رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. يونس لوليدي

د. يونس لوليدي

مساحة إعلانية

مقالات

28896

د. يونس لوليدي

التراجيديا حسب أرسطو

12 أكتوبر 2014 , 01:43ص

قدم أرسطو في كتابه "فن الشعر" تعريفا للتراجيديا سار على نهجه الكتَّاب المسرحيون من البداية إلى ‏يومنا هذا حيث يقول: "التراجيديا محاكاة فعل تام نبيل، لها طول معلوم، مزينة بأنواع من التزيين ‏حسب الأجزاء، تتم المحاكاة على يد أشخاص يفعلون لا عن طريق الحكي، حيث تثير الشفقة والخوف ‏مما يسمح بالتطهير من هذه الانفعالات".. ‏

ويرى أرسطو أن المحاكاة في التراجيديا ليست محاكاة أشخاص وإنما محاكاة أفعال. ومحاكاة الأفعال ‏هي ما يشكل الحكاية، والحكاية هي قلب التراجيديا. ومحاكاة الأفعال هي محاكاة للحياة وللسعادة ‏والشقاء. وبذلك يقر أرسطو أنه من دون أفعال لا توجد تراجيديا. ‏

ولا يهتم الشاعر التراجيدي بما حصل فعلا وإنما بما يمكن أن يحصل حسب قانون الضرورة ‏والاحتمال، لذلك فالفرق بين الشاعر التراجيدي وبين المؤرخ لا يكمن في أن الأول يكتب شعرا والثاني ‏يكتب نثرا، وإنما يكمن في أن الأول يتحدث عما يمكن أن يحدث بينما الثاني يتحدث عما وقع ‏بالفعل.

والتراجيديا أكثر فلسفة من التاريخ، لأنها تتحدث عن العام بينما التاريخ يتحدث عن الخاص ‏والدقيق. ‏

وتتدخل مجموعة من العناصر في التراجيديا، فالإضافة إلى التطهير الذي ينتج عن الشفقة والخوف ‏هناك "الهارماتيا" أو لحظة التحول التي يبدأ فيها البطل الفعل الذي سيؤدي إلى هلاكه. ‏

وقد تحدث أرسطو عن وحدتي الفعل والزمان في التراجيديا، بينما تمت إضافة وحدة المكان في القرن 16 الميلادي، ونعني بوحدة الفعل أن التراجيديا لا تقوم إلا على فعل واحد حتى وإن كانت هناك أكثر من ‏حبكة. أما وحدة الزمان فهي قاعدة الأربع وعشرين ساعة، أي أن الفعل الواحد لا ينبغي أن تتجاوز مدة ‏جريانه اليوم الواحد. أما وحدة المكان فتعني أن هذا الحدث يجري في مكان واحد فقط.‏

مقالات ذات صلة

مساحة إعلانية