رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أصبح مؤكدا ،وفق الوقائع لا التحليلات والتوقعات،أن الانقلابيين من الحوثيين وصالح ،باتوا فى موقف الدفاع والتقهقر،أو فى حالة الدفاع أملا فى إنقاذ رؤوسهم،إذ الشرعية تقترب من الإجهاز على مشروع الانقلابيين وتحرير اليمن،من كارثة المشروع الإيرانى التدميرى.لحظة حسم المعركة العسكرية لإسقاط الانقلابيين ودحرهم تقترب- كما لم يكن ممكنا القول من قبل-وموعد إلقاء الرئيس عبد ربه منصور هادى خطاب النصر،وسط حشود اليمنيين الفرحين بالانتصار،باتت أقرب من أي وقت مضى.تطورات المعارك تؤكد هزيمة الانقلابيين.فى الساحل الغربى،أصبحت قوات الشرعية والمقاومة فى وضع السيطرة على المساحه الممتدة من منطقة ذوباب فى أقصى الجنوب امتدادا إلى ميناء المخا،ومنه تجري الاستعدادات التي لن تهدأ رياحها العاصفة حتى إنهاء السيطرة على طول الساحل البحري وصولا للحدود السعودية.والمنافذ الحدودية البرية لليمن،صارت جميعها بيد الشرعية.وتعز تستعد للحظة الفرج بعد صبر لونته دماء الأبرياء المقتولين بالقصف الإجرامى للانقلابيين .والقوات المتحركة من مأرب والبقع ونهم وحرض وميدى تستعد جميعها للإطباق على الانقلابيين وتجريدهم من السلاح المنهوب ومن الوجود والسيطرة على العاصمة.أصبح مؤكدا لمن لم يكن يصدق،أن زمن الانقلاب والتدمير والوجود الاستعماري الإيراني الطائفي،يخلي مكانه لمشروع اليمن الفيدرالي الديموقراطي،وأن العالم العربي سيشهد أول انتصار حقيقي منذ سنوات.انتصار ثورة اليمن ضد الانقلاب والثورة المضادة ،وانتصار أول للعروبة فى اليمن فى مواجهة المد الإيراني الذي تحرك بلا رادع منذ عدة سنوات.هنا تنتهي لعبة الثورة المضادة،ويقول الشعب والقادة اليمنيون،إن الثورة المضادة وإن توسعت فى القتل والتدمير والخراب وإحكام القبضة بقوة السلاح ،فمصيرها النهائى هو الهزيمة.وهنا إعلان بأن اليمن القادم ،سيحكم ديموقراطيا ولن يحكم على طريقة المؤامرات التى وصفها صانعها –صالح-بالرقص على رؤوس الثعابين.وهنا يدق المسمار الأول والكبير فى نعش المشروع الإيراني،ويصدر إعلان مدو بفشل الطوق الذي قاتلت إيران لإحكامه حول دول الخليج.وإذ تهب رياح عاصفة على الوجود الإيراني في سوريا –خاصة بعد ظهور الخلافات الروسية الإيرانية علنا-فيمكن القول أن القادم والمواجهة الحاسمة مع إيران ستجرى حول العراق الذي أثخنته الجراح الإيرانية بعد الأمريكية طويلا وعميقا وكما لم يحدث لشعب من قبل.لكن الأمر فى اليمن،لن ينتهى بتحرير صنعاء وصدور الإعلان الختامي بهزيمة الانقلابيين.هى بداية مشوار إعادة بناء البلاد ومواجهة آثار الحرب السياسية والصحية والنفسية .وهنا يجب التعامل بروح استمرار المعركه،حتى لا يتمكن الخصوم من الالتفاف على النصر.فى انتظار اليمن مهام جسيمة،وبقدر ما كان الانقلاب والثورة المضادة والاحتلال الإيراني خطرا استراتيجيا بل وجوديا على اليمن وجواره ،بقدر ما ستكون تحديات ما بعد النصر،التى ينبغي الإعداد لها من الآن ،لا من الغد.
1514
| 27 يناير 2017
لم يغير بوتن استراتيجيته تجاه تركيا..ولا أردوغان تجاه روسيا،بالمقابل.وما جرى ويجرى بين الدولتين من تقارب بمعدلات عالية،لا يمثل تغييرا في النظرة الاستراتيجية والتاريخية ،لكلا البلدين تجاه بعضهما البعض.التقارب الحالى ،يمثل بالكاد عودة إلى ما قبل المجابهة التي جرت عقب التدخل الروسي في سوريا وما تبعه من إسقاط المقاتلات التركية لمقاتلة روسية.وهو تغيير جرى مدفوعا بتغييرات حدثت في مواقف حلفاء البلدين أو في الموقف من حلفائهما،خاصة الولايات المتحدة وإيران.ولذا،لن يكون مستغربا أن نشهد تبدلا بطريقة أو بأخرى في زخم تطور العلاقات الجاري بين البلدين الآن،بعد إمساك الرئيس الأمريكى ترامب بتلابيب السلطة في البيت الأبيض!.لقد ذهب البلدان باتجاه بعضهما على الصعيد الثنائي وبشأن الحل في سوريا،لمواجهة السياستين الأمريكية والإيرانية وما تحقق لإيران وأمريكا على الأرض السورية،على حساب كل من تركيا وروسيا.الروس اندفعوا لتأمين علاقاتهم مع تركيا،بعدما طرقت الولايات المتحدة أبواب الحدود الروسية والأمن القومى لها عبر الانتشار العسكري فى دول البلطيق،وبفعل ضغط العقوبات الأمريكية والأوروبية على الاقتصاد الروسى،كما كان لتحقيق الولايات المتحدة وجودا عسكريا دائما عبر مطارين فى سوريا،دوره فى إشعار روسيا بتهديد عميق لسطوتها على سوريا.وتركيا باتت مدفوعه لتحسين العلاقات مع روسيا –هى الأخرى-بسبب التغيير فى نمط علاقاتها مع حليفها الأطلسى الأكبر،الذي تحول من حليف إلى مهدد لأمنها واستقرارها.لقد أصبحت الولايات المتحدة فى وضعية المهدد لاستقرار تركيا بعد الانقلاب الفاشل على أردوغان- ليس خلاله فقط-إذ واصلت ضغطها حتى وصل الأمر درجة التلاعب باستقرار الاقتصاد التركي،والأخطر، أن تكشف دور الوجود العسكري الأمريكي في سوريا وبات واضحا تقديمه دعما سياسيا وعسكريا للحركات الكردية المسلحة في سوريا،بما جعل تركيا تنظر له كمهدد لاستقرارها واستمرارها كدولة.والعامل الإيرانى كان حاضرا في تحرك مواقف تركيا وروسيا تجاه بعضهما البعض.كلا البلدين صار مدفوعا لتطوير علاقته مع الآخر بسبب مخاوف السيطرة الاإرانية على سوريا.روسيا لا تريد أن تهيمن إيران على سوريا حتى لا تصبح قواعدها العسكرية على الأرض السورية واقعهةتحت سطوة الموقف الإيرانى المدعوم بقوى غير نظامية منفلته.وتركيا في وضع تنافس استراتيجى خطر ودقيق مع إيران في سوريا والعراق في محيط أمنها القومي وعلى حدودها.ولذا التقى الطرفان الروسي والإيراني على حل في سوريا،يحقق مصالحهما فى مواجهة إيران والولايات المتحدة معا،كل على طريقته ووفق حساباته مع حليفه المفترض.وحين نقول إنه تقارب مؤقت لا نقصد أنه محدود بوقت محدد،بقدر ما نشدد على ارتباطه بأوضاع وسياسات قد تتغير فى وقت قريب.وبالدقه،فالموقف الراهن بين البلدين سيتأثر على نحو مهم بما سيفعله ترامب تجاه روسيا وتركيا وإيران،وعلى الأرض فى سوريا،كذلك.فإذا ما اندفع ترامب للتأثير على وضعية إيران في الإقليم،أو دخل في مواجهة معها مع مد الجسور مع بشار،وإذا حسن علاقاته مع روسيا سواء بتخفيف العقوبات أو بتقليل توجه الأطلنطى للضغط المباشر على الأرض والأمن القومى الروسى،وإن أقدم على دعم خطة تشكيل منطقة آمنة في شمال سوريا،فكل تلك المواقف ستؤثر بطريقة أو بأخرى على الجوانب المؤقتة أو الطارئة التي شكلت قوة دفع فى تطوير وتسريع العلاقات الروسية التركية فى الآونة الأخيره.وفي كل وسواء استمر الاندفاع والتطوير لعلاقات روسيا وتركيا أو تعرض للإبطاء تحت تأثير تغيير السياسة الأمريكية في عهد ترامب،فإن العلاقات الروسية التركية،بأبعادها التاريخية والجواستراتيجية-التي كشفتها أزمة إسقاط الطائرة الروسية-ستظل حاكمة لتطور العلاقات بين البلدين.
1207
| 13 يناير 2017
تقترب لحظة تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة وهو يبدي استعجاله للحظة. سيصبح سيدا لبيت حكم العالم بعد نحو 15 يوما. التحليلات بدورها تتعجل معرفة مواقفه وسياساته وإستراتيجية أمريكا تحت حكمه بشأن قضايا المنطقة والعالم. وهي تحليلات تقوم على الفحص والاستنتاج من تصريحاته ونمط اختياراته لمستشاريه. وأغلبها لا يقدم رؤية واضحة، بقدر ما تُدخل المتابعين في متاهات حول ضرورات الفصل بين أقوال الرئيس المرشح وضرورات القرار حين يصبح حاكما. هناك طريق بديل وصحيح للوصول لمثل هذا الحكم على ترامب. علينا أن نحدد أخطر ما حدث لنا -نحن- جراء سياسات أوباما ومن سبقوه، ومراقبة ومتابعة الفارق والمختلف في أفعال ومواقف وخطط ترامب مقارنة بها، ومتابعة خططه وإستراتيجياته في إدارة الحكم. علينا تحديد أجندتنا، وأن نرى ما سيأتي به ترامب من اتجاهات محددة وأفعال وتصرفات وخطط وإستراتيجيات. هنا يمكننا أن نصدر حكما عميقا يتخطى الاستنتاجات المتعجلة من كلمات هنا وأخرى هناك. وواقع الحال أن الحكم على سياسة الرئيس –أي رئيس– لا يكون بتحليل ما يقول خلال مرحلة الدعاية الانتخابية ولا حتى تصريحاته خلال وجوده بالحكم، بل بما تجري عليه خططه الإستراتيجية والسياسية الجارية على الأرض وعلى أرضنا بشكل محدد. والواقع أن التجارب تعلمنا خطأ الحكم على الرؤساء أو السياسيين عامة من خلال أقوالهم أو تصريحاتهم. لقد دخل جورج بوش بقواته إلى العراق حاملا شعارات ومطلقا تصريحات تتحدث جميعها عن إنهاء الديكتاتور وتحقيق الديمقراطية والعدالة، لكن ما رأيناه كان فعلا مناقضا بالكلية لتلك الأقوال. شهد العراق حالة تدمير شامل، جعل الناس يترحمون على أيام الرئيس صدام حسين. وعرفنا من بعد أن خطة بوش، كان اسمها الحقيقي هو الصدمة والترويع، وقصف بغداد بما يساوى كل ما استخدم من ذخائر طوال سنوات الحرب العالمية الثانية. تعلمنا أن هدف التصريحات والشعارات كان الخداع والتمويه على الخطة الحقيقية. وكذلك تحدث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن مساندته ودعمه للشعب السوري وضرورة إنهاء حكم بشار، وأظهرت الأيام أنه هو من وقف في وجه انتصار الثورة السورية، بل هو من اعتمد إستراتيجية إجهاض كل ثورات الربيع. وفي حالة شبيهه بنمط أفكار ترامب، فقد تحدث ثاني رؤساء الولايات المتحدة جون آدامز (1797 -1801) بما لا تستطيع النفس مجرد سماعه، حيث قال: كان لدى الولايات المتحدة مشروع عظيم لتطهير القارة الأمريكية من أولئك "المقدر لهم الانقراض" فهم من حيث الجنس لا يستحقون البقاء لأنهم أدنى من العرق الأنجلو سكسوني، وليسوا سلالة محسنة، ومن ثم فإن اختفاءهم من العائلة البشرية لن يفقدها الكثير". لكنه اعتذر عن أقواله لاحقا. لا يمكن الحكم ولا حتى الفهم من خلال التصريحات. الحكم على ترامب يجب أن يجرى من خلال موقفه من فلسطين، ماذا سيفعل تجاه القدس واللاجئين. هل سينفذ قرار نقل السفارة الأمريكية إليها؟ ومن خلال معرفة تحيزاته الإقليمية، وماذا بشأن موقفه من الميلشيات الإيرانية المنطلقة قتلا ودمار وتهجيرا، هل سيظل يحميها بالطيران الأمريكي، أم يعلنها ميلشيات إرهابية؟ وكذلك، بمتابعة ما سيفعله مع المسلمين، هل سينفذ فكرة منع دخول المسلمين للولايات المتحدة وكيف سيتعامل مع المسلمين في أمريكا، هل سيظل يعتبر كل المسلمين إرهابيين؟ هل سيعمل وفق النقلة العدوانية التي وردت بتصريحاته واعتبرت المجتمعات والدول الإسلامية والأفراد، كلهم إرهابيين؟ هناك محدد آخر يتعلق، بما إذا كان سيواصل خطة نقل السلاح من جيوش الدول إلى جماعات تفكيكية عدمية تدميرية في العالم العربي الإسلامي. بوش فعل هذا مع الميليشيات في العراق، وأوباما حوّل الأمر إلى قرار إستراتيجي للحركة الأمريكية في المنطقة، وهنا تبدو تصريحات أردوغان الأخيرة حول دعم أمريكا للمجموعات الإرهابية بالسلاح، شاهد خطير على هذا الفعل. وهل سيذهب ترامب باتجاه تحويل جريمة التفكيك للدول قرارا أمميا، بفتح باب الاعتراف في الأمم المتحدة بالدول الجديدة على أنقاض الدول القائمة. مثل تلك القضايا الجوهرية –وغيرها- هي ما تظهر توجهات ترامب. أما الكلام والتصريحات على عنفها أو نعومتها الخداعية، فلا محل لها إلا من زاوية الرصد والمتابعة، وربما تفيد في التفريق بين الإنجليزية باللكنة الأمريكية وغيرها.
958
| 01 يناير 2017
المشهد مرعب حقا.العالم منغمس ومندفع إلى حقبة صراعات وحروب تقوم على استدعاء كل الأسس والمبررات والشعارات التي جرت بسببها أعنف وأطول وأدمى الحروب منذ فجر التاريخ ،وكأننا مقبلون على حرب مجمعه لكل حروب التاريخ وذاهبون إلى حرب إعادة صياغة أوضاع البشرية على نحو شامل وإلى درجة التفكير في إنشاء بنوك للسلالات البشرية.كل يوم تضاف أسباب ومبررات جديدة لتلك المحرقه،وتفتح جبهات جديدة لاشتعالها الجاري بثبات وبلا تراجع،و تضعف دول جديدة لتصبح مجالا حيويا لاشتباك دام بين الأقوياء، ،وفي الطريق تضعف دول كبرى دون أن تقبل بتراجعها،وقد تقذف بالعالم كله من الشباك لتضمن البقاء.أغلب دول العالم تشهد اضطرابات وصراعات فكرية وعنصرية ودينية إيديولوجية واقتصادية واجتماعية لا يستثنى من ذلك إلا القليل.وإنتاج السلاح يتوسع بدخول دول جديدة مجال إنتاج المتطور فتكا منه،وكل مصنع جديد يبحث عن مستخدمين جدد،في وقت يجري وبسرعه نقل القدرات العسكرية لجيوش الدول إلى جماعات دينية وعرقية وسياسية محاربه، كما تجرى عملية متنامية لخصخصة الحروب وجعلها خاضعة للربحية المالية،والشركات الأمنية –العامله في الخفاء-باتت صاحبة قدرات أعلى من قدرات جيوش دول.والاقتصاد الدولي يعيش أزمات وتقلبات ترفع دولا وتخفض أخرى أو تعصف بقدراتها وربما وجودها.والحروب العسكرية والاقتصادية والبيئية والمعلوماتية والفكرية والدينية جارية وتتوسع مظاهرها ،فما بالنا والعالم يدخل مرحلة تسليم القرار وإدارة الدول لسياسيين مجانين (بالمعنى الحرفي).كثير من المجتمعات أصبحت ماكينات إنتاج لتيارات وساسه هم الأشد تطرفا وعنصرية إلى درجة الهوس والجنون.والعالم يعيش حالة تغيير خرائط جغرافيا معالم القوة ومفاعيلها ولا ينجو أحد.حلف الناتو يتعرض لحالة اهتزاز ثقه بعد تصريحات ترمب ،والمؤشرات متوسعه على احتمالات تغيير تركيا لموقفها - الدولة الثانية في قوته وقدرته-إذ تطلق إشارات تهديد بانتقالها للحلف الضد.وحلف الضد(ميثاق شتغاهاى) يتوسع ويتعمق دوره ويتعزز بما يجعل الحلف الآخر في موضع القرار.وأوروبا تبحث عن بناء قوتها العسكرية –بقيادة ألمانيا العائدة -للدفاع عن مصالحها المتمايزة عن الولايات المتحدة.وبريطانيا وروسيا يحاولان وراثة الولايات المتحدة-وهى على قيد الحياة- ويقوم الصراع بينهما في الشرق الأوسط،وكذلك تفعل تركيا وإيران ،والحال نفسه في آسيا بالنسبة للصين التي تحاول وراثة أمريكا في آسيا ،فهل ستقبل أمريكا هنا وهناك أم ستسخر قدرتها العسكرية للبقاء في موقعها.العالم الذي كان تصور أنه رتب علاقاته وأوضاعه بعد الحرب العالمية الأولى،اكتشف العكس فقامت الثانية ومن بعدها الحرب الباردة –التى كانت مشتعله بوقود من دماء بشر الدول الصغرى-ثم حرب أمريكا لفرض الهيمنة المطلقة الدائمة،والآن تجرى إعادة إحياء كل المعارك على الأسس التي جرت عبر التاريخ-حرب الأفكار والهويات وصدام الحضارات-من حرب قيام الإمبراطورية الفارسيةإلى الحرب على الإسلام إلى حرب إعادة تشكيل الامبراطورية الروسية ..الخ.الآن تعود اليابان للساحه الدولية ،بعد أن غيرت عقيدتها العسكرية للتحرك العسكري خارج جغرافيتها،والصين فرس رهان تغيير التوازنات الدولية في كل المجالات.كل ذلك يجري والعالم يعيش أجواء الحرب فعليا.فأينما تول وجهك تجد قتالا وحروبا وصراعات واضطرابات رغبات بالانفصال وإعادة تشكيل الدول،وأعمال تدخل دولية وإقليمية حتى صار الكل –الدولي والإقليمى-مشاركا وفاعلا وضد بعضه بعضا.طالع صورة العالم.القرن الإفريقى كله ومنطقة وسط إفريقيا من تشاد إلى جنوب السودان إلى إريتريا وإثيوبيا إلى الصومال في حالات حروب وتدمير،والصراع على إفريقيا كلها مستعر.والشرق الأوسط هذا حاله من اليمن وليبيا إلى العراق وسوريا.وأوروبا الشرقية عادت موضع صراع وحروب والحال يختلف في كل جوار الصين. والدول الكبرى التي كانت حقيقة صامتة لم تعد كذلك،من أمريكا إلى بريطانيا إلى إسبانيا إلى الهند إلى باكستان و روسيا والصين،فكلها مليئة بالتفجرات وتشهد مطالبات بالانفصال.بل حتى الدول الوليدة (جنوب السودان)أو التي في طريقها تصبح دولا (كردستان العراق)على أنقاض أخرى تعيش اضطرابا وتفجرا.المشهد مرعب حقا.
1720
| 23 ديسمبر 2016
كان المشهد داميا بغزارة السيل الجارف،وكل الآلام احتشدت في حلب لتنهك النفوس وتدميها بكاء وحسرة .هناك حشد الروس والإيرانيين ومن خلفهم الأمريكان والأوروبيون،كل طاقاتهم تحت غطاء الأسد والإرهابيين المصنعين لديهم.وهناك ارتكبوا كل أنواع البشائع التي ابتكرها القتلة عبر تاريخ البشرية وكل أشكال الخداع والفتنة التى عرفها التاريخ.لكن حلب لم تهزم،وثوارها لم يهزموا،بل هى صمدت وهم صمدوا،ضد كل هذا الحشد.وخلال صمودهم وصبرهم وتضحياتهم توصلوا لنظرية الثورة السورية،وفى ذلك لم يخرج ما جرى على كل ما جرى في كل الثورات عبر التاريخ الإنسانى.لقد حدث التغيير المؤهل لتحقيق الانتصار،والآن يمكن القول بان الثورة السورية فى طريقها للانتصار.لا نقصد هنا كلاما لرفع المعنويات أو منحا للأمل فى لحظة استعصاء الألم .فذاك هو قانون وخط سير الثورات،جميعها ودون استثناء.لقد هزم الثوار الكوبيون فى مطلع أيام ثورتهم وكادوا يقتلون جميعا،وقبلها حاول كاسترو إحداث التغيير فانتهى أمره إلى السجن.وهزمت محاولة هوجو شافيز الأولى للوصول للحكم،وقبض عليه وسجن.بل جرى الانقلاب عليه واعتقاله وهو رئيس.وهزم بل تعرض ثوار الحزب الشيوعى الصينى للإبادة حتى لم يبق منهم سوى عدة مئات-فى بلد المليار وربع-لكن الهزيمة كانت البداية للمسيرة التحررية العظمى التي تواصلت لأكثر من 15 عاما ،قطع الثوار خلالها الف ميل-بدات بخطوة واحدة-وعندها كانت بداية انتصار الثورة.وهزمت ثورة روسيا الاولى والثانية وهرب الثوار الى خارج روسيا منفيين او مطاردين لنحو 12 عاما.كما ليست مصادفة أن تعرضت ثورات الربيع العربى لمثل تلك الحالة ..جميعها.الثورات لا تُعلَّم بالمدارس ولا في الجامعات،ولا تخطيط استباقيا لها،وإلا لما كانت ثورة شعب.والثورات ليس لها وصفة جاهزة لتحقيق الانتصار.والثورات يجرى تعلم قانونها الخاص بكل بلد فى الميدان.وكل ثورة تتعرض –بلا استثناء-لمرحلة أولى عفوية تقلد فيها غيرها فتفشل وتتعرض لهزائم قاسية ومرة ومريرة،ومن الهزائم يصل الثوار "للشفرة الجينية الخاصة للثورة ببلدهم" والتى لا يصلح غيرها.لقد حاول البعض في الصين تكرار تجربة لينين في روسيا،فهزموا شر هزيمة.وحاول ثوار أمريكا الجنوبية –جميعهم تقريبا-تكرار تجربة كاسترو ففشلوا جميعا...إلخ.وكذا خاض الفلسطينيون تجربتهم الأولى فى الأردن وحققوا انتصارات لكنهم أخرجوا وتشتتوا،ومن بعدها تكرر المشهد في لبنان،وحين رست سفينتهم على أرض فلسطين كانت البداية الحقيقية.الثورات والمقاومات وكل فعل أو عمل شعبى،هذا طابعه وتلك وقائع الدنيا والحياةأو تلك طبيعة التغيير.القانون الخاص للثورة أو النظرية المحددة والمؤهله للنجاح بكل ثورة-للأسف- هى حالة خاصه بها ولا تنطبق على غيرها ،ولا تكتسب ولا يتم الوصول إليها،إلا بالخبرة والتجربة.فالثوار لا يولدون ثوارا،وهم لم يكونوا حكاما ليدركوا توازنات إدارة الدول والأقاليم والعالم.وجهدهم وخبرتهم لا بتلك المتوفرة لإدارات الدول والجيوش التى يواجهونها.والثوار في موضع الرفض والمواجهة دوما ممن يحكمون الدنيا،فهؤلاء يخافون كل تغيير قادم.والثوار أبدا لا يكونون على مستوى محدد وناجح في تنظيم أعمالهم ودورهم وعلاقاتهم بالجمهور العام إلا عبر التجربة خلال ثورتهم.ولذا لم تهزم حلب ولا ثوارها،وهم لاشك قد تحرروا الآن من أخطائهم الاستراتيجية التى علقت بتجربتهم،مثلهم مثل كل الثوار فى الدنيا.وثورة سوريا انفتح أمامها الطريق لمعرفة الشفرة الجينية للنجاح عبر تجربتهم هم .
1404
| 16 ديسمبر 2016
حصل مرشح اليمين العنصري المتطرف على أصوات نصف الناخبين إلا قليلا في انتخابات الرئاسة النمساوية، وهذا هو الأهم في مؤشرات التغيير الحادث في المجتمعات الغربية. قبله نجح دونالد ترامب بأصوات الناخبين الأمريكيين أيضا -بما أحدث صدمة وأضاء أنوار الخطر في الداخل والخارج- والآن ينتظر العالم نتيجة المفاصلة الانتخابية في فرنسا وبمن ستأتي.. هل تأتي بمن هو أشد تطرفا أي مارين لوبان، أو بالأشد تطرفا -دون تكرار- فرانسوا فيون. وقبلها شهدنا وصول اليمين الأشد تطرفا للحكم في إسرائيل. في البداية كان نتنياهو متطرفا في مواجهة أمثال ليفني وإيهود باراك، فيما كان ليبرمان هو الأشد تطرفا والمنبوذ في لعبة الحكم. والآن صرنا أمام حكم يتقاسمه الاثنان معا، فيما انتهى ما وصف باليسار الإسرائيلي، بل انتهى الوسط أيضا.نحن إذن أمام انتقالة خطرة في طبيعة ومعالم قوة ظواهر التطرف والفاشية والنازية والعنصرية والقومية والشعبوية داخل المجتمعات الغربية، إذ انتقلت من حالة المجموعات الأولى الصغيرة المنبوذة والمرفوضة -وقد عرفناها من الهجمات على النقاب والمآذن والمساجد والمقابر- إلى سطوة تلك الأفكار على قطاعات مجتمعية كبيرة، وتحولها إلى تيارات ذات جماهيرية انتخابية منافسه، والأخطر أنها تسللت داخل الأحزاب التقليدية القائمة، بل سيطرت على بعضها ليصبح الحكام في الدول الغربية ممثلين أو معبرين عن تلك الأفكار والتيارات شديدة التطرف والعنصرية.تلك الوقائع الصادمة، تظهر أن المجتمعات الغربية تشهد تحولات كبرى، إذ باتت تسيطر على قطاعات من الرأي العام بها، أفكار وسياسات وممارسات التمييز على أساس الدين والعرق واللون. وتظهر أن الدول الغربية مقبلة على إعادة تشكيل سياساتها الخارجية تجاه المجتمعات والدول الأخرى، وفق معالم هذا الفكر، بعد وصول معبريه وممثليه إلى سدة الحكم. هل هي أزمة هوية في المجتمعات الغربية؟ أم أننا أمام تحولات عميقة، ستنتهي إلى إفراز مرحلة جديدة من السياسات الاستعمارية، وهذه المرة بغطاء شعارات دينية؟ أو هل ستنتقل التصرفات والأفكار التي رأيناها ضد المآذن والحجاب والمسلمين واللاجئين والمهاجرين، من حالة داخلية تجرى خارج إطار القوانين والدساتير، إلى سياسات في مواجهة الإسلام والمسلمين تحديدا، وهل ستقوم تحالفات دينية ومصلحية بين روسيا والغرب في مواجهة الدول الإسلامية؟المؤشرات الصادرة عن ترامب وفيون وبوتن ونتنياهو وغيرهم، تؤكد أن عالمنا الإسلامي في مواجهة، حرب ملونة بألوان التطرف الديني والعنصري. وتقول إن العالم يعيش ذات المشهد الخطير الذي سبق وأنتج الحرب العالمية الثانية، حين ظهرت تلك التيارات الفاشية والنازية، لتزج بالعالم إلى تلك المذبحة والمحرقة البشرية الدامية. وإن الجديد الآن، أن الحملة لم تعد ضد اليهود ولا تجري كصراع بين الدول الأوروبية على الدول الأخرى، بل بتشكيل تحالفات دولية ضد الإسلام والمسلمين تحديدا. هكذا تحدث ترامب، ومؤخرا شن مرشحه لمنصب مستشار للأمن القومي -مايكل تي فلين- هجوما على الإسلام لا يقل تطرفا عما فعله رسامو الكاريكاتير البذيء، والحال نفسه في أقوال فيون ولوبان في فرنسا... إلخ.لهذه الأزمة ولتلك التحولات أسباب عميقة منها ما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي وديني، لكن السؤال المحوري: هو لم الهجوم على الإسلام والمسلمين تحديدا؟هل هناك من يحول حراب هذه الظواهر تجاه الإسلام قصدا وعمدا؟ لم المسلمون فيما هم ليسوا منافسا عسكريا ولا سياسيا ولا اقتصاديا للغرب؟ هل هي حقبة استعمارية جديدة تحت شعارات دينية؟
900
| 09 ديسمبر 2016
تستعد الساعتان الإقليمية والدولية لتغيير توقيتاتهما -وربما لتغيير اتجاه دوران عقاربهما- ولذا بات ضروريا أن يأخذ الحسم مجراه في اليمن قبل أن تتغير التوقيتات، التي سيضيف حدوثها أعباء جديدة على كاهل الشرعية والثورة والشعب اليمني والتحالف العربي لدعم الشرعية. سلاح الوقت صار الأمضى في معركة اليمن الآن، والانتظار وممارسة المناورات ومتابعة الحسابات وفق القواعد والتصرفات السابقة، في انتظار تلك التغييرات وبعدها، سيدخل الأوضاع في دوامة، قد تكون الأخطر.أمران سيجريان، أحدهما إقليمي والثاني دولي، كلاهما يكاد يكون متحققا حدوثه، وكلاهما سيحمل متغيرات لا يجب انتظار جريانها فيما اليمن لم تحسم قضيته.الأول، هو حسم معركة الموصل التي وإن استطالت فالحسم فيها متوقع، ومعركة حلب بدورها تمضى في اتجاهات أكثر دموية. وبعدهما سيكون الجانب الإيراني -بكل تحالفاته- في وضع الباحث عن تحرك يوظف فيه فائض قوته ما بعد حسم أخطر معاركه، ولذا صرنا نسمع اسم اليمن ويتردد في تصريحات الحشد الطائفي. هذا التغيير سيحمل عنوان اندفاعه جديدة للحلف الروسي الإيراني، باتجاه الملفات التي لم تحسم بعد في الإقليم، وأهمها الملف اليمنى.والثاني، أن ترامب بات متماسا بشكل أوثق الآن مع الحدث الإقليمي عبر تصريحاته، ومن خلال تأثيرات ومترتبات تشكيل فريقه الرئاسي، وكل يوم يمر سيكون تأثيره أقوى على قرارات البيت الأبيض وسكانه المغادرين. والأمر سيصبح تاما بعد أن يجلس في البيت الأبيض خلال شهرين. ترامب سيربك المشهد الإقليمي كله وسيغير توجهات حركة الإقليم وأحداثه، وكذا الوضع الدولي، وإذ تتحرك الساعة الإقليمية الإيرانية والروسية لحسم معركتي الموصل وحلب قبل وصوله تفاديا لإرباكاته ولفرض أمر واقع، فواجب الشرعية اليمنية أن تسرع الخطى لحسم أمر الشرعية في اليمن قبل وصوله أيضا، خاصة بعدما قام كيري بتحركه الدرامي الذي يصفه بعض المعلقين الغربيين الآن، بالحركة التمهيدية للتغييرات التي سيحدثها ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية.هذا الإلحاح على ضرورة الإسراع بالحسم دون إبطاء، لا يحمل أي إيحاءات بأن ما مضى من جهود كان بطيئا، ولا يحمل معاني الانتقاص من الجهد الجبار الذي حققته الشرعية اليمنية والثورة والشعب والتحالف العربي في مواجهة وإدارة تلك الأزمة الطاحنة، بل هو بمثابة رؤية للمتغيرات المتوقعة، ومن قبل هو بناء على ما تحقق وجعل الحسم ممكنا. لقد جرت خلال المرحلة الماضية أعقد عمليات إعادة تأسيس لجهاز الحكم والدولة في اليمن. جرت تحالفات سياسية وقبلية وجهوية لإعادة بناء النظام السياسي -وهي حالة أعقد من تضاريس جبال اليمن- وجرت عملية شديدة التعقيد لبناء جهاز تنفيذي، وفي القلب منه إعادة بناء الجيش اليمني، بعد أن سيطر الانقلابيون على الحكم والجهاز العسكري والإداري والاقتصادي في البلاد. كما جرت جهود جبارة لحشد المواقف الإقليمية ومواجهة ألاعيب ومناورات الدول الكبرى... إلخ.لكن عامل الوقت لن يكون في صالح تحقيق الحسم إن تأخر، وتحقيق الحسم فيما بعد تحقق التغييرات الإقليمية والدولية المؤكد وقوعها، سيتطلب كلفة بشرية ومالية أكثر. وفي الأقل هو سيتطلب إحداث تغييرات في معادلات المنظومة الداخلية التي هي بالكاد في طور الاكتمال، قد يصعب إصابة النجاح في إنجازها. لا يجب الانتظار، فالوضع الإقليمي والدولي سيشهدان تغييرات وضغوطا أشد تعقيدا باتجاه جعل الملف اليمني موضع مساومات وتقسيم المصالح والنفوذ، بعد تغير خارطة المواقف والمواقع في الفترة القادمة.
1213
| 02 ديسمبر 2016
ظهرت السياسة الخارجية الأمريكية عارية بأهدافها ونواياها الحقيقية في اليمن،تحت ضغط صمود القيادة الشرعية والمقاومة والشعب اليمني والتحالف العربي،وبفعل ما تحقق من انتصارات وما أعد ويجري لتحقيق النصر النهائي الحاسم على الانقلابيين .انكشفت السياسة الأمريكية التي حاول كيري –ومن خلفه أوباما-مرارا وتكرارا عدم إظهار أهدافها والتغطية عليها عبر نشاط ودور وخطط المبعوثيين الدوليين.وعلى طريقة "الرايح –المغادر-يكثر من الفضائح ولا يهتم"،قام وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى بتنحية أو طرح الموفد الدولي إسماعيل ولد الشيخ جانبا–بعدما رفضت الشرعية اليمنية خطته الأمريكية الصنع–وتقدم هو بسفور ليعلن عن عقد اتفاق منفرد ومباشر مع الانقلابيين من الحوثيين والمخلوع صالح لتنفيذ الخطة التي رفضت الشرعية اليمنية مجرد استلامها.أعلن كيرى عن اتفاقه مع الانقلابيين دون مشاركة أو مشاورة أو أخذ رأى أو وضع مصالح الشرعية والشعب اليمني في الحسابات،بل صار يضغط على الشرعية للقبول بها.انكشف المستور عن دعم الولايات المتحدة للانقلاب منذ بدايته وعن تحريكها جهود بن عمر ومن بعده ولد الشيخ لشرعنة الانقلاب،وبات معلنا للجميع أن الولايات المتحدة هى من تعطل دخول قوات الشرعية لصنعاء ،وليس غيرها.جعل كيرى من نفسه حاكما مطلقا لليمن ،يفعل ما يشاء بمن يشاء هناك،ويقرر ما يشاء لمن يشاء ،وفي الوقت الذي يشاء.قرر هو ما يجب أن تكون عليه أوضاع اليمن الآن وفي المستقبل،دون اعتبار لا للشرعية المعترف بها من كافة دول العالم،ولا للثورة اليمنية التي أطاحت بعلي صالح ومافياته ،ولا لقرارات الحوار الوطني اليمني التي حددت حجم ودور الحوثيين في النظام السياسي اليمني ،ولا لقرارات الأمم المتحدة التي طالبت بإنهاء الانقلاب ،ولا لغيرها.والغريب هنا أن الرجل لا يفعل ذلك كعنوان للسطوة والسيطرة والجبروت الأمريكى،إذ الأحوال التي تُرى بالعين في المنطقة -وفي العالم- لم تعد تشي بشىء من ذلك.وأنه أقدم على هذا السلوك الغريب والمريب بعد أيام من لقاء الإعداد لعملية التسليم والتسلم الذي جرى بين الرئيس الأمريكى الجديد ترمب والرئيس المغادر أو الآفل هو وإدارته،وقد كان بإمكانه أن يتريث وهو الذي ما طل لتمديد الأزمة اليمنية لوقت طويل .وذلك ما جعل البعض يتحدث عن دوافع وأهداف تتعلق بمستقبل كيرى نفسه ،إذ لا منطق سياسيا او زمنيا يدفعه لما أقدم عليه بتسرع ورعونة.والأشد غرابه أن كيرى فضح حقيقة الموقف الأمريكى من جميع قضايا المنطقه،دفعة واحدة- بما فعله في اليمن،وهو بدا للآخرين وكأنه أراد أن يهوي بمطرقة على ما تبقى من مصداقية للمواقف الأمريكية ،إذ ذهب ليعقد اتفاقا ينصب الحوثيين وصالح–ومن خلفهم إيران-ويخلع الرئيس والحكم الشرعي ويوجه ضربة نهائية للثورة اليمنية وكل تضحياتها،في وقت تتناول فيه الأقلام والتحليلات تلك المعلومات الموثقة عن السياسة النفاقية الأخرى في ليبيا ،إذ العالم يمتلىء بالمعلومات والتحليلات عن مساندة عسكرية أمريكية للانقلابى حفتر،رغم الادعاءات الأمريكية العلنية بمساندة حكومة طرابلس ودعم اتفاق الصخيرات الذي كانت هي الطرف الراعي له والفاعل فيه والضامن لتنفيذه. كيري كشف في آخر أيامه أن السياسة الأمريكية تستهدف توسيع وتعميق أعمال الهدم والإبادة في المنطقة وأنها سياسة عدمية ،إذ أن توقيع كيري لهذا الاتفاق مع الانقلابيين ومحاولة فرضه ،لا هدف له سوى حرف المسار اليمني،ليدخل في دائرة النماذج الصراعية العدمية والتدميرية الجارية في سوريا والعراق والصومال على اليمن أيضا،وفي بقية عموم المنطقة.
1538
| 18 نوفمبر 2016
هو الزلزال على وجه الأرض،لا فى باطنها.نحن لسنا أمام انتخاب رئيس لأقوى دولة مهيمنة ومسيطرة على وجه الأرض،بل أمام تغيير حاسم فى الوضع الحضارى والاستراتيجى والأيديولوجي والثقافي والسياسي والسلوكي لأمريكا في إدارة الصراعات والتنافس وتقسيم المصالح بين الدول الكبرى،فترامب ليس فريقا انتخابىا ،بل قوى مجتمعية متنفذه وأجهزة دولة أمريكية تسعى لتغيير شامل في أمريكا والعالم.وذاك هو الدافع للشعور الغامض الذى يجتاح العالم بسياسييه ومواطنيه،كما هو الدافع للتغيير الذى أحدثه الجمهور العام في داخل الولايات المتحدة.ولذلك فلنأخذ صورة سيلفى مع عالم اليوم الذي سيتغير أمام أعيننا ،إذ نحن أمام النسخة الأشد اضطرابا من جورج بوش.لكن التغيير لن يكون كله باتجاه الأسوأ فى الجوانب،كما يتصور الكثيرون،فحضور ظاهرة ترمب وسعيها لتغيير أمريكا والعالم بتلك الطريقه،لن يكون شرا كله ،بل سيحقق فرصا حقيقية لدول العالم للتأثير الإيجابى على حياة البشرية ،لمن يدرك أبعاد ما يجرى والفرص التى يتيحها.فوز ترامب هو الرد المكافىء على قوة الدولة القومية والبعث الحضاري في روسيا وفق منطق الدولة المحاربة بقيادة بوتن.وهو الرد المواجه والمكافىء لصعود قوة الصين وبعثها الذي يتقدم بها لتقصي الولايات المتحدة عن الكرسي الإمبراطوري للهيمنة على البشرية ،ولذا سيكون ترمب عنوانا لتصعيد الصراع مع الصين إلى آفاق يعلم الله مداها،وما الكلام الإيجابي عن بوتن إلا تركيز على الصراع مع الصين.وهو إعلان توأمة مع التغييرات الشعبوية المختلطة بالعنصرية التي أدت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى تحت عناوين تحقيق الاستقلال،وسيؤدى فوز ترامب ،إلى مزيد من صعود اليمين المتطرف في أوروبا ،فأمريكا ستقود أوروبا نحو هيمنة هذا اليمين الفاشى.وهو قول حاسم لأوروبا بأن زمن الرعاية والحماية المريكية قد ولى،وقد بات عليها إنهاء حالة رفاهيتها والتحول إلى نمط جديد مختلف من الدول المحاربه على الطراز الروسى الراهن والأمريكي القادم.وهو قول حاسم بأن الولايات المتحدة تخلى مرحلتي جورج بوش وباراك اوباما ،وتتحول من استراتيجيتهما (الأول بعنوان تحقيق الهيمنه،والثانى بعنوان قيادة العالم) لتصبح دولة قومية تعيد بناء ذاتها وفق أولويات التجديد الداخلى على حساب الأدوات والآليات القديمة لمشروعها الامبراطورى .ترمب هنا عنوان لأزمة الولايات المتحدة ،تحت عنوان إعادة بناء أمريكا العظمى. الآن نحن إزاء بعث فكرة الدولة القومية على حساب فكرة وحالة الدولة الامبراطورية التى أنهكت أمريكا وإعادتها للوراء على صعيد ديونها الخارجية وحياة مواطنيها .وفوز ترمب هو رد متأخر –وربما منظم أيضا-من الفكر العنصرى والشعبوى الأبيض على نجاح باراك أوباما مستفيدا من فشله فى إنفاذ شعارات التغيير التى طالما رددها.وهو عاصفة تضرب النخب الأمريكية التى اهترأت وجمدت مستريحة لما حققته من الهيمنة والسيطرة على المجتمع الأمريكى والعالم،فنحن لسنا أمام فعل جماهيرى مبسط بل فى مواجهة قرار لمؤؤسات ونخب جديدة ومفاهيم أخرى مختلفة ليست بعيدة عن ما تراه مصالح مؤسسات الدولة الأمريكية،التى عبرت خلال السنوات الأخيرة عن شديد انزعاجها من ساسة البيت الأبيض. والحدث ليس شرا كله.هى فرصة لاستقلال أوروبا بقيادة ألمانيا وفرنسا.وهى فرصة –أو خيار إجبارى-لتحالفات عربية وإسلامية ولو تحت عنوان حماية النفس،وقد يمنحها الارتباك الذى سيثيره وصول ترامب فى أمريكا،الفرصة لحسم بعض الصراعات المعلقه.وهى فرصة لتفكيك قبضة أمريكا على العالم،.ولتلاحم سيجرى حتما بين نخب أمريكية ستجد حكم ترامب خطرا على الحريات والإنجازات البشرية ،ونخب أخرى في مختلف أنحاء العالم .
1607
| 11 نوفمبر 2016
بعيدًا عن حرب الديوك الجارية بين كلينتون وترامب، وعن لغة التسطيح الجارية في الحملات الانتخابية لكلا المرشحين، فلكل منهما برنامج وخيار استراتيجي جد متناقض مع الآخر، وفوز أي منهما سيشكل علامة فارقة في الوضع الاستراتيجي الدولي للولايات المتحدة. وهكذا، فبعيدا عن حكاية طرد المهاجرين وإهانات ترام للمسلمين، وعن قصص حروب الروايات والاتهامات الجنسية التي تشنها هيلاري، فالخلاف الجوهري بين مرشحي الرئاسة الأمريكية -أو بالأحرى بين القوتين الداعمتين لكلا منهما- يتعلق بالوضع الاستراتيجي الدولي للولايات المتحدة الذي هو العامل الحاسم في مجمل أوضاعها الداخلية. وتلك إحدى مفارقات الانتخابات الأمريكية، التي تجري جوهريا حول أوضاع واستراتيجيات أمريكا بالخارج، فيما تجري في الإعلام وفق نمط الاتهامات المتبادلة والتجريح الشخصي بين المرشحين.ترامب هو التعبير عن الانتقال الثالث في الوضع الاستراتيجي الأمريكي بعد الحرب الباردة، فيما تمثل كلينتون محاولة لامتداد الانتقال الثاني الذي مثله أوباما. قاد أوباما استراتيجية أزمة تحول أمريكا من فكرة وخطة الدولة "المهيمنة"، إلى فكرة وخطة الدولة "القائدة"، وذلك ما يفسر كل مواقفه. لقد سعى سلفه جورج بوش لفرض "الهيمنة" الأمريكية على العالم، مستخدما كل أدوات القوة العسكرية والضغط السياسي والدبلوماسي على دول العالم، تحت شعار "الحرب على الإرهاب"، لكنه فشل، إذ انتهت معاركه في الشرق الأوسط إلى قرار الانسحاب من مغامرتي العراق وأفغانستان، بعد معركة شرسة بين الجمهوريون والديمقراطيين، توافقوا في ختامها على تقرير مشترك (بيكر-هاملتون) قرر هذا الانسحاب، كما انتهت تجربة بوش إلى بروز أقطاب دولية جديدة أهمها الصين وروسيا والهند، وإلى ظهور مؤثر للدولة الإقليمية (إيران وتركيا وجنوب إفريقيا والبرازيل) بما أحدث تغييرات في وضع الولايات المتحدة فلم تعد قادرة على الهيمنة، فجاء أوباما برؤية وخطة تحول أمريكا إلى دولة قائدة، لا تتحرك خارج مجلس الأمن (كما فعل بوش)، ولا تخوض معارك صراعية أكبر من طاقتها (ونموذج سوريا والشرق الأوسط واضح عند مقارنته بغزو العراق وأفغانستان) وهو ركز جهوده على دفع الدول الأخرى للمشاركة في إدارة العالم تحت القيادة الأمريكية، أو بالأحرى على تحمل نفقات وتكاليف مواجهة الأزمات الدولية، فلم تعد الولايات المتحدة تتصدى لقيادة وإدارة الأزمات وحدها.والآن يتنافس مرشحان هما الأضعف شعبية عبر تاريخ الانتخابات الأمريكية والأقل على مستوى قدرات القيادة. ما يطرحه ترامب باختصار هو انكفاء أمريكا على نفسها، وضرورة الاعتراف بتراجعها كإمبراطورية، وإنهاء خرافة التفرد الإمبراطوري لها على الصعيد الداخلي، بإنهاء فكرة الحلم الأمريكي والتوقف عن قبول المهاجرين... إلخ، وعلى الصعيد الخارجي هو يدعو لمواجهة تأثيرات العولمة على أمريكا ذاتها وإلى تقليص دور منظمات دولية (منظمة التجارة العالمية)، وإلغاء اتفاقيات مثل النافتا، وبأن تدفع دول مثل ألمانيا واليابان تكاليف حمايتها من أعدائها... إلخ. فيما تطرح كلينتون الاستمرار في خط أوباما، الذي نجح في إدارة أزمة تراجع أمريكا بالتحول من الهيمنة إلى القيادة، لكن الأوضاع الدولية تجاوزت استراتيجيته، إذ فقدت أمريكا القدرة على قيادة العالم بنفس الطريقة ولذات الأسباب التي فقدت بها قدرتها على فرض الهيمنة على العالم في زمن بوش، مضافا إليها أسباب تتعلق بمكاسب التموضع الجديد للدول الكبرى التي لم تشارك في إدارة العالم مجانا طوال سنوات حكم أوباما.فوز هيلاري كلينتون سيعمق أزمة أمريكا، فيما يعيد ترامب أمريكا إلى داخل حدودها، لتصبح دولة كبرى لا مهيمنة ولا قائدة على أمل العودة إلى قيادة العالم أو الهيمنة عليه مجددا.
904
| 21 أكتوبر 2016
يراهن بعض المحللين على الإدارة الأمريكية الجديدة – قبل أن تضع الانتخابات الأمريكية أوزارها - ويرون أنها ستتخذ مواقف أفضل (مختلفة) في سوريا. وإذا كان أمر الصمود والصبر الإستراتيجي للثورة السورية، يرتبط في الأصل، بالاعتماد على الله، وعلى تحقيق مزيد من الارتباط بالشعب السوري، وعلى السير نحو وحدتها المفتقدة، وعلى دعم الدول العربية والإسلامية، فمواقف الإدارة الأمريكية القادمة لن تختلف عن الحالية، إذ الولايات المتحدة (كدولة، وصانع القرار الإستراتيجي الأمريكي بها)، لن ترى خيارا أفضل لأمريكا مما هو جار الآن في سوريا، ومن ثم ستتركز الجهود في البحث عن خيارات، تتعلق بالصراع مع روسيا على الصعيد الدولي أو على صعيد النفوذ والهيمنة والسيطرة في الإقليم، بل سينحصر البحث في كيفية منع روسيا من الاستفادة من التوظيف الأمريكي لقدراتها العدوانية في سوريا، وكيفية منع تحولها إلى قوة مهينة وطاردة للنفوذ الأمريكي بها. لن يجري البحث عن خيارات تتعلق بمصالح أو بأنصاف الشعب السوري أو بكيفية وقف المذابح التي يتعرض لها. والأهم أن الولايات المتحدة لن تجد لديها خيارات أخرى في معركة سوريا ذاتها، إن هي بحثت في ذلك، إذ ليست العبرة في امتلاك أدوات القوة العسكرية – وهي بالفعل تمتلك أدوات التفوق العسكري على روسيا وعلى أية دولة أخرى في العالم - وإنما العبرة في توفر الظرف الإستراتيجي، لتحقيق نتائج من استخدام تلك القوة. وبوضوح فإن إحدى مشكلات استخدام القوة الأمريكية في سوريا يتعلق بالمستفيد منها لا بأن روسيا قادرة على مواجهة أمريكا.وبوضوح أكثر، فإن دعم المعارضة في سوريا ليس الخيار الأمريكي، سواء لأن أغلبهم من السنة الذين حاربتهم وتحاربهم أمريكا من أفغانستان إلى العراق إلى سوريا، أو لأنهم أصحاب نزعة عدائية ضد إسرائيل، إن لم يكن اليوم فغدا، إذ من يحرر أرضه من المحتلين الإيراني والروسي سيتوجه يوما لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي. ووفقا لهذا التقدير الإستراتيجي، منعت الولايات المتحدة تسليح قوى المعارضة - بما في ذلك من تصفهم بالاعتدال - وتوجهت لدعم الأكراد (في تكرار لمشهد العراق) بالمال والسلاح والخبراء، حتى حولتهم إلى قوة في مواجهة المعارضة (والمواقف لا تعد ولا تحصى)، ودفعتهم في مواجهة تركيا، المساند المباشر للمعارضة بحكم الجغرافيا.. إلخ.. ولا خيارات أخرى لأمريكا في سوريا.ومن الأصل، فالسؤال الأهم هو لماذا تبحث الولايات المتحدة عن خيارات أخرى في سوريا، فيما الوضع الراهن يحقق مصالحها، سواء بقاء الأسد (ومنع المعارضة من إطاحته) أو الدور الروسي، أو استمرار عمليات التهجير للسنة.. إلخ.الأسد هو أفضل خيار للولايات المتحدة، وإن كان مفضلا في السابق، فهو الآن أفضل الخيارات، إذ تحطمت قدراته وأصبح قابلا للترويض كليا. وروسيا في كل ما تفعل، لا تسير في خط مضاد للأهداف الإستراتيجية الأمريكية، وهي إذ قدمت للمنطقة بالتنسيق الكامل مع الحليف الإستراتيجي لأمريكا (إسرائيل)، فهي ذاتها تخوض معركة مكملة لتلك التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق، إذ ليست مصادفة أن الولايات المتحدة تتحالف في العراق، مع ذات القوى التي تتحالف معها روسيا في سوريا (إيران وميلشياتها). كما ليست مصادفة أن نفس أعداء الولايات المتحدة في العراق هم نفس أعداء روسيا في سوريا. وإن عمليات التهجير الجارية في العراق (للسنة) على يد الميلشيات التي يغطي نشاطها الطيران الأمريكي، هي نفس عمليات التهجير الجارية في سوريا (للسنة) على يد نفس الميلشيات التي تحظى في سوريا بغطاء من الطيران الحربي الروسي. باختصار، فكل ما يقال عن إعادة النظر في الخيارات الأمريكية، لا يتعلق بنصرة المعارضة ولا بمآسي الشعب السوري، بل بمواجهة مخاطر تعمق الدور الروسي في المنطقة على حساب المصالح العليا للولايات المتحدة.
1156
| 14 أكتوبر 2016
لم يعرف الناس مغزى التلويح الأمريكي ببحث خيارات أخرى في سوريا، إلا من رد الفعل الروسي المتوتر إلى أقصى الدرجات. بدا الكلام الأمريكي اعتياديا حتى إنه لم يشد انتباه الكثيرين، وقال من تابعوه، كم مرة سمعنا مثل تلك التصريحات من قبل، وأن أمريكا– أوباما، سبق أن حددت خطوطا حمراء لنظام بشار فاخترقها عشرات المرات دون أن يتحرك أوباما دفاعا عن خطوطه الحمراء، وتساءل الكثيرون عن جدوى مثل تلك التصريحات الأمريكية فيما أوباما وإدارته في وضعية حزم الحقائب لمغادرة البيت الأبيض. ووصل الحال أن قال البعض، إن أمريكا تطلق قنابل دخان للتغطية على موقفها المتخاذل -ووصفه البعض بالمتآمر- إذ وقفت صامتة فيما الروس يحرقون حلب ويدمرونها على رؤوس المواطنين،بعد توقيع الاتفاق الأمريكي الروسي، بدرجة أشد عما كان يجري قبل الاتفاق.لكن ردود الفعل الروسية أثارت الانتباه للتصريحات الأمريكية. رد الروس بفزع واضطراب وتوتر وتصعيد، وكأنها الحرب أو كأن أمريكا في طريقها لإعلان الحرب على بشار. صدرت تصريحات روسية تتحدث عن رد مزلزل في سوريا، بل في الشرق الأوسط كله. وعلق الرئيس الروسي العمل باتفاقية التخلص من البلوتونيوم الصالح لإنتاج الأسلحة النووية، ووصل الحال أن تحدثت قناة فضائية رسمية روسية -تديرها وزارة الدفاع الروسية- عن تحذيرات للمواطنين من احتمالات اندلاع حرب نووية وعن بناء مخابئ نووية، وصدرت إعلانات عن نشر منظومات صاروخية جديدة في سوريا وعن وصول قطع بحرية لشرق المتوسط!فهل فهمت روسيا أنها الحرب فغالت في التهديدات لمنع اندلاعها، أم أن القيادة الروسية قررت التأثير على القرار الأمريكي قبل صدوره. الأمر قد يحمل مثل تلك المعاني، بل قد يرى البعض أن الروس قد بادروا بمثل هذا التصعيد في لهجتهم لشعورهم بصعوبة وضعهم الاستراتيجي في سوريا، حال قررت الولايات المتحدة إمداد الثوار بالسلاح المضاد للطائرات، فساعتها يكون الروس وقعوا في فخ مميت، وساعتها قد يقول بعضهم إن الأمريكان أعطوا ضوءا أخضر بتصعيد القتل في حلب وتحركوا من بعد ليقلبوا العالم على روسيا، ليدخل السلاح للثوار تحت ضغط الرأي العام.كل هذا وارد، لكن هناك من يرى أن الروس هم من قرروا اصطياد الولايات المتحدة، لعلمهم بمحدودية خياراتها في سوريا، ورأوا في تصعيد اللهجة فرصة للضغط عليها أكثر، وذلك ما يفسر اشتراطهم رفع العقوبات الأمريكية عليهم مقابل عودتهم إلى اتفاق تدمير البلوتونيوم.وأيا كانت الحسابات بين الطرفين، فالملموس هو أن رد الفعل الروسي على التصريحات الأمريكية جاء فزعا ومغاليا فيه، وأهم الإشارات على ذلك، أن ذهبت روسيا إلى أقصى الاحتمالات (الحرب) دفعة واحدة ودون تدرج في استخدام أدوات التهديد، إذ ذهبوا حد التحذير من حرب كبرى في الشرق الأوسط، وكذلك حين فتحوا ملف احتمالات الحرب النووية، وحين ربطوا بين الأوضاع في سوريا والعقوبات الأمريكية بشأن أوكرانيا... إلخ.ووسط تلك الحالة، وإلى أن ينجلي الموقف عن عودة المفاوضات والمساومات من جديد بين أمريكا وروسيا لاقتسام المصالح والنفوذ في سوريا والمنطقة -أو أن يحدث تطور في اتجاه آخر- لا بأس من القول، بأن وزن التحالف العربي الإسلامي المساند لثوار سوريا، قد زاد الآن وبات ممكنا استثمار اللحظة للضغط على الولايات المتحدة لإرسال أسلحة أفضل للثوار. وأن إيران وبشار يجلسون تحت الطاولة في انتظار نتائج ما يجري، وأن الطريق بات مفتوحا أكثر أمام تركيا لتوسيع رقعة المنطقة الآمنة.
803
| 07 أكتوبر 2016
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5058
| 20 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
4437
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3696
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2799
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2361
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1518
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1020
| 23 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
960
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
846
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
825
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية