رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
- أول الكلام: أشكر كل من يتابعني في المقالات التي أكتبها عبر بوابة صحيفة الشرق القطرية، كما أشكر كل من قام تحديداً بالاتصال بي للاستفسار عن سبب وضعي لعنوان (الراتب ما يكفي الحاجة) في مقالي السابق من دون ذكر أي جزئية بالمقال مرتبطة بهذا العنوان، وأود التنويه بأنني قد كنت كتبت فقرة كاملة بالمقال السابق عن هذا الهاشتاق (#الراتب_ما يكفي_الحاجة) والذي سلط الضوء في تويتر على مجموعة من المطالبات المعيشية لبعض المغردين ولكن لأمور خاصة بالرقابة لم يتم نشرها، لذلك أود في هذا المقال أن أتوجه لهذا (الهاشتاق) مرة أخرى وأشد على يد معظم وليس كل التغريدات التي وردت به وهي حق لكل إنسان يرغب بحياة كريمة له ولكل من هو مسؤول عنه.
- نص الكلام: في مهرجان أهل القصيد وبالتحديد في الدورة الأخيرة 2013 تم فصلي مرتين من جهة عملي وإيقاف راتبي، رغم اعتقادي بأنني أُمَثِّل البلد في هذا المهرجان ولكن الحمد الله على كل حال، والمضحك المبكي في الأمر بأنني عندما راجعت المسؤول بجهة عملي كان يثني عليّ بشكل شخصي (الصيت ولا الغنى) وعلى المهرجان وعلى النجاحات المشرفة التي حققها وأصدائه الطيبة، وبعد ساعة ونصف من الثناء وأربعة فناجيل من القهوة العربية و(إستكانتين: كوبين) من الشاي قال لي (آمر)، فشرحت له مشكلتي، فرد عليّ (العذر ما اقدر أسويلك شي، أوامر عليا)، فكان بودي لو أني قذفت كل ما شربته في وجهه ولكني (تعوذت من إبليس) وخرجت من مكتبه وذهبت إلى المسؤول الأعلى منه (ونفس القصة بالضبط تكررت معاه)، ولكني بدلت القهوة العربية بالتركية والشاي بالماء وكانت النتيجة (لا شيء)، فقلت في نفسي: (لله الأمر من قبل ومن بعد، لأعود للبحرين وأقابل شغلي ابرك)، وعندما هممت بالخروج من الوزارة وجدت إحدى الموظفات (منصبها عادي جدا)، تجمعني بها صلة قرابة من بعيد، وسألتني عن سبب قدومي للوزارة وشرحت لها مشكلتي، فإذا هي تقول لي (ولا يهمك) اذهب للبحرين ومَثِّل البلد وأنا سأتابع موضوعك، وبعد شهرين راجعت الوزارة مرة أخرى وبالتحديد عند هذه الموظفة فوجدت كل أموري (متسنعة: محلولة)، ونصحتني بتقديم طلب نقل من هذه الوزارة، لأن (العين عليك) على حد تعبيرها، فقدمت طلب النقل (وفزعت: ساعدتني) موظفة أخرى بالوزارة الجديدة التي نُقِلْت إليها لكي يقبل الطلب بأسرع وقت، كما لا أنسى (فزعة: مساعدة) وكيلة الوزارة الجديدة التي نقلت إليها، ولاحظوا بأن (تاء التأنيث) قد قدمت لي مجموعة من المساعدات التي طوقت عنقي لم أجدها عند الرجل وفعلاً هناك بعض النساء (أبرك) مليون مرة من الرجل في (فزعتها: مساعدتها)، المهم انتقلت للوزارة الجديدة وباشرت عملي، فإذا بي أفاجأ بمسؤولي السابق (أبو أربعة فناجيل قهوة عربية واستكانتين شاي)، يتصل بي ليسألني متى الدورة الجديدة لمهرجان أهل القصيد؟، غير صالح للنشر ما هي ردة فعلي معه.
- قبل الختام: مجموعة من التغاريد أعجبتني: التغريدة الأولى (للبيع في ليلة العيد بأعلى سعر موعد عند الحلاق تمام 1 صباحاً – للجادين فقط)، التغريدة الثانية (هناك أشخاص بودك لو يكون لهم تاريخ انتهاء صلاحية ويفكونا من شرهم)، التغريدة الثالثة (هل سبق لك أن ضُرِبْت من عائلتك بصغرك وهربت إلى رصيف بعيد وجلست تبكي وتتوعد بالهجرة - أنا أيضا فعلت ذلك - ورجعت للبيت وضُرِبْت مرة ثانية).
- آخر الكلام: تَعاقُد اتحادنا الكويتي للكرة مع السيد (فييرا) لتدريب منتخبنا الوطني خطوة جانبها الصواب مع كل احترامي للآراء الفنية التي أيدت هذا التعاقد وذلك لأن السيد (فييرا) من نوعية المدربين الذين لا يعملون على خطة لبناء منتخبات تعطي نتائج على المدى الطويل، بل هو مدرب بطولة واحدة يقدم كل ما يملك من خبرة تدريبية بها ومن ثم لا يمتلك أي جديد يقدمه، مثلاً: فوزه مع المنتخب العراقي بكأس آسيا، ورحلته التدريبية الطويلة بدول الخليج والمغرب العربي وتوليه مؤخراً تدريب نادي الزمالك المصري ونتائجه معه خير دليل على كلامي (بصراحة أتمنى ألا يصدق ظني).
من أجواء أهل القصيد:
ليه خنتك لأن خافقي ما نساه - وين في نفس قلب تحسبه مشتريك
من متى من عرفتك وانت واقف وراه - جيت ماله شريك ورحت ماله شريك
وشخذا قول شنهو لك بقى ما خذاه - ما بقى غير قلب مقتنع ما يبيك
وش لقا فيه قلبي؟ قول وش مالقاه - اسكت الله يرحم بالعمر والديك
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
13593
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1797
| 21 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17 عاماً إلى أسمى آفاق الإنجاز، حين حجزوا مقعدهم بين عمالقة كرة القدم العالمية، متأهلين إلى ربع نهائي كأس العالم في قطر 2025. لم يكن هذا التأهل مجرد نتيجة، بل سيمفونية من الإرادة والانضباط والإبداع، أبدعها أسود الأطلس في كل حركة، وفي كل لمسة للكرة. المغرب قدم عرضاً كروياً يعكس التميز الفني الراقي والجاهزية الذهنية للاعبين الصغار، الذين جمعوا بين براعة الأداء وروح التحدي، ليحولوا الملعب إلى مسرح للإصرار والابتكار. كل هجمة كانت تحفة فنية تروي قصة عزيمتهم، وكل هدف كان شاهداً على موهبة نادرة وذكاء تكتيكي بالغ، مؤكدين أن الكرة المغربية لا تعرف حدوداً، وأن مستقبلها مزدهر بالنجوم الذين يشقون طريقهم نحو المجد بخطوات ثابتة وواثقة. هذا الإنجاز يعكس رؤية واضحة في تطوير الفئات العمرية، حيث استثمر الاتحاد المغربي لكرة القدم في صقل مهارات اللاعبين منذ الصغر، ليصبحوا اليوم قادرين على مواجهة أقوى المنتخبات العالمية ورفع اسم بلادهم عالياً في سماء البطولة. وليس الفوز وحده، بل القدرة على فرض أسلوب اللعب وإدارة اللحظات الحرجة والتحلي بالهدوء أمام الضغوط، ويجعل هذا التأهل لحظة فارقة تُخلّد في التاريخ الرياضي المغربي. أسود الأطلس الصغار اليوم ليسوا لاعبين فحسب، بل رموز لإصرار أمة وعزيمة شعب، حاملين معهم آمال ملايين المغاربة الذين تابعوا كل لحظة من مغامرتهم بفخر لا ينضب. واليوم، يبقى السؤال الأعمق: هل سيستطيع هؤلاء الأبطال أن يحولوا التحديات القادمة إلى ملحمة تاريخية تخلّد اسم الكرة المغربية؟ كل المؤشرات تقول نعم، فهم بالفعل قادرون على تحويل المستحيل إلى حقيقة، وإثبات أن كرة القدم المغربية قادرة على صناعة المعجزات. كلمة أخيرة: المغرب ليس مجرد منتخب، بل ظاهرة تتألق بالفخر والإبداع، وبرهان حي على أن الإرادة تصنع التاريخ، وأن أسود الأطلس يسيرون نحو المجد الذي يليق بعظمة إرادتهم ومهارتهم.
1173
| 20 نوفمبر 2025