رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبد المجيد

كاتب وروائي مصري

مساحة إعلانية

مقالات

660

إبراهيم عبد المجيد

أيها العالم: الشعب السوداني هو المنسي

13 نوفمبر 2025 , 06:40ص

أقرأ كثيرا عن الحرب في السودان بين قوات الجيش الحكومي وميليشيات حميدتي، وكيف أن هذه الحرب منسية رغم أن أخبارها في الصحافة والمواقع والتليفزيونات في كل العالم. اللواء عبد الفتاح البرهان هو رئيس المجلس العسكري الانتقالي تمهيدا للحكم المدني كما قيل ويقال! بعد أن أطاح بالحكم المدني برئاسة عبد الله حمدوك الذي أتت به الثورة على البشير عام 2018. كان ذلك عام 2021.

 محمد حمدان دقلو أو حميدتي هو قائد قوات الدعم السريع، التي أنشأها الرئيس عمر البشير وهو في الحكم موازية للجيش الرسمي، لتكون نصيره إذا تم الانقلاب أو الثورة عليه. سقط عمر البشير بسبب الثورة السودانية بعد ثلاثين عاما من الحكم العسكري، لكن عاد الحكم العسكري. 

اشتعلت الحرب بين الطرفين ولم تنته وكل طرف يقول إنه يحمي مكتسبات الثورة.

ليس مهما لمثلي غير المنخرط بالسياسة، مَن على خطأ ومن على صواب. ولا أسئلة من نوع، كيف مثلا لم يدرك حميدتي أن مواجهة الجيش الرسمي بقوات غير رسمية، يعطي البرهان صفة السيادة؟. لكن يقفز السؤال عن الشعب ضحية كل الأطراف المتنازعة كلما رأيت عمليات القتل، ويكون ضحاياها الأبرياء من المدنيين، وآخرها ما حدث في مدينة الفاشر. الشعب هنا ليس ضحية محتل كما يحدث في غزة. الشعب ضحية أهداف قادة عسكريين في الحكم. هل خُلِق العسكريون من عسل والشعب من طين؟ شاهدت على قناة الجزيرة حوارا، حول ما انتشر عن دفن القتلى المدنيين في الفاشر في مقابر جماعية، وحرق من لم يتم دفنه. أكد المتفقون مع البرهان الأمر، وأنكره المتحدث الإعلامي لقوات حميدتي، ولم يجب على أسئلة عادية جدا، مثل كم عدد القتلى، وكم عدد الذين تم دفنهم بشكل عادي كما يقول. كانت إجابته إنه لم تصله الأرقام بعد. يتردد كثيرا الحديث عن تدخل دول أخرى في مناصرة حميدتي، بسبب مناطق لمناجم الذهب يسيطر عليها، وغير ذلك كثير لن أقف عنده. ومحاولات دول للجمع بين حميدتي والبرهان لكن لم تأتِ بنتيجة.

تحاول منظمة «إيجاد» IGAD أن تصل إلى حل ولم تصل. هي هيئة حكومية للتنمية مقرها جيبوتي تضم عدة دول أفريقية، ومن أهدافها الحفاظ على السلام والأمن وتعزيز حقوق الإنسان، وغير ذلك من مظاهر الحياة.

مثلي يعيش في القاهرة، وأعرف أعداد السودانيين الذين هاجروا أو تم تهجيرهم إلى بلاد أخرى، وفاقوا المليون في مصر. أراهم حولي في كل شارع ومقهى.

 يظل السؤال لمثلي هو عن هذا الشعب المنسي، الذي لم يعد له مكان آمن في وطنه. عن هجرته الجماعية وكيف لا يقف عندها المتصارعون، كيف ينام المتصارعون سعداء؟. سؤال قد يبدو ساذجا لكنه الله سبحانه هو الذي منحنا الضمائر. رأيت في الأيام الأخيرة أحداثا تبدو بسيطة في سوريا، مثل من يقومون بتغيير الشعارات السابقة لحزب البعث وحكومته على أسوار المدارس أو الشوارع، بشعارات أخرى تقول إن سوريا في القلب وليس أحدا من حكامها. ورأيت معرضا في أحد الفنادق الكبرى لمنتجات أهل حلب من طعام وملابس وصناعات صغيرة، تباع تحت عنوان» صُنع بحب». وطبعا رأيت من قبل عودة الكثيرين إلى سوريا بعد هجرات كبيرة، وظلم وعسف من النظام البعثي. ورغم أن البعض يختلف مع الحكام الجدد، فما يحدث يقول إن لكل جبروت نهاية. حقا لن نصل للحل المثالي في وقت سريع، لكن أن يعيش الشعب معززا في بلاده هو الأمل، وأعيد نشر الأحداث الصغيرة في سوريا ليتذكر من ينسى.

مساحة إعلانية