رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أهي حرب على الرسول أم حرب على المسلمين؟!

الرسوم المسيئة لنبي الإسلام - عليه الصلاة والسلام - التي نشرتها الصحيفة الفرنسية (شارلي إيبدو) وما تبعها من قتل بعض صحفيي ورسامي الصحيفة أثار تساؤلات كثيرة حول هذا الحدث ومسبباته وآثاره، سواء في عالمنا العربي والإسلامي أم في عالم الغربيين والأمريكان، كما كانت هناك مواقف متباينة منه وأيضا عند الغربيين وعند الإسلاميين!!الغالبية العظمى من المسلمين أدانوا تلك الرسوم وعدوها عملا عدوانيا مسيئا لكل المسلمين، وقلة شاذة لأخلاق لها بررت تلك الفعلة بنفس تبرير حكومة فرنسا الكاذب وهو حرية التعبير المكفولة للجميع!! ومع أن هؤلاء الشذاذ يعرفون كذب ذلك التبرير كما تعرفه حكومة فرنسا، سواء بسواء، وشواهد ذلك كثيرة، إلا أن حقدهم على الإسلام والمسلمين هو الذي دفعهم للوقوف إلى جانب أولئك المسيئين لرسولنا الكريم وأيضا المسيئين لديننا ولنا أيضا.أصوات عاقلة ومنصفة خرجت من فرنسا ومن غيرها تنتقد تلك الرسومات وبقوة، وترى هذه الأصوات أن رسوم الصحيفة هي السبب المباشر لكل ما حدث، وهذا كما قالوا ليس مبررا للقتل ولكنه تفسير لما حدث. بابا الفاتيكان كان واحدا من هؤلاء، فقد انتقد إهانة الأديان وقال: (إن حرية التعبير حق أساسي، لكنها لا تعني إهانة معتقدات الآخرين)، وقال أيضا: (لا يمكن استفزاز أو إهانة معتقدات الآخرين أو التهكم عليها وأنه ينبغي أن يتوقع المرء رد فعل على هذا الاستفزاز)، وأضاف: (لو سب أحد أمي فلينتظر مني لكمه وهذا أمر طبيعي)! أما الفيلسوف الفرنسي مايكل أونفري وفي مقابلة مع قناة BFMTV قال: (لماذا نقتل المسلمين في مالي كما قتلناهم قبلا في شمال إفريقيا وعندما يدافعون عن أنفسهم نتهمهم بالإرهاب؟ لماذا نذهب إلى بلدان المسلمين ونتدخل في شؤونهم لأنهم لم يتبعوا منهج فرنسا؟ وهل نستطيع فعل ذلك في الدول القوية مثل ألمانيا أو اليابان أو كوريا؟ ولماذا لم تقل الحكومة للصحفيين توقفوا عن الإساءة لرسولهم، في حين قالت لنفس الرسامين لما رسموا عن شعار اليهودية إنه فعل مخجل وعليكم الاعتذار لإسرائيل؟ إننا عنصريون ونحن شعب منافق)!! أما المفكر الفرنسي الشهير إدجار موران فقال: (هل كان ضروريا إفساح المجال للهجوم على العقائد الإسلامية والمساس بمكانة نبيهم وهل حرية التعبير تتيح ذلك؟!).أما رئيس وزراء فرنسا الأسبق دومينيك دوفيلبان وهو مفكر وشاعر، فقد أعطى انطباعا بأن ما جرى كان معدا لترتيب حروب قد تكون كارثية مستقبلا، وأضاف: (إن التدخل العسكري الغربي في العالم العربي هو السبب فيما جرى). هذه ردة فعل بعض الغربيين على الحادثة وهي أفضل بكثير مما قاله بعض المنتسبين للإسلام.أما ردة الجانب الرسمي فقد كانت واضحة، فقد استنكرت هيئة كبار العلماء في السعودية تلك الرسوم، وقالت على لسان أمينها العام فهد الماجد: (إن واجب العالم أن يصنع الاحترام المتبادل والتعايش البناء ولن يكون ذلك بإهانة المقدسات والرموز الدينية)، كما استنكرت رابطة علماء المسلمين ودعت إلى التوقف عن تلك الأعمال المشينة، وممن استنكر أيضا الأزهر والديوان الملكي الأردني ودار الفتوى بالأردن، وعدد من الجمعيات الإسلامية في مختلف بلاد العالم.الاستنكار الشعبي كان واضحا، لكن هذا الاستنكار جوبه بالعنف ومن دول شاركت في مظاهرات تستنكر ما حدث في الجريدة!! وكأن هذه الدول تعطي إشارات أنها مع الإساءة للرسول وهذا يولد حقدا في نفوس شبابها كما يوجد شعورا بالقهر والإحباط لديهم وكل ذلك قد يقود إلى العنف بكل أنواعه!! ففرنسا التي ذهبوا إليها تحمي شرطتها المتظاهرين مع الصحفيين، بينما هم يقمعون من يعبر سلميا عن حنقه مما فعله أولئك الأوباش ضد رسوله الكريم!! عندما تسمح فرنسا بالإساءة لرسولنا ألا تعرف أنها سمحت بالإساءة لكل مسلم على وجه الأرض؟! أولا تعرف أيضا أنها عادت كل المسلمين دون استثناء؟!! وعندما يقولون: إننا لا نعادي المسلمين وإنما الإرهابيين فقط، فهل سيصدقهم أحد؟! وإذا كان البابا يقول إنه سيصفع من شتم أمه فماذا سيقول المسلمون وهم يعتقدون أن رسولهم أحب إليهم من أمهاتهم وآبائهم والناس أجمعين؟! وإذا كان الغربيون لا يعادون الإسلام كما يدعون، فلماذا يلصقون أي عمل إرهابي بالمسلمين كافة ولا يفعلون ذلك إذا كان مرتكب الحدث نفسه غير مسلم؟! الدكتور أبو يعرب المرزوقي وفي مقال له تحت عنوان: "الإرهاب ليس لنا"، قال فيه: التقرير السنوي لوضع الإرهاب وتوجهاته في الاتحاد الأوروبي الذي أعده مكتب الشرطة الأوروبية يوروبول قال: إن عدد الهجمات الإرهابية في أوروبا في عام واحد بلغ ٢٤٩ هجوما منها ١٦٠ هجوما نفذته الجماعات الانفصالية و٤٥ هجوما نفذته جماعات فوضوية ويسارية، وأما المحسوبون على الإسلام فنفذوا ٣ فقط!! أي حوالي ١ ٪ فقط!! فهل سمعنا عن نسبة الإرهاب للدين المسيحي؟! وأتساءل: لماذا لم يتهموا الدين اليهودي بالإرهاب وقد قتل الصهاينة آلاف المسلمين؟ وأيضا قتل وشرد البوذيون آلاف المسلمين الروهنجيين، فهل قيل إن البوذية تمثل الإرهاب؟ لماذا فقط الإسلام هو المتهم دائما والمسلمون هم الذين يجري التحذير منهم؟! أليس هذا كله يؤكد أن الحرب ليست على الإرهاب، بل هي على المسلمين ودينهم؟!! العنف لا يولد إلا العنف، والإرهاب يقود إلى إرهاب مماثل، فأوقفوا إساءاتكم للمسلمين بكل أنواعها وعندها لن تجدوا منهم إلا المحبة والاحترام.

2541

| 20 يناير 2015

شارلي أيبدو.. قراءة متأنية !!

منذ بدأ الهجوم على صحيفة شارلي أيبدو في الأسبوع الماضي نشرت آلاف المقالات والتقارير والصور عن ذلك الحادث، كما تلقت الرئاسة الفرنسية العديد من الاتصالات التي تستنكر الحادث وتقدم التعازي للدولة الفرنسية ولذوي الضحايا، هذا أمر طبيعي فالحادث كبير وهو يستحق كل ذلك الاهتمام، لكن عددا محدودا من الكتاب - وهم من كبار الكتاب - سبحوا ضد التيار محاولين إيجاد تبرير لما حدث ومن خلال قراءة الحدث نفسه، ولكنهم هوجموا كثيرا على آرائهم وحذفت بعض فقرات من مقالاتهم وتناسى المهاجمون مبدأ حرية الصحافة التي ينادون بها دائما!!الكاتب الفرنسي الشهير آلان غريتس رئيس تحرير دورية لوموند ديبلوماتيك وهي أشهر دورية سياسية في العالم تحدث عن ذلك الهجوم فقال: إن الإعلام سيسارع إلى اتهام الإسلام بالإرهاب كالعادة!! وأكد أن من أسباب ذلك الهجوم هو إساءة الجريدة للإسلام ورموزه وأيضا تدخل فرنسا ضد الدولة الإسلامية والتدخل العسكري في إفريقيا وهذا أوجد أعداء لفرنسا، ومثله كتب توني باربر مقالا في صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية - وهي معروفة بمهنيتها الكبيرة - قال فيه: إن الصحف التي تنشر صورا مسيئة للرسول مثل الصحف الدنمركية وصحيفة شارلي إيبدو غبية لأنها تستفز مشاعر المسلمين وهي توجه ضربة للحرية، وقال أيضا: إن لصحيفة شارلي إيبدو سجلا حافلا بالسخرية وإغضاب المسلمين واستثارتهم. أما الكاتب الفرنسي جورج فيدو وهو ناشط يساري كتب قائلا: علينا أن نكون عادلين فإذا كنا ضد الإرهاب ولسنا ضد الإسلام فما معنى السخرية والاستهزاء من نبي الله محمد؟ ووجه خطابه لمحرري الصحيفة قائلا: هل كان النبي محمد إرهابيا؟ ثم وجه سؤالا للرئيس الفرنسي: من بدأ؟ ألسنا نحن من بدأناهم إعلاميا وعسكريا؟ نشرنا صورا مسيئة لنبيهم وأرسلنا طائرات لقتل أبنائهم في العراق. هذه الصحيفة لم تتوقف عند حد السخرية بالإسلام ونبيه على صفحاتها ولكنها أرادت أن تفعل أكثر من ذلك وفي الاتجاه نفسه، حيث أعلنت أنها ستصدر رواية الروائي الفرنسي ميشال ويليبك (استسلام) وهذه الرواية تتحدث عن مستقبل الإسلام في فرنسا، وقد تخيل الكاتب أن المسلمين سيحكمون فرنسا عام ٢٠٢٢ م وأنهم آنذاك سيحولون جامعة السوربون إلى جامعة إسلامية وسوف يجبرون الفرنسيات على لبس الحجاب كما سيبيحون تعدد الزوجات وسيدرسون القرآن في المدارس والجامعات!! وذكر أشياء أخرى هدفها ترويع الفرنسيين والأوروبيين من الإسلام والإساءة للمسلمين في أوروبا كلها!!بطبيعة الحال هناك آخرون عبروا عن مواقف مشابهة رأوا فيها أن الصحيفة هي التي أعطت مبررات كثيرة لأولئك الذين هجموا عليها وألقوا باللوم على الحكومة الفرنسية التي سكتت عن تلك الإساءات المتكررة لنبي المسلمين، وهذه الإساءات المتكررة هي التي جعلت بعض الكتاب المسلمين وبعض المغردين يطالبون بعدم الاعتذار عن ذلك الهجوم لأنه ردة فعل طبيعي تجاه تلك الإساءات الكبيرة التي لا يمكن تبريرها أو السكوت عنها!! إذن هناك من حاول إيجاد دوافع لذلك الفعل، وهذه المحاولات لا تعني قبوله للحدث وإنما تحاول تفسير الحدث ودوافعه أملا ألا يتكرر إذا زالت أسبابه. إساءات الصحيفة للإسلام ليست جديدة وقد تكررت مرارا كما أن المسلمين في فرنسا لم يسكتوا عن تلك الإساءات ولكن كل محاولاتهم لمنعها ذهبت سدى!! وحجة الحكومة الفرنسية أن فرنسا تكفل الحرية للجميع وأن ما قامت به الصحيفة يندرج تحت باب الحرية الذي تقدسه فرنسا!! ولكن واقع فرنسا يشهد بشيء آخر مخالف تماما لما يقال!! فالعالم الفرنسي المشهور روجيه جارودي الحائز على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام ألف كتاب (الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل) وقد حوكم بسببه لأنه انتقد وبطريقة علمية بعض المعتقدات السياسية اليهودية، كما حوكم على موقفه من المحرقة اليهودية وهو لم ينكرها وإنما شكك في أرقامها، وحوكم أيضا لأنه انتقد إسرائيل على جرائمها في لبنان!! فأين حرية الرأي التي تدعيها فرنسا؟ وكاتب رواية (استسلام) اتهم الإسلام بأنه أغبى ديانة في العالم وعندما رفع المسلمون دعاوى ضده لم تقبل بحجة حرية الرأي التي تكفلها فرنسا لمواطنيها، ولكن هذه الحرية تختفي تماما عندما ينتقد الصهاينة، ولا تبرز إلا عند الإساءة للإسلام!! إساءة الصحيفة للإسلام عمل إرهابي إجرامي مستفز لكل مشاعر المسلمين في العالم وحكومة فرنسا بسكوتها عنه تعد مشاركة فيه، وكان من واجبها منع تلك الإساءات في وقتها، صحيفة دنمركية ارتكبت نفس الجريمة. سابقا وعندها ثار المسلمون في كثير من أنحاء العالم واتخذوا قرارا بمقاطعة المنتجات الدنمركية، وطالبوا حكوماتهم باتخاذ مواقف جادة تجاه الدنمرك، وكان بودي أنهم فعلوا الشيء نفسه تجاه فرنسا بدلا من استخدام لغة السلاح انتصارا لدينهم ومعتقداتهم ونبيهم ومن واجب حكوماتهم أن تقف معهم لأنها لو فعلت ذلك فستساهم كثيرا في منع أو التقليل من الانتقام العشوائي غير المدروس ٠ إن ما فعلته الصحيفة ليس مبررا لقتل الفاعلين فالقتل العشوائي ليس حلا لأنه قد يتكرر مرة أخرى، كما أن الذين ارتكبوا تلك الفعلة ليسوا مخولين من المسلمين بارتكاب تلك الفعلة نيابة عنهم!! بل إن فعلتهم تلك أساءت للإسلام كما أساءت للمسلمين في الوقت نفسه خاصة أولئك الذين يعيشون في أوروبا، ولا أستبعد أنها قد تسيء للمسلمين في بلادهم العربية والإسلامية هذا إذا وضعنا الجانب الاستخباراتي في العملية برمتها!! بعد كل ما أشرت إليه سابقا أتساءل: هل الذين قاموا بتلك العملية هم ذات الأشخاص الذين تم الإعلان عن أسمائهم؟ ولو افترضنا جدلا أنهم هم فعلا من قام بتلك العملية فهل قاموا بها انتقاما ممن أساء إلى نبيهم وبدون مؤثرات خارجية سواء أكانوا يعلمون عنها أم يجهلونها؟ ثم لماذا في هذا التوقيت غير المناسب على الإطلاق؟!هناك مؤشرات ذات دلالات عميقة ينبغي الالتفات إليها منها: أن صحفية فرنسية ظهرت على القناة الفرنسية الثانية ونقلت عن زميلة لها كانت في موجودة في الصحيفة وقت الحادثة قالت لها: إن أحد المسلحين وضع سلاح الكلاشنكوف على أنفها وطلب منها أن تقرأ القرآن كي لا تموت وأنها بدأت بتلاوته باستمرار!! وقالت إن هذا الشخص عيناه زرقاوان جميلتان!! مقالة الصحفية تنسف رواية الحكومة كلها، فالذين قاموا بالعملية ليس فيهم أحد ذو عينين زرقاوين، وليس من المعقول أن قاتلا وفي ظروف عصيبة يطلب من امرأة قراءة القرآن كي لا يقتلها!! ومنها أيضا: أن الصحيفة تخضع لحراسة الشرطة فكيف استطاع القاتلان دخول المبنى وقتل ذلك العدد الكبير من الصحفيين والإداريين وبهدوء كبير ومن ثم مغادرة المبنى دون أن يشعر بهما أحد؟! ثم كيف استطاع القاتلان معرفة موعد ومكان الاجتماع الأسبوعي لطاقم الصحيفة والتوجه إليه مباشرة لتنفيذ جريمتهما؟!الصحافة المحلية ذكرت أنها اتصلت بأحد الأخوين هاتفيا وحاورته فذكر لها أنه من القاعدة وأنه أخذ مالا من العولقي لقتل الصحفيين!! كما اتصلت بالأخ الآخر فذكر أنه من أتباع الدولة الإسلامية وأنه أراد الانتقام ممن أساء للرسول!! نعرف أن العولقي مات منذ فترة طويلة فلماذا تأخر القيام بهذه العملية حتى هذا الوقت؟ ثم إذا كان الأخوان ينفذان مهمة واحدة فكيف يكون أحدهما تابعا لجهة والآخر تابع لجهة مغايرة؟! هذا على افتراض أنهما فعلا ينتميان إلى هذه الجهة أو تلك!!هناك مؤشرات أخرى بحاجة إلى وقفات متأنية، فالقاتلان مع ثالث وزوجته - كما قيل - هاجموا معبدا يهوديا ثم استولوا على بقالة يهودية واحتجزوا عددا من الرهائن وعلل محتجز الرهائن فعلته بأن اليهود وراء الظلم الذي لحق بالمسلمين ومن أجل ذلك قام بدخول بقالتهم!! هذه الحادثة تخدم اليهود كثيرا خاصة أن فرنسا وقفت مع حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وهذا الموقف أغضب اليهود كثيرا وجعلهم يحتجون لدى الفرنسيين، وقد رأينا كيف استغلها رئيس وزراء إسرائيل ودعا يهود فرنسا للهجرة إلى فلسطين، وأعتقد أن تلك الحادثة ستجعل الفرنسيين يترددون في موقفهم السابق من فلسطين وربما يخضعون لضغوط داخلية من الأحزاب المتطرفة بدعوى كيف تقف فرنسا مع مسلمين متطرفين قتلوا أبناءها؟ فمحصلة هذه العملية غالبا ستكون في صالح إسرائيل وأيضا في صالح الأحزاب التي تطالب بطرد المسلمين من أوروبا أو التضييق عليهم في الحد الأدنى!!هناك أمر آخر كان لافتا للنظر وبشكل كبير، فالرئيس الفرنسي طالب الفرنسيين بالخروج في مسيرات حاشدة يوم الأحد للتنديد بالإرهاب، ومع أن هذه الدعوة تضخيم للحدث إلا أن الأغرب أن قيادات أوروبية وعربية ومسلمة كثيرة حضرت للمشاركة فيه ودعمه فما السبب في ذلك؟! هل هناك نية مبيتة لغزو بلد عربي تحت ذريعة محاربة الإرهاب؟! وهل دعوة الرئيس الأمريكي لعقد مؤتمر لمكافحة الإرهاب في واشنطن سيكون له علاقة بما حدث في باريس؟! لا أريد أن أكون متشائما ولكن تسارع الأحداث يضع أمامي كثيرا من الأسئلة الحائرة!! فالمشهد الحالي يذكرني بما سمعته مرارا من الأمير نايف - رحمه الله - من أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م لا علاقة للقاعدة فيه على الإطلاق وإنما هو من تدبير الأمريكان!! ومع أن القاعدة اليوم باركت غزوة باريس ومع أن أحد الفاعلين اعترف بتبعيته للقاعدة إلا أنني أشك في هذه الرواية جملة وتفصيلا، ومرة أخرى أتساءل: هل هناك أمر مبيت لهذه المنطقة؟! وأخيرا ومع أنني قلت في بداية المقال: إن ما فعلته الجريدة جريمة بحق كل مسلم وأنه عمل إرهابي كان يجب على حكومة فرنسا إيقافه وأن تعللها بالحريات أمر كاذب إلا أن قتل الصحفيين جريمة ما كان ينبغي أن تحدث، والذي أفهمه أن ديننا يحرم ذلك لأن نتيجة الفعل إضرار كبير بالمسلمين وهو ضرر أكبر بكثير من أي مصلحة قد تتحقق. وشيء آخر وهو أن الحكومات العربية والإسلامية وكذلك المنظمات الإسلامية الناطقة باسم المسلمين والجامعة العربية كل هؤلاء لم يقوموا بواجبهم مع أن الأمر يستدعي ذلك وبقوة!! إن إهانة رسولنا والاستهزاء به وبديننا ما كان له أن يستمر سنوات لو أن تلك الجريدة البائسة والتي كانت تبحث عن الشهرة من خلال ذلك العمل وجدت من يوقفها عند حدها في الوقت المناسب، وهذا الموقف السلبي هو الذي يمكن لمن يريد الإساءة للإسلام بحسن نية أو بسوئها أن يفعل ما يريد وباسم الدفاع عن الإسلام!!.

973

| 13 يناير 2015

الأحزاب الدينية بين القبول والرفض !!

ليس موضوعي هنا هو مناقشة موضوع مبدأ السماح بقيام أحزاب أو عدم السماح بها في البلاد العربية أو الإسلامية وإنما لفت نظري أن البلاد التي تتخذ من الإسلام دينا وتدعي أنه مصدرها في القوانين والتشريعات تحارب وتمنع قيام أي حزب ذي مرجعية إسلامية مهما كانت معتدلة بينما نجد أن الأوروبيين وهم دعاة الليبرالية والعلمانية والاشتراكية وغيرها من المبادئ التي لا تمت للأديان بصلة يسمحون بقيام أحزاب وجماعات على أسس دينية، وكذلك تفعل إسرائيل حيث تسمح بقيام أحزاب دينية وأيضا جماعات إرهابية ذات مرجعيات دينية!! والسؤال: لماذا نجد هذه المفارقة الغريبة بين دولنا التي تؤمن بالإسلام دينا وبين دول أخرى لا تدين - حسب قوانينها - إلا بالعلمانية؟!!إسرائيل - التي احتلت بلدا عربيا مسلما وتعيش وسط بلاد مسلمة - بلد ديني عنصري بامتياز، فاسم دولتهم هو اسم نبي الله يعقوب عليه السلام، وهم يطالبون أن تكون دولتهم لليهود فقط!! تخيل لو أن دولة عربية اتخذت من اسم نبينا محمدا اسما لها ثم طالبت بإخراج النصارى واليهود من أراضيها!! كيف سيكون موقف الأوروبيين والأمريكان منها؟! بل كيف سيكون موقف مواطنيها منها لاسيَّما العلمانيين وأشباههم؟!! بينما صمتت معظم دول العالم عن مطالبات اليهود وهي دولة محتلة تريد طرد السكان الأصليين منها!! وفي إسرائيل التي تدعي الديمقراطية والعلمانية أحزاب دينية ذات نفوذ كبير على صانعي القرار، ومن هذه الأحزاب حزب (شاس) وزعيم هذا الحزب المتطرف الحاخام عوفاديا يوسف الذي طالب بقتل الفلسطينيين رجالهم ونساءهم وأطفالهم!! لنا أن نتخيل كيف ستكون ردة فعل الغرب والعرب لو أن شيخا مسلما طالب بمثل ما طالب به ذلك اليهودي المتطرف؟! وفي إسرائيل أيضا حزب (مفدال) وهو من الأحزاب ذات المرجعية الدينية المتطرفة، وهذا الحزب مسؤول عن كثير من الأعمال الإجرامية ضد الفلسطينيين، ويؤمن هذا الحزب بعقيدة إسرائيل الكبرى ووجوب طرد الفلسطينيين من أرضهم!!.وثالث هذه الأحزاب حزب (الليكود) وهو حزب ديني متطرف وقد تولى قادة هذا الحزب الحكم مرارا، ومن هؤلاء مناحيم بيجن وشارون، ويؤمن هذا الحزب بعظمة إسرائيل وخصوصيتها!!. وإلى جانب هذه الأحزاب توجد جماعات متطرفة تعمل تحت سمع الدولة وبصرها وتلقى دعما وحماية لكل جرائمها ضد الفلسطينيين، واللافت أن كل الجرائم التي يمارسها الصهاينة تكون باسم الدين ولا تجد من الغرب أو الأمريكان من يستنكر ذلك ولا من ينسب الإرهاب للدين اليهودي أو لليهود بصفتهم الدينية!!.وفي أوروبا تكثر الأحزاب ذات المرجعيات الدينية مع أن أوروبا معروفة بالليبرالية والعلمانية لكن الدين يبقى ذا تأثير واضح على بعض مجريات الأمور فيها - وأنا هنا أشير إلى الدين الذي يؤمن به المسيحيون حاليا وليس إلى أصل الدين المسيحي - ولا تجد دول أوروبا حرجا في السماح بإنشاء أحزاب ذات مرجعيات دينية، بل إن بعض هذه الأحزاب وصل إلى الحكم كما هو حال الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا الذي حكم ألمانيا سنوات طوال ولم يعترض أحد لا في ألمانيا ولا في غيرها على ذلك، ونجد أيضا في فرنسا وبريطانيا أحزابا تشير مسمياتها إلى الديمقراطية المسيحية!! وهذه الأحزاب تعتبر نفسها ممثلة الدين المسيحي والأخلاق المسيحية، وهي غالبا ما تتحدث عن قضايا الإجهاض وتعدد الزوجات والطلاق بالإضافة إلى التأكيد على الأعياد والإجازات الدينية في نظام الدولة. وفي أوروبا جماعات دينية متطرفة خاصة ضد الأقليات المسلمة حتى وإن كانت من أبناء البلاد الأصليين أو ممن يحملون جنسيتها!! ولهذا نسمع كثيرا عن قضايا منع النقاب وكذلك بناء منائر للمساجد ومنع الآذان، بل وصل الأمر في بعض دول أوروبا إلى المطالبة بطرد المسلمين نهائيا من أوروبا!! وقد نقلت بعض الصحف عن الرئيس الفرنسي السابق (ساركوزي) قوله: إن المآذن غريبة عن التراث الأوروبي!! ولعل هذا الرئيس لم يعرف أن عددا من دول أوروبا كان يدين بالإسلام مئات السنين!!. وفي الهند أيضا أحزاب دينية متطرفة منها حزب (بهارتا جاناتا) وهو حزب هندوسي متطرف وقد حكم هذا الحزب الهند مرارا، وهو - أي الحزب - من قاد الحملة ضد مسجد البابري، وقد تمكن من هدمه ثم أعاد بناءه معبدا للإله (رام) الهندوسي وكان ذلك عام ١٩٩٢ م! ولم نسمع من الغربيين وأشباههم استنكارا حقيقيا حول هذه الجريمة التي راح ضحيتها الكثير من المسلمين، كما لم نسمع أيضا أن أحدا لا من الغرب ولا من الأمريكان ولا من العرب من استنكر إنشاء أحزاب ذات مرجعيات دينية في أي مكان في العالم.وإزاء هذا كله أطرح السؤال مرة أخرى: لماذا لا تسمح الدول التي تسمح أنظمتها بوجود الأحزاب بوجود أحزاب ذات مرجعيات دينية؟! مع أن الفارق بين هذه الدول وبين الدول التي ذكرتها كبير جدا، فدولنا تؤمن بالإسلام وتجعله مصدرا أساسيا من مصادرها التشريعية بينما الأخرى لا تفعل ذلك؟! وكثير من دولنا لم تقف عند حد منع الأحزاب الدينية بل إنها تمنع وجود جمعيات دينية مستقلة عن توجه الدولة، وبعضها الآخر لا يقف عند هذا الحد بل يتعداه إلى محاربة الإسلام والتهجم على مبادئه وأحكامه وثوابته، فمنهم من يجعل الخمر ولحم الخنزير حلالا، ومنهم من يبيعه في الأسواق، ومنهم من يسخر بالجهاد وبالصيام والحج!! وبدأ البعض وتحت سمع دولهم وبصرها يشكك بالقرآن الكريم وبسنة سيدنا محمد عليه السلام، إلى غير ذلك من القضايا التي تشعرك أن هذه الدول لا تطيق الإسلام الذي يؤمن به معظم شعوبها وأنها من أجل ذلك تسخر كثيرا من إمكاناتها لحربه وحث ناشئتها على البعد عنه.الدول العربية كما نعرف تسمح بوجود أحزاب ليست ذات مرجعيات دينية متعللة بعلل واهية وهذا شجع جماعات ترتبط بالدين حسب مفهومها تشكل تجمعات سرية تعمل تحت الأرض خوفا من الملاحقة وهذا شجع على وجود تيارات متشددة تتخذ من العنف طريقا لها!! كما أن القول بأن الأحزاب الإسلامية لا تؤمن بالديمقراطية أصبح قولا غير قابل للتصديق فقد كذبه الواقع أكثر من مرة فكان دعاة الديمقراطية هم أول الخارجين عليها وبطرق مقززة!.

1034

| 06 يناير 2015

الإرهاب وثقافة قطع الرؤوس: الجذور !!

الحديث عن الإرهاب قديم ولكنه ازداد كثيرا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ م في أمريكا، ولكن الحديث عن قطع الرؤوس وما تلاه من تعليقات على تلك الأفعال وبشاعتها بدأ مع داعش (الدولة الإسلامية) التي قامت بعدة عمليات قطع كان بعضها مصورا وتم عرضه في بعض القنوات التلفزيونية ولقي استهجانا كبيرا من الجميع، نظرا لبشاعته وأيضا مخالفته لقواعد الشرع وضوابط الأعمال الإنسانية المعروفة.حاول الأمريكان وبعض مؤيديهم من الغربيين ومن العرب أيضا ربط هذه الثقافة المتوحشة (ثقافة قطع الرؤوس) بالمسلمين، وادعوا أن المسلمين وحدهم هم من يمارس هذه الأعمال الوحشية، وقد استغلوا ما قامت به الدولة الإسلامية عندما قطعت بعض الرؤوس علنا أسوأ استغلال، حيث ربطوا الإرهاب بكل مساوئه بالمسلمين، وأعتقد أن قطع تلك الرؤوس هو الذي ساعد أمريكا كثيرا على حشد عدد كبير من الدول لحرب داعش كما قالوا! لكن التاريخ ووقائعه وأحداثه تؤكد أن الأوروبيين والأمريكان هم من بدأ ومارس تلك العادات السيئة، وهم - أيضا - من مارس الإرهاب بكل تفاصيله وأنواعه، وقد أشار الدكتور (نعوم تشومسكي) - وهو واحد من أكبر علماء أمريكا وفلاسفتهم، بل هو ظاهرة عالمية بحسب وصف جريدة نيويورك تايمز، وهو أمريكي يهودي، ولكنه يميل إلى الإنصاف والواقعية ولهذا فهو غير محبوب في بلده وأيضا في إسرائيل، يقول نعوم: إن أمريكا بلد إرهابي بحسب تعريفها للإرهاب، فهو - أي الإرهاب (هو التهديد أو استخدام العنف لتحقيق غايات سياسية أو دينية أو غير ذلك من خلال تخويف الناس ونشر الخوف في صفوف المدنيين وما إلى ذلك)، ويضيف: عندما نقارن بين ما تفعله أمريكا عسكريا في العراق وأفغانستان واستخدامها فلسفة (الصدمة والرعب) وبين ما تفعله حليفتها إسرائيل سنجد أنهما يمارسان الإرهاب بطاقته القصوى ضد المجتمعات والشعوب في العالم. والمعروف أن أمريكا مارست حربا شرسة ضد الفيتناميين وقتلت منهم عشرات الآلاف، وفعلت الشيء نفسه في العراق وفي أفغانستان، كما أنها أسهمت مع إسرائيل في قتل آلاف الفلسطينيين، وما زالت تدعمها لقتل الشعب الفلسطيني وقلعه من أرضه!! وأمريكا فعلت كل ذلك بحجة محاربة الإرهاب والعنف في العالم!! والكل يدرك أن ما تقوله أمريكا لا صحة له على الإطلاق، وإلا لماذا صمتت عن جرائم بشار الأسد وكذلك جرائم الصهاينة في غزة وغيرها من الجرائم التي يتعرض لها المسلمون في أماكن كثيرة؟! ويروي (جون سمث) وهو واحد ممن ترجم ما كتب عن أفاعيل الأمريكان بالهنود الحمر - سكان أمريكا الأصليين - وذلك خلال معركة (ساند كريك)، فقد ارتكب الجنود الأمريكان أفظع مجزرة في الهنود الحمر، حيث هشموا جماجمهم وسلخوا جلودهم وقلعوا أدمغتهم، كما بقروا بطون الحوامل وعذبوا الأطفال وفصلوا الرؤوس عن الأجساد!! ومع هذه الوحشية فقد احتفل الأمريكان بهذه المجزرة وأشاد بها الرئيس الأمريكي (تيودور روزفلت) وأثنى على شجاعة جنوده واعتبر أن القضاء عليهم ضرورة ملحة!!وكما تحدث التاريخ عن فظائع الأمريكان فقد تحدث أيضا عن فظائع الفرنسيين زمن احتلالهم للمغرب العربي، فعندما دخلوا قرية اكواري في إقليم مكناس قطعوا رؤوس الأهالي وكانوا يضعونها على شاكلة رؤوس الحيوانات التي يصطادونها، وقد عملت فرنسا من صور هذه الرؤوس طابعا بريديا وكان ذلك في عام ١٩٤٩م، وفي عام ١٩٥٧ كرر الفرنسيون فعلتهم الشنعاء ولكن هذه المرة كانت في الجزائر، حيث كانوا يقطعون رؤوس الفرنسيين ويلتقطون صورا لهم وهم يحملون بعض تلك الرؤوس!! وقد شارك الإسبان في حفلات قطع الرؤوس وكان ذلك مع المغاربة وكانوا يحملونها بأيديهم بعد قطعها!!إذن ثقافة قطع الرؤوس بدأها الأمريكان والغربيون وعلى نطاق واسع وبتشجيع من حكوماتهم، أما الدواعش فقد كانوا تلامذة صغارا على موائد الأمريكان والغرب، كما أن أفعالهم وجدت استنكارا كبيرا من المسلمين بعكس ما كان موجودا عند دعاة حرب الإرهاب قديما وحديثا، فقد توغل أولئك في الإجرام وبكل صنوفه، قتلوا وقطعوا الرؤوس وبقروا بطون الحوامل واغتصبوا النساء وفعلوا أكثر من ذلك، ولم يتوقفوا عن ارتكاب فظاعاتهم حتى الآن، إن حصار العراق زمن صدام تسبب في موت حوالي مليون طفل، كما أن حصار غزة حاليا تسبب وسيتسبب في موت الآلاف، فوق أن الأمراض والفقر والبطالة ستصبح هي الأصل في غزة، يحدث كل ذلك برضا ومساعدة الأمريكان وبعض دول الغرب!! أليس هذا إرهابا بكل معنى الكلمة؟ أليس قتلا للأبرياء؟! هو كذلك كما قال نعوم تشومسكي - وهو يهودي أمريكي - قال: إن القتل الغاشم للمدنيين الأبرياء هو إرهاب وليس حربا على الإرهاب. الأمريكان وحلفاؤهم بيدهم مكاييل عدة ويكيلون بحسب أهوائهم، فالذي لا يوافق أهواءهم فهو إرهاب تجب محاربته وحشد الآخرين ضده، أما الذي ينسجم مع مخططاتهم وأهوائهم فهو عمل جليل يستحق الإشادة والتبجيل وذلك على غرار دفاعهم عن جرائم الصهاينة في غزة، وصمتهم عن جرائم بشار الأسد وما شابه ذلك من الجرائم التي يغضون الطرف عنها أو يقفون مع فاعليها، أما الحجج والتبريرات فهي جاهزة، وما على الآخرين إلا القبول والسير في ركاب الأمريكان!! لا نعذر الدواعش على ارتكاب المجازر بأي صورة ولكننا لا نقبل القول بأن الإسلام دين الإرهاب ولا بأن المسلمين إرهابيون، لأننا لو أجرينا مقارنة سريعة بين ما فعله الغرب والأمريكان وبين ما فعلته داعش لوجدنا أن الفارق هائل بين الاثنين، ستكون داعش مجرد تلميذ صغير مبتدئ أمام الإرهاب الغربي والأمريكي!! ومع هذا كله لم يقل المسلمون إن الديانة النصرانية ديانة إرهابية ولم يقولوا أيضا إن كل الغربيين وكل الأمريكان إرهابيون، وهذا يؤكد أن المسلمين أكثر إنصافا واعتدالا من غيرهم.

2724

| 30 ديسمبر 2014

إرهاب العوامية متى يتوقف ؟؟

والعوامية - لمن لا يعرفها - بلدة صغيرة في محافظة القطيف، والإرهاب الذي أتحدث عنه لا يطال كل أهالي العوامية بل يطال عددا من أفرادها دأبوا على ارتكاب جرائم قتل أو إطلاق رصاص على رجال الأمن وقد قتلوا عددا من رجال الأمن وجرحوا عددا آخر وما زالوا يمارسون إرهابهم حتى كتابة هذا المقال.هذه القلة التي أتحدث عنها هي التي ألصقت صفة الإرهاب بـ (العوامية) وجعلت اسمها كلما ذكرت - خاصة في السعودية - يرتبط بالعمليات الإرهابية وهذا الوضع الخاطئ سببه الإرهابيون ولكن يشترك معهم عدد من أهالي العوامية الذين آزروهم وشجعوهم وشكلوا حاضنة قوية لهم، وأعتقد أنه لولا هذه الحاضنة الشعبية ما كان لأولئك الإرهابيين الاستمرار في جرائمهم لعدة سنوات، ولعل الأحداث الأخيرة تشكل جرس إنذار لتلك الحاضنة أن تغير موقفها رفقا بكل أهالي العوامية بمن فيهم الإرهابيون الحاليون أو من سيكون إرهابيا في المستقبل بسبب التحريض الذي كان يلقاه من المجموعة التي تحيط به والتي تشرع له الإرهاب وتجعله بالنسبة له عملا بطوليا يستحق الإشادة والتشجيع.الدولة تحملت الكثير، وصبرت طويلا على كثير من المخالفات التي قام بها أولئك النفر بمن فيها عمليات القتل، وحاولت وبطرق متنوعة تطويق تلك الأزمة وإقناعهم بالابتعاد عن العنف بكل أنواعه لكنها لم تجد منهم آذانا صاغية، وشارك في هذه المحاولات مجموعة من علمائهم ومثقفيهم لكنهم فشلوا وفي كل محاولاتهم بل إن بعضهم لقي تهديدا من تلك العصابة واتهم بعضهم باتهامات شتى، وبقي الإرهاب يضرب أطنابه ضاربا عرض الحائط بكل ما قيل له، بل إن بعض هؤلاء الإرهابيين بدأوا يتفاخرون بأن الدولة أصبحت عاجزة عن إيقافهم وأنهم يفعلون ما يريدون دون خوف أو وجل. السلطات الأمنية السعودية يبدو أنها قررت إيقاف الإرهاب في العوامية فقامت في بداية هذا الأسبوع بعمل غير مسبوق في بلدة العوامية حيث اقتحمت القوات الأمنية بعض المناطق في العوامية والتي يتواجد فيها الإرهابيون وقتلت أربعة منهم - حتى كتابة هذا المقال - كما قبضت على عدد آخر منهم أعتقد أنهم سيخضعون للتحقيق ومن ثم يتخذ الإجراءات المناسبة معهم، وأعتقد أن أهالي العوامية سيكونون فرحين بما اتخذته الدولة لأنه سيجعل بلدهم خاليا من الإرهاب ويتمتع بالأمن والهدوء والاطمئنان.ردود الأفعال والتي اطلعت عليها مابين مؤيدة لما قامت به الأجهزة الأمنية والبعض الآخر وقف في المنتصف ؛ فهؤلاء شجبوا الإرهاب وكذلك شجبوا قتل الجنود لكنهم طالبوا بالإصلاحات وبكل أنواعها كما طالبوا بالسماح بالتعبير عن الرأي بكل الوسائل وربطوا بين هذه القضايا التي تحدثوا عنها وبين ما كان يفعله أولئك الإرهابيون!! شخصيا لا يمكنني تعليل الجرائم الإرهابية وقتل الأبرياء تحت أي مبرر، فالتعبير السلمي عن المطالب وحده الذي يمكن قبوله، وهو وحده الذي يمكن أن يحقق الأهداف، لكن الجريمة لا يمكنها فعل ذلك على الإطلاق بل هي التي توسع الهوة بين الدولة وبين أولئك النفر الذين يرتكبون جرائم قتل وترويع للآمنين، ولو وعى مجرمو العوامية هذه الحقيقة فلربما تغيروا فأراحوا واستراحوا!!الذين لاموا الدولة على فعلها الأخير في العوامية مخطئون ؛ فالدولة - أي دولة - لا يمكنها أن تظل صامتة عن ارتكاب جرائم قتل لجنودها سنوات طويلة، وقد فعلت السعودية كل ما يمكنها لأجل القضاء على ذلك الإرهاب بطرق سلمية لكنها فشلت كما فشل أيضا كل المخلصين من الشيعة في المنطقة. كل السعوديين يبحثون عن وحدة وطنهم وتلاحم أبنائه كما يبحثون عن الأمن والهدوء والاستقرار وعليهم جميعا أن يتحدوا لفعل ذلك وأعتقد أن حكومتهم ستكون سعيدة عندما يتحقق ذلك ولا أشك أنها ستكون الداعمة الأهم له.

1534

| 23 ديسمبر 2014

الإسلام السياسي بين الغرب وأذنابهم

إن الذي يفهم أبسط قواعد الإسلام يدرك أن مصطلح (الإسلام السياسي) دخيل على ديننا وإسلامنا، فالإسلام كل لا يتجزأ، فهو يضم في جنباته السياسة والاقتصاد وكافة العلوم الشرعية وغير الشرعية، كما أن رسولنا الكريم، وخلفاءه من بعده، كانوا هم قادة السياسة، فهم الحكام وهم أيضا من يدير شؤون البلاد ومصالح العباد، واستمر الحال على ذلك طيلة مئات السنوات التي كانت الدولة الإسلامية تتبنى الإسلام منهجا لها وطريقا لإدارة شعوبها.ولم يعرف المسلمون مصطلح (الإسلام السياسي) بمفهومه السلبي للإسلام إلا في السنوات المتأخرة وبسبب ظروف سياسية اقتضتها مصالح الغرب وقد اتفقت مصالح الليبراليين العرب مع مصالح الغرب وأعداء الإسلام عامة، فاجتمع هؤلاء على فكرة تشويه الإسلام وتشويه من يطالب أو يعمل على تمكينه من حياة المسلمين في بلادهم، بادعاء أن هؤلاء هم من دعاة الإسلام السياسي وكأن هذا النوع من الإسلام - بزعمهم - لا يمت للإسلام بصلة وأن من الواجب محاربته والوقوف مع الغرب في حربه وحرب من ينادي به.الحرب على ما يعرف بـ(الإسلام السياسي) بدأه الغربيون، لأنهم يعرفون أن هذا النوع من الإسلام هو الذي ينازعهم الرئاسة في بلاد المسلمين، وهو الذي يقاوم مشاريعهم الاستعمارية والاقتصادية والإعلامية والثقافية، ولأنهم يريدون استغلال بلاد المسلمين بكل ما فيها، فقد وجدوا أن المسلمين الذين يفقهون دينهم هم الذين يقاومونهم، فلم يجدوا طريقا لمقاومة ذلك إلا بمحاولة تشويه الإسلام أمام أبنائه ليخلو لهم الجو الاستبدادي الاستعماري الذي يريدونه.ومنذ احتلال العراق وأفغانستان ومن ثم ما عرف بالربيع العربي برز مصطلح (الإسلام السياسي) بقوة، استخدمه الأمريكان والغرب لتبرير جرائمهم ثم تبعهم بعد ذلك كثير من الليبراليين العرب الذي هاجموا - وما زالوا - المسلمين الذين قاوموا المحتل أو الذين أرادوا إيجاد نوع من الحكم يتفق مع دينهم - ولا يتفق طبعا مع مصالح الغرب - فاتهموهم بممارسة (الإسلام السياسي) على اعتبار أن هذه الممارسة تخالف الإسلام، وفي جزئية كراهية الإسلام اتفق الليبراليون العرب مع الغربيين، فعملوا جميعا على تشويه الإسلام ومن يعمل من أجله. هذا النوع من دعاة الليبرالية خالفوا منهجهم الفكري الذي يدعون الإيمان به، وأصبحوا يمارسون العبودية المطلقة للغرب وأعوانه، وأصبحت أهواؤهم ومصالحهم وكراهيتهم للإسلام كله هي التي تقودهم لحرب الإسلام واختراع الأكاذيب لتبرير ذلك الهجوم القذر على الإسلام. وقد رأينا كيف أن الليبراليين وقفوا مع المشروع الأمريكي في قضايا تغيير المناهج الدراسية بحسب المفهوم الأمريكي وليس بحسب مصالح المسلمين، كما اتفقوا معهم على منهج تغيير الأنظمة بالقوة العسكرية وليس بالديمقراطية التي طالما طنطنوا بالدعاية لها، فأصبحت القوة هي الطريق إلى الديمقراطية أما صناديق الاقتراع التي لا تحقق أهواءهم فهم من أشد دعاة الحرب عليها حتى لو قتل من أجل ذلك آلاف البشر.الديمقراطية عند الغربيين مجرد لعبة يحققون بواسطتها أهدافهم السياسية، وهذا المفهوم الأعرج للديمقراطية تحدثت عنه (كيركيا تريك) مستشارة البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق (ريجان)، وكانت أيضا ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة، قالت: (إن الديمقراطية مجرد لعبة لتحقيق مصالح الغرب وأن قيم الغرب وسياساته خاضعة للعبة المعايير المزدوجة)، والمفكر الغربي (روبرت كانمان) قال في كتابه (الديمقراطية والمعايير المزدوجة): (إن الجميع في الغرب يتفق على أنه من الخطر دعم الديمقراطية بجميع صورها في العالم الإسلامي، والسبب أنهم يقولون: إن التعامل مع الحكومات الفاشية أسهل بكثير من التعامل مع الحكومات الإسلامية)، وقريب من هذا القول ذكره الفرنسي (أوليفيه روا) الخبير بشؤون الإسلام السياسي، قال: (عندما يكون على الغرب الاختيار بين العلمانية والديمقراطية فهو يختار العلمانية دائما، وعندما تكون العلمانية في كفة والديمقراطية في كفة أخرى كما في الجزائر وتركيا، فالغرب يختار دائما العلمانية لا الديمقراطية، الغرب يفضل النظام التسلطي الدكتاتوري على وصول الإسلاميين للسلطة).إن الذي يزعج الغرب ليس هو الإسلام السياسي كما يقولون وإنما هو الإسلام بحد ذاته، وهذا الواقع أكده الخبير الأمريكي المعروف (صومائيل هنتنغتون) الذي قال: (إن المشكلة بالنسبة للغرب ليست الإسلاميين المتطرفين وإنما الإسلام ككل)، ونحن نفهم من الواقع الذي نراه أنهم يعادون الإسلام الصحيح الكامل الذي يقبل على الآخرة كما يقبل على الدنيا، ولكنهم يتعايشون ويشجعون الإسلام الخامل الذي يدعي الإقبال على العبادة فقط، ولهذا فهم يشجعون على التصوف وبكل طرقه، فهم لا يهمهم كثرة المصلين أو كثرة قارئي القرآن ومن في حكمهم، خاصة إذا كان هؤلاء يقتصرون على العبادة فقط ويتركون قيادة بلادهم واقتصادها في أيدي الغربيين والأمريكان وهكذا ثقافتها وسائر قضاياها الأخرى.الليبراليون العرب ومن منطلق كراهيتهم للإسلام كله، يرددون كالببغاوات أن الإسلاميين يريدون الوصول إلى الحكم، وأن الإسلام السياسي هو الذي يسيء إلى المسلمين!! وأعجب من هذا المنطق الغبي الذي خجل الغرب منه - ظاهريا على الأقل - فما المانع في أن يصل الإسلاميون إلى الحكم إذا كان وصولهم إليه بحسب المعايير التي وضعتها بلادهم؟! لماذا يحق لكل حزب ولكل مذهب أو دين الوصول إلى الحكم ويحرم ذلك على المسلمين؟!! لقد أثبت الواقع أن معظم الليبراليين عروا أنفسهم وأثبتوا أنهم لا يؤمنون بما يقولون، فصفقوا لكل من وصل إلى الحكم من غير الإسلاميين وأيضا لكل من انقلب على الديمقراطية وصادر حرية الشعوب واختيارها، ولكن مبادئهم الزائفة ضاقت عن قبول الإسلاميين بأي صورة كانت، فآثروا الاصطفاف إلى جانب الغرب في عدائه للإسلام وللمسلمين، وإذا كان الغربيون ينظرون إلى مصالحهم بعيدا عن مصالح المسلمين أو دينهم وإذا كان فعلهم هذا يشكل جزءا من مساوئهم، فإن فريقا من الليبراليين العرب أكثر منهم سوءا، لأنهم نصبوا العداء لدينهم وأمتهم وقبلوا أن يكونوا مطايا للغرب وأهدافه.الشيء المطمئن أن أكاذيب الغرب ومعهم الأمريكان وأبواقهم الليبراليون العرب أصبحوا مكشوفين وهذا سيجعل العرب يتعاملون معهم بصورة مغايرة، حتى وإن كانت بطيئة!!.

2867

| 16 ديسمبر 2014

قطر في عرسها الوطني

اليوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يحتفل القطريون بيومهم الوطني، وكان أمير قطر السابق قد أصدر قرارا يحدد ذلك التاريخ يوما وطنيا لقطر، ومن المعروف أن لكل دولة يوما تحتفل فيه بمناسبة وطنية كبيرة وهامة بالنسبة لها، وقطر واحدة من بين تلك الدول، حيث قررت الاحتفال باليوم الذي توحدت فيه بكل أطيافها الاجتماعية تحت قيادة أسرة آل ثاني الكريمة، وما زالت متوحدة وقوية ومتلاحمة تحت تلك القيادة الكريمة.وقطر لها تاريخ ضارب الأطناب، فقد أشار إليها المؤرخ اليوناني الشهير (هيرودوس) في تاريخه، كما ذكرها كذلك عالم الجغرافيا الكبير (بطليموس)، حيث وضعها ضمن خريطة العالم العربي التي صممها ولكنه أطلق عليها (قطارا)، وهي ما يعتقد اليوم أنها بلدة (الزبارة) والتي كانت من الموانئ المشهورة في تلك الفترة، هذا بالإضافة إلى أن الاكتشافات الأثرية والنقوش أثبتت أن قطر كانت معروفة ومأهولة بالسكان منذ حوالي أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. الاحتفالات بمثل هذه المناسبات فرصة يتذكر فيها المواطنون ماضيهم، كيف كانوا، ثم يستعرضون حاضرهم وكيف أصبحوا، والأهم من ذلك كيف سيخططون لمستقبلهم ليضمنوا أمن وسلامة أجيالهم القادمة وربط ذلك كله بسلامة وأمن وطنهم وقوته ومستقبله.كانت أول زيارة لي لقطر منذ حوالي خمسة وثلاثين عاما وبدعوة من وزارة التعليم (لست متأكدا هل كان هذا اسمها آنذاك أم لا)، وفي تلك المناسبة زرت بعض المدارس وتجولت في قطر بين أسواقها وأحيائها، ثم مضت سنوات بعد ذلك وأصبحت أتردد عليها ما بين آونة وأخرى، لاسيَّما بعد أن سكنت في مدينة الإحساء القريبة من قطر، وبعد أن أصبح لي ولأهلي أصدقاء خيرون نحرص على التواصل معهم في بلدهم قطر، كما يحرصون هم كذلك على زيارتنا في الإحساء، وكل ذلك جعلني أتعرف، بصورة أشمل، على قطر وأتابع تطورها الواضح، سنة بعد أخرى.التعليم في قطر تغير بصورة شاملة وقد قدر لي أن أزور المعرض التعليمي الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم في بلادي السعودية، وكانت قطر تشارك فيه ولمست من تفاصيل تلك المشاركة ومن خلال حديثي مع بعض القائمين على المعرض، الفارق الكبير في التعليم بين ما رأيته في المرة الأولى وبين ما رأيته خلال السنتين الأخيرتين، وهو فارق يبشر بتقدم تعليمي كبير لأبناء قطر. وفي مجال التعليم العالي خطت قطر خطوات كبيرة وجريئة وربما غير مسبوقة، فبالإضافة إلى جامعة قطر التي تطورت كثيرا وتوسعت في تخصصاتها، فقد استضافت قطر عددا من أشهر الجامعات العالمية، فحطت هذه الجامعات رحالها في قطر، فأصبح الطالب القطري يدرس ويتخرج من جامعة عالمية وهو في بلده، والزائر لقطر يرى مدينة تعليمية كبيرة تضم بين جنباتها عددا من الجامعات العالمية والدولة تقدم مساعدات كبيرة لهذه الجامعات، لكي تستطيع أداء دورها بشكل جيد. التقدم القطري تجاوز التعليم، حيث وصل إلى الإعلام، ولا أظن أن أحدا لا يعرف قناة الجزيرة، تلك القناة التي وصلت إلى العالمية وأصبحت جزءا من حياة معظم العرب وبدون منازع، كما أنها أصبحت تنافس القنوات العالمية، فهي تبث باللغة الإنجليزية ولها عدة قنوات متخصصة، ومعروف أن هذه القناة أحدثت انقلابا كبيرا في منهج الإعلام العربي، ومع تقدم الإعلام رأينا تقدما آخر في الصحة والسياحة والمتاحف والمساجد وغير ذلك من أنواع التقدم الذي لا تخطئه العين.الأعمال الخيرية في قطر تبعث على الإعجاب، فرغم الحصار الأمريكي على الأعمال الخيرية فإن جمعيات قطر الخيرية مازالت تقوم بأعمال جليلة ومقدرة داخل وخارج قطر، وربما جهودها في إغاثة السوريين والفلسطينيين من أفضل ما أراه، خاصة في هذه الظروف التي تخلى فيها الكثيرون عن مساعدة السوريين وكذلك المحاصرين في غزة.وكما يقال: الشيء بالشيء يذكر، فهنا لابد من الإشادة بموقف قطر الجميل من أهالي غزة، فقد فعلت لهم ما لم يفعله غيرها، وما زالت تقوم بأدوار رائعة سيذكرها لهم التاريخ وسيسطرها بأحرف من نور. في اليوم الوطني لقطر لابد أن يتذكر القطريون أن المحافظة على مكتسباتهم وتطويرها يجب أن تكون قضيتهم الدائمة، ولعلي أقترح على دولة قطر أن تجعل جزءا من برنامجها في يومها الوطني تكريم المتميزين من أبنائها في كل التخصصات، لأن هذا يشجع على الإبداع والعمل الجيد والمتواصل وبطبيعة الحال يصب ذلك في مصلحة قطر وتقدمها، كما يمكنها أيضا تشجيع المتميزين المسلمين في العالم كله، وربما يسهم بعضهم في تقدم وبناء قطر من منطلق إسلامي بحت، وهناك أشياء يمكن عملها في اليوم الوطني، بالإضافة إلى برامج الترفيه المعتادة.أبارك لقطر يومها الوطني القادم، وآمل أن تسهم مع أخواتها دول مجلس التعاون، في جعل أيام كل مواطنيها أعيادا نافعة وتقدما في جميع جوانب حياتهم.

1342

| 09 ديسمبر 2014

تركيا بين الاقتصاد والسياسة !!

في اعتقادي أن السياسة لا يمكنها أن تنفصل عن الاقتصاد بأي حال من الأحوال؛ والواقع الذي نراه في العالم كله أن الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي يصاحبه دائما نمو اقتصادي والعكس صحيح أيضا؛ فالدول التي تفقد الاستقرار تبدأ تدريجيا بفقد الاقتصاد، فالتاجر المحلي لا يمكنه المخاطرة بالاستثمار في بلده مالم يكن مستقرا هذا فضلا عن المستثمر الخارجي فرأس المال جبان كما يُقال!! وهذه المتلازمة ربما هي التي تدفع الدول للمحافظة على استقرارها السياسي كي تعطي أكبر فرصة لنمو اقتصادها ومن ثم سعادة مواطنيها. في اسطنبول عقد (الموسياد) مؤتمره الخامس عشر تحت شعار (غيروا الاقتصاد تغيرون العالم)، والموسياد من أكبر المؤسسات الاقتصادية في تركيا، وأصحابها يقولون إنها أكبر مؤسسة اقتصادية في أوروبا، وتضم في عضويتها ستين مؤسسة حول العالم أما في الداخل التركي فيتبعها مائة وعشرون مؤسسة تجاريه، أما عدد رجال الأعمال الأتراك المنضوين تحت لوائها فيبلغون حوالي سبعة آلاف تاجر يمثلون كافة الصناعات التركية.ومؤتمرات (الموسياد) تعتمد أساسا على المعارض الضخمة التي تصاحبها، وفيها يعرض التجار الأتراك صناعاتهم المتنوعة على الزوار الذين يأتون من معظم دول العالم، وفي هذا العام ضم المعرض صناعات تركيا الحربية ومنها الطائرات من دون طيار والدبابات وغيرها، وفي هذه المعارض تتم الصفقات بين البائعين وبين الراغبين في الشراء، وقد يزور المعرض من يود الاطلاع ومعرفة الصناعات التركية وكذلك الفرص العقارية وهذه تجد إقبالا من الكثيرين لأسباب كثيرة.ويعتمد الموسياد على فلسفة الأخلاق في العمل التجاري ؛ فالتاجر يجب أن يكون مستقيما لا يعرف الغش في أعماله، كما يجب عليه أن يعامل الآخرين بخلق حسن، ومن الأسس التي ينادي بها الموسياد عدم الاعتماد على الغرب في الاقتصاد لأنهم لا يقدمون شيئا دون تحقيق بعض أهدافهم!! رئيس الحكومة التركية تحدث في حفل الافتتاح عن اقتصاد بلده وعن سياستها ؛ وقد أكد أن الدخل القومي لبلده تضاعف حوالي ثلاث مرات خلال اثني عشرة سنة، كما ذكر أيضا أنه قام بعدة رحلات بغية تطوير الاقتصاد في تركيا، مؤكداً أن تركيا أصبحت بلدا جاذبا للاستثمار لأنها تقف إلى جانب رجال الأعمال، و أكد عدم عدالة الغرب في قضايا الإرهاب، وذكر أمثلة على مايجري في سوريا والعراق ومصر وليبيا، وأشار كذلك إلى جرائم الصهاينة في المسجد الأقصى وأثر ذلك السلبي على السلام في المنطقة!! وأكد أن الغرب كان بإمكانه وقف المجازر التي تحدث في سوريا لو أراد لكنه لا يريد ذلك!! وتساءل: كيف يمكن بناء حضارة تقوم على الظلم والاستبداد؟!! كما أكد أن بلده ستقف مع السلام والعدل مهما كلف الأمر!! رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو تحدث في حفل الاختتام، عن مستقبل تركيا الاقتصادي وكيف أن الدولة تخطط لهذا المستقبل بجدية لكي لا تقع في أزمات اقتصادية على غرار ماحدث في بعض الدول، وقال إن الموسياد أسهمت في بناء مستقبل تركيا الاقتصادي وأنها مستمرة في هذا الاتجاه والدولة ماضية أيضا في دعمها للموسياد وهذا الدعم يعد دعما للاستقرار الاقتصادي.الشيء الذي أستطيع تأكيده أن الاقتصاد التركي ينمو بشكل جيد، وهذا النمو انعكس على حياة الأفراد وأسلوب عيشهم بصورة واضحة، والذي شاهد تركيا قبل عقدين من الزمن ثم شاهدها الآن سيلاحظ ذلك سريعا!! هناك تغير كبير في البنية التحتية وفي وسائل المواصلات وفي المشاريع السكنية والتجارية وفي قطاع السياحة الذي تقدم بشكل كبير جدا، كما أن هناك إقبالا كبيرا على الاستثمار في تركيا خاصة في قطاع العقار وكل ذلك سيصب في مصلحة رفاه المواطن التركي.

1146

| 02 ديسمبر 2014

دول الخليج.. اتفاق بحاجة إلى رؤية مستقبلية !!

كنت واحدا من الذين آمنوا أن الاختلاف بين دول الخليج لن يكتب له النجاح أو الاستمرار، وقد عبرت عن رأيي هذا في مقالات متعددة وفي مناسبات كثيرة!! وقد كانت قناعتي تلك مبنية على أن الكبار قد يختلفون في بعض الأحيان لأسباب يراها بعضهم تستحق ذلك الاختلاف، ولكن شعوبهم لا تتفق معهم في اختلافاتهم لاختلاف الرؤية والمبررات والمصالح - إلا شلة من المنافقين الذين انفضحوا انكشفوا بعد الاتفاق وغيروا جلودهم خلال ساعات معدودة - والسبب أن الشعوب ترى مالا يراه حكامها في مسألة الاختلاف مع شعوب أخرى خاصة في دول الخليج!! وببساطة شديدة فإن كثيرا من الأسر التي تعيش في السعودية لها امتداد في قطر والبحرين والكويت وبقلة في الإمارات وعمان، والشيء نفسه ينطبق على أسر البحرين وقطر أو البحرين والإمارات أو قطر والإمارات أو الإمارات وعمان، ولهذا فمن المستحيل أن تتخاصم هذه الشعوب المترابطة أسريا واجتماعيا لأن حكامها غير متفقين على بعض القضايا السياسية، ولهذا فإن شعوب المنطقة كانت تتوقع نهاية قريبة وسعيدة لهذا الاختلاف الذي لا يخدم إلا أعداء المنطقة وهذا ما حصل فعلا بفضل وعي وحكمة قادة دول المجلس جميعا والذي قاده خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس.والآن وقد انتهى الخلاف بحسب البيان التكميلي لقمة الرياض والذي يفترض بعده أن تعود المياه إلى مجاريها بين دول المجلس لابد من طرح بعض القضايا التي - عادة - ماتصاحب أي اتفاق دولي، وسبب طرحها أن البيان لم يذكر تفاصيل الاتفاق وإنما اكتفى بالعموميات - وربما كان هناك بنود مفصلة للاتفاق لم تعلن للناس - ولهذا فإن شعوب المنطقة تتساءل عن الضمانات التي تجعل الخلاف لا يعود ثانية وهل الاتفاق اشتمل على تلك الضمانات أم لا؟! وبطبيعة الحال فإن من حق شعوب المنطقة أن تطرح أسئلة عديدة حول مشروع الاتفاق لأنه يتعلق بها وبمصالحها مباشرة أكثر مما يتعلق بمصالح الحكام.من الأشياء التي شاعت - وأنا أتحدث عن إشاعات - أن قطر تعهدت بعدم التدخل في شؤون دول المجلس!! هذا حسن، ولكن قطر تؤكد أنها لم تفعل ذلك مطلقا فهل هناك أشياء لا نعرفها نحن وإنما قيل ذلك لهدف آخر ؟! وإذا كانت المشكلة تتعلق بالسياسات الخارجية لدول المجلس فهل الاتفاق ينص على أن تكون هذه السياسات متطابقة تماما؟! شخصيا لا أظن ذلك بل ولا يمكن أن يحصل مادام أن لكل دولة وزير خارجية هو الذي يحدد سياسة بلده الخارجية بالاتفاق مع قادة بلده!! وفي هذه الحالة فإن كل دولة تبني سياستها الخارجية تبعا لمصالحها وهنا قد تختلف المصالح، وقد رأينا كيف أن عمان وهذا مجرد مثل - انتهجت سياسة مغايرة تجاه إيران تختلف عن سياسة بقية دول الخليج ولم يكن فعلها مثار خلاف بين بقية دول المجلس، وهناك شواهد أخرى مماثلة ومن كل دولة فما الذي استجد في نظر قادة دول المجلس فيما يتعلق بسياسة دولة قطر الخارجية؟! وما دمنا نبني تحليلاتنا على التوقعات - لعدم ذكر شيئ محدد في بيان الاتفاق - فإن الشائع أن موقف قطر من الربيع العربي هو السبب في ذلك الخلاف!! فقطر ساندت خيارات الشعوب في كل الدول بغض النظر عن الأحزاب أو الطوائف التي فازت في الانتخابات واعتبرت ذلك فعلا ديمقراطيا وأخلاقيا، كما رأت أن موقفها لا يعد تدخلا في شؤون دول المجلس التي كان لبعضها رؤية مغايرة عن رؤية قطر إذ أن كل دولة - كما قلت - تنظر إلى مصالحها أولا وأخيرا!! ففي هذا الوضع ما الذي سيستجد الآن؟! هل ستتغير سياسة قطر أم هل ستتغير سياسة الدول الأخرى أم هل ستبقى الأمور كما كانت عليه من قبل أي أن كل دولة تفعل ما تراه مناسبا لمصالحها؟! ونحن عندما نطرح هذه الأسئلة فإنما نتطلع إلى التأكد من عدم عودة الأمور إلى الخلاف الذي فرحنا كثيرا بانتهائه، وشخصيا فإنني أعتقد أن طبيعة الأمور تقتضي أن كل دولة لها سياستها الخاصة وهي التي تحدد طبيعة علاقاتها الخارجية مادامت هذه العلاقات لا تضر بشكل مباشر بالدول الخليجية الأخرى، ولعل وجود قاعدة أمريكية في البحرين وفرنسية في الإمارات وأمريكية في قطر وهذا مجرد مثل - يؤكد أن المصالح هي الغالبة في تحديد أولويات كل دولة ولم يكن ذلك مثار اختلاف بين دول المجلس سابقا ومن الأفضل أن لا يكون مستقبلا. وقيل إن مسألة التجنيس كانت حاضرة أيضا في تلك الاختلافات!! وشخصيا - إن كان هذا صحيحا فهو مثار استغراب كبير - فهذه المسألة تفعلها كل دول العالم كما تفعلها دول الخليج أيضا!! فالبحرين أعطت جنسيتها للآلاف ومثلها الإمارات - وإن كانت بشكل أقل كما أعرف - وهكذا بقية دول المجلس إذ أن لكل دولة سياستها في هذه المسألة، فإذا كان الأمر كذلك، وإذا كان الأمر كما قيل فلماذا الاعتراض على قطر تحديدا؟! قيل: إن قطر أعطت جنسيتها للخليجيين وهذا هو السبب؟! قلت: إن كان الأمر كما قيل فهذه مصيبة أعظم وأكبر!! فنحن في دول الخليج وبعد حوالي ثلث قرن من عمر دول مجلس التعاون نتطلع إلى وجود اتحاد كامل بين دول المجلس بحيث يعامل كل خليجي في أي دولة خليجية وكأنه في دولته، من حيث العمل والراتب والتملك والتجارة وكل شيء دون استثناء، فإذا كان منح خليجي جنسية دولة خليجية أخرى مثار اختلاف بين دول المجلس فهذا يعني أن هذه الدول ستحتاج إلى وقت طويل لكي تحقق شيئا ذا قيمة لمواطنيها، وهذا يعني أيضا أن الصورة القاتمة لما حققته دول المجلس لمواطنيها طيلة ثلث قرن ستزداد قتامة وهذا سيؤثر على مسيرة المجلس في رؤية المواطنين الذين تطلعوا إلى الكثير عندما أعلن عن قيام المجلس ولكن كثيرا من آمالهم تراجعت، ومن حقهم على قادتهم أن لا يخيبوا آمالهم. فإذا كان منح جنسية دولة خليجية لمواطن خليجي يحدث أزمة بين دول المجلس فهذا مؤشر مؤسف ومحبط لتطلعات مواطني دول المجلس التي كان سقفها عاليا لا يقف عند حد التجنيس بل يتعداه إلى ماهو أكثر من ذلك بكثير.هناك تحديات كثيرة تواجه دول المجلس وما لم تكن هذه الدول متساندة فقد تتعرض لخطر كبير ؛ هناك خطر الدولة الإسلامية - هي إسلامية بالاسم فقط - وهناك خطر الحوثيين وهم لا يقلون عنها سوءا وأطماعا في بلادنا، وهناك المطامع الإيرانية والتي تحدث عنها بعض كبارهم بمنتهى الوضوح خاصة بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء وغيرها، وبطبيعة الحال هناك خطر الصهاينة على بلاد العرب كلها ومنها دول الخليج وهذا خطر حقيقي لا مجال للتشكيك فيه وتاريخ الصهاينة وواقع حالهم يؤكده.هذه المخاطر وغيرها تقتضي من دول المجلس أن تكون متكاتفة بشكل كبير لحماية دولها وحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية والسيادية، ومالم تفعل ذلك فستكون كلها معرضة للخطر ؛ فالحق في هذه الأيام للقوة وحدها أما العدالة وحقوق الإنسان - وبقية المسميات الأخرى - فقد أصبحت حديثا يستخدمه البعض لتحقيق مصالحه - خاصة الأقوياء - ثم ينتهي كل شيء بعد ذلك، وهذا الواقع يؤكد أن القوة العسكرية والاقتصادية هي التي تحقق الأمن والاستقرار لكل دول الخليج أما الاعتماد على الآخرين فهو وهم ثبت فشله ؛ فالآخرون لا يريدون من الخليج إلا الاستيلاء على خيراته ومن مصلحتهم أن يبقى الاختلاف موجودا وكبيرا وربما حرصوا على المساهمة في استمراره. الاتفاق الذي حصل كان له أثر طيب في نفوس الخليجيين جميعا، أما تلك الفئة المنافقة والتي كانت تعبر عن دناءة كبيرة في أقوالها فقد ذهبت إلى مزبلة التاريخ وستبقى في تلك المزبلة مهما حاولت أن تغير جلدها النتن ولعلها تكون عبرة لغيرها.الشكر لكبير الخليجيين خادم الحرمين الشريفين ولسمو الشيخ تميم ولكل قادة الخليج الذين أسهموا في تقريب وجهات النظر وإعادة الأمور على ما كانت عليه حرصا على خليجهم وحرصا على مستقبل بلادهم وشعوبهم.

1441

| 25 نوفمبر 2014

الأقصى وحكاية هرمجدون !!

هرمجدون وتنطق أحيانا (أرمجدون) كلمة عبرية تعني (جبل مجيدو) وهذا الجبل يقع على بعد تسعين كلم شمال القدس، ويؤمن بعض اليهود والنصارى أن هناك معركة كبرى بين الخير والشر ستقع في منطقة الجبل ينتصر فيها الخير تمهيدا لخروج المسيح المخلص ثم تقترب نهاية العالم!!ويتفق الذين يؤمنون بوقوع هذه المعركة أنها لن تقع إلا إذا قام هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى لينزل عليه المسيح المخلص، ثم يختلفون بعد ذلك؛ فاليهود يعتقدون أنه سينزل ليجعل اليهود سادة للعالم ويقضي على خصومهم، أما المسيحيون المتصهينون فيرون أنه سينزل ليقتل اليهود والمسلمين لكي يكونوا هم سادة الدنيا!! ويعتقدون - أيضا - أن نزوله مرتبط بحدوث فوضى عالمية وانتشار الخوف والاضطراب بين الناس فهو ينزل لإعادة الأمن والاستقرار ولكن تحت مظلة المسيحيين الذين سيسودون العالم بعد فناء الأجناس الأخرى!!هذه الحكاية تفسر بوضوح مايقوم به الصهاينة من هدم لأساسات المسجد الأقصى ليسهل هدمه مستقبلا وكذلك منع المسلمين من الصلاة فيه إلا بحسب شروطهم، وأيضا كل الإجراءات الأخرى التي يقومون بها لإبعاد المسلمين عن المسجد بصورة نهائية فإذا تم لهم ذلك قاموا بهدمه ومن ثم قاموا ببناء هيكلهم مكانه!! وحكاية الهيكل والمعركة تفسر أيضا مواقف الحكومات الأمريكية من الصهاينة ومساعداتهم المستمرة لهم لكي يتسنى لليهود لهم هدم الأقصى ثم بناء الهيكل على أنقاضه وهذا - عندما يتم - ستتحقق أحلام المسيحيين في سيادة العالم والتخلص من أعدائهم اليهود والمسلمين على حد سواء!وبالمناسبة فإن المسلمين - أيضا - يعتقدون أن هناك معركة فاصلة بينهم وبين اليهود وأعوانهم وأنهم سينتصرون فيها وبعدها ينزل المسيح - عليه السلام - ويسود الإسلام في العالم، وعندها تقترب القيامة ونهاية العالم.كونداليزا رايس نادت بفكرة الفوضى الخلاقة عام ٢٠٠٥ م، وقالت: إن هذه الفوضى تتحقق بالحرب على الإرهاب (جريدة الواشنطن بوست الأمريكية)، - هذه الفوضى لا بد منها كي ينزل المسيح بحسب معتقدات المسيحيين المتصهينين -، وربما هذه المعتقدات تفسر الحرب المزعومة على الإرهاب التي تدعيها أمريكا والتي تعتقد أنها تسهم في إحداث الفوضى في أماكن كثيرة في العالم وذلك كي يمهدوا لنزول المسيح المخلص.الوضع العربي الراهن شجع الصهاينة كثيرا على استغلاله لكي يمضوا سريعا في تهويد القدس ومن ثم هدم الأقصى وبناء الهيكل ؛ ومعروف أنهم منعوا المسلمين من الصلاة فيه بعض الوقت، وأيضا كانوا لايسمحون للصلاة فيه إلا لكبار السن، كما أنهم دنسوه مرات عديدة، وحاولوا تقسيم الصلاة فيه مابين المسلمين واليهود، وفوق هذا كله بدأ بعض قادتهم يهددون بإبادة الفلسطينيين وإخراجهم من فلسطين!! ومن هؤلاء: موشيه فيجلين وهو أحد الشخصيات المرموقة في مجموعة أمناء جبل الهيكل طالب بإبادة الفلسطينيين في غزة، وهو يرى أن المعركة من أجل السيادة اليهودية على جبل الهيكل هي معركة عالمية ضد الإسلام!! أما باروخ مارزل فقد طالب بتدمير الأقصى وتنظيفه من الإرهابيين (يعني الفلسطينيين)، ثم بناء الهيكل! ونحن نعرف أن حركة أمناء جبل الهيكل التي لها نفوذ كبير في إسرائيل تطالب بفرض السيادة اليهودية الكاملة على جبل الهيكل (الأقصى) باعتباره أقدس مكان لليهود في العالم.لا شك أن الأقصى يمر بخطر شديد هذه الأيام، وإذا قلت الأقصى فإنني أعني فلسطين كلها فضياعه يعد ضياعا لفلسطين وربما غيرها بعدها، وقد كانت حادثة إطلاق النار على المتطرف الصهيوني الحاخام الأمريكي اليهودي (يهودا غليك) بداية للحرب التي أرادتها إسرائيل على الفلسطينيين ؛ فقد كان هذا الحاخام من أشد دعاة هدم الأقصى وبناء الهيكل مكانه، وكان يشجع الصهاينة على القيام بذلك الفعل، وكانت أفعاله القبيحة سببا في استفزاز ذلك الشاب الذي أطلق النار عليه (لم يمت)، وقد استغلت حكومة إسرائيل هذه الحادثة في القتل والسجن وهدم المنازل وأيضا التضييق على المسلمين في الصلاة في الأقصى!! الاستفزازات اليهودية تجاه المسلمين ومسجدهم جعل ملك الأردن يستدعي سفيره في تل أبيب احتجاجا على الانتهاكات اليهودية للمسجد الأقصى، ونتيجة لهذا الموقف وربما لخشية الحكومة اليهودية من انتفاضة فلسطينية جديدة لا يريدها نتنياهو في هذه الفترة وافق في اجتماعه مع ملك الأردن ووزير خارجية أمريكا على السماح للفلسطينيين بالصلاة في الأقصى ومن كل الأعمار!! ومع أن هذا السماح حق طبيعي لكل فلسطيني ويجب أن لا ينظر إليه على أنه منة من نتنياهو إلا أنه لم ينفذه بشكل كامل وهذا ماجعل الاضطرابات والمواجهات بين الفلسطينيين والصهاينة مستمرة.الشيء المؤكد أن الصهاينة لن يتوقفوا عن ممارساتهم الإجرامية بحق الأقصى وبحق المدافعين عنه، والوضع العربي المتدهور يشجعهم على المضي قدما في ارتكاب هذه الجريمة التي تزيد العرب والمسلمين ذلا إلى ذلهم!! فالأقصى ليس حكرا على الفلسطينيين وحدهم ؛ فهو مسرى رسول المسلمين جميعا، وفي القدس سيظهر نبينا عيسى عليه السلام، ومن هنا فإن كل مسلم على وجه الأرض مسؤول عن حماية المسجد الأقصى بكل مايملك من إمكانات مادية ومعنوية، وإذا كان المسلمون مسؤولون عن حماية الأقصى فإن المسؤولية الأكبر تقع على حكوماتهم ومنظماتهم المختصة، وليس مقبولا من هذه الحكومات البقاء صامتة إزاء مايجري من تهويد منظم للمسجد الأقصى، فالمواقف المتخاذلة قد تثير شعوبهم عليهم، وقد تدفع البعض إلى الانضمام للجماعات المتطرفة التي تتذرع ببعض مواقف دول العرب لتجنيد شباب إلى صفوفها بحجة أن تلك الدول تخدم الأهداف الغربية أو اليهودية.وإذا كان الصهاينة ومتطرفي المسيحيين المتصهينين يتخذون من أسطورة (هرمجدون) ذريعة لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه فإن لدى المسلمين حقيقة ثابتة هي أن هذا المسجد الذي له خصوصية عندهم هو مسجدهم ومسرى نبيهم وأن واجبهم الدفاع عنه بكل مايقدرون عليه، كما أن الحقائق التاريخية الثابتة تؤكد أنه لاهيكل لنبي الله سليمان في هذا المكان، وأنه لا حق للصهاينة في القدس ولا في غيرها.

3830

| 18 نوفمبر 2014

حسينية الدالوة ولعبة الارهاب !!!

هل أصبح الإرهاب لعبة هذه الأيام؟! ربما أراده البعض كذلك، لكنه استجاب لهم في البداية ثم استعصى عليهم بعد ذلك فأصبح غصة في حلوقهم!!لعبة الإرهاب الحقيقية بدأت عام ٢٠٠١م وكانت أمريكا هي اللاعب الأساس فيها، بدأتها باحتلال أفغانستان ثم العراق، وكانت طبيعة هذه اللعبة تقتضي قتل عشرات الآلاف من المسلمين، وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم إذا اقتضت قواعد اللعبة ذلك، كما أن الأمر كان يقتضي جر بعض البلاد العربية وغير العربية للمشاركة في هذه اللعبة كي تبدو مكتملة الاركان وقوية البنيان!!وجدت أميركا وفي بداية تشكٌل لعبتها أن اللعب على أوتار الطائفية العمياء قد يخدمها كثيرا ويجعل مهمتها في احتلال العراق وأفغانستان أكثر سهولة وأمنا لها ولقواتها الغازية!! وبدأ الحاكم الفعلي للعراق آنذاك (برايمر) بوضع قواعد لعبة الطائفية ومن ثم تجربة هذه اللعبة على أرض الواقع!! وقد سمعت آنذاك - وعلى سبيل المثال - عراقيا يقول: عندي ولدان أحدهما عمر والآخر جعفر، وأنا أخشى على عمر من القتل إذا مرٌ من حارة شيعية كما أخشى على جعفر من الفتل إذا مر بحارة سنية!! وكان الحل لديه - كما قال - أن يودع كلا منهما عند أخواله حتى تنفرج الغمة!! ومن ذلك الوقت وحتى اليوم ونحن نسمع عن تفجيرات في الحسينيات وفي مواكب العزاء يقوم بها بعض السنة كما نسمع في الوقت نفسه عن تفجيرات في مساجد السنة يقوم بها بعض الشيعة، وما زال الأمر هكذا حتى اليوم.العراق ومنذ مئات السنين وهو يعيش حالة انسجام تام بين سنته وشيعته، وبينهما تزاوج وتآلف وتعاون منقطع النظير فما الذي حدث حتى إنقلبت الأمور فجأة فأصبح الوضع مؤلما مبكيا لا يطاق؟ هل هي مناهج العراق الدينية أم قنوات التحريض أم المساجد والحسينيات؟!! في اعتقادي أن الأمر غير ذلك تماما!! عدوى العراق انتقلت إلى باكستان وبدأت أعمال القتل والتفجير - ولم تكن هذه معروفة من قبل - ومارسها السنة والشيعة وإن كان السنة أكثر بحكم كثرتهم العددية قياسا للشيعة!! وهنا أعيد طرح السؤال مرة أخرى: هل مناهج التدريس في باكستان لها علاقة بالاقتتال الطائفي؟! وهل يتابع الباكستانيون قناة وصال أو قناة فدك؟! قطعا لا!! فالأمر مختلف جدا والاسباب غير ذات الاسباب التي يرددها بعض السعوديين في بلادنا خاصة بعد حادثة الدالوة المحزنة.والدالوة قرية صغيرة في شرق الاحساء كانت تمارس طقوسها المعتادة كل عام بمناسبة استشهاد الامام الحسين عليه السلام وفي ليلة العاشر من محرم الحرام وقريبا من منتصف الليل هاجم بعض الإرهابيين حسينيتها فقتلوا مجموعة من أهلها وجرحوا مجموعة أخرى ثم فروا هاربين!! هذا الحدث كان بشعا ومؤلما، ولعل حدوثه لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية كان مصدر الألم والاستنكار والخوف أيضا!! هذا الحادث طرح أسئلة عديدة كان من أهمها: ماهي الأهداف الحقيقية التي أرادها المجرمون وهل ستتحقق؟! ثم هل سيكون هذا الحادث هو الأخير أم أن في ذهن أولئك القوم خطط أخرى بغية تحقيق مآربهم!!وهنا لابد من القول: أنه وحتى كتابة هذا المقال لم تعلن وزارة الداخلية عن القبض على الفاعل الحقيقي للجريمة، وإنما كانت كل إعلاناتها أنها قبضت على مجموعة لهم علاقة بالجريمة، وهذا يتطلب عدم الاستعجال في طرح التهم هنا أو هناك حتى تتضح الحقيقة وإن كنا جميعا نتفق على بشاعة الجريمة وأن من قام بها مجرم يجب أن ينال عقابه.ردة فعل أهالي المتوفين وكذلك أهالي الدالوة خاصة ثم كل شيعة السعودية كانت إيجابية إلى حد كبير، فهؤلاء ادركوا أن مواطنيهم السنة بريئون من هذه الجريمة فهم يعرفونهم حق المعرفة، كما أن السنة في السعودية كلها أثبتوا أنهم مع اخوانهم في الدالوة ضد تلك الجريمة النكراء والوقائع التي تلت تلك الجريمة وإلى هذه الأيام تؤكد ماأشرت اليه.ولكن يبقى السؤال الأهم: ماذا يريد المجرمون من ارتكاب جريمتهم؟ وهل سيعيدون الكَرّة مرة أخرى مادامت أهدافهم لم تتحقق؟! الواضح للعيان أنهم كانوا يريدون إحداث فتنة طائفية بين السنة والشيعة في السعودية ربما على غرار مايحدث في العراق أو باكستان، لكنهم جهلوا أن الوضع في السعودية مختلف كثيرا عما يحدث هناك، ولكن جهلهم - الذي نعرفه نحن - قد لا يعرفونه هم وهنا لا بد من الاحتياط من تكرار تلك الفعلة وإن كانت بصور مغايرة.وأسأل مرة أخرى: هل كانت المناهج الدراسية وخطباء الجمعة والحسينيات وقنوات التحريض حاضرة في هذا المشهد الدالوي المحزن؟! أقول: هذه كلها لها تأثير دون شك ولكنها ليست هي السبب وحدها فيما جرى، وما قلته عن العراق شاهد على ذلك! وإذا كان السنة والشيعة جادون فعلا في تجاوز هذه الأزمة التي تضخمت وتورمت بعد أحداث ٢٠٠١ م وبمساعدة مافعله ويفعله الأميركان في العالم العربي فيجب أن يناقشوا الأمور والاسباب بكل صراحة وجدية!! فالكلام المعسول لا يكفي وحده وقد سمعنا مثله كثيرا ولكنه لم يوقف نزف الدماء على الإطلاق وانما مد جذوره الخبيثة إلى السعودية!! أعتقد أن الاسباب السياسية التي مرت بها بلادنا العربية بعد الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان ثم مايجري هذه الايام في سوريا والعراق وفلسطين هو الدافع الأهم لكل مانراه ونسمعه!! يخطئ من يظن أن تلك الأحداث لا تؤثر على الواقع السني والشيعي في السعودية والبحرين بل وفي كل بلاد المسلمين عامة!! ويخطئ من يظن أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين في ظل الدعم الأميركي لها، وكذلك قتل الأميركان للابرياء سواء في العراق او سوريا او اليمن او أفغانستان ليس لها علاقة بما يجري بين السنة والشيعة!! فالعقلية السنية ترى أن على الشيعة أن يستنكروا ذلك وهم لا يفعلون، وعقلية المتطرفين ترى أن محاربة السنة والشيعة واجب شرعي لأنهم يقفون مع الكفار، كما يرون أن احداث خلل امني مهما كان نوعه سواء في دول الخليج أو غيرها هو محاربة للأميركان لأنهم يعتقدون أن حكام هذه الدول يصطفون إلى جانب الأميركان فكل خسارة تحدث فهي بزعمهم خسارة للأميركان!! لعبة الإرهاب مارستها بعض الدول مع شعوبها - وهذه هي الاخطر - فكل من يراد التخلص منه - لأي سبب - يمكن وصفه بالإرهاب، وهذه التهمة أصبحت من التهم المقدسة!! بمعنى إذا قيل إن فلانا إرهابيا فلا يجوز لأحد أن يناقش الأمر أو يتاكد من مصداقيته، وفي بعض الأحيان فالسائل قد يصبح هو الآخر إرهابيا!! هذا الواقع أوجد إرهابيين كثر ردة فعل عما شاهدوه من ظلم لحق بمن يعرفون براءته مما نسب اليه. واقع الإرهاب معقد إلى حد كبير ولكن التعامل معه ليس مستحيلا إذا حسنت النيات من كل الأطراف ومن كل الحكومات فهو ليس أصلا في ديننا ولا في ثقافتنا، والذين يعتقدون أنهم سيحققون بعض المصالح إذا استخدموا لعبة الإرهاب فهم واهمون بلا ريب!! قد تتحقق مصالحهم بعض الوقت لكنه سينقلب عليهم حتما وسيذوقون ويلاته.البحرين تستضيف هذه الايام مؤتمرا حول مكافحة تمويل الإرهاب ويشارك فيه مجموعة من الدول ومن المنظمات الإقليمية والدولية وكذلك جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون، وأتمنى النجاح لهذا المؤتمر، ولكنه - ولكي ينجح - لا بد له من مناقشة كل الاسباب التي تقود إلى الإرهاب والمال جزء بسيط منها، لا نريده أن يكون مثل عشرات المؤتمرات التي عقدت ولم يتحقق منها شيئ!! تشخيص المرض بدقة هو الذي يقود إلى العلاج الصحيح وبدون ذلك سيبقى الإرهاب يضرب بأطنابه هنا وهناك وسنبقى نتحدث عنه المرة تلو الأخرى ثم ننسى ماقلناه حتى نتفاجؤ بكارثة جديدة وهكذا دواليك.

1699

| 11 نوفمبر 2014

محاربة الإسلام !!

بودي في مقدمة هذا المقال إن أُذكر كل البنغاليين بمن فيهم حكومتهم بالمبدأ العام الذي آمن به عالمهم وأديبهم الكبير (طاغور) والذي نال جائزة نوبل للآداب عام ١٩١٣م والذي كان يردد كثيرا نبذه للتعصب الذي كان سائدا بين أصحاب الطوائف والأديان في الهند، وكان دائما يردد مقولة: إن المحبة وحدها يجب أن تسود بين الإنسانية جمعاء!!هذه النظرة التي كان يدعو إليها طاغور البنغالي حاربتها - ومازالت -حكومة بنجلادش وبشراسة حيث أصبحت تقدم خيرة رجالها للقتل والسجن، كما أصبحت تحارب دين الغالبية العظمى من مواطنيها، ولم تكتف بهذا كله بل إنها حذفت من دستورها بند (الإيمان بالله هو دين الدولة)، مع أن حوالي ٩٦٪ من المواطنين هم مسلمون، وبعد هذا كله بدأت بتمثيل مسرحية هزلية مكشوفة لتمكنها من قتل أفضل المخلصين من رجالها إرضاء لبعض التيارات المتعصبة في الهند وكذلك استجابة لضغوط بعض الشيوعيين المتنفذين في حكومتها.قبل أيام حكمت محكمة خاصة شكلتها رئيسة الدولة (الشيخة حسينة) وبموجب قانون خاص واختارت لها قضاة من نوع خاص حكمت تلك المحكمة بإعدام الشيخ (مطيع الرحمن نظامي) زعيم الجماعة الإسلامية في بنجلادش، والتهمة الموجهة له هي: جرائم قتل واغتصاب وكذلك جرائم باسم الإنسانية!! وهذه الجرائم كما قالوا- قام بها المتهم قبل حوالي واحد وأربعين سنة أثناء حرب الانفصال التي جرت بين باكستان وبنجلادش (كانتا دولة واحدة) وذلك عام ١٩٧١م، وقد كان للهند دور بارز في هذه الحرب بهدف إضعاف دولة باكستان!! وكانت تلك المحكمة الخاصة قد حكمت بالسجن لمدة تسعين عاما على الشيخ غلام أعظم لنفس الأسباب، وقد توفي الشيخ في سجنه عن عمر يناهز ٩٣ عاما!! كما حكمت أيضا بالسجن مدى الحياة على الشيخ (عبدالقادر ملا) وهو من كبار علماء بنجلادش وعندما اعترض الشيخ على هذا الحكم الظالم قرر القاضي الحكم بقتله شنقا وقد نفذ فيه الحكم في شهر ديسمبر ٢٠١٣ م. أحكام الإعدام والسجن شملت مجموعة من كبار العلماء، كما شملت كذلك إيقاف العمل الإسلامي أحيانا والتضييق عليه أحيانا أخرى والسبب - كما أشرت إليه - أن هؤلاء العلماء كانوا مخلصين لبلدهم الأم - قبل الانفصال - وهي باكستان!! كما أصبحوا بعد ذلك مخلصين لبلدهم الذي فرضه الواقع الدولي بعد الانفصال وهي (بنجلادش)، وهذا النوع من الرجال المخلصين كان يجب أن يكونوا هم القدوة لغيرهم في الإخلاص لدولهم!! إن الخائن هو الذي يساعد على تفتيت بلده وتسليمها للأعداء، ويوم أن وقف أولئك العلماء المخلصون ضد الانفصال كان بلدهم وبلد كل البنغاليين اليوم هي باكستان ولم يكن آنذاك بلد اسمه (بنغلادش)، وكان الوقوف مع انفصال جزء من الوطن آنذاك يعد خيانة عظمى في كل قوانين الأرض فهل كانت حكومة بنجلادش تريد من علمائها أن يكونوا خونة؟! ثم لو أن جزءا من بنجلادش اليوم أراد الانفصال عنها بالقوة هل كانت الحكومة تؤيد مواطني ذلك القسم للمساعدة على الانفصال أم هل ستعتبرهم من الخونة الذين يستحقون الإعدام؟!! أجزم أنها ستعدهم خونة ومادام الأمر كذلك فلماذا تعد أفضل علمائها وأكثرهم إخلاصا لها تعدهم خونة وتلفق لهم التهم الزائفة لتحكم عليهم بالقتل والسجن؟ حكومة بنجلادش - للأسف - كان من واجبها أن تعمل على إفساح المجال للعمل الإسلامي بين مواطنيها المسلمين ولكنها تجاهلت كذلك فضيقت عليهم بينما أفسحت المجال على مصراعيه للمنظمات التنصيرية لتعمل بكل قوة لتنصير المسلمين!! وبحسب بعض الإحصاءات فإن عدد النصارى في بنجلادش كان خمسين ألفا فأصبح حوالي المليونين حاليا!! كما أن الدولة ضيقت كثيرا على المدارس الإسلامية وأقفلت بعض المساجد وسخرت بعض أجهزة إعلامها لمحاربة الإسلام والإسلاميين، وفوق هذا لم تسمح الدولة للجماعة الإسلامية بالمشاركة في الانتخابات بحجة أن نظامها لا يتفق مع دستور الدولة!!.بعض جماعات حقوق الإنسان انتقدوا طريقة عمل المحكمة الخاصة التي صنعتها الحكومة كما تريد وتشتهي وذلك نظرا لافتقاد هذه المحكمة لأبسط المعايير الدولية في طريقة تحقيق العدالة، كما أن المتحدث باسم الأمم المتحدة انتقد أيضا تلك المحكمة وطالب بإيقاف تنفيذ الأحكام الجائرة على الشيخ عبدالقادر ملا.دولة بنجلادش بهذه التصرفات تفقد بعدها الإسلامي وتعاطف المسلمين معها، كما أنها ستفقد تعاطف الشعب الباكستاني معها وهذا بدأ فعلا!! ومن الخير لها المحافظة على نهجها الإسلامي وبعدها العربي والإسلامي.أما رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي فهي غائبة تماما عن المشهد المأساوي في بنجلادش، وكأن الأمر لا يعنيهما تماما مع أنه من صميم عملهما!! ومادام الأمر هكذا بالنسبة للرابطة وللمنظمة فهل يحق لنا لوم دول أخرى أو منظمات حقوقية في هذه الدولة أو تلك؟ يبدو أن المسلمين لا بواكي لهم لا منهم ولا من غيرهم، ولكن الحق سيبقى وسينتشر ولو بعد حين فلا ييأسن مسلمو بنجلادش مما يرون فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

912

| 03 نوفمبر 2014

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4176

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1746

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1605

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1599

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

900

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

654

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

612

| 04 ديسمبر 2025

558

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية