رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قال لي صاحبي: لقد أصيب الكثيرون من أهل الدين والعقل والفهم بالذهول والصدمة إثر التصريحات التي أدلى بها كل من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله فيما يتعلق بالانتفاضة السورية والهبة الشعبية السلمية التي انطلقت في البلاد بسبب الظلم والقهر والاستعباد الذي لا نظير له في زمننا هذا من قبل حكام لا يرقبون في أهل وطنهم إلا ولا ذمة، حيث أكد خامنئي في خطابه الذي تناقلته وسائل الإعلام الخميس الماضي بمناسبة يوم البعثة النبوية حسب التقويم الشيعي فوصف الاحتجاجات في العالم العربي بالصحوة الإسلامية التي تسير على الطريق الصحيح الذي رسمه الرسول صلى الله عليه وسلم محذرا الأمريكيين والصهاينة من ركوب الموجة مبينا أن الثورة في تونس ومصر واليمن بل وليبيا مختلفة كليا عما يجري في سوريا معتبراً أن الثورة السورية نسخة مزيفة عن تلك الثورات وأن أمريكا هي التي صنعتها لإيجاد خلل في جبهة الممانعة وأن يد أمريكا وإسرائيل في أحداث سوريا مكشوفة بوضوح ولذا فإن الثورة السورية منحرفة عن تلك الثورات المعادية لأمريكا وإسرائيل ثم قارنها بأحداث البحرين فبين أن الأخيرة تمثل النضال الحقيقي المماثل لحركة الثورات الأخرى التي تعتبر امتدادا للثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه عام 1979م، أما بالنسبة للمدعو السيد حسن نصر الله؛ فكيف أيد النظام السوري معتبراً إياه الحصن الأخير المقاوم لإسرائيل وأنه النظام الوحيد الممانع اليوم في المنطقة وعليه فلا على الشعب السوري ولا على المتظاهرين المحتجين إلا أن يقتنعوا بتصريحه ويهدأوا ليفوتوا الفرصة على الصهاينة في هدم آخر حصون الممانعة.
قلت: يا صديقي، لماذا أصيب هؤلاء بالعجب العاجب من تصريحات كل من خامنئي ونصر الله فإنني لم أفاجأ بذلك بل اعتبر هذا الكلام من هذين ومن لف لفهما أمرا عاديا لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، وأنت يا صديقي ترى وتسمع العديد ممن يدعون أنهم من أهل العلم والفهم والجاه والشهرة ممن ينتسبون للسنة والجماعة يقولون مثل قولهم وينافقون عمليا لزبانية النظام الطغاة تحت مبررات ما أنزل الله بها من سلطان بل يدورون مع السلطان لا مع القرآن كيفما دار فلماذا العجب يا أخا الإيمان، وان عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومن بعدهم من السلف لم يخل من مثل هؤلاء أفيخلو زماننا هذا من خلفائهم الفجار.. اسمع يا صديقي أما عرفت الأسباب التي أدت بهم إلى أن يظلموا أنفسهم ويظلموا غيرهم وينتهكوا الدين والخلق والمبدأ فينحرفوا في الطبع والشرع ليصلوا إلى مآربهم وأهدافهم ويضللوا الناس بقلب الحقائق وتزييفها وهم يتهمون غيرهم بذلك، إنهم يزعمون تقديس علي رضي الله عنه فهل عقلوا قوله ومعناه "اعرف الحق تعرف أهله، اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال".
فالإنصاف مطلوب لنصرة الحق ذاته لأن الموضوعية أهم مقتضياته وهو ما أشار إليه ابن تيمية رحمه الله: "كن مع الحق وإن كان صاحبه بعيدا بغيضا ولا تكن مع الباطل وإن كان صاحبه قريبا حبيبا".
وهكذا كان السلف فأي تمثل لهذه المبادئ والأخلاق لدى هؤلاء المجحفين بحق أهل سورية في حرية التعبير وطلب الحرية والعزة والكرامة التي افتقدوها منذ أكثر من أربعة عقود. إن المتأمل في عقول أمثال خامنئي ونصر الله لا يراها إلا عقولا مغلقة لا بسبب قلة العلم والاطلاع والتحليل، ولكن بسبب الحقد الدفين لمن يخالفهم أو يخالف حلفاءهم مثل السلطة السورية التي تلتقي معهم ايديولوجيا وهم يخافون على رئتهم هذه أن تتمزق فيفرط حلف التآمر على العرب وتكسد بضاعتهم التي يريدون لها المزيد من الرواج المذهبي الذي بات مفضوحا وجاءت ثورة سوريا لتدفنه إن شاء الله إلى غير عودة.. نعم إنها ليست سذاجة سياسية تلك التصريحات بقدر ما هي مخاوف حقيقية من تهاوي مشاريعهم الخبيثة التي تتقاطع مع حليفهم السوري في دمشق، بينما لو نظرنا إلى بعض عقلائهم الذين يرون بعدسة الحقيقة وهم من هم من حيث المرجعية والفهم والتنوير في هذا الجانب لشاهدنا المرجع الديني الإصلاحي الإيراني آية الله محمد علي دستغيب يحرم دعم طهران لنظام الأسد في قمع شعبه حتى قال: يجب ادخار أموال الشعب الإيراني لا أن ترسل إلى سوريا لقمع الشعب المطالب بالإصلاح هناك لقد جاءت تصريحات هذا المرجع الإصلاحي عشية اعلان الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات جديدة على النظام السوري شملت أيضا ثلاث شخصيات إيرانية كبيرة بتهمة المشاركة بقمع الشعب السوري وعلى رأسهم رئيس الحرس الثوري، لقد نشد دستغيب الحق وناصر أهله منتقدا المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتمتع بسلطة مطلقة حسب مبدأ ولاية الفقيه في دستورهم.
إن هذا المرشد الذي هو في قناعتي محتاج إلى مرشد له يعلمه ألف باء السياسة الشرعية ممن يقولون إنهم كانوا ساسة الملوك فكيف يكذب على نفسه والعالم ليدعي أن أمريكا أخذت الثورات السالفة وصنعت منها نسخة مزيفة بسورية لخرق جبهة الممانعة فسورية بلد حدودي مع اسرائيل، يا للتفاهة باسم الفهلوية، ويا للحقد باسم التحليل حين يدعي أن الأحداث التي شهدتها البحرين كانت حقيقية مع حزننا على جميع الضحايا فيها بلاشك فنحن بشر من بني آدم وللإنسان حق على أخيه الإنسان حتى لو اختلف معه في المذهب والرأي، بينما يرى صاحبنا أن الأحداث في سوريا ضد حليفهم الأسد أحداث منحرفة وأن إيران لن تدافع عنها وهكذا تتبين سياسة الكيل بالمكيالين بدافع التعصب والحقد دون النظر حتى إلى الجانب الإنساني ولا ذكر للقتلى والجرحى والمعتقلين والمشردين والبلاءات التي نزلت بالأمة في سورية، إنه القلب القاسي والحقد الأسود والتعصب المشين يا من يقول إنه مع الممانعة نعم مع الفهم بالمقلوب أما صاحبنا الآخر يا صديقي صاحب الحزب الإلهي الذي يعتبر نفسه سياسيا ألمعيا مع أن الدلائل تدل على الأرض أنه لا يملك حسن التدبير وأنه مبتلى بالفوقية مع ادعاء التواضع وأنه مخترق في حزبه من الجواسيس كما أقر هو نفسه مؤخرا وإن لم يكونوا من المقربين من أولى الدرجة الأولى فيعتبر نظام الأسد نظام الممانعة الوحيد وهو يعرف قبل غيره كيف كان نظام الصمود والتصدي في عهد الأب حافظ الأسد يقتل الفلسطينيين في تل الزعتر في لبنان وكيف استبد في هذه البلد سنين عدة وكيف استمر هذا الاستبداد في عهد الابن بعد أبيه حتى غدا الشعبان السوري واللبناني يكرهون الحياة وكما يقول عبدالرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد لا يمكن للمستبد أن يكون مقاوما أجل فإن المتناقضين لا يجتمعان ولا يمكن للطاغية أن يكون ممانعا، إن الحاكم الصالح هو الذي يقوي جبهته الداخلية ضد العدو قبل مقاومته لا أن يقتل شعبه ويذله وينهبه ويسلط الكلاب المسعورة ضده ويروع الجميع وينتهك الحرمات بما في ذلك اغتصاب النساء أي شرعية لمثل هذا الممانع المقاوم الكذاب، إن مثل هؤلاء لا يهمهم شيء إلا الحفاظ على السلطة ومكاسب العائلة والفئة دون بقية الشعب مهما خطبوا وكذبوا وادعوا الإصلاح فإن الله لا يصلح عمل المفسدين ماذا فعل الأب والابن يا سيد حسن نصر الله منذ عام 1973 إلى الآن ضد اسرائيل وهل أطلقت رصاصة واحدة لتحرير الجولان الذي يعتبره الصهاينة أرضا توراتية بل تم الاتفاق على أن تبقى جبهة هادئة وكان الأب والابن هما البارين بالعهد على حساب السوريين والدين وباسم الممانعة وهكذا تستخدم ورقة المقاومة للمساومة، بل ان هؤلاء هم حماة اسرائيل وهل ننسى تصريح رامي مخلوف ابن خالة الرئيس بشار أن استقرار اسرائيل من استقرار سورية يا أبطال الممانعة، هل قيام الشعب في سورية بالمطالبة بالحرية الحقيقية مناقض للممانعة أم داعم لها لو انكم تريدون الممانعة حقا، هكذا ديدنكم إذ لم يعد خافيا على أحد أنه كلما قامت أحداث للحرية أخرجتم اسطوانة المؤامرة على الممانعة، يا حسن نصر الله حلفاؤك اليوم يتهاوون والشعب باق فكن معه ولا تنافق كما نافق خامنئي في الانتصار للظالم وفي قلب الحقائق في أحداث البحرين عنها في سورية يا وكيل إيران في لبنان وسورية والمنطقة لن تنفع صور الخميني في الاستعراضات وإنما ينفع العمل الصالح والرحمة بالناس في سورية ولبنان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا تنزع الرحمة إلا من شقي فماذا تقول؟ ألم تر أنك وجلادي سورية كلما كذبتم ازدادت وتيرة الاحتجاجات ألا يحرك الدم البريء المهراق من قوم أنقذوكم وأعانوكم في الحرب الماضية أتريد دعم حكم العائلة إلى الأبد باسم الممانعة، لماذا يصر هؤلاء على المفاوضات مع اسرائيل لا المقاومة ولماذا تصر اسرائيل على عدم تنحي بشار وتساندها امريكا اذا كان ممانعا.. ويا صديقي فاصبر فللحديث بقية.
Khaled-hindawi@hotmail.com
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم الدوحة التاريخي للغة العربية مشروع للأمة - سمو الأمير حرص... اقرأ المزيد
495
| 23 ديسمبر 2025
بيني وبين الانفتاح.. عالم
من المبادئ التي أجدها صعبة القياس عندما تكون تشكيلاً وفهماً داخليا، تعني التمعن في الصعيد المحلي من حيث... اقرأ المزيد
183
| 23 ديسمبر 2025
معجم الدوحة التاريخي: حين تتحول اللغة إلى مشروع حضاري عربي
في لحظةٍ فارقة من التاريخ الثقافي العربي، يبرز اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بوصفه إنجازًا يتجاوز حدود... اقرأ المزيد
132
| 23 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
1131
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
972
| 22 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، ها قد عاد اليوم الذي نفتخر به كمواطنين ليس كتاريخ الذي فيه تأسست قطر على يد مؤسسها في عام 1878 فحسب، بل بإنجازات تواصلت عبر أكثر من 150 عاماً بمختلف ظروفها لبنة لبنة، حتى أصبح البناء صلبا شامخا بوصولنا إلى هذا اليوم الذي سبقه 365 يوما من العمل الدؤوب قيادة وحكومة وشعبا، ليلا ونهارا صبحا ومساء ليس على أرض الوطن فحسب بل اتسعت دائرة العمل والعطاء لتشمل دائرة أكثر اتساعا من جغرافية الوطن، الحركة التي لم تتوقف ولم يتوقف رجالها ونساؤها يوما ويستسلموا وإن كان بعض منهم قد أوقفتهم الحياة ولكن سرعان ما استبدلوا بخلفهم من يؤمن بحب الوطن كما الحاليون، فقد نقل إليهم أجدادهم وغرسوا فيهم حب هذه الأرض المعطاء، فكلهم أسياد في خدمة الوطن العزيز في مجالات الحياة المختلفة. خلال السنة التي بدأنا في طي صفحاتها الأخيرة، يمكنني أن أسجل بكل فخر، جوانب من إنجازات للوطن تستحق الإشادة والاحتفال: ففي الجانب السياسي محليا، أيد غالبية المواطنين عند استفتائهم توجهات سمو الأمير بعودة أداة تعيين أعضاء مجلس الشورى، بعد التجربة التي خاضتها الدولة قبل أربع سنوات بانتخاب ثلثيهم، حيث رأى حكماء البلد وعلى رأسهم سمو الأمير أن التجربة لم تكن إلا لتزيد من التأثير على اللحمة الوطنية العامة والخاصة، والتي بنيت وثبتت بين مواطنين منذ الاستقلال وقبله والأجيال التي تعاقبت واجتهدت في البناء، ولم يتخلف منهم أحد، وكان ملبيا الواجب في البناء والتطور. وقطر بقيادتها وشعبها مؤمنون وهم يدعون في سياساتهم بالحفاظ على الهوية والتي تنطلق من خلالها لرسم حاضرها ومستقبلها على إرث غني تركه من سجلوا تاريخا كدولة عربية إسلامية، لا تتزعزع عنها، وبذلك لا يخاف عليها من رياح عوامل الخارج والتي مرت خلال تاريخنا حاولت النَّيْل منها، إلا أن صمودها كان بترابط المنتمين المخلصين. وخارجيا، تابعت قطر دورها المشهود لها عربيا ودوليا بماء من ذهب، في إنكار واضح دون تردد تلك الممارسات التي قامت بها إسرائيل في غزة، ومتابعتها من على شتى المنابر في لوم الدولة المعتدية في التسبب، فالحقوق إن ضاعت سيكون حتما وراءها مطالبون. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل، ومطالب قطر كانت مستمدة عليها، والتي عرفها أحرار العالم كذلك، مطالبة كبريات القوى العالمية بالضغط للاعتراف بحل الدولتين. وعلى موقفها الثابت هذا، تعرضت قطر لهجومين شديدين لم تألفهما، ولكنها صمدت وعززت بالحادثتين موقفها دوليا، ولم تتزعزع وتثنِها عن قول الحق، واستطاعت فعلا بخبرتها الدبلوماسية أن تجمع حولها دول العالم بتأييد منقطع النظر. أما اقتصاديا، يؤكد المتابعون للشأن الاقتصادي القطري المحلي، أن قطر تسير سيرا حسنا في تطوير إمكانياتها الاقتصادية سنة بعد سنة، ولم تقف متفرجة، بل يشهد الجميع بتنوع مبادراتها الاقتصادية بشكل ناجح، فقطاع الغاز على سبيل المثال، على وشك أن يسدل الستار خلال أشهر على مرحلة كبيرة للتوسع في إنتاج الغاز المسال بقيادة قطر للطاقة، والذي كما تقول التقارير الدولية المختصة بأنه سيؤدي إلى معدلات نمو في الناتج المحلي بشكل كبير، قد يرتقي إلى أكثر من 5 % خلال السنوات حتى 2030، مما يعزز المكانة المالية. وفي مجال الاقتصاد السياحي ارتقت السياسات والمبادرات والممارسات المنفذة، بناء على الإستراتيجيات التي أقرت منذ أكثر من عقد من الزمان، ولامستها أيدي المطورين أن أصبح القطاع السياحي المحلي بالدرجة الأولى، تتطور خريطته بحرا وبرا، بل أصبح القطاع يحقق نموا كبيرا لم يكن متوقعا في تنميته. وعالميا، توسعت جغرافية الاستثمارات القطرية الخارجية خلال السنة الماضية بأكثر من 10 % حسب مراقبتي للإحصائيات الدولية، بل تشهد تنوعا في القطاعات لتشمل التكنولوجيات المتقدمة ذات التأثير الكبير في المستقبل، وفي نفس الوقت ازدادت دخول الاستثمارات الخارجية في قطاعات كثيرة من صناعية وزراعية وطبية وتعليمية أثرت في إثراء الواقع الاقتصادي والاجتماعي. ومن ناحية أخرى، لقد زخرت مسارح الوطن على اختلافها خلال العام، بالحيوية منقطعة النظير، بما هيأتها الدولة من بنية تحتية متكاملة وأنظمة مساندة وتقنيات، في الساحات سواء كانت علمية أو تعليمية واجتماعية أو ثقافية ورياضية، حقق كلها لقطر مكانة ومحطة متميزة يشهد لها الجميع، وستدعم التوجه العالمي لقطر وتحقيق أهدافها التنموية. وأخيرا وليس آخرا، تشهد التنمية البشرية التي تؤمن بها قطر في كل سياساتها منذ عقود بأنها آتت أكلها، والتي تحقق آمال وتطلعات القيادة عندما تشير في كل مناسبة بأن «الإنسان القطري هو الركيزة الأساسية للتنمية المنشودة»، ولم تخل صفحات المؤلفات العالمية والتقارير الدولية، من ذكر جوانب من إنجازاتها وتأثيرها محليا وعالميا. فأبناء الوطن رجالا ونساء يمتلكون أعلى المؤهلات ومن مختلف جامعات العالم الرائدة، والجامعات المحلية وعلى رأسها جامعة قطر المتفوقة على نفسها، بدأوا يساهمون في النهضة التي ترتضيها قطر، كماً ونوعاً، فليبارك الله مساعيهم. فكم هي حلوة تلك الصور التي تجمع القيادة بأبناء الوطن المتميزين والمنابر العالمية بهم. وختاما، فالاحتفال باليوم الوطني، وقد أنجز الكثير مما يتطلع له المواطنون والمقيمون ومحبو قطر، من العرب والمسلمين في نهضة تحققها واجب وحق، فإلى الأمام أيتها اللؤلؤة، دائما وأبدا، والله يرعاك ويحفظك يا قطر يا من تطلعين كما شعار يومك الوطني «بكم تعلو ومنكم تنتظر».
684
| 18 ديسمبر 2025