رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فالح حسين الهاجري

فالح حسين الهاجري

مساحة إعلانية

مقالات

2041

فالح حسين الهاجري

قطر والسعودية.. علاقات راسخة في جذور التاريخ

05 ديسمبر 2016 , 01:13ص

• الزيارة تواكب التحديات التي تواجه الأمة وتدعم التنسيق والتشاور والعمل المشترك

تستقبل دولة قطر اليوم ضيفها الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، في أولى زياراته الرسمية إلى قطر، ومَقدمه وزيارته الميمونة محل ترحيب وتقدير من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والحكومة القطرية، والشعب القطري، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عمق العلاقات الأخوية الضاربة في التاريخ بين قطر وشقيقتها المملكة العربية السعودية، كما تعكس الزيارة حرص القيادة في البلدين الشقيقين على تعزيز مسيرة العلاقات بينهما ضمن مسيرة العلاقات الخليجية – الخليجية.

وعند الحديث عما يربط قطر والسعودية من علاقات أخوية نجد أنها قديمة ومتجذرة، وقد تطورت هذه العلاقات التاريخية مع الأيام وترسخت أواصر الأخوّة الوثيقة، وما يجمع بين البلدين يصعب حصره، فالتاريخ واحد، والمصير مشترك، بالإضافة إلى وحدة الهدف والمصالح، ولا نبالغ إن قلنا إن ما يجمع بين قطر والسعودية يصل بهما إلى درجة التشابه، فهما من أقرب الدول إلى بعضها في كثير من الأمور، وهو ما دفع قيادة البلدين إلى تكثيف التنسيق والتشاور والعمل فيما بينهما عبر مجلس التنسيق المشترك لما فيه الخير للبلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك أمن واستقرار المنطقة.

لقد شكّل مجلس التنسيق القطري السعودي المشترك قاعدة لفتح آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ونمثّل على ذلك من خلال:

أولاً: التعاون السياسي والدبلوماسي: فانطلاقاً من وحدة المصير والأهداف والغايات، التي نص عليها محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي القطري، كان هناك تعاون وتنسيق سياسي في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك تعزيز التعاون الدبلوماسي والقنصلي في العلاقات التي تربط بين البلدين مع الدول الأخرى، والإصرار على المضي قدماً بالتنسيق والتعاون في جميع المجالات التي تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما، وتأكيد التنسيق والتشاور تجاه آخر التطورات والمستجدات في كل المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ثانياً: التعاون في المجال العسكري: فقد حرص البلدان على تعزيز التعاون العسكري فيما بينهما، وتأكيد استمرار ذلك بتبادل المعلومات والزيارات والدورات، وذلك للاستفادة من الخبرات في المجالات المتخصصة بين البلدين.

ثالثاً: التعاون في المجال الأمني: ويهدف لاستمرار التنسيق المستمر والمباشر بين وزارتي الداخلية في البلدين عبر التشاور حول سبل مراجعة اتفاقية التعاون الأمني وتحديثها وتسليم المجرمين بينهما، وهي نافذة بين الطرفين منذ عام 1982م، كما اتفق على التنسيق المباشر في الأمن السياسي الذي يهم البلدين الشقيقين.

ولا يختلف المتابعون للأحداث المهمّة في المنطقة حول أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية إلى دولة قطر، التي تعطي منظومة مجلس التعاون الخليجي عمقاً إستراتيجياً، خاصة مع استمرار الأزمات واشتعالها في المحيط الخليجي والعربي، لا سيما في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مع تزايد دور الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، التي تُحتّم على دول الخليج مواجهتها مجتمعة لاستحالة مواجهتها بشكل منفرد.

ولما تتمتع به المملكة العربية السعودية من عمق إستراتيجي في المنطقة والعالم، وتأثير كبير وواضح في جميع الملفات المحلية والخليجية والعربية والإقليمية والدولية، تأتي أهمية هذه الزيارة الكريمة، التي تهدف للتنسيق والتشاور مع القيادة في دولة قطر، لا سيما أنها تأتي ضمن جولة خليجية، وتسبق القمة الخليجية التي ستعقد في اليومين السادس والسابع من الشهر الحالي في مملكة البحرين الشقيقة، وقد أكّد ذلك سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية في تصريحات سابقة، فقد قال إن استقرار وأمن السعودية أمر مهم جداً بالنسبة إلى أمن واستقرار دولة قطر، وإن العاصمة السعودية الرياض تبقى الأكثر فعالية سياسياً بحكم ثقلها ووزنها الإستراتيجي، وتبقى دولة قطر داعماً للأشقاء في السعودية.

كانت دولة قطر وما زالت، وستظل بعون الله، داعمة للجهود السعودية في جميع الملفات الإقليمية، وسيستمر التعاون والتنسيق بينهما في كل القضايا المهمة، وليس أدل على ذلك من التنسيق التام بين القوات القطرية والسعودية، وكذلك القوات من دول الخليج الأخرى، ضمن قوات التحالف الداعمة للشرعية في اليمن، واختلاط الدم القطري والسعودي هناك يعكس القناعات المشتركة بين البلدين بضرورة وحدة الصف، وهو ما أكّده اللواء الركن أحمد عسيري في لقائه مع جريدة الشرق الذي نشر يوم الثلاثاء الماضي، فالتعاون قائم في كل المجالات لتوحيد جميع الجهود بين البلدين، والتوفيق بين وجهات النظر حول أهم الملفات، مما سيكون له أبلغ الأثر في تعزيز العلاقات وتقويتها.

لا شك أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين مهمة بكل المقاييس، فهي الزيارة الأولى الرسمية لدولة قطر، وتأتي لتبعث برسائل مهمة وواضحة للعالم بأن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قادرة على حماية شعوبها وحدودها الإقليمية والحفاظ على أمنها من أي تهديد خارجي، وذلك عبر التنسيق والمتابعة بين هذه الدول وتوحيد جميع إمكانياتها السياسية والعسكرية.

أهلاً وسهلاً يا خادم الحرمين الشريفين في ضيافة أخيك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وزيارتكم التي تعكس روابط المحبة والإخاء بين القيادتين والشعبين الشقيقين محل كل تقدير، وما الاستعدادات لاستقبالك إلا دليل محبة ووفاء، وهي أكبر دليل على عمق الروابط المتجذرة في التاريخ بين البلدين.

اقرأ المزيد

alsharq ترامب يستجيب لأمير قطر والقادة العرب ويعارض ضم الضفة

طالبت في مقال الأسبوع الماضي» تحديات وعقبات أمام نجاح اتفاقية وقف حرب إسرائيل على غزة»- الحاجة لتقديم ضمانات... اقرأ المزيد

153

| 26 أكتوبر 2025

alsharq ماذا استفادت القضية الفلسطينية بعد حرب غزة؟

شهدت القضية الفلسطينية واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخها الحديث، حين اندلعت مواجهة غير مسبوقة بين فصائل... اقرأ المزيد

78

| 26 أكتوبر 2025

alsharq سلامٌ على غزة وأهلها

تباشر قناة الجزيرة منذ أيام مضت أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد توقيع الاتفاق في شرم... اقرأ المزيد

87

| 26 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية