رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  Falghazal33@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

1056

فاطمة بنت يوسف الغزال

غزة وتحويل الفكر العربي والعالمي

04 سبتمبر 2024 , 02:00ص

أثبتت حرب غزة أن الشعوب العربية والإسلامية ما زالت تحمل قضاياها في قلوبها وأفكارها وإن تخاذلت حكوماتها والمنظمات الدولية عن نصرة قضاياها، الحرب في غزة بدون شك أثارت ردود فعل واسعة في العالم العربي وتخطت تلك الآثار إلى كثير من الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية، حتى أن كثيرا من حكومات تلك الدول تباينت مواقفها تجاه القضية الفلسطينية وأحدثت شرخا في سياساتها وأفكار شعوبها وتراجع الإعلام كثيراً في دعم الدولة الصهيونية التي زرعها الغرب في قلب الشرق الأوسط، كما أثبتت حرب غزة أن الشعوب العربية والإسلامية، والعديد من الحكومات العربية وجدت نفسها في موقف معقد بين دعمها الشعبي للفلسطينيين والتزاماتها الدبلوماسية والسياسية، خاصة تلك التي قامت وبادرت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأظهرت كثير من استطلاعات الرأي العام تغيُّرات في مواقف الشعوب العربية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، مع تزايد الدعم للمقاومة المسلحة وإيران كقوة معارضة لإسرائيل. كما دعا البرلمان العربي المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم وتطبيق قواعد القانون الدولي لمحاسبة إسرائيل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

زرع الجسم الغريب

المفترض ألا تنسى الشعوب العربية ما حدث عام 1907 حيث دعا في ذلك الوقت رئيس وزراء بريطانيا (كامبل بالرمان) سبع دول أوروبية ليس من بينهم ألمانيا، في مؤتمر في بلاده، وقال لهم إننا في حالة انحدار شديد وبيننا تنافس خطير، وسألهم هل تريدون البقاء على القمة أم مواصلة الانحدار، وأجمع الحاضرون بأنهم يريدون البقاء على القمة، ووزع عليهم خارطة الشرق الأوسط، وقال لهم إن هذه المنطقة من الخليج إلى المحيط هي سر قوتنا وسر ضعفنا وهي الآن منطقة ضعيفة جاهلة متشرذمة يتقاتلون على قطرة ماء، لكنهم يمتلكون كل مقومات النهضة ويمتلكون ما لا نمتلكه نحن في الغرب، كل هذه الدول تتبع دينا واحدا وتتحدث لغة واحدة، بينما في أوروبا عشرات الأديان والمذاهب وعشرات اللغات، ويقول إن من يذهب من الكويت إلى نواكشوط لا يحتاج إلى مترجم لأنهم يتحدثون لغة واحدة، كما أن هذه المنطقة تشرف على أوروبا من ناحية الشمال وعلى أفريقيا من ناحية الجنوب وعلى شبه الجزيرة الهندية وعلى دول آسيا، وهي غنية بالمواد الخام التي يحتاجها الغرب، وتستطيع أن تخنق العالم كله من مضيق هرمز شرقاً، وحتى جبل طارق غرباً، ومن قناة السويس شمالاً حتى باب المندب جنوباً، ولا تحتاج هذه المنطقة إلا لقيادة صالحة فقط لتنهض هي ونحن نواصل السقوط. وخلص المؤتمر إلى قرار واحد ذي ثلاثة أهداف، وهو زرع جسم غريب في هذه المنطقة يحقق لهم ثلاثة أهداف مهمة، الأول هو أن يفصل المشرق العربي عن المشرق الغربي، والثاني أن يكون ولاؤه للغرب، والهدف الثالث وهو الأهم أن يجعل المنطقة في حالة لا توازن، لأن التوازن يؤدي إلى الاستقرار، والاستقرار يولد النهضة، ونحن نريد أن نخلق أجواء تمنع حدوث هذه النهضة، لأنها ستكون على حساب الغرب، وإذا باليهود عندما علموا بمقررات هذا المؤتمر أرسلوا وفدا بقيادة (حاييم وايزمان) إلى بريطانيا والدول الأخرى، وقالوا لهم: ما رأيكم إذا كنا نحن هذا الجسم الغريب ونعاهدكم على أن يكون ولاؤنا لكم ولكن بشرط ألا تتركونا لوحدنا وكل ما نطلبه منكم يكون مستجاباً، ودورنا سنقوم به على أكمل وجه وهو تعطيل هذه الأمة. وما نراه يحدث اليوم هو عقد بين إسرائيل والدول الغربية، لذلك لا تسمح هذه الدول بهزيمة الدولة الإسرائيلية لكي لا يفشل مشروعها الذي ولد عام 1907م.

 تغيرت المعادلة

العالم كله يشهد بأن المعادلة تغيرت تجاه الاحتلال الإسرائيلي، في الغرب هناك حركة مناهضة للصهيونية، استيفن هوكنغ وهو أكبر عالم فيزياء والبعض يعده أكبر من العالم (اينشتاين) في أحد المؤتمرات حضره شمعون بيريز خرج هذا العالم ورفض أن يحضر مؤتمرا يحضره شمعون بيريز، وأعلن المقاطعة العلمية لإسرائيل بسبب موقفها من فلسطين. رونالدو اللاعب البرتغالي الشهير الذي فاز بالحذاء الذهبي، أعلن بيع هذا الحذاء وتبرع بريعه لبناء مدارس بقطاع غزة وذلك بسبب هذا الموقف الصهيوني من فلسطين، عدة كنائس في أوروبا وأمريكا أعلنت سحب كل استثماراتها من الشركات الأمريكية وبأي شركة لها علاقة بإسرائيل، وهذا يدل على أن كل العالم معادلاته تتغير تجاه القضية الفلسطينية، ولابد أن نفهم أن تحرير فلسطين هو فوق قدرة المقاومة الفلسطينية.

كسرة أخيرة

لا يجوز أن نعتبر معركة المقاومة الفلسطينية مع إسرائيل هي المعركة الكبرى، بل لابد أن نشعر كلنا العرب بأنها هي معركتنا، ويجب أن يتحرك لهذه المعركة كل الشعوب الإسلامية، والتغيرات الجذرية التي حدثت في العالم هي فرصة لكي ينهض العرب والمسلمون لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ذلك الجسم الغريب جغرافياً وتاريخياً المزروع في صدر الأمة الإسلامية.

 

اقرأ المزيد

alsharq «يومنا الوطني».. احتفال قومي لكل العرب

هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي، ويخفق عالياً فوق جميع السواري، على إيقاعات «العرضة»، وأهازيجها الوطنية،... اقرأ المزيد

261

| 18 ديسمبر 2025

alsharq وللوطن جمال

نعم للوطن جمال بما تحمله كلمة الجمال من معانٍ ومساحات وأفراح وأشواق، إنها فطرة فطر الله تعالى الإنسان... اقرأ المزيد

180

| 18 ديسمبر 2025

alsharq الفساد منظومة متكاملة وهكذا مكافحته

اختتمت قبل أيام في الدوحة، النسخة التاسعة من جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في... اقرأ المزيد

129

| 18 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية