رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

توفيق المديني

توفيق المديني

مساحة إعلانية

مقالات

1331

توفيق المديني

تفجر الصراع بين الرئيس بوتفليقة والجنرال (1)

11 فبراير 2014 , 01:23ص

مع اقتراب موعد الانتخابات الجزائرية التي ستجرى في 17 أبريل المقبل، وعدم حسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مسألة ترشحه لولاية رابعة، فجر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر عمار سعيداني قنبلة كبيرة في المشهد السياسي الجزائري، بقوله في حوار مع الموقع الإلكتروني الإخباري "كل شيء عن الجزائر": إن المخابرات الجزائرية تسعى لتلطيخ سمعة المحيطين بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمنعه من الترشح لولاية رابعة، داعيا رئيس جهاز المخابرات محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق مدين (74 عاماً) إلى الرحيل.

وقال سعيداني: إن "الجنرال توفيق فشل في ضمان أمن بوضياف سابقا، كما أنه يقف وراء عدد من العمليات الانقلابية، من قبيل دفع اليامين زروال إلى الاستقالة وتوظيف ملف فضيحة الخليفة".

كما اتهم سعيداني "عقداء المخابرات وبأمر من الجنرال توفيق بالوقوف وراء زعزعة استقرار حزب جبهة التحرير"، وهو حزب الرئيس بوتفليقة الذي يشهد صراعات منذ سنتين على الأقل. واحتدم الصراع منذ أغسطس 2013 عندما أصبح سعيداني أمينا عاما. وبرأ سعيداني وزير النفط السابق شكيب خليل من تهم الفساد التي وجهها له القضاء الجزائري، واعتبر ذلك "من تدبير المخابرات.. لمنع الرئيس من الترشح لولاية رابعة".

ويرى المحللون الجزائريون، أن تصريحات سعيداني النارية ضد الرجل القوي في المخابرات العسكرية الجزائرية، تستهدف نقل معركة كسر العظام من داخل الغرفة السوداء إلى العلن، فضلاً عن تسويق الصراع خارجياً على أنه معركة حكم مدني ضد حكم عسكري. ويعتقد الباحث الجزائري حسني عبيدي أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "هو المسؤول عن تعثر الوطن وليس المؤسسة الأمنية". ويرى في هجوم عمار سعيداني الحاد على الجنرال توفيق مدين، "يعكس مدى التشنج وانعدام الأفق السياسي في الجزائر"، ويقول إن "الدولة المدنية" التي يدافع لأجلها أمين عام الأفالان "تأتي عبر احترام الدستور وبإصلاحات حقيقية وليس بالإفراط في الغزل لفائدة شخص". ويتساءل إن كان بوتفليقة يبحث عن إزاحة "توفيق" ليضمن عدم الملاحقة بعد رحيله عن الحكم.

إن زوال الحظوة والنفوذ الحالي للرئيس الجزائري هو على مستوى الأمل الذي كان نجح في إظهاره في بداية ولايته الرئاسية الأولى، سواء في داخل الجزائر أم في الخارج.

فالرئيس بوتفليقة الذي وصل إلى رئاسة الدولة بوساطة العسكر – الانتخابات الشعبية كانت شكلية – بدأ منذ الأسابيع الأولى لتوليه رئاسة الجزائر في فتح بعض الملفات المقفلة التي طال انتظار فتحها، فبادر إلى تحريك ملف الهدنة بين الجيش الجزائري وتنظيم "الجيش الإسلامي للإنقاذ"، وفتح ملف الفساد، وأطال الحديث في ضرورة مقاومة هذه الظاهرة الخطيرة التي وصفها بأنها صنو الإرهاب، وهاجم شبكات المافيا المالية والسياسية التي تمارسها "النومونكلاتوراة " المحلية من جنرالات الجيش والمخابرات في موانئ البلاد، والتي اعتبرها سبب خراب الجزائر، وخواء خزائنها، وجاب أنحاء الجزائر مشرقا ومغربا، مشنعا على الفساد والمفسدين، ومن يرعاهم من السياسيين وجنرالات العسكر النافذين.

من هنا نشهد من حين لآخر بروز صراعات على السطح بين مجموعة الجنرالات والرئيس بوتفليقة، وهي صراعات قوية للغاية، تحدث اهتزازات مكشوفة ومعلنة داخل النظام.

وقد رأينا في الفترة الماضية حين دخل جناح الجنرالات في صراع قوي مع بوتفليقة ومن يدعمه من العسكر، كيف أن جناح المخابرات والجيش يتهم عن طريق جرائده، وعن طريق أحزابه، لأن لهم أحزاباً ولهم جرائد ولهم ممثلون مدنيون، يتهم بوتفليقة بأنه أخفق إخفاقا ذريعاً وأن عليه أن يرحل، وهناك أدلة على وجود الصراع بين مجموعة الجنرالات وبوتفليقة، منها الجرائد الاستئصالية التي يقف وراء كل واحد منها جنرال، وهي لا تستطيع أن تذهب في تهجماتها على بوتفليقة، والتي بلغت مبالغ عظيمة في القدح والنقد والتهجم، إلا إذا كانت قد أعطي لها الضوء الأخضر من قيادات المخابرات والجيش.

مساحة إعلانية