رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. بثينة محمد الجناحي

مساحة إعلانية

مقالات

216

د. بثينة محمد الجناحي

بيني وبين الانفتاح.. عالم

23 ديسمبر 2025 , 04:10ص

من المبادئ التي أجدها صعبة القياس عندما تكون تشكيلاً وفهماً داخليا، تعني التمعن في الصعيد المحلي من حيث قياس الوعي واللاوعي، بل وحاجة المحلي للتعبير عن نفسه قبل الولوج للخارج والبحث عن الماهية بقياس ما هو متوفر خارج إطاره. المسألة بأسبابها العامة سهلة، وهي صعوبة التعبير وسهولة التقليد. إذ ان السهولة تكمن في البحث عما يعمل بنجاح في الخارج ومحاولة تبنيه مع مراعاة التخلي عما لا يتناسب مع الداخل، والصعوبة تكمن في كيفية تشكيل نمط التعبير بشكل داخلي، عميق وخالص للقصة المراد تقديمها للآخر. الخصوصية في التعبير لا تأتي من الخارج، على قدر ما هي أساسيات محلية تكمن وسط مجتمعي يتنفس التفاصيل التي تجسد النظرة للآخر والتعريف عن نفسه بشكل مغاير. 

لاحظت الاختلافات التي مرت على العلماء والفلاسفة، ومنهم آخرون ضد محاولة الاستفادة من الغرب، وتختلف الآراء من حيث الانتقاء بحسب ما يتناسب مع الداخل، وهذا بحد ذاته أمر اكتسح المبادئ وتعايش العالم أجمع معه لدرجة أن أصبحنا نتحدث بلغة الحداثة والعصرنة التي أصبحت في متناول الجميع. فالمفاهيم أصبحت موحدة والتكنولوجيا ساهمت في تضييق محيط التعبير والتقيد بأنساق ثقافية متداولة. إلا أن الأمر من حيث مدى الاستفادة الغربية باتت في منطقتها الرمادية من حيث الماهية، التعريف الذي يصنف المجتمع بما يبدع فيه من حيث إمكانيات التعبير والابداع كجزء مهم من القدرة على التعريف بالهوية، والإلمام بأن الاغتراب الفكري لا يساهم في السيادة الفكرية. لهذا وجدت أن مبدأ الاستفادة الغربية لن يكون بالضرورة محط اهتمام إن ما استطعنا أن نقيس أنفسنا، أين نكمن في تاريخنا، تطلعاتنا، مبادئنا وقيمنا، وكيف نستطيع فهم وتشكيل الحداثة هنا في إطارها الثقافي المحلي والمحلي العالمي حتى، وهذا ما أجده أمراً في غاية الأهمية، من حيث اكتشاف المبادئ وابراز صور التقدم والحداثة التي تنبع من تلك المبادئ من الداخل للعالم. 

خلاصة القول إن مسألة اكتشاف الذات وتحديد إطار الماهية لا يأتي بسبب الاستفادة الغربية، على قدر الولوج للداخل والبحث عن الإطار الذي يعرف عن الحضور الأصلي والبناء الذاتي. لربما ننسى النظر في الداخل والاعتماد على انتقاء ما يليق بنا من الخارج، مع الحفاظ على مبدأ التجديد والتقديم بدلاً من التراجع، والانفتاح بدلاً من التقوقع وأخيرا التفاعل بدلاً من العزلة. يظل التحدي للتجديد خارج الإطار، بينما الحفاظ على المبدأ يكمن في الداخل. هذه عولمة بقياساتها المنفتحة للعالم والعائمة في مفاهيمها الفردية.

مساحة إعلانية