رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تحت رعاية صاحب السمو تم إصدار قرار أميري رقم (63) بإنشاء جائزة التميز الحكومي والذي وافق دورته الأولى في الحادي عشر من فبراير لعام 2024، حيث تم تكريم الفائزين بالجائزة على مستوى الوزارات والهيئات الحكومية، وهذه الجائزة التي ترصد لأول مرة على مستوى الدولة ما هي إلا توجه نحو عصر جديد للقطاع الحكومي للتميز في عصر التحول الرقمي ليواكب الركب من خلال تبني التكنولوجيا الذكية في جميع الممارسات والخدمات المقدمة من قبلها، والارتقاء بجودة ونوعية تلك الخدمات وتحقيقا لرؤية قطر 2030. ولتبني تلك التطلعات تهدف الجائزة لخلق بيئة تنافسية مبنية على التميز والجودة في الأداء بين موظفي هذا القطاع، فتميز المؤسسات يبدأ من تميز أفرادها والعقول التي تديرها من خلال قادة ذوي رؤية تتماشى مع أهداف وتطلعات مؤسساتهم، لتتضافر الجهود في نهاية المطاف وتدعم رؤية دولة تطمح دائما للمعالي في جميع شؤونها. عزيزي المسؤول عندما تترأس موظفين آخرين فأنت من تختار بين أن تكون قائدا لفريق عمل متكاتف ومتعاون يسمو بقيم وظيفية عالية وبين مسؤول يدير الأعمال اليومية بما تأتي به الريح، فقائد الفريق يجب أن يتفهم احتياجات موظفيه من خلال الفهم الكامل والواعي لما يعرف بــ «معرفة احتياجات الأداء الفعال لفريق العمل»، وللوقوف على تلك الاحتياجات لابد أن يمر القائد في ست مراحل ليعقل تلك الاحتياجات للخروج بمخرجات حقيقية ونتائج عملية تصل إلى التميز وتنعكس بالإيجاب على جودة الأداء المؤسسي، وتكون كالتالي: المرحلة الأولى تكمن في «معرفة حقيقة أداء فريق عملك» أو بما يعرف بالمصطلح الدارج معرفة أداء «مرؤوسيك» ونقاط القوة والضعف لديهم من ناحية الكفاءات والمهارات وحتى الجوانب الشخصية في مراحل جدا متقدمة من وعي القائد بأعضاء فريقه. تليها المرحلة الثانية وهي «أين نحن الآن؟» هل بالإمكان زيادة نقاط القوة لدينا والاستفادة القصوى منها، هل بالإمكان تحسين نقاط الضعف وتجاوزها، ما هي الفرص المتاحة لديَّ كقائد فريق لاستغلالها لتحسين الأداء أو تحديد المخاطر وطرق احتوائها وتجنبها، أو التقليل من تأثيرها، وتليها المرحلة الثالثة وهي «إلى أين نحن متجهون؟». من الجميل أن يشارك القائد رؤية المؤسسة والأهداف الإستراتيجية والتشغيلية مع جميع الموظفين ليضع جميع أفراد الفريق على نفس المسار من خلال اجتماعات دورية لمناقشة تلك الأهداف وما تتطلبه كل مرحلة من جهود وموارد بشرية وغيرها لتحقيق تلك الأهداف. الاجتماعات الدورية غاية في الأهمية لمزيد من الشفافية بين القائد وأعضاء الفريق وتوحيد الرؤى بين كل أعضاء الفريق، وتلك الاجتماعات تحقق متطلبات المرحلة الرابعة وهي «كيف نصل إلى هناك؟». وتتم مناقشة الأدوار المختلفة لجميع الأعضاء والتي في الأصل تكون منبثقة من الوصف الوظيفي للموظف ومناقشة التحديات والدعم المطلوب للوصول للغاية المرجوة، وكذلك تسهم تلك الاجتماعات في التعرف على احتياجات المرحلة التي تليها وهي الخامسة «ما نوعية الدعم المطلوب؟» لتحقيق أي هدف وغاية حيث يحتاج عضو الفريق والقائد بحد ذاته لمجموعة من الموارد المخلتفة لدعم الدور المنوط به كالتدريب والتطوير اللازم من خلال تقديم الاستشارات المنهجية والتي تساعد على تقوية نقاط الضعف لدى عضو معين وبالتالي تقوية الفريق بأكمله. وتأتي في آخر المطاف المرحلة السادسة والنهائية «ما مدى فاعلية أداء الفريق؟» من خلال المخرجات وتحليلها والنتائج التي حققها الفريق خلال تلك الفترة الزمنية سواء من خلال الكم أو النوع لتلك المخرجات، وبالتالي مكافأة المتميزين والتأكد من تحقيق الأهداف المطلوبة والخروج بمعايير جودة معتمدة للأداء لذلك الفريق. عزيزي المسؤول إن القيادة ليست سهلة وتحتاج لممارسات عديدة تتطلب الصبر والتمحيص، فالمراحل السابقة تم اختصارها بقدر كبير من التصرف لأغراض الكتابة ولكن كل مرحلة هي خطوة جبارة نحو تحقيق أهداف حقيقية، نحو تميز مؤسسي، نحو عطاء مثمر، وفي نهاية المطاف نحو تحقيق رؤية قطر 2030 فقطر دائما وأبدا تستحق الأفضل من أبنائها. خبير إدارة وريادة أعمال Fhamed231@gmail.com
