رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل أصبحت اليوم عاصمة الرياضة العربية بلا منازع، ووجهة عالمية لكل من يبحث عن التميز في تنظيم البطولات الكبرى. نجاحاتها المتتالية في استضافة الفعاليات الرياضية الإقليمية والدولية جعلتها نموذجاً يحتذى به، حتى باتت الخيار الأول لأي اتحاد رياضي عالمي يبحث عن دولة قادرة على تقديم تجربة تنظيمية استثنائية. منذ سنوات، أثبتت الدوحة قدرتها الفائقة على تنظيم فعاليات عالمية بمستوى يضاهي أرقى المعايير الدولية. من بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي أبهرت العالم، إلى البطولات القارية والدولية في مختلف الألعاب، رسخت قطر مكانتها كدولة تمتلك بنية تحتية رياضية متكاملة، وخبرات تنظيمية عالية، ورؤية واضحة تجعلها دائماً في الصدارة. هذه النجاحات لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة استثمار طويل الأمد في المنشآت الرياضية الحديثة، مثل استاد لوسيل واستاد البيت، إضافة إلى المرافق التدريبية المتطورة، وشبكة النقل الذكية التي تربط كل هذه المكونات بسلاسة، لتقدم تجربة لا مثيل لها للرياضيين والجماهير على حد سواء. شهد العالم ليلة لا تُنسى مع انطلاق بطولة العرب العالمية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث أبهرت قطر الجميع بتنظيم فائق الجودة وفقرات افتتاحية حملت رسائل عميقة عن الوحدة والالتحام العربي، تزيين الحفل بأحدث التقنيات البصرية والصوتية التي عكست صورة حضارية مشرقة، فيما كان الجمهور العربي يعيش لحظات من الفخر والسعادة بهذا الحدث الذي جمع القلوب قبل الأوطان. أبرز ما ميّز الافتتاح هو الحضور الرمزي للمسجد الأقصى كفقرة رئيسية، في مشهد مؤثر جمع جميع الدول العربية حول مقدساتهم، مؤكداً أن قضية القدس ستظل حيّة في وجدان الأمة، هذه الرسالة القوية كانت بمثابة تأكيد على التمسك بالحق العربي في تحرير القدس والمسجد الأقصى، في مواجهة كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه لطمس الهوية، لقد نجحت قطر في تحويل حفل الافتتاح إلى منصة للتعبير عن التضامن العربي، لتقول للعالم إن العرب متحدون حول قضيتهم العادلة مهما كانت التحديات. اليوم، إذا احتار أي اتحاد رياضي في العالم في اختيار الدولة التي ستستضيف بطولته، فإن الدوحة تكون الخيار الأول بلا تردد، السبب بسيط وهو ما سجلته قطر من نجاحات، وسمعة عالمية في التنظيم، وقدرة على تحويل كل بطولة إلى حدث استثنائي يترك بصمة في ذاكرة المشاركين والجماهير. لكن الدوحة لم تكتفِ بأن تكون عاصمة الرياضة، بل أصبحت أيضاً قبلة سياحية عالمية، منشآتها السياحية الفاخرة، مثل جزيرة اللؤلؤة وكتارا، ومتاحفها الثقافية المبهرة، مثل متحف قطر الوطني، جعلت منها وجهة مفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم، وحدائقها العامة الجذابة على كورنيش الدوحة وباحة ميناء الدوحة الجذابة. تنظيم البطولات الكبرى في قطر لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل يمتد ليشمل تنشيط السياحة بشكل غير مسبوق. فخلال كأس العالم 2022، شهدت الدوحة طفرة سياحية هائلة، ومع استمرار استضافة البطولات مثل كأس آسيا 2024 وسباقات الفورمولا 1، ارتفعت معدلات إشغال الفنادق إلى مستويات قياسية، وازدهرت المطاعم والمراكز التجارية، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، هذه التفاعلات بين الرياضة والسياحة تعكس رؤية قطر الوطنية التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد، وجعل الرياضة أداة للتنمية المستدامة، وجسر للتواصل الثقافي بين الشعوب، وسجلت الدولة في النصف الأول من العام (يناير – يونيو)، استقبال 2.6 مليون زائر، بزيادة 3٪ عن الفترة نفسها من العام السابق. كسرة أخيرة الدوحة اليوم ليست مجرد مدينة، بل هي علامة فارقة في عالم الرياضة والسياحة. نجاحاتها المتواصلة جعلتها قبلة للعالم، ومثالاً يحتذى به في كيفية توظيف الرياضة لخدمة التنمية الشاملة، ومع استمرار هذه المسيرة، ستظل قطر في قلب المشهد العالمي، تكتب فصولاً جديدة من التميز والإبداع.

801

| 03 ديسمبر 2025

دور الوالدين في تربية الأبناء في ظل العولمة

في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، أصبحت العولمة والمواقع الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأبناء، هذا الواقع يطرح تحديات كبيرة أمام الوالدين في تربية أبنائهما، حيث يتعين عليهما مواجهة تأثيرات العولمة والعادات الدخيلة التي قد تتعارض مع القيم والمبادئ التي يرغبان في غرسها في أبنائهما. تأثير العولمة على الأبناء تأثير العولمة على الأبناء يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا، حسب كيفية التعامل معها. من النقاط السلبية: قد يتعرض الأبناء لتأثيرات سلبية من خلال المواقع الاجتماعية، مما يؤدي إلى تبني سلوكيات غير مرغوبة، الاستخدام المطول للأجهزة الذكية يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأبناء، قد يؤدي الانغماس في الثقافات الأجنبية إلى فقدان الهوية الثقافية المحلية. دور الوالدين في مواجهة التحديات يجب على الوالدين التواصل بشكل فعّال مع أبنائهما، وفهم اهتماماتهم وتوجيههم بشكل صحيح، ووضع حدود واضحة لاستخدام الأجهزة الذكية ومراقبة المحتوى الذي يشاهده الأبناء، تعليم الأبناء القيم والمبادئ الأخلاقية التي تساعدهم على التمييز بين الحق والباطل، وأن الأسرة تعتبر هـي الـحـاضـنـة الأولى لـبـنـاء الإنــســان، وأن الوالدين يتحملان الـدور الأهم في إعداد جيل واع بـواجـبـاتـه، مـتـمـسـك بـهـويـتـه، ومنفتح على معارف العصر بقيم راسخة وروح متوازنة، وأن الارتقاء بالإنسان وقيمه يبدأ من غرس البيت، حيث تتشكل الشخصية وتغرس المبادئ حسب ما نص دستور البلاد في المادة (22) من أن الأسرة هي أساس المجتمع، وأن الـتـطـور التقني الــحــديــث، رغـــم مـــا أتـــاحـــه مـــن وســائــل رفاهية، أسهم في تغيير أنماط التفاعل الاجـتـمـاعـي داخــل الأسرة، حـيـث يقضي الأبناء أطول الأوقات في استخدام الأجهزة الذكية، الأمر الذي يـسـتـوجـب تـرشـيـد اسـتـخـدام التكنولوجيا وتعزيز الرقابة الإيجابية لــضــمــان تـــــوازن الـتـنـشـئـة والمحافظة عــلــى الــقــيــم الاجتماعية الأصيلة. دور المؤسسات التعليمية ضرورة تضمين المناهج التربوية: دمج مواضيع التربية الإعلامية والتوعية بالتكنولوجيا في المناهج الدراسية، إقامة برامج وأنشطة ترفيهية وتعليمية تساعد الطلاب على استغلال أوقاتهم بشكل إيجابي، وتعزيز التواصل بين المدرسة والوالدين لمتابعة سلوك الأبناء وتقديم الدعم اللازم. دور الدولة العمل على وضع السياسات والتشريعات وذلك بسن قوانين تحمي الأطفال من المحتوى الضار على الإنترنت، وتوفير موارد تعليمية وتربوية تساعد الأسر والمؤسسات التعليمية في تربية الأبناء، والتوعية المجتمعية وذلك بتنظيم حملات توعية حول أهمية التربية الإيجابية وتأثير التكنولوجيا على الأبناء، وكان صاحب السمو أمير البلاد المفدى قال في كلمته في افتتاح أعمال مجلس الشورى هذا العام: (علينا جميعا مسؤولية الارتقاء بالإنسان وقيمه وهويته الحضارية، الأصيلة دون تعصب، والمنفتحة دون استلاب وضياع، وتشجيع الشباب على البحث عن معنى وهدف لحياتهم من خلال العمل وتطوير أنفسهم والإسهام في خير الوطن والمجتمع)، وكرر صاحب السمو التشديد على أهمية التربية الأسرية، وقام مجلس الشورى في إحدى جلساته قبل أسابيع قليلة بمناقشة أهمية دور الوالدين في عملية تربية الأبناء حيث تداول الأعضاء النقاش حول هذه القضية الحيوية استجابة لموجهات صاحب السمو بحضور مسؤولين من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والمراكز التابعة لها ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كما حضرها مسؤولون من وزارات الداخلية والثقافة والرياضة والشباب وحضر الجلسة أيضا عدد من الكتاب والنشطاء المهتمين بشؤون الأسرة. كسرة أخيرة دور الوالدين في تربية الأبناء في ظل العولمة يتطلب وعيًا وتفهمًا للتحديات التي يواجهها الأبناء، من خلال التعاون بين الوالدين والمؤسسات التعليمية والدولة، يمكننا بناء جيل واعٍ ومثقف قادر على مواجهة التحديات والمساهمة بشكل إيجابي في بناء مجتمعه، ونصيحة غالية للوالدين: ضرورة التفاعل مع الأبناء وقضاء وقت ممتع مع الأبناء والاستماع إلى تجاربهم، وتعلم المزيد عن التكنولوجيا والمواقع الاجتماعية لفهم ما يتعرض له الأبناء، وتشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة الخارجية والرياضية.

363

| 27 نوفمبر 2025

شعار اليوم الوطني.. رسالة ثقة ودعوة لصناعة المستقبل

مع إعلان شعار اليوم الوطني لدولة قطر لعام 2025 «بكم تعلو ومنكم تنتظر» يتجدد التأكيد بأن الإنسان - بما يحمله من علم وعطاء وإبداع - هو حجر الزاوية في مسيرة التنمية الشاملة. هذا الشعار، المستوحى من رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يضع الإنسان القطري في موقعه الطبيعي: قلب البناء الوطني ومحرك التطور ومستودع الآمال المستقبلية. لقد آمنت الدولة، منذ عقود، بأن الموارد الحقيقية ليست تلك المستخرجة من باطن الأرض، بل العقول والهمم والإرادة القطرية القادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والفرص إلى إنجازات تُحدّث عنها الأمم. ومن هذا الإيمان انطلقت رؤية وطنية واضحة تقوم على الاستثمار في التعليم والصحة والبحث والابتكار ورفع كفاءة الشباب، ليكونوا هم القوة الدافعة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً. في السنوات الأخيرة برز جيل قطري واعٍ، محصّن بالعلم، ومتمكن من أدوات العصر الحديثة. هذا الجيل هو نتاج سياسات دولة وضعت التعليم في طليعة أولوياتها، فأسست الجامعات والمراكز البحثية، وفتحت أبواب الابتعاث والتدريب، ووفرت بيئة تعليمية تمزج بين الأصالة والمعرفة الحديثة, وقد تجلى أثر ذلك بوضوح في تخصصات دقيقة كالطب، والهندسة، والطيران، والفضاء، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والإدارة المتقدمة، حيث أصبح الشباب القطري رقماً حاضراً في ميادين الإنجاز، ووجهاً مشرفاً لبلده في مؤسسات عالمية مرموقة. منذ استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، وصولًا إلى الفعاليات العالمية المتتالية التي تشهدها الدوحة عامًا بعد عام، أثبت الكادر القطري أن قدراته التنظيمية تضاهي أكبر المؤسسات الدولية. لقد كان الإنسان القطري حاضرًا في كل المواقع: في إدارة العمليات، في الأمن والسلامة، في الترجمة والإعلام، في الهندسة والتخطيط، في اللوجستيات والخدمات، وفي الإدارة العليا للفعاليات. ولم تكن تلك الإنجازات مجرد حدث عابر، بل أصبحت نموذجًا يحتذى عالميًا في كيفية بناء منظومة بشرية قادرة على إدارة أكبر الأحداث بكفاءة واقتدار. لقد أثبت القطريون والمقيمون على هذه الأرض الطيبة أنهم شركاء في التنمية ومسؤولون عنها. من الإنجازات الصحية التي ظهرت خلال الجائحة، إلى جهود الشباب في مبادرات مجتمعية تطوعية، إلى الأدوار الرائدة في الإعلام والدبلوماسية والرياضة والاقتصاد، يبرز العنصر البشري باعتباره الثروة الأكثر ثباتًا وتأثيرًا. وفي كل مرة تحتاج فيها الدولة إلى كوادرها في الداخل أو الخارج، يثبت أبناء قطر أنهم على قدر الثقة، يقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم، يذلّلون الصعاب، ويكتبون صفحات مشرقة من التفاني والإخلاص. لا ينفصل الشعار عن رؤية قطر الوطنية 2030، التي جعلت إحدى ركائزها الأساسية تنمية الموارد البشرية. وقد تجسد ذلك في: تطوير المناهج التعليمية- برامج دعم الموهوبين- التوسع في الابتعاث- الاستثمار في البحث العلمي- تمكين المرأة والشباب- تطوير القادة في القطاعين العام والخاص- توفير بيئة عمل محفزة على الإبداع، بهذه الخطوات، أصبحت قطر اليوم نموذجًا لدولة تراهن على طاقاتها البشرية وتؤمن بأن مستقبلها يُبنى بسواعد أبنائها. بكم تعلو قطر… ومنكم تنتظر.. ليس الشعار مجرد كلمات، بل هو رسالة وطنية عميقة. فهو يقول لكل فرد: لقد رفعت قطر من أجلك، واستثمرت في تعليمك، وفتحت لك الأبواب… فكن أنت الارتفاع القادم، والإنجاز القادم، والقصة التي تنتظر أن تُروى، إن قطر اليوم تعلو بإنجازات أبنائها… وتنتظر منهم المزيد. تنتظر فكرة مبتكرة، ومشروعًا واعدًا، وإنجازًا رياضيًا، ونموذجًا قياديًا، وشبابًا يتقدمون بثقة نحو المستقبل. كسرة أخيرة في عام 2025، تتجلى روح اليوم الوطني في صورته الأقوى: وفاءً للوطن، وإيمانًا بالإنسان، واستعدادًا لمستقبل يصنعه أبناؤه. وبين العطاء والانتظار، وبين الطموح والإنجاز، تسير قطر نحو مستقبل تتسع فيه السماء لأحلام جيل كامل… جيل بكم تعلو… ومنكم تنتظر.

642

| 19 نوفمبر 2025

اللغة العربية.. هويةٌ وثقافةٌ وحضارة

تُعدّ اللغة العربية من أعرق اللغات في العالم، وأغناها مفرداتٍ وتعبيراتٍ ومعاني، فهي لغة القرآن الكريم، ومفتاح الفهم الصحيح لآياته وأحكامه، ومصدر الفخر والانتماء لكل عربي ومسلم، وقد أسهمت اللغة العربية عبر العصور في نقل العلوم والمعارف، وكانت لغة الحضارة والعلم في العصور الذهبية، إذ ازدهرت بها الفلسفة والطب والفلك والآداب. ان مسؤولية النهوض باللغة العربية مسؤولية جماعية تتقاسمها الدول العربية حكوماتٍ ومؤسساتٍ وأفراداً، فالعربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي هوية الأمة ووعاء فكرها وثقافتها وحضارتها. وعلى الدول العربية أن تعمل بجدية على دعم اللغة العربية في مجالات التعليم، والإعلام، والبحث العلمي، والتقنيات الحديثة، لتكون لغة الابتكار والمعرفة لا لغة الماضي فقط، كما ينبغي تعزيز مكانتها في المحافل الدولية، وتشجيع استخدامِها في المؤتمرات والهيئات العالمية، وإطلاق المبادرات التي تربط الشباب بها في الفضاء الرقمي، قد اعترفت الأمم المتحدة باللغة العربية كلغةٍ رسميةٍ عالمية في عام 1973م، لتصبح بذلك إحدى اللغات الست الرسمية المعتمدة في المنظمة، وهي اليوم تُعد اللغة الثالثة الأكثر استخدامًا في العالم من حيث عدد المتحدثين وانتشارها الواسع. إن استثمار هذا الاعتراف الأممي مسؤولية تاريخية، وعلى الدول العربية أن تواصل دعم السياسات التي تجعل العربية اللغة الأولى المرغوبة عالميًا، لغة العلم والثقافة والإبداع. أولت دولة قطر اهتماماً كبيراً باللغة العربية، إدراكاً منها لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية وترسيخ القيم الثقافية والدينية. وفي هذا الإطار، حرصت القيادة القطرية على دعم كل المبادرات التي تعزز من مكانة العربية في المجتمع، سواء في التعليم أو الإعلام أو الخطاب العام، لتبقى العربية لغةً حيةً نابضةً بالحياة، حاضرةً في كل تفاصيل المشهد الثقافي والتربوي. تُعد دولة قطر من الدول القليلة التي أصدرت قانونًا خاصًا لحماية اللغة العربية، وهو القانون الذي ألزم المؤسسات الحكومية والخاصة باستخدام اللغة العربية في جميع تعاملاتها ومراسلاتها الرسمية، ويُجسّد هذا القانون رؤية قطر في صون اللغة الأم من التراجع أمام اللغات الأجنبية، وضمان حضورها القوي في مجالات العمل والتعليم والإدارة والإعلام. انطلاقاً من روح القانون، وجّهت الجهات المعنية في الدولة تعاميم واضحة إلى الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة بضرورة التقيد باستخدام اللغة العربية في المخاطبات الرسمية، وفي اللوحات الإعلانية والمراسلات والتقارير، ويأتي ذلك في إطار تعزيز الانتماء الوطني، وتأكيد أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي رمز للسيادة الثقافية والوطنية. إن الحفاظ على اللغة العربية مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، تبدأ من الأسرة والمدرسة، وتمتد إلى وسائل الإعلام والمؤسسات الأكاديمية، ولذلك، تُشجّع دولة قطر على مبادرات تعليمية وإعلامية وثقافية تُعنى بتبسيط اللغة العربية للأجيال الجديدة، وتربطهم بجمالياتها وثرائها. *كسرة أخيرة* تبقى اللغة العربية عنوانًا لهوية دولة قطر، وجسرًا يربط حاضرها بماضيها المجيد، وأداةً لبناء مستقبلٍ أكثر وعيًا بثقافته وأصالته، إن تكريم العربية عبر التشريعات والممارسات ليس مجرد التزام قانوني، بل هو واجب وطني وديني يعكس احترام دولة قطر للغتها، واعتزازها بانتمائها الحضاري والإسلامي.

447

| 12 نوفمبر 2025

قطر منصة السلام والحوار الإنساني وبيت العدالة الاجتماعية

تستضيف دولة قطر، تحت مظلة الأمم المتحدة، في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر الجاري، القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، بعد مرور ثلاثة عقود على انعقاد القمة الأولى في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك عام 1995م وتأتي هذه القمة لتجديد الالتزام الدولي بالتنمية الاجتماعية العادلة والشاملة، ومعالجة الثغرات التي لا تزال تعيق التقدم في تنفيذ أهداف أجندة التنمية المستدامة لعام 2030. تهدف القمة إلى القضاء على الفقر، وتحقيق التوظيف الكامل والعمل اللائق للجميع، وتعزيز الإدماج الاجتماعي، وترسيخ العدالة الاجتماعية والاستدامة، وهي موضوعات تمس جوهر كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، كما تؤكد القمة على أن التنمية الاجتماعية ليست خيارًا تنمويًا فحسب، بل هي شرط أساسي لتحقيق الاستقرار والسلم العالمي. انعقاد القمة في هذا التوقيت يحمل دلالات عميقة، إذ يواجه العالم اليوم تحديات غير مسبوقة، أبرزها الفوارق الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، والتحولات الديموغرافية والتكنولوجية، إضافة إلى الآثار المتسارعة لتغير المناخ.هذه التحديات تُبرز الحاجة الملحة إلى تعاون دولي فعال يضمن عدم ترك أي إنسان خلف الركب، ويعزز العدالة في توزيع الفرص والثروات. * اختيار الدوحة لاستضافة هذه القمة لم يأتِ مصادفة، بل هو اعتراف دولي بمكانة قطر الريادية في دعم مبادرات السلام والتنمية والتعايش السلمي حول العالم. لقد أثبتت قطر، من خلال دبلوماسيتها الهادئة ووساطاتها الإنسانية، قدرتها على إرساء الأمن والسلام في مناطق النزاع، وسعيها المتواصل لتقريب وجهات النظر بين الدول، مما جعلها مركزًا عالميًا للحوار والبناء المشترك.تنطلق فلسفة دولة قطر في سياساتها الدولية من قناعة راسخة بأن التنمية المستدامة لا تتحقق إلا في بيئة يسودها السلام والاستقرار. ومن هذا المنطلق، تسعى الدوحة إلى تحويل هذه القمة إلى منصة عملٍ لا مجرد مؤتمرٍ للنقاش، تُطلق من خلالها مبادرات إنسانية واجتماعية تدعم الفقراء والمهمشين، وتعزز قيم التضامن الإنساني والمسؤولية المشتركة.بفضل مبادراتها المتواصلة في مجالات التعليم، وتمكين الشباب، ودعم المجتمعات الهشة، والوساطة في النزاعات، أصبحت قطر نموذجًا للدولة الصغيرة ذات التأثير الكبير.إن تنظيم القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة يرسّخ هذا الدور ويُبرز إيمان قطر العميق بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان ولأجل الإنسان. *كسرة أخيرة* بينما يلتقي قادة العالم وخبراؤه على أرض الدوحة، تتجدد الرسالة القطرية للعالم بأن التنمية ليست أرقامًا اقتصادية، بل قيم إنسانية سامية، وأن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالعدل والتفاهم والمشاركة.وهكذا تواصل قطر دورها الفاعل في صياغة مستقبلٍ أكثر إنصافًا، تُزهر فيه العدالة كما تزدهر التنمية.

648

| 05 نوفمبر 2025

حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة العيش ومواعيد العمل والتزامات الأسرة، ننسى — أو نتناسى — حقيقةً كبرى لا مهرب منها: أننا راحلون، لكن… ماذا لو أيقظك الموت قبل أن يأخذك؟، ماذا لو عشت لحظة خروجك من الحياة ورأيت جنازتك، وسمعت بكاء أحبّ الناس إليك عليك، ثم عاد إليك النفس من جديد؟، هل كنت ستعيش كما كنت؟ أم ستُعيد ترتيب حياتك من جديد؟ *هل أيقظك الموت قبل أن يأخذك* القصة التي سرت كالنار في الهشيم بين الناس — قصة الرجل الذي عاد من عمله متعبًا فاستلقى ليستريح، فإذا به يرى جنازته تُشيَّع أمام عينيه — لم تكن مجرد خيال أدبي، بل مرآة صادقة لغفلتنا الطويلة. والقصة متداولة في وسائل التواصل بالإمكان متابعتها وتبدأ بهذه العبارة: عندما عدت إلى البيت متعباً حينها قالت لي زوجتي هلَّا بدلت ثيابك وارتحت قليلا ريثما ينضج الطعام، إلخ القصة التي يتخيل فيها مشهده وهو ميت... إنّها لحظة الوعي الصادمة التي يتمنى كل إنسانٍ لو عاشها قبل أن يُسدل عليه التراب. لحظة يرى فيها أنه كان يملك الوقت، لكنه بدّده في اللاشيء؛ وأنّ الخير كان أمامه، لكنه أرجأه حتى فاته الأوان. إنها دعوة لأن نُربّي أبناءنا على وعي الآخرة لا على الغفلة بالدنيا، وأن نزرع في نفوسهم أن العمل الصالح هو الاستثمار الحقيقي الذي لا يخسر أبدًا. إن التربية الحقيقية لا تبدأ في المدارس فقط، بل في الوعي بالزمن، في أن نُدرك أن كل دقيقة تمرّ هي خطوة نحو النهاية، فإما أن نزرع فيها خيرًا يدوم، أو نضيعها في غفلةٍ لا تُعوّض. العبرة التي تبقى، الحياة قصيرة مهما طالت، والموت قريب مهما ظننّاه بعيداً، فليكن تذكيرنا بالموت حياةً لأرواحنا لا موتاً لها.

1215

| 29 أكتوبر 2025

الشفافية والمصارحة أساس العلاقة بين القيادة والشعب

سمو الأمير يخاطب شعبه ويبشرهم بإنجازات الدولة التي تشهدها كل عام، وتعودنا من سموه الكريم بالبشريات في كل عام، وذلك عندما شمل برعايته الكريمة افتتاح دور انعقاد مجلس الشورى، وكانت لكلماته الصادقة الأمينة من القلب الى القلب المليئة بالتفاؤلات، وشمل خطابه كل تفاصيل مناحي الحياة اليومية للشعب القطري، منها الشؤون المحلية التي شملت الإنجازات المحلية سواء الاقتصادية منها أوالاجتماعية أو الأسرية أو التربوية، والإنجازات الدولية التي شملت الدور الحيوي والهام الذي لعبته في إحلال السلام وانهاء الحروب في كل من غزة ودولة تشاد وأفغانستان. استعرض سموه الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الدولة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والاستثمار، وبشر سموه الشعب القطري بأن هناك مشاريع تنموية عديدة مستدامة سوف تشهدها الدولة في مقبل السنوات تشمل مختلف القطاعات. في إطار التنمية البشرية ورأس المال البشري وتعزيز الابتكار أوضح سموه باهتمام الدولة بالاستثمار في التعليم الذي يعتبر الأساس التي تقوم عليه نهضة بلادنا، والوسيلة التي نصنع بها مستقبلنا، وتأهيل الكوادر الوطنية وتستكمل هذه العملية باستقطاب أفضل الخبرات العربية والأجنبية التي تساهم في تأهيل كوادرنا، ونوه سموه الى ضرورة انفتاح المواطنين على الأفكار الجديدة وتنمية قدراتهم الذاتية في التطور التكنولوجي على مستوى العالم، وحذر سموه الكريم وهو ينصح أبناء شعبه من الظواهر السلبية منها التخلي عن نزعة الاتكال على الدولة وعلينا جميعا مسؤولية الارتقاء بالدولة والحفاظ على هويتها وقيمها الحضارية الوطنية دون تعصب، وتشجيع الشباب على البحث والتعلم والعمل فيما يعود على بلادنا بالخير والمجتمع والأجيال القادمة، منوهاً بان الحمد والشكر على النعم التي تنعم بها بلادنا لا تدوم الا بالعمل والاستثمار في الخير لبلادنا والأجيال القادمة، متمثلا بقول المولى عز وجل: (ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون) سورة الأعراف (129). وفي إطار نهج الدولة في الشفافية والمصارحة مع الشعب أكد سموه على أهمية الشفافية بين القيادة والشعب، مشيرًا إلى أن سياسة قطر ترتكز على الواقعية السياسية والتوازن بين المبادئ والمصالح، وفي إطار حرص الدولة على تنظيم وتطوير الأنظمة العدلية في القضايا المفصلية التي تخص المواطنين والتطور التي تشهده المحاكم في سرعة الفصل في المحاكم، وكشفت الإحصائيات بان معدلات الفصل في تحسن مطرد وهذا الأمر اصبح ملموسا بالنسبة للمتقاضين، كما ان الدولة من منطلق مسؤوليتها لتكون شريكا فاعلاً في التصدي لما تواجهه الأمة العربية والإسلامية وتحقيق الأمن والسلم والعمل الانساني، وقامت الدولة بجهود مقدرة في إحلال السلام والأمن في عدة وساطات دولية واسهمت هذه الجهود في تعزيز مكانة دولتنا وربط اسمها بهذه الإنجازات العالمية، وكان لهذا الجهد ثمن مما عرض الدولة لهجومين غادرين مرة من جانب ايران ومرة أخرى من جانب العدو الإسرائيلي، وقد ادان العالم هذين الهجومين وخرجت قطر منهما اكثر قوة وحصانة واصراراً على الاستمرار في دورها الفعال في وساطتنا الفاعلة التي نتج عنها سلام ووقف لحرب إبادة لم يشهدها العالم، وأكد أن دولة قطر تدين الاختراقات الأمنية لاتفاق السلام من قبل إسرائيل وسعيها لضم الضفة الغربية وتهويد الحرم القدسي الشريف، وتأكيد الدولة على مبدأها الثابت بأن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية الموحدة، وتتفق قطر مع الرأي العام العالمي برفع كافة اشكال الاحتلال ومعاداة السامية والاسلاموفوبيا، ونقف مع العالم في إحلال السلام العادل بإقامة الدولتين، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في سعيه لاسترداد حقوقه المشروعة. *كسرة أخيرة* في رسالة من أب إلى أبنائه، سمو الأمير دعا شعبه لبناء المستقبل، وبكلمات صادقة تنبع من قلب قائد محب لشعبه، تحث على العمل والنهضة، قطر تُبنى بسواعد أبنائها، دعوة صريحة من سمو الأمير للتمسك بالهوية والعمل من أجل الوطن، وتأتي هذه الروح الأبوية التي يستمدها من ولاء الشعب لسموه وتجسيد حي للعلاقة المتبادلة بين الشعب وقيادته الحكيمة.

462

| 22 أكتوبر 2025

اتفاق السلام.. من تحت الرماد تولد البدايات

في لحظة فارقة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ووسط صمتٍ عالمي أنهكته الدماء والدمار، وصرخات الأطفال التي دوّت في كل بيت، جاء الاتفاق الدولي برعاية قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية ليضع حداً لحرب عبثية حصدت أرواح الآلاف من الأبرياء في غزة، وعرّت وجه الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم أجمع. هذا الاتفاق لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة جهودٍ دبلوماسيةٍ مكثفة، قادتها الدوحة والقاهرة بشجاعةٍ ومرونةٍ، نجحتا من خلالهما في كسر جدار العناد الإسرائيلي، وإقناع الأطراف الدولية بضرورة وضع حدٍّ لآلة القتل والتدمير التي أرهقت المنطقة والعالم. لكن السؤال الذي شغل المحللين: هل كان الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر الشرارة التي عجّلت بانهيار الموقف الإسرائيلي العنصري؟ فبعد استهدافٍ صاروخي غاشم لبعثة عاملة في الإغاثة الإنسانية داخل الأراضي الفلسطينية، ثارت موجة غير مسبوقة من الغضب الدولي، ووقفت معظم الدول الإقليمية والإسلامية، بل وحتى بعض القوى الغربية، صفا واحداً خلف الدوحة، في مشهد عزز من مكانة قطر كقوة دبلوماسية ووسيط عادل لا يُمكن تجاوزه في ملفات الشرق الأوسط. لقد أدركت إسرائيل أن المواجهة لم تعد مع غزة وحدها، بل مع ضميرٍ عالمي يقظ، وأن استمرار عدوانها سيعني عزلة دولية خانقة، وهنا بدأ التراجع… وبدأت لغة القوة تستبدل بلغة الطاولة والمفاوضات، ووضح ذلك من خلال قمة السلام التي عقدت بشرم الشيخ والتي شارك فيها أكثر من 30 قائدًا وممثلًا دولياً، مما يعكس دعماً عالمياً غير مسبوق للسلام في الشرق الأوسط، كما رحبت الوثيقة التي تم توقيعها بالعلاقات الودية بين إسرائيل وجيرانها، مما قد يفتح الباب أمام تطبيع أوسع. حماس والقرار التاريخي اللافت أن حركة حماس، التي وُصفت طويلاً بأنها ترفض التسويات السياسية، أظهرت هذه المرة نضجاً استثنائياً في قراءتها للمشهد، فوافقت على بنود الاتفاق رغم ما تحمله من بعض الإجحاف في حق أهل غزة، إدراكاً منها أن السلام لا يولد بلا تضحيات، وقد شبّه كثير من المحللين موقف الحركة بموقف النبي ﷺ يوم الحديبية، حين قبل بصلحٍ بدا ظاهره الظلم، لكنه كان يحمل في جوهره فتحاً ونصراً مبيناً، فكما فتح الرسول ﷺ للحق طريقًا بالحكمة، فتحت حماس اليوم باباً للاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم. * بقبولها الجلوس وجهًا لوجه مع قادة حماس، فقد اعترفت إسرائيل ضمنياً بواقعٍ جديد وهو أن حماس ليست مجرد فصيل مقاوم، بل كيان سياسي له شرعية شعبية في غزة، وأن أي حلٍّ دائم لا يمكن أن يتم دونها، لقد كانت هذه اللحظة مفصلية، ليس فقط في ملف الحرب، بل في مستقبل المعادلة السياسية الفلسطينية برمّتها. غزة دفعت الثمن الأغلى، سبعون ألف شهيد — أكثرهم من الأطفال والنساء — ليبقى دمهم شاهدًا على الظلم، وعنوانًا لانتصارٍ لم يُكتب بالحبر بل بالدم الطاهر، وفي هذه اللحظات لم يفت المؤمنين أن يتأملوا حديث النبي ﷺ عن عسقلان حين قال: “يُقدَّم منكم سبعون ألفًا، فينتصرون على عدوّهم»، فكأن القدر شاء أن تمتد هذه الحرب لعامين كاملين لتصدق النبوءة، وتثبت أن النصر لا يقاس بالمدافع والصواريخ، بل بثبات الإيمان وعدالة القضية. *كسرة أخيرة* لقد خرجت غزة من الحرب مدمَّرة البنيان، لكنها منتصِرة المعنى. وخرجت إسرائيل مثخنة الجراح سياسياً وأخلاقياً، بعد أن أُجبرت على توقيع اتفاقٍ لم تكن تريده، أما قطر، فقد برزت كصوت الحكمة والاتزان، وأثبتت للعالم أن الدبلوماسية حين تتسلح بالإنسانية، تستطيع أن توقف حتى أعتى الحروب، ومن بين الركام، ارتفع نداءُ السلام من غزة إلى العالم: كفى دماءً… فها هي الحقيقة تنتصر، والعدل يبدأ من هنا.

456

| 15 أكتوبر 2025

بالمعلم تُبنى الأمم.. وبغيابه تتهاوى

في كل عام يقف العالم أجمع في الخامس من أكتوبر ليُكرِّم صنّاع العقول وبُناة الحضارة (المعلمين) في يومهم العالمي، هذا اليوم الذي يُذكّرنا جميعاً بأن وراء كل طبيب ماهر، ومهندس مبدع، وجندي شجاع، وقاض عادل، معلّماً أميناً حمل أمانة الكلمة، وغرس بذور العلم في عقولٍ صغيرة لتزهر حضارات كبيرة. إن مكانة المعلم ليست ترفاً اجتماعياً ولا شعاراً احتفالياً، بل هي واجب ديني وأخلاقي وإنساني، فالمعلم هو من يضع اللبنات الأولى في بناء الإنسان، والإنسان هو الذي تبنى به الأوطان، وما من نهضة قامت، ولا حضارة أشرقت، إلا وكان المعلم هو أول من أضاء شمعتها.في اليوم العالمي للمعلمين لهذا العام، أطلقت اليونسكو ومنظمة العمل الدولية واليونيسف والاتحاد الدولي للمعلمين، نداءً للحكومات والشركاء والمجتمع الدولي إلى «الالتزام جماعياً بضمان الاعتراف بالتعاون كقاعدة أساسية في مهنة التدريس، لأن التعاون الفعال على جميع المستويات هو السبيل الوحيد لإقامة أنظمة تعليمية شاملة للجميع ومنصفة وقادرة على الصمود في جميع أرجاء العالم». المعلم في ميزان الدين لقد عظّم الإسلام من شأن العلماء والمعلمين أيّما تعظيم، فقال الله تعالى: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” (سورة المجادلة: 11)، كما قال النبي ﷺ: “إن العلماء ورثة الأنبياء” (رواه الترمذي)، فمن الذي يحمل ميراث الأنبياء بعدهم؟ إنه المعلم الذي يعلّم الناس الخير، ويُهذّب النفوس، ويزرع القيم، وينشر النور في العقول. المعلم أساس كل تنمية جميع الكوادر البشرية من الأطباء والمهندسين والضباط والإعلاميين والاقتصاديين مروا يوماً بين يدي معلم صبور حمل على عاتقه مسؤولية تعليمهم وتربيتهم، ولهذا فإن احترام المعلم ليس احترامًا لشخصه فقط، بل احترام لرسالة الأمة كلها. ومن هنا، يجب أن يكون وضع المعلم المعيشي والاجتماعي هو الأعلى بين موظفي الدولة، لأن مسؤولياته لا تنتهي عند نهاية الدوام، فهو يصنع المستقبل بيده، ويغرس في الأجيال حب الوطن والانتماء له. حين تُكرم الدولُ معلّميها تنهض الشعوب إن الدول التي أدركت قيمة المعلم جعلت منه تاجًا على رؤوس أبنائها، ففي فنلندا، تُعد مهنة التعليم من أكثر المهن احتراماً وهيبة، ولا يُسمح لأحد بدخولها إلا بعد اختبارات صارمة، كما تُمنح للمعلمين رواتب ومزايا تليق بمكانتهم. وفي اليابان، يُقدَّم المعلم في التحية حتى على الوزراء، لأنهم يرونه من صُنّاع النهضة والتقدم حتى بعد نزوله الى المعاش وأثناء حياته التقاعدية. وفي ألمانيا، يُروى أن المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، حين أضرب الأطباء يومًا للمطالبة بمساواتهم في الرواتب مع المعلمين، أجابتهم بعبارتها الشهيرة: “كيف أُساويكم بمن علّموكم وأوصلوكم إلى ما أنتم عليه من علم ورفعة؟”، كلمةٌ واحدة اختصرت فلسفة التقدير، وأظهرت أن احترام المعلم هو سرُّ تقدّم الأمم ورفعة الشعوب. المعلم في قطر صانع المستقبل ورافعة التنمية إن دولة قطر تسير بخطى ثابتة نحو تطوير التعليم وبناء الإنسان، وهو ما أكدته رؤية قطر الوطنية 2030 التي جعلت من التعليم محور التنمية المستدامة، ومن هنا، فإن تمكين المعلمين القطريين، ورفع شأنهم المادي والمعنوي، وتشجيع الشباب على الالتحاق بكليات التربية، يمثل استثماراً في مستقبل البلاد وأمنها الفكري والعلمي. ويجب أن تُعزَّز ثقافة احترام المعلم في نفوس الطلاب منذ الصغر، وأن تُدرج فضيلة تقدير المعلم في المناهج التربوية، ليشبّ الجيل على حب هذه المهنة الجليلة التي هي في حقيقتها رسالة لا وظيفة. واجب المعلم تجاه مهنته ودولته كما أن المجتمع والدولة مطالبان بتكريم المعلم وتقديره، فإن على المعلم أيضًا واجبات عظيمة: أن يكون قدوة في السلوك والانضباط والخلق، أن يؤدي رسالته بإخلاص بعيدًا عن التهاون والرتابة، أن يُواكب التطور العلمي والتكنولوجي ليبقى مؤثرًا ومواكبًا لعصره، أن يُغرس في طلابه حب الوطن والولاء له، وأن يُربّيهم على القيم النبيلة والإيجابية، فالمعلم الذي يحترم نفسه ومهنته يجبر الجميع على احترامه، مهما تغيّرت الظروف أو تبدّلت الأزمان. *كسرة أخيرة إن تكريم المعلم ليس مناسبة تُقام ليومٍ واحد، بل ثقافة تُغرس في المجتمع كل يوم، فبقدر ما نُعلي من شأن المعلم، نرفع من قيمة العلم، ونسمو بالوطن، وإذا أردنا لقطر أن تظل منارة علم وحضارة، فعلينا أن نُكرم معلميها، لأنهم هم الذين يصنعون الأجيال التي تصنع المستقبل. وكما قال الشاعر: قُمْ للمعلِّمِ وَفِّهِ التبجيلا كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا

837

| 08 أكتوبر 2025

قطر تنتصر.. وإسرائيل تعتذر

في خطوة اعتُبرت سابقة في تاريخ الصراع بالشرق الأوسط، قدّمت إسرائيل اعتذاراً رسمياً لدولة قطر عن الاعتداء الأخير الذي استهدف أراضيها، بعد أن قوبل هذا الاعتداء بموجة غضب إقليمي ودولي غير مسبوقة، الاعتذار، فتح الباب أمام تحولات جديدة في مسار العلاقات الدولية والجهود الرامية لتحقيق السلام. الاعتداء على قطر لم يكن حدثاً عابراً، بل تحوّل إلى نقطة التقاء نادرة بين الدول الإسلامية والعربية، إلى جانب دول شقيقة وصديقة حول العالم. هذا التلاحم عزز صورة قطر كرمز للوحدة والتماسك، وأظهر أن أي تهديد لأمنها يُعتبر تهديداً للجميع. اللافت أن هذه الأزمة، التي بدأت باعتداء عسكري، تحوّلت سريعًا إلى فرصة لطرح خطاب جديد حول السلام، العديد من الدول الكبرى، التي لطالما تبنّت مواقف متحفظة، وجدت نفسها مضطرة لإعلان رفضها لحرب الإبادة التي تواصلها إسرائيل ضد غزة، والتشديد على ضرورة كبح جماح أي محاولات لضرب استقرار المنطقة، المفارقة الكبرى أن إسرائيل لا تكتفي بانتهاك حقوق الفلسطينيين، بل تتعدى ذلك إلى استهداف دول عربية وإسلامية سعت إلى دعم القضية الفلسطينية عبر الوسائل الدبلوماسية والإنسانية. ومن أبرز هذه الدول دولة قطر، التي تعرضت لحملات تشويه إعلامية وسياسية رغم دورها البارز في دعم جهود السلام والمساعدات الإنسانية. الرسالة كانت واضحة، المجتمع الدولي لم يعد يتساهل مع أي تهديد لأمن الدول المجاورة، ومع تزايد الأصوات المطالبة بوقف الانتهاكات، بدا أن إسرائيل مجبرة على إعادة حساباتها، في ظل ضغوط سياسية وإعلامية متصاعدة، وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الترويج لخطاب سلام زائف، فإن الواقع على الأرض من اعتداءات متكررة، وتوسيع استيطاني غير مشروع، وتجاوزات إنسانية قد عرّى هذا الخطاب أمام العالم. والمفارقة الكبرى أن إسرائيل لم تكتفِ بانتهاك حقوق الفلسطينيين، بل تمادت في تجاوزاتها لتطال دولًا صديقة وداعمة للسلام، مثل دولة قطر، التي لم تسلم من حملات التشويه والاعتداءات السياسية والإعلامية. اعتذار إسرائيل لم يكن مجرد إجراء دبلوماسي، بل محطة مفصلية قد تعيد ترتيب أولويات المنطقة، وتفتح الباب أمام مسار جديد يوازن بين حق الشعوب في الأمن، وضرورة وقف نزيف الدماء في فلسطين. كسرة أخيرة ما حدث مع قطر قد يشكل منعطفًا مهمًا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فالعالم اليوم لا يتحدث فقط عن الاعتداء، بل عن السلام كخيار لا بديل عنه، وعن وحدة إقليمية ودولية بدأت تتشكل لتضع حدًا لسياسات العدوان، وتمنح الأمل لشعوب أنهكتها الحروب.

618

| 01 أكتوبر 2025

قطر تبني جسرا للسلام مع الدول المؤثرة

السلام ليس شعارًا رومانسيًا يُرفع في المؤتمرات، بل هو حاجة إنسانية وحق أصيل لكل فرد ومجتمع، ومع ذلك، يشهد عالمنا اليوم تناقضًا صارخًا، حديث متكرر عن «السلام العالمي” يقابله واقع من الحروب والاحتلالات والتجويع والتهجير، فهل تستطيع القوى الكبرى أن تحقق السلام؟ أم أن الشعوب هي التي تملك مفاتيحه الحقيقية؟ في الشرق الأوسط ما تزال إسرائيل تمارس سياسة الهيمنة على جاراتها، وتعتدي على سيادة الدول الأخرى، بينما تعيش غزة تحت حصار خانق وتجويع متعمد بدعم أمريكي وغربي، وفي أوروبا الشرقية هناك الحرب الروسية - الأوكرانية أدخلت القارة في صراع مفتوح، ودفعت الغرب إلى انحياز كامل لأوكرانيا، مما جعل العالم أقرب إلى حافة حرب عالمية ثالثة، أما في المجتمع الدولي فالمؤسسات الدولية ـ وعلى رأسها مجلس الأمن ـ أظهرت عجزها أو انحيازها، مما جعل مفهوم «السلام الدولي” رهينة بمصالح القوى الكبرى لا بآمال الشعوب. قطر تكشف إرهاب الدولة وتدعو العالم لوقفة جادة مع السلام: في خطاب تاريخي قوي ألقاه سمو أمير البلاد أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس، شدد سموه على أن الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر يمثّل خرقًا سافرًا للأعراف الدولية و”فِعلة شنعاء” وصفها سموه بـ”إرهاب دولة”، في موقف حازم لفت أنظار العالم وهزّ الضمير الدولي. سموه أكّد أن جهود قطر المضنية بالتعاون مع الشقيقة مصر والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أثمرت عن تحرير 148 رهينة، لم تمنع إسرائيل من مواصلة نهجها العدائي ضد قطر، ما يفضح نواياها الحقيقية. وكشف سموه أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تكن إلا غطاءً لتوسيع الاستيطان وتغيير الوضع القائم في القدس المحتلة. وفي رسالة واضحة للعالم، أكد سمو الأمير أن قطر واجهت حملات تضليل ممنهجة، لكنها لم ولن تتراجع عن التزامها بالسلام العادل. وأوضح أن دولة قطر ستظل شريكًا فاعلًا في أي عملية سلام متى سنحت الفرصة لذلك. كلمة سموه لم تقتصر على الدفاع عن قطر، بل جاءت معبرة عن الهم العربي المشترك، حيث دعا سموه المجتمع الدولي إلى استغلال اللحظة التاريخية للوقوف مع تحقيق السلام في سوريا ولبنان، مشددًا على رفض قطر القاطع لأي تدخلات خارجية، وعلى وجه الخصوص محاولات إسرائيل لزعزعة الاستقرار في هذه الدول. وأكد سموه أن ثقة المجتمع الدولي في قطر لم تأتِ من فراغ، بل من سجل ممتد من النجاحات الدبلوماسية والإنسانية التي ميزت الدولة، لتصبح نموذجًا يُحتذى به في دعم السلام والحوار. كلمة حملت هم الأمة.. ورسالة إلى الضمير العالمي بهذه الكلمة القوية، أثبتت قطر مجددًا أنها ليست فقط صوتًا للحكمة، بل منبرًا للحق وعدالة القضية العربية، ومناشدًا صادقًا للضمير العالمي بأن الوقت قد حان للوقوف مع الحق، لا مع القوة. إن العالم اليوم، ومع تصاعد الدعوات لإنهاء الحرب العبثية التي تديرها الحكومة الإسرائيلية، بات بحاجة إلى أصوات شجاعة، ومبادرات جريئة، كالتي تقودها قطر. فسلام الدولتين لم يعد خيارًا سياسيًا فقط، بل هو ضرورة إنسانية، وضمانة لاستقرار العالمي. *هل الشعوب قادرة على تحقيق ما عجزت عنه الحكومات؟ أعتقد نعم، الشعوب قادرة على أن تُرسخ ثقافة السلام إذا امتلكت الوعي والإرادة، لأن الشعوب هي التي تدفع ثمن الحروب من دمائها ولقمة عيشها، فما تجارب المقاومة السلمية في الهند وجنوب إفريقيا وفلسطين إلا إثبات بأن إرادة الشعوب قد تُحرج الحكومات وتجبرها على مراجعة مواقفها، بالإضافة الى أن وسائل التواصل الحديثة جعلت الشعوب أكثر قدرة على إيصال صوتها وتبادل تجاربها، وهو ما يقلل من احتكار الحكومات لخطاب «السلام” المزيّف. كسرة أخيرة السلام لن يأتي من واشنطن أو موسكو أو بروكسل، بل من ضمير عالمي يتشكل عبر وعي الأفراد والمجتمعات، ما لم تُغير القوى الكبرى منطق الهيمنة والازدواجية، ستبقى الحروب مشتعلة، لكن الأمل في الشعوب قائم، فهي التي تستطيع ـ عبر التربية، والعمل الأهلي، والمقاومة المدنية ـ أن تفتح دروبًا جديدة للسلام العادل، سلامٌ يقوم على الكرامة لا على الإذعان، وعلى العدالة لا على التبعية.

732

| 24 سبتمبر 2025

الاعتداء الغاشم «قاصمة الظهر» للدعم الدولي لإسرائيل

منذ نشأة الكيان الصهيوني وهو يسعى إلى تحقيق حلمه الأكبر وهو بسط نفوذه على دول الشرق الأوسط، وجعلها تدور في فلكه السياسي والأمني، وبمساعدة الولايات المتحدة التي منحته الغطاء السياسي والعسكري، حاولت إسرائيل فرض نفسها كقوة لا تُقهر. لكن هل تحقق هذا الحلم؟ الجواب يتضح عند النظر بتمعّن إلى واقع المنطقة فإسرائيل قد تكون نجحت في استمالة أو الضغط على بعض القيادات السياسية، لكنها لم تتمكن من إخضاع الشعوب، هذه الشعوب المسلمة التي تقرأ القرآن الكريم وتدرك أن الله حذّرها من اليهود الذين لا يراعون إلاًّ ولا ذمة، والذين اشتهروا بنقض العهود منذ زمن موسى عليه السلام وحتى اليوم، ولذلك فإن الضمير الشعبي ظل ثابتا لا يتغير، يرفض التطبيع، ويقف بالمرصاد لكل محاولات الهيمنة. في تطور خطير وغير مسبوق، أقدمت إسرائيل على تنفيذ اعتداء غاشم استهدف وفدًا تفاوضيًا من حركة حماس داخل الأراضي القطرية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية لدولة قطر وللقوانين الدولية، هذا الاعتداء لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان بمثابة قنبلة سياسية فجّرت موجة من الإدانات الدولية، وأعادت تشكيل المواقف العالمية تجاه إسرائيل. وسط هذا المشهد، جاءت القمة العربية الإسلامية الأخيرة لتعلن بوضوح وقوفها مع قطر في مواجهة العدوان، القمة لم تكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل بدت وكأنها صرخة جماعية بأن الأمة قادرة على توحيد صفوفها عندما يشتد الخطر، لقد وضعت القمة أساساً يمكن البناء عليه لتشكيل جبهة موحدة ضد إسرائيل، إذا ما توافرت الإرادة السياسية الحقيقية. لطالما تمتعت إسرائيل بدعم غير محدود من دول غربية مؤثرة، إلا أن الاعتداء على قطر شكّل نقطة تحول حاسمة، فقد سارعت دول الخليج والدول العربية والإسلامية إلى إدانة هذا التصرف، وتبعتها دول أعضاء في الأمم المتحدة، وصولاً إلى مجلس الأمن الذي أصدر بيانًا رسميًا يدين الاعتداء ويعتبره تهديدًا للأمن والسلم الدوليين. يبقى السؤال الأهم: هل سيجبر هذا التحالف الإسلامي العربي إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تقودها أمريكا وقطر ومصر؟ التجارب التاريخية تؤكد أن إسرائيل لا تأتي إلى التفاوض إلا إذا شعرت بضغط حقيقي يهدد مصالحها، سواء كان مقاومة على الأرض أو تحالفات إقليمية صلبة. ومن هنا، فإن وحدة الصف العربي الإسلامي ليست مجرد خيار، بل هي شرط أساسي لإجبار إسرائيل على الالتزام والجلوس إلى الطاولة بجدية. قيادة سمو أمير قطر الدبلوماسية درع للكرامة في لحظة فارقة من تاريخ الأمة، وقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، موقفاً شجاعاً وحكيماً، جسّد فيه معنى القيادة الحقيقية، حين تعرضت العاصمة القطرية الدوحة لاعتداء غادر استهدف الأبرياء والمفاوضين في مسكن آمن، في خرق صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، لقد كانت كلمة سمو الأمير في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة، بمثابة نداء ضمير للأمة، وصوت الحق في وجه الغطرسة والعدوان، تحدث سموه بوضوح وجرأة، مؤكداً أن قطر بلد صانع للسلام، وأن الاعتداء الإسرائيلي لم يكن فقط على قطر، بل على كل من يؤمن بالسلام والوساطة العادلة، وأثبتت أن الدبلوماسية القطرية بقيادته ليست فقط صوتًا للسلام، بل أيضًا درع للكرامة والسيادة، وأن قطر لن تنحني أمام أي عدوان، بل ستواصل دورها الريادي في الدفاع عن الحق، ودعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كسرة أخيرة ما خرجنا به من هذه القمة العالمية بأن رد الفعل القطري كان حازماً وسريعاً، حيث اعتبرت الدوحة أن الاعتداء على أراضيها هو انتهاك لسيادتها ولن يمر دون محاسبة، هذا الموقف القوي دفع العديد من الدول إلى إعلان تضامنها مع قطر، ما أظهر تغيرا واضحا في المزاج الدولي تجاه إسرائيل، التي باتت تُنظر إليها كدولة مارقة تتجاوز الأعراف الدبلوماسية، وأثبتت هذه التحركات الدولية بأن دولة قطر في قلب المعركة الدبلوماسية.

378

| 17 سبتمبر 2025

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2607

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

2523

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1587

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1548

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1152

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1143

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1116

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

801

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

627

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

618

| 30 نوفمبر 2025

543

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية