رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سيكون يوم الخامس من نوفمبر للعام 2024م يوما وطنياً يحفظه التاريخ القطري ويذكره العالم من حولنا بأن الشعب القطري شهد ملحمة تاريخية في تلاحم فريد بين الشعب القطري وقائد مسيرته، ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس هب جميع افراد الشعب للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية على دستور بلادهم الذي صدر في عام 2004م ليتفاعلوا مع نداء قائدهم بالتوجه الى أماكن إيصال صوتهم، للمشاركة في الواجب الوطني الدستوري والأخلاقي لصنع مستقبل واعد عملت عليه الدولة بكل اخلاص وأمانة لتأمين العيش الكريم لشعب هذه الدولة الفتية المتطورة، وما شاهدناه من كبار السن سيراً على الاقدام او مقعدين على كراسي من الرجال والنساء في الصباح الباكر دلالة على أن هذا الشعب لبى دعوة قيادته ليعبر عن رضائه وولائه لقائد مسيرته.
* قامت وزارة الداخلية الموكلة بتنظيم الاستفتاء على التعديلات الدستورية بتسخير كل الإمكانيات المتاحة لاستقبال جميع افراد المجتمع بكل فئاته وبجميع الوسائل الحديثة والطرق التي تناسب كل افراد المجتمع، وخصصت عشرة مقرات للتصويت عن طريق الاقتراع الورقي في ثمانية عشر مقراً، وعشرة مقرات للإدلاء بالصوت عن طريق الوسائل الالكترونية الحديثة ليكون التصويت متاحا للجميع بما يناسب إمكانياتهم، فشكرا لوزارة الداخلية والقائمين على الاستفتاء على مجهوداتهم المقدرة لاخراج هذا اليوم الوطني في ثوب بهيج تذكره الأجيال على مدى سنوات قادمة.
ومن السبل الكفيلة للمواطن للتعبير عن المواطنة والمشاركة في بناء وطنه وتعزيز مسيرة التنمية والنهضة الشاملة التي يعيشها المجتمع بالفعل لما تقدمه بلاده من مشاريع عملاقة تكفل العيش الكريم للمواطن، وجسد هذا التلاحم المشاركة الفعالة والكبيرة للمواطنين التي تؤكد ترابط المجتمع والقيادة بطريقة فريدة ومميزة، وشكل هذا التلاحم نقطة مضيئة ودرسا يورث للأجيال القادمة وتعزيز لمبدأ الوحدة الوطنية. * الاستفتاء على التعديلات الدستورية يدل على قوة دستور بلادنا الذي نصت المادة الأولى منه على أن قطر دولة عربية مستقلة ذات سيادة. دينها الاسلام، والشريعة الاسلامية مــصــدر رئــيــســي لـتـشـريـعـاتـهـا، ونظامها ديمقراطي يقوم على الشورى والعدل وسـيـادة الـقـانـون، وهذا ما دعا قيادتنا الرشيدة بمنح هذا الحق للمواطنين ليشاورهم في أمرهم عملا بتعاليم شريعتنا السمحاء، والتعديلات شملت عدد (14) مادة تم تعديلها وإضافة مادتين وإلغاء أخريين، وهذه المشاركة الفعالة من قبل المواطنين هي توعوية للشعب بما يتضمنه دستور بلادهم، وجاءت التعديلات أيضا وفقا لما نصه عليه الدستور نفسه اذ أتاح الا يتم أي تعديلات على مواده الا بعد مرور عشر سنوات من صدوره، والآن مر عليه اكثر من عشرين عاما، ومر بتجارب عديدة في ممارسة كل القوانين التي صدرت لتنفيذ هذا الدستور.
شكرا لقيادتنا الحكيمة
توافد المواطنون على مقار الاستفتاء على التعديلات الدستورية هو تعبير عن شكر المواطنين لقيادتهم الرشيدة التي قامت بكل حقوقها وواجبها تجاه المواطنين، ومشاركة جميع افراد الشعب دلالة على هذا الرضا من قيادتهم التي وقفت مع الشعب في جميع التحديات التي مرت بالشعب القطري خلال السنوات الماضية، منها التحدي الذي تمثل في انتشار وباء كورونا الذي واجهته الدولة بكل قوة فاقت كل الإمكانيات التي قدمت الدول المتقدمة من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار هذا الوباء، وتحدي تنظيم مونديال كأس العام قطر 2022 الذي قامت العديد من الدول والجهات لعرقلة تنظيمه وواجهت القيادة الرشيدة هذا التحدي بكل عزة وشموخ وفكر واع ونجحنا في تنظيم أعظم مونديال استثنائي تتحدث عنه المحافل الدولية والرياضية لسنوات طويلة.
كسرة أخيرة
الاستفتاء هو عنوان كبير جسد إقبال المشاركين وممارسة حقوقهم الدستورية روح الانتماء والمسؤولية تجاه الوطن وفتح أبوابا كثيرة لمفهوم العدالة الاجتماعية في الحقوق والواجبات، وجاء من منطلق الوحدة والتعاضد لا نقاش فيها، وكان لمشاركة القادة وكبار المسؤولين بالدولة في الاستفتاء مع افراد شعبهم الحافز الأكبر لتواكب المواطنين نحو القيام بواجبهم الوطني ليساهموا في رسم ملامح مستقبل بلادهم وترسيخ مبادئ المشاركة الشعبية التي انتهجتها الدولة منذ عشرات السنوات.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2007
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1614
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1131
| 24 ديسمبر 2025