1485
| 15 فبراير 2024
في عالم يسوده مفهوم العولمة وتتلاشى فيها الحواجز والحدود مما يجعل المنافسة على اشدها بين المؤسسات والشركات وكذلك الدول على نطاق أوسع، وان تقدم الدول تقاس من تقدم مؤسساتها الحكومية وتطورها وذلك من ناحية نوعية الخدمات ومدى مواكبتها لأحدث الممارسات العالمية، التي تسهم في نهاية المطاف في توفير الميزانيات والجهد البشري المبذول وكذلك سرعة الإنجاز لمواكبة متطلبات العصر في ظل التقدم التكنولوجي الهائل والسريع الذي نشهده في الآونة الأخيرة، فالدول التي تفتقر مؤسساتها لمجاراة سرعة تلك التطورات ستجد نفسها متخلفة عن الركب وينعكس ذلك بالسلب على رفاهية شعوبها. ولذا فإن من اهم عناصر ومقومات المنافسة هي وجود الموظف الريادي في مؤسساتنا وكيفية اكتشافه أو حتى صنعه وتحفيزه والحفاظ عليه في نهاية المطاف، لأنه هو رأس المال الحقيقي لأي مؤسسة ناجحة، فالموظف الريادي هو ذلك الموظف القادر على احداث التغيير الإيجابي من خلال ابتكار سلعة جديدة أو طريقة جديدة لتقديم خدمة متطورة أو حتى تطوير خدمة حالية بشكل افضل وأكثر جودة لتوفر على العميل الوقت والجهد، الموظف الريادي هو ذلك الشخص صاحب الفكر التحليلي للمشكلات الذي يجد الحلول المناسبة لها، قادر على اتخاذ القرارات والمجازفة بتنفيذها وتحمل العواقب بكل شجاعة، هو القائد لأي عمل ناجح أو عضو نشيط وفعال ضمن أي فريق، المبادرة من أهم صفاته والإحساس العالي بالمسؤولية تجاه عمله هو ما يميزه. هناك الكثير من الموظفين الريادين في مؤسساتنا الحكومية يشتعلون نشاطا في بداية مشوارهم المهني ولكن ما تلبث أن تخمد فيهم شغف اللحظة وتنطفئ فيهم جذوة الرغبة في الاستمرار، حيث يصطدمون بالقوانين البيروقراطية والروتين الممل وعدم تكافؤ الفرص بينهم وبين أقرانهم الأقل كفاءة منهم، إن الموظف الريادي هو كنز أينما وجد ويجب اكتشافه والمحافظة عليه من خلال التحفيز والتقدير الحقيقي، فكلمات الشكر ليست وحدها كافية لتحفيزه ولكن عندما تعطيه مهام حقيقة وفرصا واعدة للتطوير والتقدم في السلم الوظيفي سيعطي هو بالمقابل الكثير والكثير من مخيلته الإبداعية. بالمقابل هنا تساؤل مهم هل بالإمكان صنع الموظف الريادي ؟ نعم ممكن وذلك من خلال عدة ممارسات وفي مقدمتها خلق ذلك المسار الصحيح لأهداف الموظف والتي تتواكب مع مسار أهداف المؤسسة، وأيضا من الأهمية بمكان تعزيز ودعم ثقافة ريادة الأعمال داخل المؤسسات من خلال تبني المقترحات ودراستها بشكل حقيقي للاستفادة منها، تقديم الدعم المعرفي والتدريب المستمر الفعلي للموظف، المتابعة المستمرة للنتائج وتقديم النصح والمشورة، تقييم الأداء والنتائج والمكافأة والتحفيز المتواصل، كل تلك الممارسات ستسهم بحول الله في خلق شخصية ريادية في مؤسساتنا الحكومية والتي هي لبنات بناء الدولة القوية التي ستقف شامخة بين مصاف الدول المتقدمة في نهاية الأمر. بقلم / فريدة حامد خبير إدارة وريادة أعمال Fhamed231@gmail.com
672
| 07 فبراير 2024
احتفلت دولتنا الحبيبة قطر باليوم الدولي للتعليم والذي يوافق 14 يناير، وبهذه المناسبة تم تنظيم العديد من الفعاليات والجلسات النقاشية للتنويه بأهمية التعليم ولما له من أثر في حياة الشعوب لانتشالها من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة. فنحن أمة الإسلام الذين حملوا مشاعل النور في عصر الظلمات وخلد علماؤنا معارف وكنوزا علمية ما زالت تسطع شمسها في منابر العلم في أرجاء المعمورة. وبهذه المناسبة ومن وحي كلمة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حيث نوهت من خلال كلمتها في الجلسة النقاشية التي استضافتها مؤسسة قطر «مواجهة تحديات الهوية تتطلب تكاتفا من الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية». بالفعل هي حلقات مترابطة تكمل الواحدة الأخرى، عندما تبدأ مؤسساتنا التربوية بوضع المناهج التي تنمي مهارة اللغة العربية وتعزز الهوية العربية والقطرية سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، دعونا نرجع بالذاكرة إلى الوراء لجيل السبعينيات والثمانينيات عندما كانت هناك حصص مخصصة لمناقشة كتب أدبية لأدباء عظماء كعبقرية خالد للأديب الكبير (عباس محمود العقاد)، وكانت أيضا حصص الإنشاء التعبيرية لأكثر من مرة خلال الأسبوع والتي كانت تتناول مواضيع تعبيرية في شتى المجالات، لنعبر بمفرداتنا البسيطة وأفكارنا المتواضعة ونتذوق لذة الكتابة باللغة العربية الفصحى. ولا أنسى الجوائز التي كانت ترصد للتشجيع على الاستعارة والقراءة من مكتبة المدرسة، مما شجعني على أن أكون نهمة في القراءة للأدبيات العالمية، كل تلك الجهود أثرت بشكل جميل في لغتي العربية، وتركت بصماتها على هويتي، ووفقني الله لتلاوة آيات القرآن الكريم بتمعن ودراية لمعاني مفرداته. فكم يفتقر أبناء هذا الجيل الحالي لجميع تلك الملذات التي حظينا بها خلال ما أسميه العصر الذهبي للغة العربية في مدارسنا. لذا يجب أن تُبذل الجهود من قبل جميع المؤسسات لحث أبنائنا أجيال المستقبل للرجوع لهويتهم العربية وتذوق حلاوة أحرفها الأبجدية، والتفاخر بالتحدث والكتابة بلغة القرآن الكريم. من المحزن أن نرى جيلا يتخرج من مدارس خاصة يتقن لغات أجنبية عديدة ويتسلح بالعلوم الحديثة ولكن يفتقر لمفردات لغته العربية الأم، للأسف لاحظت أن الكثير من الآباء والأمهات يشجعون أبناءهم على التحدث بلغة أجنبية في جميع الأوقات ظنا منهم بأنها ستساعده على عدم نسيان اللغة الأجنبية وتجعله متمرسا بها، ويتجاهلون التركيز على تعليمه أولا اللغة العربية. فينشأ الأبناء بلهجة عربية ذات حروف معوجة وكلمات خاطئة في كثير من الأحيان، فالمستمع لهؤلاء الأطفال يقف مذهولا أمام تلك اللغة الركيكه التي يتحدثون بها. والأثر لا يقتصر على مجرد لغة عربية عوجاء ولكن للأسف مما يغفل عنه الآباء بأنها تشجيع الأبناء للتحدث باللغة الأجنبية والتفاخر بها يعني تغريب وتمييع الهوية الإسلامية العربية وعولمة الفكر والانتماء وبالتالي اندثارها تدريجيا. لذلك أدعو إلى الاهتمام بإثراء دروس اللغة العربية من خلال زيادة عدد الحصص المخصصة لذلك في المدارس الخاصة، وأن يعي الآباء بأن تدريس اللغة الأجنبية لأبنائهم والاهتمام بتعلمها يجب أن لا يطغى على أهمية التحدث باللغة العربية في الحياة اليومية وغرس حب الهوية والتفاخر بها في قلوبهم. فالطفل من نعومة أظافره وبناء على تجارب ودراسات علمية يستطيع أن يتقن أكثر من لغة، لذا نلاحظ الكثير من الأسر متعددة الأعراق يتحدث الطفل لغة الأب ولغة الأم بالإضافة إلى لغة أجنبية أخرى يتم اكتسابها من خلال المناهج التعليمية. وعلى ذلك نوصيكم أيها الآباء خيرا بأبنائكم وبهويتكم العربية والإسلامية فأنتم الحلقة الأولى والرئيسية في هذه السلسلة، سلسلة تعزيز الهوية العربية.
705
| 31 يناير 2024
عالم الاستثمار ملئ بالكثير من اصحاب المشاريع الرائدة ذوي الإفكار الخلاقة والابداعية، والتي تلقى أفكارهم النجاح الباهر، ويسطع بريقه لامعا كالبرق، ولكن سرعان ما ينطفئ هذا البريق ويخفت تدريجيا ويكون مصيره الفشل بالرغم من براعة الفكرة وإمكانية التحقيق. الفكره الناجحة هي الخطوة الأولى على سلم النجاح في أي مشروع رائد وتحقيق الفكرة لواقع ملموس على أسس استثمارية صحيحة بعمل دراسة الجدوى وهي بمثابة الخطوة الثانية تليها الخطوة الثالثة والمتمثلة بالتطبيق السليم لهذه الدراسة. هذه الخطوات الثلاث تنشئ فقط مشروعا ناجحا وليدا يتمتع بالصحة الجيده فيخطو أولى خطواته في هذا العالم الملئ بالتحديات والدروس التي على المستثمر الذكي الاستفاده منها وتحويل العثرات التي تواجهه خلال تلك الرحلة إلى نجاحات متوالية بالصبر والعزيمة والاجتهاد. ولكني أرى أن الخطوة الأهم والمصيرية في أي مشروع هي وضع معايير الجودة لهذا المشروع، والاستمرار بمراقبة هذه المعايير وتحسينها وتقييمها حتى تواكب الأهداف العامة للمشروع مما يضمن لها النجاح ليس لفترة محدودة ولكن الاستمرارية بذلك. فالجودة هي تقديم منتج أو خدمة تمتلك معايير معينة والتي في النهاية تحوز على رضا العميل وتلبي احتياجاته الضرورية من استخدامه لهذا المنتج أو تلك الخدمة. ولضمان استمرارية تقديم منتج أو خدمة تتمتع بمعايير عالية الجوده يأتي هنا مفهوم إدارة الجودة، وهي الإشراف على جميع الأنشطة والمهام اللازمة لتقديم منتج متميز أو خدمة متفردة والحفاظ على استمرارية هذا التميز، سواء تلك المتعلقة بإنتاج وتصنيع منتج معين أو خطوات ومراحل مختلفة لتقديم خدمة ما. فتلك المراحل لابد لها من رسم مسار واضح مبني على أسس صحيحة وتخضع للمراقبة والمراجعة من فترة لأخرى لضمان استمرارية جودة المنتج أو الخدمة. فأدق التفاصيل تؤثر في عملية الجوده وتسهم أما بالإيجاب أو السلب بالتأثير في أي مشروع قائم. الكثير من أصحاب المشاريع المتميزة، تلمع الفكره في مخيلتهم ويجندون رؤوس الأموال الكبيرة لتنفيذها وبعد ذلك يظنون أن المشروع قد قدر له النجاح بمجرد التحقيق ووضعه على خريطة الواقع، ويغفلون عن أهم أسباب نجاح أي مشروع ومفتاح ديمومة هذا النجاح ألا وهو الجودة. أجعل الجودة هدفك الأول الذي من خلاله تخاطب بها زبائنك، اهتم بأدق التفاصيل فالعين البشرية ترصد وتراقب وتحلل.. وتحكم أما بنجاح أو فشل هذا المشروع.... ذو الفكرة الرائدة.
3278
| 29 أغسطس 2018
قبل خمسين سنة مضت، كان مفهوم العولمة لم يطل برأسه بعد، وكانت المنافسة تتطلب مهارات محلية فقط لتجاري التنافس بين المستثمرين في نطاقهم الجغرافي المحدود، حيث كان الدخول في أسواق عالمية من الصعوبة بمكان نظرا للقيود التي كانت تفرضها الدول على الاستثمار الأجنبي في بلدانها. لم يعد المشهد الآن كما هو عليه في السابق، وظهر مولود العولمة للنور وأصبح من القوة بحيث فرض سطوته على الجميع ولابد من المواجهة. وحيث إن المنافسة العالمية أمر لا مناص منه وواقع محتم، وجب على المستثمر الناجح معرفة قوانين اللعبة وممارستها بذكاء. فاختيار الإستراتيجية الصحيحة للاستثمار خارج النطاق الجغرافي المحلي هي أول خطوة نحو العالمية. هناك عدة إستراتيجيات يستطيع المستثمر من خلالها اختيار الأنسب له التي تتفق مع طبيعة عمله وتساعدها من التفوق عالميا ومجارات العمالقة. سيتم شرح كل منها بإيجاز لتساعد المستثمر على سبر عوالم التجارة العالمية بكل احترافية، وهي كالتالي: إستراتيجية التقييس العالمية: حيث يكون المنتج ذات مواصفات واحدة تباع في جميع الأسواق فلا مجال للتخصيص هنا ، فالضغط على تقليل السعر هو سيد الموقف ، ويستطيع المستثمر من جني الأرباح عن طريق زيادة الإنتاجية واختيار المكان الأمثل للتصنيع مما يضمن للمستثمر إنتاجا جيدا وبأقل الأسعار، التي تعرف بالمكان الاقتصادي، فعلى سبيل المثال أن يقوم المستثمر الذي يحتاج إلى أيدي عاملة بأعداد كبيرة بإنشاء مصنعه في دولة تتمتع بتوافر عمالة كبيرة وذات أجور منخفضة. الإستراتيجية المحلية: هي قائمة على جني الأرباح من خلال بيع منتج يلبي الذوق المحلي ويكون ضغط السعر خفيفا وغير ملموس نظرا للقوى الشرائية لتلك السوق، هنا يجب على المستثمر أن يولي أهمية لرغبات واحتياجات المستهلك المحلي في تلك السوق حتى يستطيع أن يجذب المستهلك من أول جولة ويضاعف أرباحه العالمية. إستراتيجية عابرة للحدود: وهي من أصعب الإستراتيجيات تطبيقا على أرض الواقع، حيث انها تأتي نتيجة الاستجابة لضغوط تقليل سعر المنتج وتلبية الذوق المحلي للمستهلك في نفس الوقت، ويجب أن يوضع في الحسبان بأن كلما زاد الضغط على تخصيص المنتج ليتناسب مع الذوق المحلي يعني ذلك زيادة في النفقات، وللموازنة بين هذين المتطلبين يجب اختيار المكان الاقتصادي الذي يتيح للمستثمر الإنتاج والتخصيص في نفس الوقت بأقل تكلفة ممكنة. ومن العوامل المساعدة أيضا هي تبادل الخبرات العاملة في الأفرع المختلفة حول العالم للمساعدة على الاستجابة لتلك الضغوط. الإستراتيجية الدولية: وتقوم على تركيز الانشطة المتعلقة بتطوير المنتج في البلد الأم وتوزيع الأنشطة الأخرى كالتصنيع والتسويق في الدول الرئيسية أو النطاق الجغرافي المعين بحيث يغطي سلسلة الأسواق التي تعمل بها الشركة. هذه الإستراتيجية تكون ناجحة عندما يكون المنتج مطلوبا عالميا بغض النظر عن الضغوط القادمة من تقليل السعر أو الاستجابة للذوق المحلي، مثال على ذلك مجال تصنيع الهواتف النقالة والماركات العالمية. مهما اختلفت الإستراتيجيات سيجد المستثمر في زمن العولمة نفسه دائما أمام ضغوط تغيير وتبديل الإستراتيجية بحسب متطلبات السوق والظروف الاقتصادية، لتكن لاعبا عالميا وتعلم الاحترافية لضمان النجاح عالميا.
746
| 13 يونيو 2018
اكتساب نقاط القوة من الأمور المهم تعلمها وتنميتها لأي مستثمر حتى يتمكن من المنافسة بكل احترافية، فالمشروع الناجح يتميز بنقاط قوى تمكنه من تبوء الصدارة والفوز بالمنافسة، وتحقيق أرباح تفوق منافسيه، بل ويتفوق على معدل الربح العام في القطاع ككل. وتلك النقاط هي التي تصنع المنافس القوي وتميزه عن غيره وتجعله رقما صعبا في أي قطاع استثماري. تتلخص نقاط القوة بالآتي: الكفاءة ، والجودة، والابتكار، والتقدير المستهلك وتقييمه للمنتج. الكفاءة: وتعتمد على عنصرين مهمين: كفاءة العمالة وكفاءة التصنيع. المقصود بكفاءة العمالة هي إنتاجية العمالة في الساعة والمهارة التي تتمتع بها الأيدي العاملة في الشركة والمفهوم يتوسع ليشمل كفاءة الإدارة والموظفين في أي شركة، ولكن لتبسيط الأمور نعني هنا بكفاءة العمالة في المصانع الإنتاجية حيث تقاس الكفاءة من خلال إنتاجية العامل الواحد، فكلما كان إنتاجية العمال في مصنع ما أفضل من إنتاجية العمال في المصنع الآخر من حيث استهلاك وقت أقل في الإنتاج دون المساس بالجوده النهائية للمنتج، شكل بذلك العنصر الأول المكون للكفاءة. أما كفاءة التصنيع تعنى باستثمار المواد الأولية بشكل أفضل من حيث الكمية وتقليل تكلفة الإنتاج. متى ما توفر الشرطين توفر بذلك عنصر قوة لدى المستثمر، وهي عنصر الكفاءة. الجودة: وتقاس الجوده للمنتج من خلال عدة محاور مهمة، وهي: الشكل، المميزات، الأداء، التصميم، المتانة، الدقة في أداء العمل. فالمستهلك عندما يدرك أن السمات المميزه لمنتج ما تمده بقيمة أفضل من أي منتج آخر يقدم من قبل منافس آخر، فهذا يعني أن المنتج ذو جوده عالية. الإبتكار: يكون الابتكار إما بإنتاج منتج جديد غير موجود من قبل في السوق ويلبي حاجة ماسة للمستهلك، أو ابتكار منتج ذي مواصفات أفضل من المنتج الحالي المتوفر، وهناك نوع آخر من الابتكار وتختص بعملية تصنيع المنتج، وأفضل مثال على ذلك ابتكار الروبوتات، والتي حلت محل العمالة البشرية في مجال التصنيع ووفرت الكثير من رؤوس الأموال واتسمت بالدقة العالية في كثير من الصناعات. ويعد الابتكار من أهم نقاط القوى وتشكل عاملا تنافسيا قويا لأي مسثمر وكثير من الشركات الكبرى تسعى جاهدة لابتكار كل ما هو جديد في مجال عملها لتشكل حائط صد أمام أي منافس آخر في نفس المجال. تقدير المستهلك: عندما تتوفر الجودة والابتكار، فالنتجية الحتمية هي أن المستهلك يستطيع بكل بساطة أن يعطي قيمة أعلى لمنتج على حساب منتج آخر، فتصبح هذه الميزه مكتسبة للمستثمر كجائزة تقديرية لامتلاكه لعنصرين مهمين من عناصر القوى، ألا وهي قوة الجوده وقوة الابتكار في مجال عمله. امتلاك نقاط القوى الأربع من أهم مقومات نجاح أي مشروع، والأهم من ذلك ضمان استمرارية امتلاكها وتنميتها. الاستمرارية في التطلع للأفضل يجعل منافسيك في صراع دائم للحاق بك. ابدأ من الآن مراجعة مشروعك ومعرفة أي نقاط القوى تمتلك وحاول أن تحوز جميع مفاتيحها، لتكن دائما في المقدمة.
965
| 02 مايو 2018
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6540
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6411
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3906
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
3126
| 23 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2874
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1866
| 23 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
1749
| 28 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1677
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1575
| 21 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1218
| 27 أكتوبر 2025
النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
1023
| 24 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
999
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية