رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين قرر وحشي، قاتل حمزة بن عبد المطلب، ان يسلم، جاء إلى النبي، فما كان منه الا ان قبل اسلامه، شرط ان لا يراه ابدا، رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم، كان متسامحا بشكل لم تعرف له البشرية مثيلا، لكنه لم يكن ليتسامح مع قاتل عمه، إلى درجة رؤية القاتل، فكان اشترط عليه ان يغيب عن ناظريه.
ولكن يبدو ان محمود عباس، رئيس سلطة رام الله المنتهية ولايته، قرر ان يكون متسامحا اكثر مما تطيقه النفس البشرية، وذهب للمشاركة بتشييع رئيس الكيان الاسرائيلي شمعون بيريز، وبلغ به الحزن مبلغا ان ذرف عليه الدموع، وكانه احد افراد عائلته.
شمعون بيريز، ارهابي قاتل، يرأس كيانا مصطعنا احتل فلسطين وشرد أهلها، ولم يترك مناسبة استطاع فيها ان يقتل فلسطينيين الا وفعل، بل وارتكب مجزرة في قانا، وشارك بقتل مئات الفلسطينيين، وعلق على اغتيال الموساد للشهيد فتحي الشقاقي، الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي بقوله:" نقص القتلة واحدا" في قلب العاصمة الاردنية عمان. وهو لم يتراجع عن مواقفه العدائية للشعب الفلسطيني، ولم يندم على سفكه لدماء الشعب الفلسطيني واللبناني، بل استمر حتى اخر يوم في حياته على مواقفه العدائية والعنصرية، الامر الذي يجعله يستحق العبارة التي صاغها هو بنفسه لنقول عن موته "نقص القتلة الاسرائيليون واحدا".
لكن محمود عباس، رئيس سلطة رام الله، ذرف الدموع على قاتل لم يتب، ولم يندم، ولم يتراجع، ولم يبد ان تعاطف مع الضحية الفلسطينية، واصر على اعتبار الفلسطينيين مجرد مجموعة من "المخربين"، وليسوا بشرا، مما يطرح تساؤلات عدة عن البنية النفسية لرجل يدعي انه يمثل الشعب الفلسطيني.
مشاركة ابو مازن في تشييع بيريز، وهو قاتل برتبة رئيس دولة، او بالاحرى رئيس كيان مصطنع، تمثل الدرك الاسفل من الانهيار الاخلاقي والقيمي والنفسي والانساني، بل ان المشاركة في تشييع القاتل يمثل "هزيمة نفسية كاملة"، واستسلام غير مشروط للعدو الاسرائيلي، واقرار ان القيادة التي تمثل الشعب الفلسطيني "عاجزة وبائسة ويائسة". وبالتالي فهي ترتمي في احضان القاتل في خضوع قل مثيله في التاريخ.
لا يمكن لرجل مثل محمود عباس، ومرافقيه إلى جنازة القاتل، ان يمثلوا الحالة الفلسطينية، لان الشعب الفلسطيني الذي يقاتل منذ 100 عام، منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين، ومن ثم الاحتلال اليهودي الصهيوني الاسرائيلي، قدم عشرات الاف الشهداء ومئات الاف الجرح وربع مليون معتقل على مدى 60 عاما، ان يقبل ان يكون مهزوما، فالشعب الفلسطيني قاتل وضحى من اجل الحلم والامل والطموح الفلسطيني بالحرية والاستقلال، ولم يكن هذا الشعب يوما متخاذلا، بل كان دائما معطاء وكريما بالدماء من اجل وطنه وارضة وحريته.
لا يمكن لهذه "القيادة" ان تركب فوق اكتاف هذا الشعب لتمثله، وهذا غير ممكن وغير معقول، لان الراس يجب ان يتوافق ويتناغم مع الجسد، ومن غير المنطقي ان يكون الجسد رافضا للاحتلال والعبودية والاستسلام، ويكون الراس معاكسا لهذا الجسد، وعندما يعاكس الراس الجسد فانه بالتاكيد لاينتمي اليه.
عباس الذي سبق ان وصف العمليات الاستشهادية الفلسطينية ضد العدو الاسرائيلي ب"الحقيرة"، واعلن انه ضد المقاومة المسلحة، وانه امر بقتل كل فلسطيني يطلق صاروخا على مدن الكيان الاسرائيلي، يعتبر "جزار قانا" وابو القنبلة النووية الاسرائيلية، صديقا و"حمامة سلام"، يشكل حالة من الاختراق للوعي الفلسطيني وتحطيما للشخصية والهوية الفلسطينية، وحالة غير مسبوقة من "التشوه الذاتي"، فلا يوجد مقتول يشيع قاتله سوى عباس والمحيطين به.
الشعب الفلسطيني اكرم وانبل واعز من ان ينحدر إلى هذا المستوى من الخضوع والاستسلام وفقدان الارادة، وهذا ما يؤكد ان هذه القيادة المفروضة عليه، اسرائيليا وعربيا ودوليا، لا تمثله على الاطلاق، وان هذا الشعب "الولّاد" لا بد وان يصنع التغيير الذي يليق به.
قمة وايز.. الإنسان أولاً وكيف لا يكون؟
صباح الاثنين ٢٤ نوفمبر٢٠٢٥م وبحضور فارع علما ومعرفة تم افتتاح القمة العالمية للابتكار في التعليم «وايز» بدولة قطر.... اقرأ المزيد
84
| 26 نوفمبر 2025
مشاهير.. وترندات
عندما سئل الشخص الذي بال في زمزم عن سبب فعله؟... فرد معللا بأنه أراد الشهرة فاشتهر، ولكن بهذا... اقرأ المزيد
114
| 26 نوفمبر 2025
«وين فلانة ؟» سؤال خرج مني هذه المرة بإصرار بعد أن اكتشفت فجأة أن سنوات طويلة مرت دون... اقرأ المزيد
162
| 26 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13674
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1800
| 21 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا مميزًا من حكامنا الوطنيين، الذين أثبتوا أنهم نموذج للحياد والاحترافية على أرض الملعب. لم يقتصر دورهم على مجرد تطبيق قوانين اللعبة، بل تجاوز ذلك ليكونوا عناصر أساسية في سير المباريات بسلاسة وانضباط. منذ اللحظة الأولى لأي مباراة، يظهر حكامنا الوطنيون حضورًا ذكيًا في ضبط إيقاع اللعب، مما يضمن تكافؤ الفرص بين الفرق واحترام الروح الرياضية. من أبرز السمات التي تميز أدائهم القدرة على اتخاذ القرارات الدقيقة في الوقت المناسب. سواء في احتساب الأخطاء أو التعامل مع الحالات الجدلية، يظل حكامنا الوطنيون متوازنين وموضوعيين، بعيدًا عن تأثير الضغط الجماهيري أو الانفعال اللحظي. هذا الاتزان يعكس فهمهم العميق لقوانين كرة القدم وقدرتهم على تطبيقها بمرونة دون التسبب في توقف اللعب أو توتر اللاعبين. كما يتميز حكامنا الوطنيون بقدرتهم على التواصل الفعّال مع اللاعبين، مستخدمين لغة جسدهم وصوتهم لضبط الأجواء، دون اللجوء إلى العقوبات القاسية إلا عند الضرورة. هذا الأسلوب يعزز الاحترام المتبادل بينهم وبين الفرق، ويقلل من التوتر داخل الملعب، مما يجعل المباريات أكثر جاذبية ومتابعة للجمهور. على الصعيد الفني، يظهر حكامنا الوطنيون قدرة عالية على قراءة مجريات اللعب مسبقًا، مما يسمح لهم بالوصول إلى أفضل المواقع على أرض الملعب لاتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة. هذه المرونة والملاحظة الدقيقة تجعل المباريات أكثر انتظامًا، وتمنح اللاعبين شعورًا بالعدالة في كل لحظة من اللعب. كلمة أخيرة: لقد أثبت حكّامُنا الوطنيون، من خلال أدائهم المتميّز في إدارة المباريات، أنهم عناصرُ أساسيةٌ في ضمان نزاهة اللعبة ورفع مستوى المنافسة، ليكونوا مثالًا يُحتذى به على الصعيدين المحلي والدولي.
1215
| 25 نوفمبر 2025