل أن يسأل قبل أن يُصدّق، وأن يتحقّق قبل أن ينقل، وأن يفكّر قبل أن يحكم. نحتاج إلى مؤسساتٍ وهيئاتٍ تُنمّي مهارة التفكير النقدي، وإعلامٍ يُحرّر لا يُبرمج، وأُسَرٍ تُعلّم أبناءها التمييز بين الصوت الحقيقي وضجيج التقليد، وبين المنابر الحرة والخُطب المصنوعة. فالوعي لا يُوهَب، بل يُصنَع بالتجربة والتأمل والسؤال. ثم تأتي القدوة الحيّة، فالمجتمع لا يتغيّر بالمواعظ فقط، بل بالنماذج. حين يرى الجيل من يفكّر بحرية، ويتحدث بمسؤولية، ويرفض الانقياد الأعمى، سيتعلم أن الحرية ليست في كسر القيود، بل في معرفة من صنعها ولماذا. وأخيرًا، علينا أن نُعلّم أبناءنا أن التحكم في النفس أعظم من التحكم في آلة. فشخصٌ واحد قد يصنع مئات الآلات، ولكن آلاف الآلات لا تصنع إنسانًا واحدًا. ليست كل حربٍ تُخاض بالسلاح، فبعضها تُخاض بالعقول. والمنتصر الحقيقي هو من يبقى ممسكًا بجهاز تحكمه الداخلي، مستقلًّا لا يتأثر بالموجِّهات والمُشوِّشات. إن إنقاذ الجيل لا يكون بإغلاق السماء، بل بتنوير العقول. فحين يتعلم الإنسان كيف يطير بوعيه، لن يستطيع أحد أن يُسيّره بعد اليوم أو يُسقطه.
2739
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2307
| 30 أكتوبر 2025