رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان فريد

- كاتب وأكاديمي في أكاديمية المها للبنين

مساحة إعلانية

مقالات

462

رمضان فريد

سبتمبر قطر.. إلى أين؟

12 سبتمبر 2025 , 12:48ص

نتّفق أو نختلف السّياسة لعبة شطرنج ويتمّ تحريك القطع فيها وفق حسابات وتقديرات كلّ طرف المرتبطة بتحركات الطّرف الآخر، وهنا يكون المكسب والخسارة، والمنشغل بخسارة القطع الصّغيرة هو في طريقه لخسارة ما هو أكبر وربما يخرج بعيدا عن السّباق.

منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر الّتي استهدفت أمريكا، وأمريكا تعلن للعالم أنّها في حالة حرب وهذا الإعلان نقل الشّعب الأمريكي إلى ثقافة الحرب وإلى اقتصاد الحرب وإلى سياسة الحرب. 

وأحداث سبتمبر قطر حيث الهجوم الاسرائيلي الغادر تؤكد أنّ لغة الإرهاب واحدة وأنّ مصدره واحد سواء كان مصدره جماعة أو دولة ويجب جمع الموقف الدّولي لمواجهته.

والموقف العربي الموحّد اليوم ليس خيارا بل هو ضرورة يفرضها الواقع الجديد، فالهويّة العربيّة على المحك والسّيادة العربيّة في اختبار صعب وفكرة السّماح باختراق المجال الجوي القطري أمر مقلق للجميع ويستوجب إعادة حسابات الخليج العربي فيما يملك من أدوات وإمكانات مؤثّرة عالميّا.

إنّ الموقف العربي اليوم سيُبنى عليه مستقبل الأجيال القادمة وإن جاء على قدر طموحات الشّعوب العربيّة سنتحدث في المستقبل عن العرب قبل وبعد أحداث سبتمبر قطر ومقومات الأمن العربي متوفرة، ولكن يبقى القرار السّياسي الحكيم وتبقى الخطط بعيدة المدى مع الأخذ في الاعتبار أن محاربة الإرهاب تحتاج إلى النّفس الطّويل خاصّة إن كان الإرهاب صادرا عن دولة بارعة في صناعته. إنّ الحاجة للأمن هي أكبر التّحديات القادمة في الشّرق الأوسط والمنطقة العربيّة، والأمن ليس ترفيهًا نستغني عنه تحت أي ظرف من الظّروف أو ننتظره حتى يعود لأنّه ببساطة عندما يذهب يتأخر كثيرًا حتى يعود والإنفاق على الأمن والانشغال بمسألته يجب أن يكون على أعلى المستويات وفي مقدّمة الأولويّات، واستقرار البلاد لا يعني وجود أمن بها ولكن الأمن في البلاد هو الذّي يحقّق الاستقرار لها، والردّ على الإرهاب لا يكون إلا جماعيّا وقد رأينا أمريكا تجمع الحلفاء حولها بعد أحداث سبتمبر ورغم إمكاناتها الكبرى إلا أنّها احتاجت إلى الموقف الدّولي والتّعاون الإقليمي في التّصدي للإرهاب لحماية أمنها القومي.

وفي الدورة 72 لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حذّر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته من خطورة غياب تنفيذ أحكام القانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق الملزمة وتداعيات ذلك على الأمن والسّلم الدّوليين وهذا الغياب المستمر للأحكام والقوانين في محاسبة الإرهاب هو غذاء للإرهاب وداعم لانتشاره وهو طعنة مميتة في قلب السّلام الّذي ينشده الجميع.

 

مساحة إعلانية