رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جمال محمد أحمد

جمال محمد أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

1108

جمال محمد أحمد

هاشم الجاز وعشق حتى الموت

11 يناير 2016 , 01:06ص

عندما فتحت الباب في غرفة غسل الموتى بمقابر مسيمير أمس الأول لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أخي وصديقي وأستاذي الدكتور هاشم محمد صالح الجاز, أحسست بأن هاشم الجاز كاد يهم بالقيام من مكانه احتراما لي ليحييني مثلما يفعل دائما عندما أزوره في مكتبه ويخرج من وراء المكتب هاشم باشا, ولأن ما حدث في صبيحة ذلك اليوم كان أكبر من أن يصدق ويستوعبه عقل في يوم عطلة في شتاء الدوحة هو يوم السبت.. يوم الفجيعة. يوم الخبر المؤلم الذي لا يكاد يبتلعه أحد إلا بصعوبة بالغة.. لذلك لم يستطع هاشم الجاز الرجل المهذب الجميل الأنيق أن يمارس عادته في الترحاب بي وبمن عرفه في هذه الحياة الفانية بمثل قصة الجاز التي تعطي دروسا وعبر كبيرة ومليئة بعظمة الخالق سبحانه وتعالى.

لا أدري حتى هذه اللحظة بأني كنت محظوظا عندما وجدت نفسي أمام الجثمان الطاهر وآخر من نظر إلى جسد الفقيد ناظرا لعينيه المغمضتين في سبات ونوم عميق ولولا إيماني ويقيني بأن الموت حق وكل نفس ذائقة الموت لانتظرت حتى يفيق الجاز من سباته وألقى عليه التحية التي تعودت عليها معه حين لقائه..

هاشم الجاز .. الملحق الإعلامي ...في السفارة؟ مالو؟؟ في شنو ؟؟ ياخي كان بتكلم معي الصباح .. لا ياخي امبارح رسل لي رسالة في الجوال ....!! لا ياخي اتصل بي وسألني من موضوع ...هكذا كانت بعض ردود الفعل عند سماع النبأ الأليم والفاجعة ...

الناس كانوا يتحدثون عن مآثر الفقيد واكتشفت أن كل من تحدث زعم بأن له علاقة خاصة جدا مع هاشم الجاز بل وأقسم وأخرج العشرات جوالاتهم التي تحمل رسائل متبادلة مع الفقيد وبالفعل كلها ذات خصوصية كبيرة جدا لا يستطيع صنعها إلا من هو في قامة الدكتور المهذب الأديب الجميل هاشم محمد الجاز...

أنا شخصيا مثلي كبقية الإعلاميين في الدوحة كنت أعتقد أنه تربطني علاقة مميزة مع الراحل هاشم الجاز وكنت أتحدث معه بالهاتف قبل يومين من الوفاة .... لأن آخر مرة زرته في مكتبه كانت قبل أسبوع وقال لي إنه سيغادر الدوحة نهائيا في شهر أبريل القادم وسيتجه للجامعة والتدريس ويتفرغ للعلم وقلت لي يا دكتور أرجع المجلس الأعلى للصحافة والمطبوعات فهو بحاجة لخبرتك وهدوئك وجمالك لكنه ولم يكن يدري ماذا سيحدث يوم الجمعة الذي انتقلت فيه شقيقته عرفة إلى الدار الآخرة .. لم يكن يدري أن حزنه عليها كان أبديا وكان رائعا لأنه لم يطق الحياة بدونها فهي التي ربتهم وكبرتهم وطهت لهم الطعام وعاست لهم الكسرة فكيف يستقيم أن تكون الحياة بلا عرفة ... كان حزنا حقيقيا وخالصا من أجل عرفة ....وكانت إرادة رب العالمين الذي أرسل ملك الموت في مطار الدوحة في ذلك الصباح لينقل الصديق البار بأهله وشقيقته هاشم الجاز ليلتقيا في مقعد صدق عند مليك مقتدر..

و "إنا لله وإنا إليه راجعون" ...

مساحة إعلانية