رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في يوم الجمعة الماضي كشف ( الخليفة المنتظر!! ) اللثام عن وجهه، وتحدث في أول خطبة جمعة له في مسجد الموصل الكبير عن برنامجه في إدارة الحكم، وكما قال فإن برنامجه يخالف برامج الحكام الآخرين فهو يقوم أولا وأخيرا على الجهاد، فكأنه يقول لأتباعه : كلوا من كسب أيديكم!! وما دام الخليفة الجديد كما قال الناطق باسمه يكفر كل مخالفيه وذكر منهم: الإخوان المسلمين والسروريين والديمقراطيين والصوفية والشيعة، وكل من لم يبايع الدولة الإسلامية - وربما آخرين - هذا فضلا عن اليهود والأمريكان فإن أتباعه الكرام سيجدون غنائم كثيرة جدا فكل شيئ متاح أمامهم، وأتوقع بناء على فقههم أن مال المخالف وأهله مباح لهم وربما نرى عودة لأسواق الجواري والعبيد بعدما رأينا عودة الجزية على النصارى مقابل حمايتهم!! وطبعا حمايتهم هنا من جنود الدولة لأنه لا أحد يفكر في غزوهم غير دولة الخلافة الموقرة!!
إذن الجهاد هو الفعل الذي يجب أن يقوم به أتباع الدولة ولكن الخليفة لم يقل في كلمته التي حاول فيها تقليد كلمة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - عندما بويع خليفة للمسلمين - مع الفارق بين الاثنين في الفعل - أين سيجاهد أتباعه ومن هم الفئات المستهدفة في ذلك الجهاد؟!!
الواقع يقول : إن هذا ( الخليفة!! ) فرض نفسه على الآخرين بالقوة، وأنه عمل من أجل ذلك طويلا - مثل السيسي في مصر -، والواقع أيضا يقول أنه خرج على إمامه (الظواهري) ثم طالبه بمبايعته، وربما سيطبق عليه ماقاله الناطق باسمه مخاطبا جميع المسلمين : ( وننبه المسلمين جميعا إنه بإعلان الخليفة صار واجبا على جميع المسلمين مبايعة الخليفة إبراهيم، وأنه صار إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان ) ثم قال : ( ومن أراد شق الصف فافلقوا رأسه بالرصاص وأخرجوا ما فيه كائنا من كان ولا كرامة )!! وللمعلومية فإن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لم يفعل ذلك مع الخوارج وهم قاتلوه طويلا فعندما سئل : أكفار هم؟ قال : من الكفر فروا، هم إخواننا بغوا علينا!! ولم يطلب من أتباعه فلق رؤوسهم أو قطع حناجرهم بالسكاكين!!، والواقع يقول أيضا : أن علماء المسلمين في العراق بينوا زيف هذه الدولة وخطرها على ثورة السنة في العراق، ومن هؤلاء الشيخ رافع الرفاعي مفتي العراق الذي قال : ( أما داعش فهي تسيء للثورة وتضفي عليها طابع الإرهاب وتهيئ لقصف الثوار )، وأكد المفتي أن هذه الدولة هي صنيعة المالكي وايران بهدف إجهاض الثورة!! كما أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أعلن في بيان له بطلان إعلان الخلافة الإسلامية، وبالمثل أكد عدد من علماء المسلمين بطلان خلافة البغدادي وحذرت من التعامل معها باعتبارها فرقة من الخوارج وأن هدفها قتال المجاهدين.
وإذا ابتعدنا عن الجانب الشرعي من دولة البغدادي فإن الجانب الأخطر في تاريخ البغدادي وتاريخ دولته أن هذا التاريخ كله يصب في اتجاه مقاومة حركات الثوار سواء في العراق أم في سوريا على حد سواء إذ لم يعرف هذا التيار إلا باستهداف المجاهدين والدلائل على ذلك متعددة. فمن ذلك أن تيار البغدادي بقي في العراق فترة طويلة يدعي قتال المالكي ولم يفكر مرة واحدة الاتجاه نحو سوريا ومقاومة الأسد وحماية السنة منه!! فلما رأى أولئك القادة ثورة الشعب السوري وبداية نجاحاتها واقتراب كثير من دول العالم لمساعدة الثوار سارعوا بترك مواقعهم في العراق متجهين إلى سوريا فما الجديد الذي دفعهم الى ذلك الصنيع المفاجئ؟!! ومن المعروف أن تدخلهم منح الأسد طوق النجاة وجعله يرفع شعار محاربة الإرهاب كما جعل كثيرا ممن كانوا ينوون مساعدة الثوار التوقف عن مساعدتهم كي لاتصل تلك المساعدات لاتباع البغدادي أو سواه بحب ادعاءاتهم!! وهذا كما نعلم أضعف المقاومة الحقة كثيرا وجعل قادة الجيش الحر يعلنون صراحة أنهم قد يتوقفون عن المقاومة إذا لم يأتهم إمدادات كافية!! ومن المعروف أيضا أن كل جهاد البغدادي وأتباعه كان موجها ضد الثوار ومن يقف معهم ولم يقاتلوا جيش الأسد مطلقا، وهذا ماجعل بعض قادة جيش الأسد يثني على مواقفهم ويؤكد أنهم قتلوا من الثوار أضعاف ما قتله جيش الأسد منهم!!
الظواهري - والمفترض أنه قائدهم - أمرهم بالخروج من الشام والاتجاه إلى دمشق فرفضوا ذلك بل وخلعوا بيعته، والسؤال : مالذي جعلهم يتركون معظم الشام ويعودون فورا إلى العراق؟ ليس هناك من إجابة إلا أن التعليمات جاءتهم للاتجاه هناك لإفساد الثورة العراقية على غرار ما فعلوا في العراق!!
نفذ البغدادي الأوامر ورأينا الآثار السلبية الكبيرة على ثورة العراقيين خاصة بعد إعلان تلك الدولة البائسة!! اتجه العالم للحديث عن هذه الدولة وإرهابها وأهمية مقاومتها!! وليس بعيدا أن تسمح أمريكا لإيران بالتدخل العسكري المباشر في العراق وقد تساعدها بالسلاح وسواه، ولأن المالكي هو من سيقاوم الإرهاب فسيحظى بالدعم القوي أيضا!! ولأن خلافة البغدادي تهدد دول الخليج فإن هذه الدول مدعوة لحماية شعبها، ومن هذه الحماية المساهمة في محاربة إرهاب الدولة!! وهكذا نجد أن دولة البغدادي أعطت كل الذرائع لإجهاض الثورة العراقية وعودة القوة للمالكي وإيران للتحكم في مصير السنة في العراق ومن وسائل التمكين لدولة البغدادي تسهيل حصولهم على المال والسلاح وبكميات كبيرة ليسهل عليهم شراء ذمم البعض وكذلك إغراء البعض الآخر بالمال للانضمام لهم خاصة في أجواء الفقر والجوع والتشريد الذي يقع على السنة - غالبا - للشعبين السوري والعراقي.
دولة البغدادي أدت بنجاح ما طلب منها فعله : فقد كانت حملا ثقيلا على الثوار في العراق وسوريا، كما أنها قامت نيابة عن الأسد في قتال الثوار وهو ما تحاول فعله في العراق حاليا!! بشار الأسد يعيش هذه الأيام أحلى أيامه بفضل البغدادي ودولته، وهاهو بدأ يحقق بعض الانتصارات هنا وهناك، كما ويتحدث عن أن الحسم بدأ يقترب منه كثيرا!! وفي الجانب الآخر فقد استطاعت دولة البغدادي إعطاء طابع الإرهاب للمقاومين في سوريا وأيضا في العراق وهذا حتما يسعد الأسد كما المالكي وإيران أيضا!
البغدادي والأسد متفقان تماما على الأهداف ولكن تختلف الوسائل بينهما فكل يعمل بطريقة خاصة للوصول إلى الهدف المنشود!! ولا أود إغفال الدور المتخاذل لكثير من الدول العربية التي سكتت عما يجري في سوريا حتى وصل الحال إلى ما وصل إليه الآن : ضعف كبير للمقاومة وتهديد لأمن بعض الدول المحيطة بسوريا وعليهم الآن فعل ما يجب عليهم فعله قبل استفحال الأمر أكثر مما هو عليه حاليا!!
البغدادي وبشار يعملان يدا واحدة ولا أستبعد أن تتصافح تلك الأيادي بعد نجاح أهدافهما!!.
خيركم
يا لجمال الخير وأصحابه! من منا لا يحب الخير ؟ ومن منا لا يحب أن يترك أثراً من... اقرأ المزيد
213
| 11 ديسمبر 2025
النضج المهني
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش... اقرأ المزيد
636
| 11 ديسمبر 2025
مرحبا بكل من يحترم مجتمعنا
تعيش قطر هذه الأيام بطولات رياضية كبرى وهي كأس العرب فورميلا 1 وكأس الخليج تحت 23 سنة، بالإضافة... اقرأ المزيد
144
| 11 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4335
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو الطيب» يتألق في نَظْم الشعر.. وفي تنظيم البطولات تتفوق قطر - «بطولة العرب» تجدد شراكة الجذور.. ووحدة الشعور - قطر بسواعد أبنائها وحنكة قادتها تحقق الإنجاز تلو الآخر باستضافتها الناجحة للبطولات - قطر تراهن على الرياضة كقطاع تنموي مجزٍ ومجال حيوي محفز - الحدث العربي ليس مجرد بطولة رياضية بل يشكل حدثاً قومياً جامعاً -دمج الأناشيد الوطنية العربية في نشيد واحد يعبر عن شراكة الجذور ووحدة الشعور لم يكن «جحا»، صاحب النوادر، هو الوحيد الحاضر، حفل افتتاح بطولة «كأس العرب»، قادماً من كتب التراث العربي، وأزقة الحضارات، وأروقة التاريخ، بصفته تعويذة البطولة، وأيقونتها النادرة. كان هناك حاضر آخر، أكثر حضوراً في مجال الإبداع، وأبرز تأثيراً في مسارات الحكمة، وأشد أثرا في مجالات الفلسفة، وأوضح تأثيرا في ملفات الثقافة العربية، ودواوين الشعر والقصائد. هناك في «استاد البيت»، كان من بين الحضور، نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، مهندس الأبيات الشعرية، والقصائد الإبداعية، المبدع المتحضر، الشاعر المتفاخر، بأن «الأعمى نظر إلى أدبه، وأسمعت كلماته من به صمم»! وكيف لا يأتي، ذلك العربي الفخور بنفسه، إلى قطر العروبة، ويحضر افتتاح «كأس العرب» وهو المتباهي بعروبته، المتمكن في لغة الضاد، العارف بقواعدها، الخبير بأحكامها، المتدفق بحكمها، الضليع بأوزان الشعر، وهندسة القوافي؟ كيف لا يأتي إلى قطر، ويشارك جماهير العرب، أفراحهم ويحضر احتفالاتهم، وهو منذ أكثر من ألف عام ولا يزال، يلهم الأجيال بقصائده ويحفزهم بأشعاره؟ كيف لا يأتي وهو الذي يثير الإعجاب، باعتباره صاحب الآلة اللغوية الإبداعية، التي تفتّقت عنها ومنها، عبقريته الشعرية الفريدة؟ كيف لا يحضر فعاليات «بطولة العرب»، ذلك العربي الفصيح، الشاعر الصريح، الذي يعد أكثر العرب موهبة شعرية، وأكثرهم حنكة عربية، وأبرزهم حكمة إنسانية؟ كيف لا يحضر افتتاح «كأس العرب»، وهو الشخصية الأسطورية العربية، التي سجلت اسمها في قائمة أساطير الشعر العربي، باعتباره أكثر شعراء العرب شهرة، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق في مجال التباهي بنفسه، والتفاخر بذاته، وهو الفخر الممتد إلى جميع الأجيال، والمتواصل في نفوس الرجال؟ هناك في الاستاد «المونديالي»، جاء «المتنبي» من الماضي البعيد، قادماً من «الكوفة»، من مسافة أكثر من ألف سنة، وتحديداً من العصر العباسي لحضور افتتاح كأس العرب! ولا عجب، أن يأتي «أبو الطيب»، على ظهر حصانه، قادماً من القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، لمشاركة العرب، في تجمعهم الرياضي، الذي تحتضنه قطر. وما من شك، في أن حرصي على استحضار شخصية «المتنبي» في مقالي، وسط أجواء «كأس العرب»، يستهدف التأكيد المؤكد، بأن هذا الحدث العربي، ليس مجرد بطولة رياضية.. بل هو يشكل، في أهدافه ويختصر في مضامينه، حدثاً قومياً جامعاً، يحتفل بالهوية العربية المشتركة، ويحتفي بالجذور القومية الجامعة لكل العرب. وكان ذلك واضحاً، وظاهراً، في حرص قطر، على دمج الأناشيد الوطنية للدول العربية، خلال حفل الافتتاح، ومزجها في قالب واحد، وصهرها في نشيد واحد، يعبر عن شراكة الجذور، ووحدة الشعور، مما أضاف بعداً قومياً قوياً، على أجواء البطولة. ووسط هذه الأجواء الحماسية، والمشاعر القومية، أعاد «المتنبي» خلال حضوره الافتراضي، حفل افتتاح كأس العرب، إنشاد مطلع قصيدته الشهيرة التي يقول فيها: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم» «وتأتي على قدر الكرام المكارم» والمعنى المقصود، أن الإنجازات العظيمة، لا تتحقق إلا بسواعد أصحاب العزيمة الصلبة، والإرادة القوية، والإدارة الناجحة. معبراً عن إعجابه بروعة حفل الافتتاح، وانبهاره، بما شاهده في عاصمة الرياضة. مشيداً بروعة ودقة التنظيم القطري، مشيراً إلى أن هذا النجاح الإداري، يجعل كل بطولة تستضيفها قطر، تشكل إنجازاً حضارياً، وتبرز نجاحاً تنظيمياً، يصعب تكراره في دولة أخرى. وهكذا هي قطر، بسواعد أبنائها، وعزيمة رجالها، وحنكة قادتها تحقق الإنجاز تلو الآخر، خلال استضافتها الناجحة للبطولات الرياضية، وتنظيمها المبهر للفعاليات التنافسية، والأحداث العالمية. وخلال السنوات الماضية، تبلورت في قطر، مرتكزات استراتيجية ثابتة، وتشكلت قناعات راسخة، وهي الرهان على الرياضة، كقطاع تنموي منتج ومجزٍ، ومجال حيوي محفز، قادر على تفعيل وجرّ القطاعات الأخرى، للحاق بركبه، والسير على منواله. وتشغيل المجالات الأخرى، وتحريك التخصصات الأخرى، مثل السياحة، والاقتصاد، والإعلام والدعاية، والترويج للبلاد، على المستوى العالمي، بأرقى حسابات المعيار العالمي. ويكفي تدشينها «استاد البيت»، ليحتضن افتتاح «كأس العرب»، الذي سبق له احتضان «كأس العالم»، وهو ليس مجرد ملعب، بل رمز تراثي، يجسد في تفاصيله الهندسية، معنى أعمق، ورمزا أعرق، حيث يحمل في مدرجاته عبق التراث القطري، وعمل الإرث العربي. وفي سياق كل هذا، تنساب في داخلك، عندما تكون حاضراً في ملاعب «كأس العرب»، نفحات من الروح العربية، التي نعيشها هذه الأيام، ونشهدها في هذه الساعات، ونشاهدها خلال هذه اللحظات وهي تغطي المشهد القطري، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. وما من شك، في أن تكرار نجاحات قطر، في احتضان البطولات الرياضية الكبرى، ومن بينها بطولة «كأس العرب»، بهذا التميز التنظيمي، وهذا الامتياز الإداري، يشكل علامة فارقة في التنظيم الرياضي. .. ويؤكد نجاح قطر، في ترسيخ مكانتها على الساحة الرياضية، بصفتها عاصمة الرياضة العربية، والقارية، والعالمية. ويعكس قدرتها على تحقيق التقارب، بين الجماهير العربية، وتوثيق الروابط الأخوية بين المشجعين، وتوطيد العلاقات الإنسانية، في أوساط المتابعين! ولعل ما يميز قطر، في مجال التنظيم الرياضي، حرصها على إضافة البعد الثقافي والحضاري، والتاريخي والتراثي والإنساني، في البطولات التي تستضيفها، لتؤكد بذلك أن الرياضة، في المنظور القطري، لا تقتصر على الفوز والخسارة، وإنما تحمل بطولاتها، مجموعة من القيم الجميلة، وحزمة من الأهداف الجليلة. ولهذا، فإن البطولات التي تستضيفها قطر، لها تأثير جماهيري، يشبه السحر، وهذا هو السر، الذي يجعلها الأفضل والأرقى والأبدع، والأروع، وليس في روعتها أحد. ومثلما في الشعر، يتصدر «المتنبي» ولا يضاهيه في الفخر شاعر، فإن في تنظيم البطولات تأتي قطر، ولا تضاهيها دولة أخرى، في حسن التنظيم، وروعة الاستضافة. ولا أكتب هذا مديحاً، ولكن أدوّنه صريحاً، وأقوله فصيحاً. وليس من قبيل المبالغة، ولكن في صميم البلاغة، القول إنه مثلما يشكل الإبداع الشعري في قصائد «المتنبي» لوحات إبداعية، تشكل قطر، في البطولات الرياضية التي تستضيفها، إبداعات حضارية. ولكل هذا الإبداع في التنظيم، والروعة في الاستضافة، والحفاوة في استقبال ضيوف «كأس العرب».. يحق لدولتنا قطر، أن تنشد، على طريقة «المتنبي»: «أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي» «وأسعدت بطولاتي من يشجع كرة القدمِ» وقبل أن أرسم نقطة الختام، أستطيع القول ـ بثقة ـ إن هناك ثلاثة، لا ينتهي الحديث عنهم في مختلف الأوساط، في كل الأزمنة وجميع الأمكنة. أولهم قصائد «أبو الطيب»، والثاني كرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية العالمية الأولى، أمــــا ثالثهم فهي التجمعات الحاشدة، والبطولات الناجحة، التي تستضيفها - بكل فخر- «بلدي» قطر.
2208
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2139
| 10 ديسمبر 2025