رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. جاسم الجزاع

* باحث وأكاديمي كويتي
Jassimaljezza@hotmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

201

د. جاسم الجزاع

فوز سوريا وفلسطين.. هل أعاد تشكيل الوجدان العربي؟

03 ديسمبر 2025 , 05:25ص

لقد كان افتتاح مونديال العرب في الدوحة لحظة عربية مبهرة أعادت إلى الوجدان العربي شيئًا من صورة الأمة حين تجتمع، عرضٌ فني وثقافي قدّمته قطر باحتراف عالٍ جعل العالم يرى العرب بوجههم الأصيل والمتجدد في آنٍ واحد، وما أن انتهت أنوار الحفل حتى اكتمل المشهد بانتصارات منتخبات عربية، فكان أبرزها فوز سوريا الذي لامس مشاعر ملايين العرب من انتصار ثورتها إلى انتصارها في الملاعب، وفوز فلسطين الذي تحوّل إلى لحظة رمزية عميقة، رُفع فيها العلم الفلسطيني في المدرجات بوصفه راية جامعة تتجاوز الرياضة إلى المعنى الوجداني العربي، ولقد بدت هذه الأحداث المتتابعة كأنها تذكير بأن العرب حين يُمنحون مساحة مشتركة، يُظهرون وحدتهم بصورة تلقائية خارجة عن إرادة السياسيين، لكنها راسخة في قلب الشعوب.

ولكن نجد هذا السؤال يتجدد كلما رأينا مشهدًا عربيًا موحّدًا: لماذا نستطيع أن نتوحد وجدانيًا في الرياضة والفن، ولا نستطيع أن نفعل الشيء ذاته في السياسة والاقتصاد؟ أجد أن أسباب ذلك تمتد عميقًا في التاريخ الحديث، فإرث التجزئة الذي فرضته القوى الاستعمارية، وهواجس الأمن والحدود بدل طمأنينة مشاريع الوحدة، وإضافة إلى أنظمة اقتصادية اعتمدت على الخارج أكثر من اعتمادها على التكامل الإقليمي، وغيرها جعلت كل دولة عربية تنظر إلى الأخرى بعين القلق لا بعين الشراكة، وهذه التراكمات صنعت واقعًا عربيًا متشتتاً.

إلا أن إزالة هذه العوائق ليست حلمًا رومانسيًا، بل مشروعًا واقعيًا يمكن بناؤه إذا توافرت الإرادة العربية، فالبداية من الاعتراف بأن الشعوب العربية تُظهر كلما سنحت الفرصة استعدادًا وحدويًا يفوق التوقعات، وهذا الاستعداد يجب أن يُترجم إلى مبادرات سياسية واقتصادية تضع المصالح المشتركة فوق الخلافات العابرة، فالعالم اليوم تحكمه التكتلات والتحالفات المشتركة، والنجاح الاقتصادي مرهون بسلاسة الانتاج ومرونة التجارة العربية العابرة للحدود، لذلك فإن إزالة العوائق تبدأ بتفعيل مجلس التعاون العربي مهما كان شكله عبر مشاريع عملية، كسوق عربية للطاقة، وربط لوجستي بين الموانئ العربية، وتوحيد سياسات الاستثمار، وبناء منصات بحثية وإعلامية مشتركة، فلا يحتاج العرب إلى وحدة اندماجية، بل إلى وحدة عملية تحمي المصالح وتخلق قوة تفاوضية على المسرح الدولي.

فوحدة العرب السياسية ليست معاهدة تُوقّع، بل بيئة تُبنى تدريجيًا، فيبدأ ذلك بتقليل التوترات البينية، واعتماد مبدأ “الربح المشترك” بدل الصراع، ثم يأتي دور الثقافة والإعلام في ترسيخ الوعي بأن العرب كتلة تاريخية وجغرافية واقتصادية واحدة، وأن الخلافات لا تلغي وحدة المصير المشترك.

لهذا شعرت بأن لحظة الافتتاح وفوز سوريا وفلسطين لم تكن مجرد فرح رياضي، بل كانت تذكيرًا بأن الوحدة ليست فكرة غائبة بل طاقة عربية كامنة، وإذا استطاعت بطولة كرة قدم أن تجمع الوجدان العربي بهذه القوة، فإن مشروع الوحدة السياسية والاقتصادية ليس بعيدًا، بل ينتظر من يلتقط روح الأمة ويحوّلها إلى إرادة فعلية، فالأمم لا تنهض بالشعارات، بل بالقرارات التي تعرف كيف تُحوّل الشعور إلى واقع عربي ملموس.

اقرأ المزيد

alsharq سمو الأمير.. نصير الشعب الفلسطيني

لا يدخر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، جهداً في تقديم كل... اقرأ المزيد

78

| 04 ديسمبر 2025

alsharq «لا ظلم اليوم»

في هذا اليوم راحة للمظلومين في محكمة العدل الإلهي، أما الظالمون أياً كانوا يقال لهم انتهى جوركم وظلمكم... اقرأ المزيد

189

| 04 ديسمبر 2025

alsharq وقطّعـن أيديهن !

أرادت زوجة العزيز أن تراود فتاها عن نفسه، وهو في كنف الله سبحانه ورعايته، يتم إعداده وتأهيله ليكون... اقرأ المزيد

126

| 04 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية