رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سعد عبدالرحمن الباكر

متقاعد متفرغ

مساحة إعلانية

مقالات

687

سعد عبدالرحمن الباكر

الإحالة على التقاعد

04 مايو 2025 , 02:00ص

يعتقد بعض المتقاعدين بأن الإحالة على التقاعد معناه تحول من نمط حياة لنمط حياة أخرى.

بينما حقيقة الموضوع هو ان هناك وقتا بمقدار ثماني لتسع ساعات يومية كانت تمثل جزءا من عمر الموظف وتستثمر بالوظيفة فأصبحت هذه الساعات اليومية المستهلكة ساعات فائضة بفترة التقاعد واضحت فراغا ببرنامجه اليومي.

وعليه يفترض إعادة استغلالها واستثمارها خير استثمار فبعض المتقاعدين قد اعد بالفعل جدوله لنمط حياته تبعا لاعتبارات بنى أسسها من اول يوم التحق فيه بالعمل واخرون لم ينتبهوا للأسف الشديد لهذه اللحظة من العمر منذ البداية فأهملوا لحظة مهمة لرحلة الحياة وتوقف ملزم قد يستدعي ضرورة التأمل باحتمال وجود المفاجآت غير المتوقعة حال الوصول لتلك المحطة.

وعليه فإنني اجدها فرصة ومن واقع تجربة انقلها لأبنائي وبناتي وهي ضرورة الانتباه لمرحلة الإحالة على التقاعد وفي فترة زمنية من العمر وبشرط ان لا تتم الغفلة عن التركيز والاعداد لذلك اليوم بعد فوات الأوان وفي مراحل متقدمة من العمر.

ومن الطبيعي وهو بأن الشباب والمقبل على الحياة العملية وبعد التخرج عادة ما يكون مضغوطا في زحمة كفاح الحياة وشغف العيش لاجل مستقبل وظيفي اكثر إشراقا وأفضل رتبة وحوافز مالية ناهيكم عن الانشغال والتركيز بتأسيس بيت سعيد وأسرة مترابطة فمن الصعوبة التفكير او على الأقل اعداد خارطة طريق وبرنامج عمل يعد له لما بعد عمر الستين بكل سهولة ويسر ودون معوقات …

في حين انه وبعد الأربع سنوات من الاستقرار الوظيفي والاجتماعي يمكن لأي شاب/ شابة رسم صورة تخطيطية أوضح يقرران فيها ومن خلالها تصورهما لخطط تؤسس لمشاريع متواضعة وسواء كانت تلك المشاريع عقارية او اقتصادية او زراعية او صناعية الى اخره …

وبشرط ان لا تكون هناك التزامات او تداعيات على حساب الوظيفة او الاسرة او الصحة بل ان تكون كل تلك الجهود والحماس من واقع استثمار للوقت وإضافة اخرى يحصد ثمارها على المدى الطويل وبمرونة وسلاسة وتناغم مع التزاماته الوظيفية والأسرية والاجتماعية.

ان هكذا اعداد وتأهيل لما بعد الستين عاما يعطي المتقاعد خاصة راحة نفسية ومتعة وثقة بالنفس عند اول يوم من الإحالة للتقاعد.

لأنه وبكل بساطة سينتقل المتقاعد عندها من عالم التقوقع ومحيط بروتوكولات الوظيفة ورتابتها إلى فضاء العمل الحر واللامركزية والانطلاق لفضاء أوسع حسب نشاطه الذي حدده كهدف اختاره وحسب مؤهلاته وكفاءته ورغباته وتوجهاته.

وهناك فئة أخرى من المتقاعدين اكتفت براتبها التقاعدي وتحللت من التزاماتها غير الضرورية ومسؤولياتها غير الملزمة وزهدت بأي طموح تجاري او صناعي …

وتفرغوا للبحث عن الرفاهية والاستمتاع بما تبقى لهم من وقت وعدم التزامهم تجاه الأمور الروتينية والاستئناس بما احله الله ورسوله لهم وقضاء الوقت ما بين سفر وسياحة ورياضة وتقوية علاقات اجتماعية…

هذه هي مجرد خواطر وددت ان انقلها للشباب المكافح ومن واقع تجربة متقاعد.

اتمنى ان أكون قد وفقت بنقل المعلومة وهديت إلى التوفيق باختيار لغة الخطاب.

 

مساحة إعلانية