رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا

- رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية

مساحة إعلانية

مقالات

162

لويس إيناسيو لولا دا سيلفا

مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثون للأطراف بشأن تغيرات المناخ.. لحظة الحقيقة

06 نوفمبر 2025 , 03:43ص

تبدأ اليوم في منطقة الأمازون البرازيلية «قمة بيليم» التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للأطراف بشأن تغير المناخ (كوب 30). لقد دعوت قادة العالم إلى هذا الاجتماع قبل أيام من افتتاح مؤتمر الأطراف، لكي يتعهد الجميع بالتزام جماعي بالتحرك وفق ما تقتضيه سرعة أزمة المناخ.

إذا لم نتحرك بفعالية، ونتجاوز حدود الخطابات الرنانة، ستفقد مجتمعاتنا ثقتها في مؤتمرات الأطراف، وفي التعددية، وفي السياسة الدولية بأسرها. لهذا دعوت قادة العالم إلى الأمازون، وأنا أعول على التزامهم جميعًا بأن يكون مؤتمر الأطراف هذا لحظة الحقيقة، اللحظة التي نبرهن فيها على جدية التزامنا تجاه كوكبنا المشترك.

لقد اثبتت الإجراءات الجماعية القائمة على العلم قدرتنا على مواجهة التحديات الكبرى والتغلب عليها. لقد استطعنا حماية طبقة الأوزون. كما أثبتت الاستجابة العالمية لوباء كوفيد-19 أن العالم يمتلك الوسائل اللازمة للعمل حين تتوفر الشجاعة والإرادة السياسية.

* استضافت البرازيل «قمة الأرض» عام 1992، حيث أقر المجتمع الدولي اتفاقيات المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، إضافة إلى المبادئ التي أرست نموذجًا جديدًا لحماية الكوكب والإنسانية. وعلى مدار 33 عامًا، أثمرت هذه المؤتمرات اتفاقات وأهدافًا مهمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل الوصول إلى صفر في إزالة الغابات بحلول عام 2030، ومضاعفة استخدام الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وغيرها. واليوم وبعد أكثر من ثلاثة عقود، يعود العالم إلى البرازيل لمناقشة سبل مواجهة تغير المناخ. وليس من قبيل الصدفة أن يعقد مؤتمر (كوب 30) في قلب غابة الأمازون. إنها إمكانية طيبة للسياسيين والدبلوماسيين والعلماء والناشطين والصحفيين للتعرف عن قرب على واقع هذه المنطقة الحيوية.

نريد أن يرى العالم الحقيقة: حالة الغابات، وأكبر حوض مائي على سطح الأرض، وملايين السكان الذين يعشون في هذه المنطقة. لا يمكن أن تكون مؤتمرات (كوب) مجرد منصات لعرض الأفكار الجيدة، أو رحلات سنوية للمفاوضين، بل يجب أن تكون إمكانية حقيقية للتواصل مع الواقع واتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة تغير المناخ.

*لمكافحة أزمة المناخ معًا، نحتاج إلى موارد. وعلينا أن ندرك أن مبدأ المسؤوليات المشتركة، ولكن المتفاوتة، يبقى أساسًا لا يمكن التنازل عنه في أي اتفاق مناخي.

ولهذا، يطالب الجنوب العالمي بمزيد من الوصول إلى التمويل. لا من باب التبرعات الخيرية، بل من باب العدالة. فالدول الغنية كانت المستفيد الأكبر من الاقتصاد القائم على الكربون. وعليها اليوم أن تتحمل مسؤولياتها كاملة، ليس فقط بالتعهد، بل يجب عليها أن تفي بديونها البيئية.

تقوم البرازيل بدورها. ففي غضون عامين فقط، خفضنا معدل إزالة الغابات في الأمازون إلى النصف، مما يثبت أن اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل المناخ أمر ممكن.

* سنطلق في «بيليم» مبادرة جديدة لحماية الغابات تحت اسم «صندوق الغابات الاستوائية إلى الأبد - TFFF «وهو صندوق استثماري مبتكر، لا يقوم على التبرعات بل على العوائد. سيكافئ الصندوق الدول والمجتمعات التي تحافظ على غاباتها، كما سيكافئ المستثمرين فيه. إنه منطق الربح المشترك والقيادة بالقدوة في مواجهة تغير المناخ. فقد أعلنت البرازيل عن استثمار مليار دولار أمريكي في هذا الصندوق، ونتطلع إلى مساهمات مماثلة من دول أخرى.

كما قدمنا مثالاً يحتذى به حين أصبحت البرازيل ثاني دولة تقدم مساهمتها الجديدة المحددة وطنياً (NDC)، متعهدة بخفض انبعاثاتها بنسبة تتراوح بين 59 % و67 %، شاملة جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري وجميع قطاعات الاقتصاد. 

وهكذا، ندعو جميع الدول إلى تقديم مساهمات محددة وطنياً طموحة بنفس القدر وتنفيذها بفعالية.

يعد التحول في قطاع  الطاقة شرط أساسي لوفاء البرازيل بالمساهمة المحددة وطنياً. تعد شبكتنا للطاقة من أنظف الشبكات في العالم، حيث تأتي 88٪ من طاقة الكهرباء من مصادر متجددة. نحن رواد في إنتاج الوقود الحيوي ونحرز تقدما في الطاقة الريحية والشمسية والهيدروجين الأخضر.

* وسيتعين توجيه عائدات النفط لتمويل انتقال عادل ومنظم ومنصف للطاقة النظيفة. فشركات النفط العالمية - مثل شركة بتروبراس البرازيلية - ستتحول بمرور الوقت إلى شركات طاقة شاملة، لأن استمرار نموذج النمو القائم على الوقود الأحفوري إلى ما لا نهاية أمر مستحيل.

يجب أن يكون الإنسان في صميم القرارات السياسية المتعلقة بالمناخ والطاقة. فالشرائح الأكثر هشاشة في مجتمعنا هي الأكثر تضرراً من آثار تغير المناخ، ولهذا ينبغي أن تهدف خطط الانتقال العادل والتكيف إلى مكافحة عدم المساواة.

* لا يمكننا أن نغفل أن ملياري إنسان لا يمتلكون بعد تكنولوجيا وقود الطهي النظيف. وأن 673 مليون شخص ما زالوا يعانون من الجوع حول العالم. استجابةً لذلك، سنطلق في «بيليم» «إعلان حول الجوع والفقر والمناخ»، تأكيدًا على أن الالتزام بمكافحة الاحتباس الحراري يجب أن يرتبط  مباشرة بمكافحة الجوع.

كذلك، علينا أن نمضي قدمًا في إصلاح الحوكمة العالمية. اليوم تعاني التعددية الدولية من شلل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد أنشئ هذا المجلس للحفاظ على السلام، إلا أنه لا يستطيع منع الحروب. لذا، من واجبنا أن نناضل من أجل إصلاح هذه المؤسسة.

* في مؤتمر الأطراف الثلاثين، سندافع عن إنشاء مجلس أممي لتغير المناخ  تابع للجمعية العامة، يملك الشرعية والقوة لضمان وفاء الدول بالتزاماتها. إنه خطوة نحو نظام حوكمة عالمي جديد، أكثر فاعلية وعدلا وقادر على إنهاء حالة الجمود التي يعيشها النظام المتعدد الأطراف اليوم.

في كل مؤتمر للمناخ، نسمع كثيراً من الوعود، لكن القليل من الالتزامات الحقيقية. لقد انتهى زمن النوايا الحسنة، لقد حانت ساعة العمل وخطط التنفيذ. ومن هنا، نبدأ اليوم مؤتمر الأطراف الحقيقي: «كوب الحقيقة».

 

اقرأ المزيد

alsharq صيف سويسري ضائع

«سأعود مُعافَى من الشعارات المخزونة في طيات لساني، أترك التعصب الذي يستولي عليَّ ويحيلني ببغاء تكرر المحفوظات. تطرفت... اقرأ المزيد

210

| 06 نوفمبر 2025

alsharq بين الصحافة التقليدية ووسائل التواصل المتجددة

كانت المقالات في الصحف من أكثر الأشياء المؤثرة في صناعة الرأي العام والتوجيه المجتمعي، وكان كاتب المقال صاحب... اقرأ المزيد

327

| 06 نوفمبر 2025

alsharq مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثون للأطراف بشأن تغيرات المناخ.. لحظة الحقيقة

تبدأ اليوم في منطقة الأمازون البرازيلية «قمة بيليم» التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للأطراف بشأن تغير المناخ... اقرأ المزيد

180

| 06 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية