رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

360

جابر محمد المري

قطر رمز التنمية والعدالة الاجتماعية

12 نوفمبر 2025 , 03:00ص

اختتمت أعمال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي استضافتها الدوحة على مدى ثلاثة أيام، والتي أكد ممثلو أكثر من 40 دولة مشاركة الالتزام العملي بمخرجات القمة ومبادراتها، وذلك مع «إعلان الدوحة السياسي»، الذي اعتمد بالإجماع في اليوم الأول للقمة، وحدد 15 هدفاً لتعزيز التنمية الاجتماعية والقضاء على الفقر، تحت عنوان «نداء من أجل العمل»، وجدد البيان الختامي للقمة الالتزام الدولي بتحقيق المساواة الاجتماعية وبتنفيذ سياسات تركز على الإنسان قبل الاقتصاد. ولا شك أن الدور البارز لقطر والسمعة الدولية التي تتمتع بها ساهما إلى حد كبير في نجاح هذه القمة، وهو ما أكدته رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، بأن نجاح القمة تمثّل في تعزيز التوافق الدولي حول العدالة الاجتماعية، وتجديد العقد الاجتماعي العالمي، وأشادت بدور قطر في استضافة القمة ودعمها الدائم والمستمر للقضايا الإنسانية ودورها كوسيط دولي في حل النزاعات، ومساهمتها الفاعلة في مجالات التنمية الاجتماعية. ولعل كلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، التي افتتح بها أعمال قمة الدوحة للتنمية الاجتماعية لامست الحقيقة وكشفت مكامن الخلل التي اعترضت مسيرة التنمية الاجتماعية على الصعيد الدولي، وبأنه «لا يمكن تحقيق التنمية الاجتماعية في المجتمعات من دون السلام والاستقرار» فلا سبيل لتحقيق هذه التنمية ودفع عجلتها إلا بوقف الحروب وإنهاء النزاعات والصراعات، وآخرها تلك الفظائع التي أحدثتها الحرب في السودان وما يتعرض له أشقاؤنا في مدينة الفاشر بإقليم دارفور.

كما أكد سموه أن التنمية الاجتماعية ليست خياراً بل هي ضرورة وجودية، ولابد للمجتمع الدولي أن يتكاتف من أجل تحقيق مبادئه ومكتسباته وترجمة الطموحات إلى واقع ملموس، وهو ما تسعى له قطر دائماً من خلال ما أشار إليه سموه قائلاً: «إيماننا الراسخ بأهمية العمل الجماعي في قضايا يفترض ألا تكون خلافية لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، وحرصنا على تعزيز التنمية الاجتماعية، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الفقر، وزيادة فرص العمل، وتعزيز ما يضمن كرامة الإنسان، وتحقيق الإدماج الاجتماعي، وصولاً إلى مستقبل أكثر ازدهاراً وعدلاً للجميع».

كلمة سموه، حفظه الله، لامست شغاف قلوب من يرون أنه حانت ساعة العمل الجدي والتكاتف الدولي للوقوف ضد كل صور الاستبداد والظلم والطغيان الذي تعيشه الكثير من الشعوب التي تعاني من الفقر والجهل وغياب العدالة الاجتماعية، كما استشرفت مستقبل التنمية الاجتماعية التي تنشدها الدول وتسعى لتحقيقها في بلدانها وفي العالم أجمع.

فاصلة أخيرة

نفخر كمسلمين بأن العدالة الاجتماعية من الركائز الرئيسية التي قام وحث عليها ديننا الحنيف منذ أكثر من 14 قرناً، والتي تمثلت بقول الخالق عز وجل:

﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ النحل، آية:90. 

مساحة إعلانية