رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سمير حسين البرغوثي

* كاتب صحفي أردني

مساحة إعلانية

مقالات

591

سمير حسين البرغوثي

مسؤولية تاريخية تتجدد اليوم

14 يوليو 2025 , 05:42ص

في لحظة حرجة من التاريخ، وبينما يتصاعد العنف ويتجدد الحصار وتُنسف آمال السلام من جذورها، يعود البرلمان البريطاني ليطرح مجددًا السؤال القديم الجديد: متى تعترف بريطانيا بدولة فلسطين؟ سؤال لا يحمل فقط بعدًا سياسيًا، بل يفتح بابًا على مراجعة تاريخية مؤلمة لدور بريطانيا في مأساة فلسطين.

قبل أكثر من قرن، في 2 نوفمبر 1917، منح وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور ما لا يملك لمن لا يستحق، في رسالة قصيرة إلى اللورد روتشيلد، أعلن فيها دعم بلاده لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. جاء «وعد بلفور» في وقت كانت فيه فلسطين تحت الحكم العثماني، وتجاهل الوعد الأغلبية العربية التي كانت تعيش على الأرض وتملكها وتحميها منذ قرون.

ذلك الوعد لم يكن تصريحًا عابرًا، بل أصبح لاحقًا أساسًا قانونيًا وسياسيًا للهجرة اليهودية ولتأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

ما بين 1920 و1948، تولّت بريطانيا إدارة فلسطين بقرار من عصبة الأمم، ولكنها لم تكن إدارة حيادية. على العكس، لعبت لندن دورًا مباشرًا في تمكين المشروع الصهيوني، من خلال:

فتح أبواب الهجرة لليهود إلى فلسطين.

تسليح وتدريب الميليشيات الصهيونية.

قمع الثورات الفلسطينية المتكررة، وعلى رأسها ثورة 1936 الكبرى.

وفي عام 1948، انسحبت بريطانيا تاركة البلاد في حالة فراغ أمني، مما أتاح للحركة الصهيونية إعلان قيام دولة إسرائيل، واندلاع النكبة الفلسطينية وتشريد مئات آلاف اللاجئين.

ورغم هذا التاريخ الثقيل، امتنعت بريطانيا حتى اليوم عن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. تختبئ الحكومات البريطانية المتعاقبة خلف حجج دبلوماسية باردة، مثل «الاعتراف في الوقت المناسب»، في وقت لم تبخل فيه بالاعتراف الفوري بإسرائيل، ودعمها السياسي والاقتصادي والعسكري.

المفارقة أن البرلمان البريطاني ذاته، في عام 2014، صوّت بأغلبية لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، ولكن القرار لم يكن ملزمًا. والآن، في يوليو 2025، تتجدد الدعوات داخل مجلس العموم، وسط ضغط من المجتمع المدني والرأي العام البريطاني، إلا أن وزارة الخارجية لا تزال متمسكة بسياسة «التريث».

لماذا الاعتراف الآن مهم؟

الاعتراف البريطاني لن يغيّر الوقائع على الأرض بين ليلة وضحاها، لكنه يحمل وزنًا رمزيًا هائلًا:

هو اعتراف بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

وهو تصحيح جزئي للخطأ التاريخي المتمثل في وعد بلفور والانتداب.

وهو رسالة للعالم أن حل الدولتين لا يزال قائمًا، وأن هناك من لا يرضى بالظلم.

بريطانيا لا تحتاج اليوم إلى درس في القانون الدولي، بل تحتاج إلى شجاعة سياسية وأخلاقية. الاعتراف بدولة فلسطين ليس منّة، بل هو الحد الأدنى من العدالة تجاه شعب سُلبت منه أرضه، وحريته، وحقه في الحياة.

لقد آن الأوان أن تتحمل بريطانيا مسؤوليتها الكاملة، لا فقط عن الماضي، بل عن الحاضر والمستقبل. فالتاريخ لا يُمحى، لكن يمكن أن يُعاد تصحيحه بخطوة جريئة تُعيد التوازن المفقود منذ أكثر من مائة عام.

 

اقرأ المزيد

alsharq ترامب يستجيب لأمير قطر والقادة العرب ويعارض ضم الضفة

طالبت في مقال الأسبوع الماضي» تحديات وعقبات أمام نجاح اتفاقية وقف حرب إسرائيل على غزة»- الحاجة لتقديم ضمانات... اقرأ المزيد

282

| 26 أكتوبر 2025

alsharq ماذا استفادت القضية الفلسطينية بعد حرب غزة؟

شهدت القضية الفلسطينية واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخها الحديث، حين اندلعت مواجهة غير مسبوقة بين فصائل... اقرأ المزيد

120

| 26 أكتوبر 2025

alsharq سلامٌ على غزة وأهلها

تباشر قناة الجزيرة منذ أيام مضت أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد توقيع الاتفاق في شرم... اقرأ المزيد

144

| 26 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية