رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الثورات التي اندلعت مطلع العام 2011 أظهرت هشاشة النظم والمجتمعات العربية وكشفت عوراتها المتعددة. وبنظرة فاحصة وسريعة لواقع المجتمعات العربية ما بعد الثورات نجد أن منسوب العنف والاحتراب الداخلي ارتفع إلى مستويات قياسية لم تكن تمرّ بها المجتمعات العربية بهذا الاتساع إذا ما استثنينا الحالة الجزائرية في التسعينيات والذي راح ضحية العنف المتبادل بين السلطة والمجموعات المسلحة زهاء 200 ألف جزائري ليستقر الوضع ويحسم لصالح الجيش وتندثر معه الجماعات المسلحة كما اندثرت آمال الجزائريين بالتحول الديمقراطي المنشود لعقود ثلاثة.
هاهي دول عربية اليوم تستنسخ التجربة الجزائرية بأدق تفاصيلها دون أن تعتبر بها أو تتعظ، بل يجمح إليها البعض كملاذ أخير في إلحاق الهزيمة بخصومه المفترضين من أبناء وطنه.
وكلما زاد إصرار الحالمين بالتغيير، تشددت النظم المستبدة في الدفاع عن نفسها وسيرت الجيوش وحركت آلتها الفتاكة من قضاء وإعلام محلي وفضائي في معركتها المباشرة مع الشعب المنتفض أو مع بعضه ممن رفض المسار القائم وأبى العودة إلى القمقم الذي طوى الشعوب العربية في غياباته دهورا.
الواضح وسط هذا الصراع أن الدولة في عالمنا العربي فشلت في أن تكون دولة وطنية جامعة لكل مكوناتها العرقية والدينية، كما أن غياب الحريات وتضاؤل فرص العمل وتباطؤ النمو الاقتصادي والفشل في مكافحة البطالة والعجز أمام الانفجارات السكانية والتحولات الديموغرافية، جميعها عوامل ساعدت بنسب مختلفة في الوصول إلى حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المجتمعات العربية التي تطالب بالتغيير.
ترفض النظم العربية مناقشة الحقوق السياسية في بلدانها. ومفاهيمها حول الدولة والشعب والعقد الاجتماعي الناظم للحياة الخاصة والعامة تكاد تعود إلى مفاهيم ما قبل الدولة. وتعتقد أنه بامتلاكها وسائل القوة واحتكارها حق العنف ووقوف وسائل الإعلام إلى جانبها أمور كفيلة بمواجهة هذه المتغيرات وبترويض الشعب ومنعه من المطالبة بحقوقه الفطرية والمكفولة بالقوانين الإنسانية الدولية.
قد تنجح النظم في إطالة أمد وجودها بتكاليف عالية جدا، وقد تنجح في إدارة معاركها مع خصومها في الداخل والخارج وشيطنتهم وسلبهم حقوقهم الأصلية لكنها لن تنجح في إبقاء الوضع على ما هو عليه لسنوات طويلة، لأن العالم تغير وتغيرت معه قوانين التواصل والاتصال، وما أحدثته تكنولوجيا التواصل وإدارة المعلومات من وفرة إلكترونية تمثلت بمواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت الدور الأبرز في قيام الثورات العربية كفيلة بأن تنسف كل مخططات النظم في الاستمرارية والبقاء، إذ لم تعد الأساليب القديمة وغير المرنة فعالة في عصر شديد التغيير والتبدل والتحول.
وكلما تأخرنا في اعتماد الحلول الصحيحة المتمثلة بالتحول الديمقراطي كلما كانت الخسائر كبيرة ومكلفة وكلما أضحت الحلول معقدة. والأمر لم يعد يقتصر على الاستنزاف المستمر لموارد الأمة ومقدراتها المادية بل وصلت الخطورة إلى احتمالية تفتت المجتمع العربي بكل مكوناته مع هيمنة لغة الثأر على خطابه وبلوغ الرغبة في الانتقام مدايات عالية. وفي الحقيقة وصلنا إلى حالة الاحتراب الأهلي في أكثر من بلد عربي، وهي مرحلة على الأقل تؤكد على فشل الدولة وليس فقط على فشل النظام السياسي الموجود.
وكما هو معلوم فإن حالة الاحتراب الأهلي عندما تقع يتطلب الخروج منها سنوات من العمل الجاد على كافة الصعد في سبيل إعادة اللحمة إلى المجتمع وتنقيته من عوامل التفتيت. والمثير للدهشة أن بعض النظم تسرع من وتيرة الانزلاق نحو الاحتراب الأهلي وتنفخ فيه وتزينه في عيون داعميها دون أن يرف لها جفن وهذه الحالة تعكس انعدام الحس الوطني لدى من يفترض بهم حراسة الوطن والقيام على تنمية قيم المواطنة في قلوب أبناء الوطن.
لاشك أن الشعوب العربية تمر بأسوأ مراحلها، وأن قوافل الهجرات غير الشرعية التي يعبر بعضها البحار نحو الشمال ويغرق أغلبها في أعالي البحار قبل الوصول مثالا صارخا على حالة اليأس والإحباط والأفق المسدود أمام مستقبل أفضل.
لقد تحولت بلادنا إلى مقابر متنقلة لأحلام أبنائها وطموحاتهم بعد أن تضاءلت فرصهم بالحرية أو العيش الكريم. لكنها مرحلة فيها الكثير من الفرص لنهضة حقيقية ممكنة لصالح المنطقة وأهلها إن أحسنت الدول والشعوب استغلالها بشكل جيد. إذ لم تصعد أمة من كبوتها ولم ينتقل مجتمع من طور إلى آخر إلا وقد مرّ بما يشبه الخضات العنيفة التي تهدد وجوده وتكاد تمزق وشائجه، وقد عاشت أوروبا هذه المراحل داخل الدولة الواحدة أو في علاقتها فيما بينها. وهي حالة شبيهة بالتي عاشتها الولايات المتحدة أثناء وحدتها. فهل نحن مستعدون لتجرع نفس الكأس للعبور نحو مستقبل أفضل للجميع؟!.
اقتصاد قطر 2025 عام تعزيز القدرات المحلية والتكامل الإقليمي
بينما تعيش دولة قطر أجواء الاحتفال بذكرى يومها الوطني المجيد في الثامن عشر من ديسمبر، يختتم الاقتصاد الوطني... اقرأ المزيد
240
| 15 ديسمبر 2025
مكافحة الفساد مسؤولية عالمية
تعكس جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد والتي دخلت عامها العاشر، الأهمية... اقرأ المزيد
90
| 15 ديسمبر 2025
كأس العرب من منظور علم الاجتماع
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة الاجتماعية، مجالًا تتفرّع عنه اختصاصات حديثة، من أبرزها سوسيولوجيا الرياضة،... اقرأ المزيد
165
| 15 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1230
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
798
| 10 ديسمبر 2025