رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. جاسم الجزاع

* باحث وأكاديمي كويتي
Jassimaljezza@hotmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

621

د. جاسم الجزاع

لماذا تفرض القوى الغربية أجنداتها على العرب وتتجاهل عيوبها؟

08 يناير 2025 , 12:23ص

من يرى التدخل الغربي المشؤوم في سوريا وفرض أجنداتهم على الإدارة السورية بعد سقوط بشار الأسد يجد أن الغرب يمارس بكل بجاحة ازدواجية للمعايير في منطقتنا الشرق أوسطية، فبعد سنوات من الصراع في سوريا والذي أودى بحياة مئات الآلاف ودمر البنية التحتية، يبدو أن تركيز هذه القوى العالمية الغربية لم يكن على تخفيف معاناة الشعب السوري أو تحقيق تطلعاته، بل على ضمان نفوذها ومصالحها في سوريا المستقبل، فبدلاً من تقديم دعم حقيقي لإعادة الإعمار وبناء دولة مستقرة، تعمل القوى الغربية على فرض أجندات سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية تخدم مصالحها، ومصالحها فقط، وهذا التدخل ليس هدفه دعم الاستقرار أو تحقيق الديمقراطية كما تدعي، بل السعي لترسيخ النفوذ الغربي في المنطقة ككل، بغض النظر عن احتياجات السوريين الفعلية.

وعند الحديث عن ازدواجية المعايير في تعامل القوى الغربية مع العالم العربي نجدها باتت حقيقة لا يمكن إنكارها، حيث تتحول القيم الأخلاقية إلى أداة انتقائية تخدم مصالحهم السياسية والاقتصادية، ونجد أننا تحت شعار الحرية وحقوق الإنسان، تفرض علينا تصورات لا تمت لواقعنا العربي وثقافتنا الاسلامية بصلة، في حين تغض أبصارهم عن جرائمهم في حق الشعوب أو جرائم حلفائهم.

فالغرب أو القوى الغربية ومن يحالفهم في ديار العرب، والذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، نجده يختار بعناية القضايا التي يثيرها، ويروج السيناريوهات المشوهة لبلداننا وصورتها وتسعى لإضعافها وإظهارنا بمظهر الضعف والتخلف، بينما يمر الغرب بصمت أمام انتهاكات جسيمة ترتكب داخل حدوده أو من قِبل حلفائه في المنطقة، وهذه الانتقائية الاقصائية تُظهر حقيقة أن القيم التي يدافعون عنها ليست إلا ستارًا لتحقيق مكاسبهم على حساب دولنا وأجيالنا وشعوبنا العربية.

ومن أمثلة ازدواجية المعايير في تعامل القوى الغربية مع عالمنا العربي منها: حقوق الإنسان واللاجئين، حيث تنتقد الدول الغربية سجل حقوق الإنسان في العالم العربي، لكنها في الوقت نفسه تتجاهل معاناة اللاجئين الذين نزحوا بسبب الحروب التي كانت القوى الغربية نفسها طرفًا في تأجيجها وإشعالها. ومن أمثلتها تحيز القوى الغربية ضد القضية العربية الفلسطينية، حيث تدافع القوى الغربية عن إسرائيل رغم انتهاكاتها الواضحة لحقوق الفلسطينيين من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والاعتداءات العسكرية، بينما تفرض عقوبات صارمة على دول عربية لانتهاكات بسيطة أقل حجمًا بكثير، مما يكشف عن انحياز فاضح في تطبيق المعايير الدولية في العقوبات، أما اقتصاديًا، فنجد أنه قد تم فرض سياسات اقتصادية ومالية تخدم الشركات الغربية الكبرى تحت ذريعة «تحرير الأسواق»، فتقوم بكل استغلال سلبي لمواردنا الاقتصادية مخلفة في آثرها المزيد من الفقر والبطالة في العالم العربي.

فعلى المجتمعات العربية أن تستفيق وتتمسك بهويتها وقيمها، وتواجه هذا التغول السياسي والاقتصادي والثقافي بشجاعة وبسالة، فنحن بحاجة إلى آلة إعلامية قوية ومحترفة تسوق أفكارنا وعروبتنا وقيمنا الأصيلة وهويتنا الفريدة في الداخل والخارج، ونحتاج الى فقه بناء التحالفات السياسية التي تحقق مصالحنا، فعالمنا ليس أحادي اللون، وتنوعنا الثقافي في المنطقة يجب أن يكون مصدر قوة، لا نقطة ضعف يستغلها الغرب للهيمنة علينا، فقد آن الأوان لأمة العرب أن تستفيق.

اقرأ المزيد

alsharq هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟

في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد

114

| 14 نوفمبر 2025

alsharq حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة

إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد

129

| 14 نوفمبر 2025

alsharq السقوط إلى هاوية الطلاق

من المؤسف ان اتحدث عن الطلاق وهي ظاهرة اجتماعية باتت منتشرة وبكثرة في مجتمعنا القطري والخليجي، فنسبة الطلاق... اقرأ المزيد

114

| 14 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية