رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمزي السعيد

رمزي السعيد

مساحة إعلانية

مقالات

1596

رمزي السعيد

الفرقة ضعف ووهن

06 أغسطس 2015 , 01:39ص

الإسلام دين دعا إلى الاتحاد والتماسك والترابط ونهى عن التفرق والتشرذم، فأمة الإسلام تمر بحالة من الضعف والوهن لما أصابها من حالة الفرقة والاختلاف، فكلما حدثت جفوة أو حصل هجر عدنا إلى الدين وتذكرنا أننا نصلي الصلوات الخمس وأننا نتجه إلى قبلة واحدة، ونتبع رسولا واحدا ونعبد ربا واحدا ومعنا كتاب واحد وسنة واحدة فلله الحمد، وأن منهج الإسلام في تربية النفوس قائم على التحابب والتقارب والتآلف، ومن هنا فلا تباغض ولا تحاسد ولا تدابر في حياة المسلم الصادق، وكيف يكون في حياته شيء من هذه الخلائق الوضيعة وصوت النبوة يسكب في سمعه أروع منهج للأخلاق عرفته البشرية منذ أن كان إنسان على ظهر الأرض بقوله: (لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله )رواه مسلم.

فإن من أهم مقاصد الدعوة إلى الله عز وجل الحرص على ائتلاف القلوب واجتماع الكلمة ووحدة الصف، والبعد عن التفرق والاختلاف والتحذير من ذلك ومنع أسباب التنازع والشتات فالاعتصام بحبل الله جميعا وألا نتفرق من أعظم أصول الإسلام، ومما دعانا إليه الهدي النبوي وعلمنا أياه الدين الحنيف أن تجتمع الأمة على عقيدة، وعلى مبدأ أتى به محمد صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام الذي يجب أن نلتف حوله ونتمسك به يقول الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران:103،فإن الفرقة والاختلاف عذاب وعقوبة من الله عز وجل للأمة حينما تعصيه، أما الاجتماع والائتلاف فهو رحمة بالأمة ونعمة من الله على عباده المؤمنين، فالنجاة تكون بالتمسك والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإذا ما عملت الأمة بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم عاشت بخير واستطاعت أن تبلغ دين ربها وتعلي كلمته واستطاعت أن تقود البشرية إلى كل خير في الدنيا والآخرة، فالناظر في تاريخ الأمة الإسلامية يجد هذا الأمر جليا واضحا، فإذا ما تمسكت الأمة بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم واجتمعت على الحق وائتلفت قلوبها قويت هذه الجماعة وسادت وقادت وهذا رحمة من الله بها وما إن تدب الفرقة في صفوف الأمة وتتخلى عن بعض ما أمرت به وتتهاون في تطبيق سنة نبيها صلى الله عليه وسلم تضعف وتهون وتصبح لقمة سائغة في أيدي الأعداء وما ذاك إلا لأن الجماعة رحمة من الله بالأمة أما الفرقة فهي عذاب وعقوبة من الله عز وجل يعاقب بها الأمة حينما تعصيه.

فالاتحاد يقوي الضعفاء ويزيد الأقوياء قوة على قوتهم، فهو وسيلة العزة لهذه الأمة التي يجب أن تعود لعزتها وتستعيد هيبتها بين الأمم، فاللبنة وحدها ضعيفة مهما تكن متانتها وآلاف اللبنات المتفرقة والمتناثرة ضعيفة بتناثرها وإن بلغت الملايين، ولكنها في الجدار قوة لا يسهل تحطيمها لأنها باتحادها مع اللبنات الأخرى في تماسك منظم قوي ومتين، أصبحت قوة لا يستهان بها، وهذا ما أشار إليه الهدي النبوي بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه)متفق عليه، لذلك يجب أن يكون هدف أئمة الإسلام والقائمين على شؤون هذه الأمة الدعوة إلى الاتحاد والألفة واجتماع القلوب والتئام الصفوف، والبعد عن الاختلاف والفرقة وكل ما يمزق الجماعة أو يفرق الكلمة من العداوة الظاهرة أو البغضاء الباطنة وكل ما يؤدي إلى فساد ذات البين، مما يكون سببا في ضعف الأمة ووهن دينها ودنياها.

فلا يوجد دين على وجه الأرض دعا إلى الأخوة التي تتجسد فيها الاتحاد والتضامن والتساند والتآلف والتعاون والتكاتف، وحذر من التفرق والاختلاف والتعادي، مثل الإسلام في هديه وشرائعه وقرآنه وسننه، فالاتحاد عصمة من الهلكة، فالفرد وحده يمكن أن يضيع، ويمكن أن يسقط وتفترسه شياطين الإنس والجن، ولكنه في الجماعة محمي بها كالشاة في وسط القطيع، لا يجترئ الذئب أن يهجم عليها فهي محمية بالقطيع كله، إنما يلتهمها الذئب حين تشرد عن جماعتها وتنفرد بنفسها فيأكلها فريسة سهلة، فعلى المسلمين أن يستيقظوا لما يتعرض له ديننا الحنيف من هجمات شرسة من هنا وهناك بالإساءة إلى الدين ومحاولة تمزيق صفوف المسلمين، فإن دور الفرد المسلم في مجابهة هذا الواقع المؤلم، يكون دورا فعالا ومؤثرا عندما يصل المسلم إلى الفهم الواضح لأهمية دوره الذي ينبغي أن يكون ايجابي في أحداث التغيير في المجتمع، وهو ما يوجبه الإسلام على المسلم من مسؤولية تجاه مجتمعه، من إخلاص في العمل ومحبة ومودة لإخوانه يحرص على نفع بلده ووطنه فيقوى به المجتمع ويحس بآلام مجتمعه.

مساحة إعلانية