رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

ebalsaad@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

393

ابتسام آل سعد

تركيا الجميلة غصبا

03 أغسطس 2025 , 02:44ص

كنت قد عدت من سفرة طويلة استقر بي الرحال فيها قبل العودة إلى قطر في تركيا الجميلة طبيعة وأجواءً وتحديدا في مدينة طرابزون الساحرة بكل أشكالها وبالطبع شهدت أعدادا غفيرة من السائحين العرب والخليجيين هنا وكأن تركيا قد خلت منهم إلا في طرابزون من كثرتهم وتجوالهم هنا وهناك حتى إنني عذرت أهلها إن تضايقوا من تواجد مئات الآلاف من السياح في مدينتهم ولكن على العكس لم أجد هنا ما يمكنني أن أصدق ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد وقصص عن العنصرية التي تحدث للعرب من قبل أتراك عنصريين يكرهون أن يتواجد العرب بينهم فالجميع تراه في حاله كما يقولون لا دخل له بالآخر ومعاملتهم طيبة واستقبالهم لنا بشوش لا يشوبه أي منغصات سواء في الشارع أو المولات أو حتى عند التعامل المباشر في المحلات والمراكز التجارية وهي ميزة ألاحظها في كل مرة أسافر إلى طرابزون بالذات ولذا فلا يمكن التعميم والذي يكون لغة الجهلاء على جميع الشعب التركي الذي أتعامل مع شرائح كبيرة منه بشكل يومي حاليا وعلى مدار أكثر من شهر حتى الآن بحكم العمل والسياحة معا على أنه شعب عنصري يمكن أن يشبهه أي شعب في العالم فيه من الصالح والطالح معا وهو أمر طبيعي ووارد في كل شعوب الأرض ولذا فإنني أبحث عما يمكن أن يجعل من أهل البلد عنصريين إن لم أكن أنا أيضا أمتلك من الصفات التي تثير فيهم هذه العنصرية والكره لنا ؟! وكيف يمكنني كمواطنة خليجية وعربية أن أثبت حسن أخلاقي في كل بلد أزوره وأمثل العرب خير تمثيل ليكون صدى السمعة عن العرب جيدا وحسنا وهو أمر يجب أن يلتفت له العرب حين يسافرون وإلا فكما عممنا على تركيا بأسرها أنها ذات شعب عنصري وكاره للعرب فإن شعبهم يمكن أيضا أن يعمم أن العرب جميعا ذوو أخلاق سيئة وذلك من تصرفات البعض ممن لا يمثلون العرب فردا فردا وعليه إن حرص كل فرد منا على التعامل الطيب وتمثيل نفسه خير تمثيل فأعتقد بأنه يمكن أن يحسن الصورة بشكل ممتاز لأنني فعلا أواجه مواقف بصورة شبه يومية لخليجيين وعرب في المطاعم والمتنزهات الطبيعية يسيئون لأنفسهم ويسيئون لنا كخليجيين وعرب فالبارحة على سبيل المثال كنت أتناول غدائي مع والدتي في أحد المطاعم الشهيرة في طرابزون وصُدمنا بالأصوات العالية والإزعاج من إحدى العوائل الخليجية التي كانت قد أنهت وجبة الغداء ومع هذا سمحت لأبنائها بالتجول بشقاوة بين الطاولات وإزعاج كل نادل يقوم بخدمتهم أو خدمة الطاولات المليئة الأخرى بزبائن ناهيكم عن أصوات النساء العالية وكأن هذه العائلة الكبيرة تجلس في صالة بيتهم وليس في مطعم كبير له رواده من غيرهم وليس مملوكا لهم وحدهم وسط ضيق بدا جليا على أصحاب المطعم الذين ضاقوا ذرعا بهم خصوصا وإن بعض أكواب الشاي قد سقطت وأحدثت إزعاجا فوق إزعاجهم فلكم أن تتخيلوا الأجواء التي طغت على المكان وسط رحيل بعض العائلات التركية من المكان والتوجه لجانب آخر من المطعم بعيدا عن صخب هؤلاء الذين نستاء منهم أن يكونوا خليجيين وعربا منا وهم يفتقرون لأقل أنواع التهذيب فكيف نتوقع من الأتراك أنفسهم أن يغالبوا ضجرهم منا إن كان مثل هؤلاء لا يراعون أدب الحضور ويا غريب كن أديبا كما هي جملتنا الشهيرة لكل الوافدين في دولنا الخليجية والعربية ؟! فعرّفوا على أنفسكم بصورة لائقة لنتوقع من الآخرين أن يعاملونا بصورة طيبة ولنحرج العالم بأخلاقنا قبل أن ننتقد أخلاقهم ضدنا بالصراخ والانتقاد كما تظهر لنا المشاهد التي نراها فيعطي بعضنا الحق لأصحابها بينما يمنعه آخرون عنهم وصدقوني أن طيب الأخلاق إنما تمثل مكارم أخلاق العربي المسلم فإن التزمنا بها فإنما فعلنا ما فُطرنا وتربينا عليه بغض النظر عن حسن أو سوء أخلاق الآخرين أمامنا وهذا موقف ضمن الكثير من المواقف التي يظهر فيها الخليجيون والعرب بصورة سيئة في سفرهم وكلنا يعلم ذلك.

مساحة إعلانية