رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اتهم نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن دولاً عربية وإسلامية بمساندة داعش، وهو من بعد قدم اعتذاراً هنا أو هناك وسط تبريرات تقول إنها مجرد زلة لسان أو إن ما قال فهم خطأ، لكن للأسف هو قصد ما قال ولم يكن الأمر مجرد زلة لسان، إلا إذا افترضنا أن نائب الرئيس الأمريكي رجل لا يعرف ما يقول، وإذا افترضنا، أيضاً، أن بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين قالوا نفس الكلام – واعتذروا أيضاً فيما بعد - قد أصابوا بايدن بعدوى عدم الإدراك أو أن الغرب قد أصابته حمى التصريحات المنفلتة فجأة. والجميع يتذكر تجربة أمتنا مع ما قيل بأنه زلة لسان من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، حين قال إن أمريكا تخوض حرباً مقدسة (أي حرباً صليبية) وقيل وقتها إن الرئيس لا يقصد المعنى وأثبتت الأيام أنه كان يقصد ما قال تماما وأن الأمر لم يكن زلة لسان بل كان تعبيرا دقيقا عن حقيقة الفكر والإستراتيجية الأمريكية. وبالمناسبة بايدن من مدرسة جورج بوش وهو من القلائل الذين يفخرون بأنهم من الصهاينة الداعمين لإسرائيل.
بايدن للأسف قصد ما قال، وفي الأمر إشارة إلى استمرار التحولات في المواقف الأمريكية نحو إيران التي انتشت وفرحت بهذا التصريح، الذي جاء على غير ما يتردد حول علاقاتها هي بداعش والقاعدة من قبل. بايدن أراد الإشارة لإيران بأنها الحليف الأكثر موثوقية لدى الولايات المتحدة، حتى من المشاركين في الحرب على الإرهاب- وكان لافتا أن شمل اتهام بايدن معظم المشاركين - وقد التقطت إيران الإشارة من فور إطلاق التصريح وبدأت حربا إعلامية وسياسية ودبلوماسية مباشرة على الدول التي أشار إليها بايدن وبذات الاتهام وأكثر، خاصة تركيا التي بات المسؤولون والإعلاميون الإيرانيون يحذرون من مخططات خطيرة لها، وهي لغة ومصطلحات لم تصدر من أي مسؤول إيراني قبل هذا التصريح. هنا لم تكن زلة لسان بل بيان تحريض ودفع للاشتباك بين دول الإقليم.
وبايدن قصد التفلت من فكرة مواجهة وإسقاط نظام بشار، التي تصر عليها الدول التي اتهمها بايدن تحديداً بمساعدة داعش أو غض الطرف عنها. من يفتش في التصريحات جيداً يجدها تتحدث عن أن تلك الدول المتهمة في داعش، كانت منشغلة وهمها الأكبر إسقاط نظام بشار – وهو ما اعتبرته التصريحات، السبب الذي سمح بتنامي قوة داعش- وهنا يبدو بايدن في موضع من يرسل رسالة طمأنة لنظام بشار – وإيران وروسيا - بإعلان صريح بأن هناك من ينشغل بإسقاطه ليس من بينهم الولايات المتحدة، وخطورة التصريح هنا أنه يلقي الضوء على تفاهمات ومقايضة بين أوضاع أوكرانيا وسوريا. ومن يقلب في الموقف التركي التالي لتصريحات بايدن يجده صار أكثر وضوحا بل وتشددا، إذ فهم الأتراك مغزى تصريحات بايدن –بل وصداها المقصود داخل تركيا باعتبارها مستهدفة إعادة تأجيج الحركة الانفصالية للأكراد- وأنها ليست زلة لسان بل كشف لكوامن الموقف الأمريكي. ولذا تحرك أردوغان بحسم ضد التصريحات وطالب باعتذار علني.
وبايدن، أراد أن يوجه رسالة ضغط وتحذير لمن وجه لهم الاتهام، بأن الولايات المتحدة مصممة على أهدافها هي من حكاية التحالف الحربي، وأن إصرار تلك الدول على ربط مساهمتها في التحالف وتوجيه جهودها، لأجل إسقاط نظام بشار هو أمر لن تقبل به الولايات المتحدة –لحسابات مصالحها هي- وأن دخول تلك الدول للتحالف لأهداف تضمرها هي، أمر لن تقبل به الولايات المتحدة وربما قصد بايدن الإشارة لوجود خيارات أخرى للتحالف في الإقليم.
وقد كشف بايدن بتصريحاته، بعدا مهما في أسباب تبنى الولايات المتحدة إستراتيجية غامضة وعدم إفصاحها عن أهدافها الكلية أو الحقيقية. فاتهامه هنا يكشف أن الغموض يمنح الولايات المتحدة فرصة مواجهة أي طرف داخل التحالف أن خرج على ما قررت أو تريد.
أما عن الرجل، فهو صانع أخطر القرارات في الشرق الأوسط. ويكفي أنه صاحب مشروع تقسيم العراق في الكونجرس الأمريكي، وأنه لا يزال يعمل لإنفاذه بل هو حقق منه الكثير على الأرض. وتصريحه هنا يصب في ذات الخانة التي يملا فيها منذ إقرار المشروع في الكونجرس. فالاضطراب الذي أحدثه التصريح لاشك قد صب الزيت على النار في العراق، أيضا.
بايدن قصد ما قال تماما، والاعتذارات جاءت بقصد تخفيف حدة المواقف التي صدرت لا أكثر ولا أقل.
هل تجرأت وقلت «الله»!
هل تجرأت وقلت «الله».. والإيمان! بهذا التساؤل التهكُمي يختم الإعلامي والناقد الأمريكي الساخر جيم بروير فيديو ينتقد فيه... اقرأ المزيد
135
| 31 ديسمبر 2025
وإنه لنصر لأبي عبيدة أو استشهاد
«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا... اقرأ المزيد
114
| 31 ديسمبر 2025
على عتبة عام جديد.. أمل يتجدد
يفصلنا يوم واحد عن نهاية عام وبداية عام جديد، يوم في الوعي الإنساني كلحظة فاصلة، تشبه الوقوف عند... اقرأ المزيد
90
| 31 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2025
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1152
| 24 ديسمبر 2025