رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فريدة حامد

● خبير إدارة وريادة أعمال

مساحة إعلانية

مقالات

672

فريدة حامد

الموظف الريادي في مؤسساتنا الحكومية

07 فبراير 2024 , 05:00ص

في عالم يسوده مفهوم العولمة وتتلاشى فيها الحواجز والحدود مما يجعل المنافسة على اشدها بين المؤسسات والشركات وكذلك الدول على نطاق أوسع، وان تقدم الدول تقاس من تقدم مؤسساتها الحكومية وتطورها وذلك من ناحية نوعية الخدمات ومدى مواكبتها لأحدث الممارسات العالمية، التي تسهم في نهاية المطاف في توفير الميزانيات والجهد البشري المبذول وكذلك سرعة الإنجاز لمواكبة متطلبات العصر في ظل التقدم التكنولوجي الهائل والسريع الذي نشهده في الآونة الأخيرة، فالدول التي تفتقر مؤسساتها لمجاراة سرعة تلك التطورات ستجد نفسها متخلفة عن الركب وينعكس ذلك بالسلب على رفاهية شعوبها. ولذا فإن من اهم عناصر ومقومات المنافسة هي وجود الموظف الريادي في مؤسساتنا وكيفية اكتشافه أو حتى صنعه وتحفيزه والحفاظ عليه في نهاية المطاف، لأنه هو رأس المال الحقيقي لأي مؤسسة ناجحة، فالموظف الريادي هو ذلك الموظف القادر على احداث التغيير الإيجابي من خلال ابتكار سلعة جديدة أو طريقة جديدة لتقديم خدمة متطورة أو حتى تطوير خدمة حالية بشكل افضل وأكثر جودة لتوفر على العميل الوقت والجهد، الموظف الريادي هو ذلك الشخص صاحب الفكر التحليلي للمشكلات الذي يجد الحلول المناسبة لها، قادر على اتخاذ القرارات والمجازفة بتنفيذها وتحمل العواقب بكل شجاعة، هو القائد لأي عمل ناجح أو عضو نشيط وفعال ضمن أي فريق، المبادرة من أهم صفاته والإحساس العالي بالمسؤولية تجاه عمله هو ما يميزه.

هناك الكثير من الموظفين الريادين في مؤسساتنا الحكومية يشتعلون نشاطا في بداية مشوارهم المهني ولكن ما تلبث أن تخمد فيهم شغف اللحظة وتنطفئ فيهم جذوة الرغبة في الاستمرار، حيث يصطدمون بالقوانين البيروقراطية والروتين الممل وعدم تكافؤ الفرص بينهم وبين أقرانهم الأقل كفاءة منهم، إن الموظف الريادي هو كنز أينما وجد ويجب اكتشافه والمحافظة عليه من خلال التحفيز والتقدير الحقيقي، فكلمات الشكر ليست وحدها كافية لتحفيزه ولكن عندما تعطيه مهام حقيقة وفرصا واعدة للتطوير والتقدم في السلم الوظيفي سيعطي هو بالمقابل الكثير والكثير من مخيلته الإبداعية.

بالمقابل هنا تساؤل مهم هل بالإمكان صنع الموظف الريادي ؟ نعم ممكن وذلك من خلال عدة ممارسات وفي مقدمتها خلق ذلك المسار الصحيح لأهداف الموظف والتي تتواكب مع مسار أهداف المؤسسة، وأيضا من الأهمية بمكان تعزيز ودعم ثقافة ريادة الأعمال داخل المؤسسات من خلال تبني المقترحات ودراستها بشكل حقيقي للاستفادة منها، تقديم الدعم المعرفي والتدريب المستمر الفعلي للموظف، المتابعة المستمرة للنتائج وتقديم النصح والمشورة، تقييم الأداء والنتائج والمكافأة والتحفيز المتواصل، كل تلك الممارسات ستسهم بحول الله في خلق شخصية ريادية في مؤسساتنا الحكومية والتي هي لبنات بناء الدولة القوية التي ستقف شامخة بين مصاف الدول المتقدمة في نهاية الأمر.

بقلم / فريدة حامد

خبير إدارة وريادة أعمال

Fhamed231@gmail.com

اقرأ المزيد

alsharq حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة مؤتمر لم تُدعَ إليه أصلًا، وتكتشف أنك فجأة “قصة نجاح... اقرأ المزيد

1044

| 04 نوفمبر 2025

alsharq الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025، وسط مشهد سياسي لا يمكن وصفه إلا بأنه خليط من... اقرأ المزيد

198

| 04 نوفمبر 2025

alsharq حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب... اقرأ المزيد

2196

| 04 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية