رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبد المجيد

كاتب وروائي مصري

مساحة إعلانية

مقالات

1125

إبراهيم عبد المجيد

علامات ليست صغيرة

06 فبراير 2025 , 02:00ص

لا يزال ترامب يردد أن ما طلبه من مصر والأردن من تهجير للفلسطينيين من غزة سوف يتم. وأنه تحدث في ذلك تليفونيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. ما تم نشره بشكل رسمي من الحكومتين عن المكالمة، كلام عام خالٍ من الحديث عن التهجير. الحديث عن سد النهضة وإمكانية المساعدة في الأمر تصدر ما أُعلن. لقد قلت رأيي في مقال الأسبوع الماضي في مسألة التهجير، وأن مصر لن تفعل ذلك. أما أن هناك مشكلة في سد النهضة فهناك مشكلة وإن لم تظهر حتى الآن. لكن بالتأكيد ستظهر حين ينتهي بناء السد وتقل المياه القادمة، ويكون على مصر استخدام احتياطي الماء في بحيرة السد العالي الذي قد يكفي عاما أو عامين، لكن حل المشكلة لن يكون على حساب الفلسطينيين، وهناك حلول كثيرة يوم تريد مصر.. ومن ثم أبتعد عن هذا كله وأتذكر ثلاث نقاط أو علامات. الأولى هي تاريخ الولايات المتحدة بعد اكتشاف أمريكا، وما فعله الأوروبيون في الهنود الحمر من إبادة. تستطيع أن تقرأ في ذلك كتابا مثل "فتح أميركا.. مسألة الآخر" لتزفيتان تودوروف الذي ترجمه بشير السباعي من قبل. هذا مثال واحد من كتب كثيرة. لقد استطاعت السينما الأمريكية أن تخدع العالم بمئات الأفلام تم تصوير الهندي الأحمر فيها وحشا قاتلا، حتى جاء يوم وظهرت أفلام تؤكد العكس، لكنها ليست بكثافة الأفلام القديمة. هكذا صار الغازي في الأفلام الأمريكية هو صاحب الفضيلة. أضف إلى ذلك تاريخ أمريكا مع الزنوج الذين كان يتم جلبهم من أفريقيا واعتبارهم عبيدا، وما فعلوه من آثام فيهم. سواء في اصطيادهم كحيوانات وشحنهم في السفن أو استعبادهم هناك. تستطيع أن تقرأ في ذلك كتاب "مذكرات عبد أميركي" لفريدريك دوجلاس الذي ترجمته أنا منذ ثلاثين عاما مثلا. تغيّر تقديم الزنوج في السينما، وظهرت أفلام ومسلسلات تؤكد على التاريخ الدموي للبيض الأمريكان مع السود عنها يطول الحديث، لكن ما يقوله ترامب ويردده كثيرا يعكس هذه الثقافة القديمة. ثقافة الغازي كصاحب حق بينما الإدانة هي نصيب صاحب الأرض. يحدث ذلك بعد مئات السنين انكشفت فيها كل الحقائق. ما يريده ترامب هو استمرار لما فعله الأوروبيون في الولايات المتحدة بعد اكتشاف أمريكا. يريد تدوير التاريخ متجاهلا أن اليهود مثلهم ليسوا أصحاب الأرض، وأن طردهم من أوروبا بدأ بعد أن سقطت الأندلس في يد فرديناند وإيزابيلا، ثم قتلهم في فرنسا وروسيا في القرن التاسع عشر، ثم حرقهم في ألمانيا في القرن العشرين، وكانت فلسطين من الدول العربية التي فتحت لهم أبوابها، وحديث طويل عن كيف تم تحقيق وعد بلفور بدولة إسرائيل.

الشيء الثاني الذي أريد أن أذكره هو أنه لأول مرة في زمننا، يتم تشكيل تحالف من تسع دول تطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الفلسطينيين، وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية. هذه الدول هي السنغال وناميبيا وهندوراس وكوبا وبوليفيا وكولومبيا وماليزيا وجنوب أفريقيا وجزر بليز. ليس من بينها حقا دولة أوروبية بعد أن تصورت دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أنها ارتاحت بتصديرها فكرة معاداة السامية لنا تحاسبنا عليها، وهي التي قامت بقتل وحرق اليهود. هذا التطور الإيجابي يجعلني أشير إلى النقطة الثالثة، وهي ما جرى في رحلة نتنياهو الأخيرة لواشنطن، وكيف تجنبت طائرته المجالات الجوية لدول أعلنت تنفيذ أمر باعتقاله بعد إدانته من المحكمة الجنائية الدولية. أشياء تبدو صغيرة حقا، لكنها البداية الحقيقية لعالم جديد مهما طال الزمن.

اقرأ المزيد

alsharq قرار يستحق الدراسة مسبقاً

حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد

192

| 30 ديسمبر 2025

alsharq أصالة الجمال الحق !

ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد

144

| 30 ديسمبر 2025

alsharq الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة

في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد

69

| 30 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية