رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد صالح المسفر

مساحة إعلانية

مقالات

969

د. محمد صالح المسفر

الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيون ودعاة الانفصال

03 يونيو 2025 , 02:00ص

شُغِل الإنسان العربي الغيور بحال أمته الذي يسير من سيئ إلى أسوأ. في أقصى بلاد المغرب العربي ثبّتت إسرائيل قواعدها العسكرية والتجسسية، وفي قلب الوطن العربي بلاد الشام سوريا ولبنان وفلسطين تزداد إسرائيل شراسة ضد أمتنا العربية، وفي فلسطين غزة محرقة للحرث والنسل ولم يبق في غزة ملاذ آمن للإنسان تلاحقه الإبادة الجماعية والدمار الشامل لكل مناحي الحياة وحرب تجويع وحرب تعطيش وحرمان من الدواء تشنها إسرائيل على أهلنا في فلسطين. شعوب الغرب وقادته رفعوا أصواتهم ضد ما تفعل إسرائيل بالفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية إلى حد التهديد بفرض عقوبات ومقاطعة للكيان الصهيوني في فلسطين والعرب الميامين عما يفعل الصهاينة بنا يتغافلون وكأن الأمر لا يعنيهم وكأنهم في مأمن عن ارتدادات الأطماع الصهيونية. وفي الخليج العربي أنشبت الصهيونية العالمية بقيادة إسرائيلية أظافرها على شواطئ الخليج العربي الرملية وبين مداخن النفط والغاز وكل يوم تزداد قوة في تواجدها في خليجنا العربي. وعلى شواطئ البحر الأحمر تحلق طائرات العدو الصهيوني دون اعتراض لتمطر اليمن الشقيق بأسلحة خارقة حارقة لا تبقي ولا تذر.

السودان جراحه تنزف والمال العربي ليس بعيدا عن تعميق تلك الجراح في السودان وليبيا تتمزق وحدتها نتيجة لأطماع في سلطة عقيمة لم يتداع الطامعون في السلطة في ليبيا إلى اجتماع لتقاسم المنافع والنهوض بليبيا بدلا من إنفاق المال على حروب غير مجدية والتي يعلم الجميع أن إسرائيل ليست بعيدة عن كل ما يجري إلى حد أن أحد أبناء المتنفذين الطامعين في الهيمنة يتجول في تل أبيب كأنه يتجول في شوارع القاهرة دون حياء أو كرامة.

(2)

رغم كل الجراح لم ننس اليمن الشقيق وأحداثه نتساءل أين «السلطة الشرعية» بقيادة رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي العالم المجرب بالشأن اليمني والذي تولى منصبه في أبريل 2022 ومعه ثمانية هم أركان المجلس الرئاسي أبرزهم سلطان العرادة وآخر هو عيدروس الزبيدي وشتان بين الرجلين، الزبيدي يعتبر الشريك المناكف في المجلس الرئاسي. سؤال اليمني البسيط ماذا قدمت له هذه السلطة الشرعية؟ البلاد بلا كهرباء وتشح مياه الشرب والتضخم جامح وسعر العملة اليمنية في تراجع والبطالة عامة والفقر سمة المجتمع اليمني في ظل هذه السلطة والأمراض تفتك بالناس، والدولة مقسمة السيد الزبيدي موكبه في تنقلاته يزيد على موكب الرئيس الأمريكي ترامب، الزبيدي يعشق أن يلقب «بفخامة الرئيس» وهو أشد دعاة الانفصال في اليمن. ما حدث لكم د. العليمي في نيويورك عند مشاركتكم في أعمال الجمعية العامة بمعية السيد الزبيدي يقلل من هيبة اليمن أمام المجتمع الدولي لوجود رأسين لوفد دولة واحدة، خطابكما مع رؤساء الوفود الذين قابلتموهم مختلف أحدكما يتحدث باسم جمهورية اليمن والآخر يتحدث باسم دولة الجنوب فأي سلطة شرعية أنتم؟! ومِن مَن تستمدون شرعيتكم؟ أين مقر حكومتكم في عدن أو مأرب أو حضرموت؟ أو حكومة في المنفى تشبهون في جوهركم حكومة بولندا في منفاها بعد الحرب العالمية الثانية.

(3)

الحركة الحوثية المسيطرة على معظم شمال اليمن ومقرها في صنعاء عاصمة اليمن الموحد تظهر للمجتمع الدولي أنها سلطة متكاملة أمن يكاد يكون منضبطا وسعر الصرف العملة محدد بعناية وجبهة داخلية تبدو متماسكة ويحكم الشمال رأس واحد لا ثمانية كما هو حال السلطة الشرعية تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، الحوثيون حكموا البحر الأحمر ويستهدفون بالحديد والنار كل باخرة متجهة نحو إسرائيل وفرضوا حصارا جويا عن طريق إطلاق الصواريخ فرط صوتية على مطارات العدو الإسرائيلي وبثوا في قلوب الصهاينة الرعب وعدم الاستقرار يدخلونهم الملاجئ لساعات طويلة يعطلون كل وسائل الإنتاج في دولة العدو إسرائيل في كل ربوع فلسطين المحتلة وأجبروا أمريكا على الاتفاق معهم بوقف القصف الجوي الأمريكي والبريطاني على شمال اليمن وأشاد بهم الرئيس الأمريكي وقال «أحترم وعود الحوثيين وقد أظهروا شجاعة كبيرة» في مواجهاتهم العسكرية. الحوثيون ليس بينهم من يدعو إلى الانفصال وتقسيم اليمن. لا جدال بأن قيادة الحوثيين فرضت تنظيم «أنصار الله» على الساحة الدولية، أما «السلطة الشرعية» فالمواطن اليمني ينتظر إلى أين ستقوده.

(4)

جدا على الساحة اليمنية «حَمْل» ثقيل أنه في مرحلة المخاض يحاول هز جذع النخلة لعلها تساقط عليه مالا وفيرا واعترافا من قوى محيطه الجغرافي أنه تنظيم «الهيئة الحضرمية لإصلاح ذات البين» وتوقعت أنه إصلاح بين أطراف القوى اليمنية المتنافرة أعني إصلاحا بين «الحوثيين المنشقين عن السلطة الشرعية، والسلطة الشرعية ودعاة الانفصال بإصلاح ذات البين» ولكن عندما أمعنت النظر في أدبيات ذلك التنظيم بدا لي أن المستهدف هو المجتمع الحضرمي على وجه التحديد والحق أنني لست من أنصار هذه الانشقاقات أو التكتلات التي لا تسعى إلى ترسيخ مفاهيم ومنافع الوحدة اليمنية، جميل أن يلد هذا المخاض قاعدة قوية تشد من أزر الوحدة اليمنية وتشهر السيف في وجه دعاة الانفصال.

آخر الدعاء: اللهم أخرج اليمن من كبوته وأنقذه من دعاة الانفصال ومن دعاة العودة به إلى عصور الظلام ومن الطامعين ومن أبنائه الضالين، إنك على كل شيء قدير.

مساحة إعلانية