رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  Falghazal33@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

438

فاطمة بنت يوسف الغزال

الأضحية بين السُنّة والواجب الإنساني

04 يونيو 2025 , 02:00ص

تُعد الأضحية من الشعائر الإسلامية العظيمة التي تُحيي سنة النبي إبراهيم عليه السلام، وهي ليست فقط عبادة وتقرباً إلى الله، بل أيضًا رسالة إنسانية عظيمة تحمل في جوهرها التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين.

الأضحية واجب اجتماعي قبل أن تكون سنة دينية في دولة قطر، حيث يتمتع كثيرون بمستوى معيشي ميسور والحمدلله، يبقى توزيع لحوم الأضاحي على المحتاجين والأسر المتعففة من أهم الجوانب الإنسانية لهذه الفريضة

في حين أن الأضحية سُنّة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، إلا أنها تتجاوز كونها عبادة فردية لتصبح واجباً اخلاقياً ومجتمعياً، حيث تمثل فرصة لإطعام الفقراء والمحتاجين ممن قد لا تتاح لهم فرصة تناول اللحوم طوال العام.

*التوزيع العادل.. لضمان وصول الأضاحي إلى مستحقيها: في قطر، حيث تعيش عائلات متعففة في بيوت مقسّمة وتعاني من ضيق ذات اليد، يجب أن يكون توزيع الأضاحي منظّماً وعادلاً حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، بمن فيهم العزاب المسلمون والشباب العاطلون عن العمل الذين يعيشون في مساكن جماعية ولا يتمكنون من مشاركة فرحة العيد مع أسرهم.

*التوسع في الخير.. ليصل إلى خارج الحدود: مع استمرار الأزمات الإنسانية في غزة، يمكن النظر في إمكانية إرسال جزء من لحوم الأضاحي إلى المحتاجين هناك، فالملايين يواجهون نقصًا حاداً في الغذاء، وكم سيكون الأجر أعظم إذا وصلت الأضاحي إلى العائلات المنكوبة، لتُشعرهم بروح العيد رغم الظروف القاسية التي يعيشونها.

*دور الفرق التطوعية والجمعيات الخيرية في التوزيع: بعض الأسر المتعففة تستحي من الذهاب إلى أماكن توزيع الأضاحي، لذا يُستحسن تشكيل فرق تطوعية توصّل اللحوم إلى البيوت مباشرةً، مما يضمن وصولها إلى مستحقيها بكرامة ودون إحراج.

تعتبر توزيع لحم الأضحية فرضاً على كل مسلم يضحي، وتعد من أهم العبادات التي يتم ممارستها في عيد الأضحى. فعندما يُذبَح الحيوان المخصص للأضحية، ينبغي أن يتم توزيع جزء منها على الفقراء والمحتاجين، وكذلك على الأقارب والأصدقاء، ويجب على كل مسلم أن يسعى دائمًا لتحقيق التوازن بينهم.

وهناك بعض الشروط التي يجب مراعاتها عند تقسيم أضحية العيد، ومنها: أن يكون الشخص الذي يقوم بتوزيع الأضاحي مسلمًا وبالغًا وعاقلًا، وأن يكون الحيوان المذبوح صحيحاً وخالياً من العيوب الظاهرة التي تجعله غير صالح للاستهلاك.

أن يكون الشخص قد أضحى بنيتها ونية صحيحة، وأن يكون الذبح قد تم بالطريقة الشرعية وباستخدام أدوات الذبح المناسبة، وهناك سُنن لتوزيع الأضحية

وتشمل ما يلي تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء متساوية: جزء للفقراء والمحتاجين، وجزء للأصدقاء والأقارب، وجزء للعائلة الخاصة.

والأفضل أن يكون توزيع الأضحية شخصياً، حيث يقوم الشخص بتوزيعها بنفسه على المستحقين، حيث يساهم التوزيع في إشاعة البهجة والسرور بين جميع الأسر المسلمة، ومشاركة فرحتهم مع الآخرين.

كسرة أخيرة

الأضحية.. رسالة رحمة يجب أن تصل إلى الجميع

لنجعل من عيد الأضحى فرصة حقيقية لنشر الخير والتكافل، ولنتذكر أن الأضحية ليست مجرد عادة دينية، بل هي وسيلة لإحياء روح المحبة والرحمة بين أفراد المجتمع، وضمان وصولها إلى من هم بأشد الحاجة إليها سواء داخل قطر أو خارجها.

 

مساحة إعلانية