رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إنبلاج فجر جديد يحمل معه آمالاً عريضة وأمنيات كبيرة بمستقبل أفضل وغد أجمل، وبالرغم من أن السنة الجديدة ما هي إلا حصاد للسنة السابقة والسنوات التي قبلها، إلا أن البشر في جميع أصقاع العالم يأملون بمعجزات تجلبها السنة الجديدة تغير بها واقعاً مريراً وتحقق أحلاماً مؤجلة.
ويسود لدى الكثير من الشعوب اعتقاد يصل إلى درجة اليقين بأن الطريقة التي نستقبل بها العام الجديد لحظة دخوله هي التي ستحدد ما سيكون عليه هذا العام. فإذا كان مزاجنا سعيداَ في تلك اللحظات، فإن السعادة سترافقنا طوال السنة، وإن كان الحزن أو القلق مصاحباً لنا حينها، فإن عامنا الجديد سيحمل الكثير من مشاعر الحزن والقلق.
حيث تحتفل شعوب العالم بالعام الجديد بطرق شتى تعكس ما لهذه الشعوب من تراث وثقافة ومعتقدات دينية، فالأسكتلنديون مثلاً يستقبلون السنة الجديدة بمسيرات بالمشاعل يجوبون بها الطرق مستبشرين فرحين.
وفي هولندا يقوم السكان برمي أشجار الميلاد في النيران كطقوس لطرد أرواح السنة الماضية واستقبال أرواح السنة الجديدة.
و في موسكو، تحتشد أعداد ضخمة من الناس ليرحبوا بقدوم السنة الجديدة، وفي انتظار عيد الميلاد الذي يقام في روسيا في الليلة الفاصلة بين السادس والسابع من يناير حسب التقويم الأرثوذكسي.
أما في سويسرا، فيستقبل السكان رأس السنة الجديدة بارتداء قبعات وأزياء ترمز إلى طرد الأرواح الشريرة واستقبال الأرواح الخيرة للعام الجديد.
أما البريطانيون فيعتقدون أن على أول شخص يدخل المنزل في السنة الجديدة أن يحضر معه هدايا كالنقود والخبز والفحم، وذلك لجلب الحظ الحسن.
وفي استراليا يذهب السكان إلى البحر حيث يتزامن فصل الصيف في أستراليا مع رأس السنة الميلادية.
ويعتقد سكان بعض مناطق الأناضول في تركيا أن أول من يجلب الماء في صباح اليوم الأول من العام الجديد سيصبح غنياً، كما يضع السكان قبل رأس السنة بأربعة أيام الدقيق المطحون على أبواب المنازل، آملين أن تكون فأل خير، ويعتقد البعض أن رمي النساء لحبات الفاصوليا على جدران المنزل ليلة رأس السنة سيجلب الخصوبة والبركة.
كما يرمي الدنماركيون الأطباق الزجاجية على أبواب بيوت بعضهم البعض، حيث يعتقدون أن أكثر الأشخاص حظاً هم الأكثر جمعاً للأطباق المحطمة أمام أبواب منازلهم.
ويؤمن الإيطاليون بأن ارتداء الملابس الداخلية ذات اللون الأحمر في ليلة رأس السنة سيجلب لهم الحظ والثروة طوال العام الجديد.
كما يسود الاعتقاد بين اليونانيين أن أول شخص يدخل إلى المنزل في العام الجديد يحمل الحظ السعيد أوالحظ السيء لأصحاب المنزل تبعاً لشخصيته ويفضل اليونانيون أن يكون هذا الشخص من الأطفال.
بينما يحتفل الإسبان بتناول حبة من العنب مع كل دقة للساعة خلال الدقيقة الأولى بعد الإعلان عن مولد العام الجديد، حيث تعد حبات العنب مدعاة للحظ السعيد.
ويعمد سكان فنلندا إلى تذويب قطعة من القصدير وسكبها في الماء البارد وتوقع الحظ في العام الجديد بحسب الأشكال التي تظهر، حيث يدل شكل القلب أو خاتم الزفاف على الزواج ويشير شكل السفينة إلى احتمال السفر وكذلك يدل شكل الحيوانات على ثروة منتظرة.
أما في بيلا روسيا (روسيا البيضاء) فتتبارى الفتيات في مباريات تعتمد على الحظ لمعرفة من منهن ستتمكن من الزواج خلال العام الجديد، حيث تجلس الفتيات وتضع كل واحدة منهن كومة من الذرة أمامها ويتم إطلاق ديك من مسافة متساوية إلى كل منهن، والتي يقع اختيار الديك عليها ليأكل من كومتها تكون صاحبة الحظ السعيد.
بينما في أمريكا وكندا يتجمع العديد من الناس للغوص في البحيرات والأنهار المتجمدة خلال الساعات الأخيرة من العام وبداية العام الجديد، اعتقاداً منهم أن ذلك يجلب الحظ والسعادة.
وفي الصين، يقوم الناس قبل رأس السنة بتنظيف كل زاوية في منازلهم، ووضع أنواع مختلفة من الزهور والنباتات الصينية فيها لجلب الحظ السعيد والبركة، بالإضافة إلى توزيع النقود على الأطفال.
وفي اليابان، يربط السكان خيوطاً على أبواب المنازل، وفي الساعة الثانية عشرة يبدأون بالضحك كتقليد لجلب السعادة والحظ الجيد.
بينما يحاول بعض المكسيكيون الحصول على الحظ السعيد من خلال حمل حقيبة فارغة والسير بها عند منتصف الليلة التي يحل بها العام الجديد .
وكل عام وأنتم بخير ...
فالحياة تستمر في مسيرتها دون توقف، تغادر سنة وتولد من رحم الزمن سنة أخرى.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6546
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6429
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3144
| 23 أكتوبر 2025