رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبد العزيز محمود المصطفى

كاتب وأكاديمي

azizabdu346@gmail.com
 

مساحة إعلانية

مقالات

348

عبد العزيز محمود المصطفى

دروس التّاريخ أم العيش فيه ؟؟!!

04 أكتوبر 2024 , 02:00ص

كثيرةٌ هي قصص التّاريخ التي وقفنا عندها وتبحّرنا في مضامينها، وطبيعيٌ في خضم تلك الأهمية الكبيرة لتلك الأيام والأحداث أن نقف عند كلٍّ منها، نأخذ العظة ونتعلم الدروس، فعلى سبيل المثال لا الحصر يذكر المؤرخ «غوستاف لوبون» في كتابه «حضارة العرب»: أنّ التّاريخ لم يجد فاتحًا أرحم من العرب، ويدللُ على ذلك فيقول:» حين فتح المسلمون حصونَ خيبر غنموا بعضًا من صُحف التّوراة، فجاء اليهودُ إلى النّبي «محمد صلى الله عليه وسلم» وطلبوها منه، فأمر الصحابةَ بإعادتها لهم»

ومن حِكم التّاريخ أيضًا مقولة» التّاريخ يعيدُ نفسه» وهنا لا بدّ لنا من سؤالٍ: «هل التّاريخ حقًا يعيد نفسه؟».

الجواب ببساطة شديدة: إلى حدٍ ما؛ يعيد نفسه، باختلاف الزمان والمكان، وكذلك الأشخاص الذين صنعوا ويصنعون التّاريخ أو كانوا جزءًا منه، لكنّ الأهم ممّا سبق: هل يكفي أن نتعلم من دروس التّاريخ أم علينا العيش فيه كذلك؟

نعم علينا أن نتعلم من دروس الماضي ونأخذ العبر فمن وعى أخبار الأمم السّابقة أضاف أعمارًا الى عمره الحقيقي، أمّا العيش في التّاريخ فهذه مسالة أخرى ومعضلة أكثر دقة وتعقيدًا؛ فلطالما دفعت وتدفع شعوبُ العالم ثمنًا لعيشها في التّاريخ.

الأجدى أن نتعلم من التّاريخ لا أن نعيش فيه؛ فالعيش في التّاريخ يعني بقاء العداوات والحروب والأحقاد التي مرّ عليها عقودٌ وربما قرون، وهذا يدمرُ المجتمعات مهما امتلكت من ثروات وامكانيات.

عدم العيش في التّاريخ يتطلب منا مواقف غير تقليدية، ويحتمُ علينا أن نجدد نظرتنا - دون أن نتخلى عن حضارتنا وقيمنا - في إرثٍ صنعه رجالٌ هم أبناء ظرفهم وزمانهم.

أما اليوم ونحن في القرن الحادي والعشرين فلا يجوز بأيّ حال أن نعيشَ في سجال حُقبٍ تاريخية، كُثرت فيها الفتن وربما كانت جاهلية بعد الجاهلية الأولى.

آن اليوم لشعوب منطقتنا وقادتها أن تقف وقفة تأمل فيما مضى، وتتطلع لمستقبلٍ مشرقٍ لشعوبها وحضارتها، وإلا فإننا سنذهب نحو المجهول.

أمرٌ آخر يحسنُ الوقوف عنده: هل نحن على أعتاب نهايةِ التّاريخ؟ كما بشّر «فرانسيس فوكوياما» في كتابه «نهارية التّاريخ والإنسان الأخير»

أقطع جازمًا أننا على أعتاب تغيّراتٍ كُبرى ستَحدثُ، وكلّ الظروف المحيطة بمنطقتنا تُؤشر وتُدلل على ذلك، وهذا يفرض على شعوبنا مزيدًا من الوحدة والتضامن والتكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وإلاّ فإنّنا لن نحجز مقعدًا يليق بمستقبل بلداننا وما تتمتعُ به من قوة بشريّة لا مثيل لها.

وهنا وفي هذه اللحظة المفصلية جميلٌ أن يقف أصحابُ القرار وقفة مع الذات ويدركوا بما لا يدع مجالًا للشك أنّ شعوبَ المنطقة في قاربٍ واحد وأيّ خرقٍ لأيّ بقعة جغرافية لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، فرياحُ التقلبات العالمية لن تُبقي إلاّ على الأشجار القوية المتماسكة.

 

اقرأ المزيد

alsharq الســـودان القضيــة التي ماتت

عام 2025 يوشك على الانتهاء بعد شهرين من الآن وأزمة السودان التي تفجرت منذ 15 أبريل 2023 تتفاقم... اقرأ المزيد

174

| 02 نوفمبر 2025

alsharq الذكاء الاصطناعي.. من يقرر ملامح الحقيقة القادمة؟

لم يعد سؤال الهيمنة في عصر الذكاء الاصطناعي مجرّد منافسة تقنية على أدوات السيطرة، بل تحوّلًا بنيويًا في... اقرأ المزيد

132

| 02 نوفمبر 2025

alsharq زمن الشهرة الزائفة

لم يعد التغيير الذي أصاب النفوس البشرية خفيًّا أو محدودًا، بل أصبح واضحًا لكل من يتأمل طبيعة العلاقات... اقرأ المزيد

198

| 02 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية